ذكرى رحيل الرسول قرنق../كلول ادم بور

ذكرى رحيل الرسول قرنق

اعلم جيدا ان هذا  التعبير لايروق لدراويش اهل الملل والطوائف الدينية وقصار النظر ذلك لايهم يعجبني المعني من الكلمة حسب قولهم ان الرسول تبعث به السماء وقتما تنحرف الامور وتتنزل المظالم ويتفشي الفجورويرتع الناس في الفساد في كل مكان وناحية . انما تزعمون به من ايات واقاويل الدين ما هي ادغاس احلام تسمع ولانرى لها اثرا علي ارض الواقع المعاش
ومحفوظات ترددونها علي اذان العامة وتثبتون عكسها من افعال وسلوك وتصرفات خرقاء لا ترقي الي مستوى المصداقية. اما الرسول قرنق فظل يصور لكم الحياة اليومية وما عاشته الاجيال المتعاقبة من ذل وقهر الانسان لاخيه لكن ظللتم تدعمون عين الصور القديمة السالبة وتستخدمون مخارج الدين التي تحلون بها دماء الابرياء وقتل الآمنين باسم الجهاد وتبررون السرقة بالقوة والنهب والسلب باسم الغنيمة والانفال . ان قرنق ارقي وارفع قامة من اى قسيس او شيخ منافق وما اكثرهم في حياتنا السياسية والفكرية والعقائدية انه رجل كان يحمل شهادة الدكتوراة ويتوسد صناديق الزخيرة تحت شجرة المهقوني ويفترش الحشائش وسط مزارع باعوض المراليا من اجل تحقيق الحرية التي غابت من تراب كوش منذ ميئات السنين مثل هذا الانسان كم اتمني ان يعيش اياما اطول وزمانا ارحب لانجاز مشاريع اوفر نفعا لكن لكل مولود قدر ومصيره المحتوم .

لقد وجدت تلك العبقرية بعد ان اطلعت علي جرائمكم في الماضي القريب وغابرالتاريخ وعرضت لكم الحل البسيط السهل هو ميزان المساواة لمطلقة بين المسكان  الا ان عقولكم الملوثة بالخبائث والسقم ابت ان تستجيب لصوت العدل الذى لم تعرف له سبيل عبر الايام والسنين . ان البحوث التي توصل اليها قرنق كشفت له كل مستور ثم ابلغ طغاة الخرطوم وتحدث اليهم مبينا جل الموبقات السابقة والتي لاتزال قائمة وتمارس ليل نهار وطلب منهم خلعها لكن هؤلاء لم يعجبهم ذكرى الحقيقة و مافتئوا يرددون لغة السادة والعبيد وحديث القوى والمستضعف . ثم ناشد الرجل الذين ظلموا واحسهم علي الاتحاد والوقوف علي ارض واحدة من اجل الانتصار لقضياتهم في صفوف متراصة الا ان القوم الذين طال تنويمهم بالافيون الديني المعلوم صعب عليهم ان يحركوا ساكنا بالسرعة المناسبة مع فقر الوعي ومالبثوا  يظاهرون المعتدى ليمكنوه من انفسهم بفضل التضليل والسيطرة التي تحكمت علي افئدتهم . انما الذين يطلقون علي وذواتهم عربا وقع بعضهم في حيرة من امره حينما وجد طبعهم يتباين بما يوصفون شكلا ومضمونا و متغايرا مع  ما تكيله الخرطوم في اذهانهم من اكاذيب والبعض الاخر تمكن منه الاستلاب بعدم التعرف علي الحقيقة حتي عجز عن الرؤية السليمة للمسألة.
قال قرنق كلمة اخيرة اما ان يستوى ميزان الانصاف الكامل بدون مواربة واما ان تسير الدماء للركب ففضل الجلابة الخيار الثاني فرد الرجل هيأ انا لها ويقينا ان الحق هو الذى يربح في نهاية المطاف وجدير بكسب المعركة وتلك هي طبائع الاشياء ويقال ان دولة الظلم ساعة و دولة إقامة العدل الي قيام الساعة وكانت الجولات والمواقع التي لايغيب عنها سجل الزمن . ولاننسي قبل هذا وذاك قال لهم بهدوء بلغة الواثق من النصر نحن اخوى من اصل هذا البلد الا ان ظروفا تاريخية واستعمارية غريبة شرقية المت بنا وجلبت لنا ثقافة  التعالي واقصاء بعضنا بعضا  برغم الذى جرى هناك فرصة لتجديد العهد  فيما بيننا بحضارة العصر ونتغاضي عن جميع ماحدث من سوءات الماضي ونرحب باى طارئ وحديث الإقامة  له ما لنا وعليه ما علينا في هذا البلد المهم ان يقبل احدنا الاخر ولكن الخرطوم ورقيق البقط كانوا يسخرون من قول الرجل ويهزءون بصريحات مهينة ويقولون كيف ان يصبح له كلمة علينا انه يحلم بالمستحيل ونحن العليون . ثم اقترح الرجل بكل تواضع مشروعا دستوريا  قوميا ليصبح وثيقة او عقد اجتماعي يجد فيه كل مواطن نفسه ويضمن له كرامته وحقه بالقسط مثل غيره ان كان يعتقد الديانة البندائية او الصبائية او الهندوسية او الكنفوشية او البوذية اواليهودية اولي او العقائد الافريقية او اى ملة كانئة علي البسيطة او ينتمي عرقيا الي كوشبو او اقزام كندا او الهنود الحمر او البشمان طالما جمعنا القدر في هذه  الزريبة التي يقال لها السودان وكل عنصر فينا رضينا او ابينا يعتبر نفسه امة قائمة بذاتها ولاتقبل ان تغيب معالمها او تقر ان تعامل بصورة اقل من غيرها ويقول قرنق ان هذه الوثيقة توفر لنا جميع المتاعب المستقبلية حتي نتفرغ لبناء الدولة الحديثة  الا انهم  قالوا سرا او علي رؤوس الاشهاد كيف تصبح صفوة ال المهدى وطائفة الميرغيني والبرقاوى ابني الولي الترابي و اشراف الهندى واهل الإامام الراقص  من حوش بانقا وكافة اتباع المصطفي في طبقة واحدة مع رهط هذا النيلي داكن البشرة والفونج والزغاوى والمساليت والداجو ونوبة الجبال وغيرهم من الدهماء الذين كنا الامس القريب قبل وصول الانجليز  نبيعهم ونصدرهم كالسوائم ان قرنق فقد عقله ونسي من هو!!؟ حتي لا يوفر النظام الديمقراطي مثل ذلك  المجال عن طريق اصوات الاغلبية  فتواطؤوا علي استخدام الجيش وسلموا السلطة لضباط القوات المسلحة مشفوعا بالمنهج الاسلامي الاشد استبدادا واوتقراطية و يادار ما دخلك الشر. الدليل  دخول هؤلاء جميعا السلطة  مجددا لان الصراعهم  هو من اجل الحكم ونفوذ السطوة وحسب لاغيرو ليس الدفاع عن حق اومبادئ تستحق التضحية او باطل يوجب المقاومة لدرء  شروره .
يقول لسان حالهم الا ترون ان  هذا الدينكاوى قد تجاوز الخطوط الحمراء بما يدعو له من مساواة ولاشك انه مستغرقا في دوامة طموحات  اليقظة فاليترك هذه الترهات وما يسعي اليه امرا شبيه بانقلاب عقارب الساعة والدوران  شمالا الا ان الرجل كان جادا وحينما بدأت المعركة حاولت الخرطوم حسمها مبكرا لكن فدائيي قرنق استطاعوا منعهم من احراز النصركما كانوا يتوقعون ثم لجأت عاصمة  احمد عثمان باشا الي اساليب شق الصفوف بواسطة بعض الخونة من رجال الحركة غير الاوفياء فترنحت الثورة ولكنها لم تسقط كما تصوروا وبعد ان استعادت نصف عافيتها استأنف الطرفان الجولات فسدد الجيش الشعبي ضربات موجعة علي جهابزة الجبهة الذين تدثروا باسم الدين وشعارات حور العين واساطير الجنة ولكن كل ذلك لم جد نفعا في ايقاف الزحف الثاني. 
فطلبت الخرطوم الجلوس علي الطاولة فتم التراجع عن جملة من النقاط بعد ان اثبت قرنق  انه يعني ما يقول ويقول ما يعني فكانت نيفاشا بشرها وايجابياتها ولكن الذى لايدرك كله لاترك جله . وإثر نيفاشا بوقت قصير سقط قرنق راحلا من الدنيا بتاريخ الثلاثين من يوليو 2005 في ظروف حتي اللحظة  يشك البعض في صحة ملابساتها الا ان سلفا حسم المعركة بشئ من التضحيات التي نحن علي يقين ان الخرطوم الطائشة لن تتوقف عن مساعيها في إثارة الفتن حتي تتلقي اخر الهزائم المؤلمة . قال قرنق  يوما وهو اصدق ما يقول ان السودان لايمكن ان يعود نفس السودان بهيئته السابقة نعم ان الرسل لا تكذب اهلها بالوحي او بالتوقعات الاكيدة  الآتية . ان الخرطوم كانت تظن ان معها القوة والسلطة والاعلام  المهول والاقتصاد وزعم الرقي العرقي والدعم العربي والدبلوماسية الفاجرة يمكنها من تفك عضد الثوار واخضاعهم بالجبروت حتي  يعيشوا في مذله ابدية . اليوم ياقرنق شهدنا جل ما ذكرته في رسالتك الخالدة وتحرك غرب الوطن الذى كان غفلا  مسلوب الارادة بحكم الدين وغباشة النظرة والثقة  التي تعطي في غير محلها والارتكان الي اوهام الجلابة والعيش في غيبوبة في ظل الانجهية البغيضة  الا ان ساعة الخلاص قد اقتربت وقرعت اجراس التوعية المقرونة باصوات التحرر من مخلفات الماضي المظلم التي كانت تلبس الحق بالباطل . حيث اوشك الاندجنس ان يجتمعوا علي صعيد واحد وتسيرعلي الدرب الذى رسمته هذا هو السبيل للخروج من براسن التضليل والعدوان ياليتك تسمع مانقول ونردد  في المنهج الذى وضعته  يا إمام الابطال وان اغلب المعنيين قد انجلت الغشاوة من مقلهم وحملوا الحراب لمقارعة الطغاة ومن ظاهرهم من المنحرفين من ابناء جلدتنا والمؤجورين باتفه مبالغ المال الحرام.

والي اللقاء في طرح مغاير كاتبه كلول ادم بور

  

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *