ديسمبر نهاية سنة الخرطوم تعتلي القائمة الاسوأ في حقوق الانسان

شهر ديسمبر نهاية سنة
الخرطوم تعتلي القائمة الاسوأ في حقوق الانسان
حسن اسحق
وجهت الكثير من المنظمات الاقليمية والدولية انتقادات شديدة لحكومة الخرطوم ،ابرز الانتقادات وجهت من المركز الافريقي للعدالة والحكم الرشيد بعد اسبوع من وقوع مذبحة طلاب جامعة الجزيرة ،وصف هذا العمل الذي نفذته اجهزة لها علاقة بنظام الحكم ،بالاغتيال الممنهج وسلوك اجرامي .انتقل القتل من الجامعات الي طلاب مرحلة الاساس في معسكرات النازحين ،حيث اغتيل طالب في معسكر زمزم يوم 13/ديسمبر برصاص من قوات حكومية اثناء عودته من المراجعة مع زملاءه،ولم تتوقف سلسلة الاعتقالات التي تقوم بها الاجهزة ،وهذه المرة ابتكر المؤتمر الوطني آلية جديدة ،وهي اسلوب التخدير ،اختطف طالب يدرس في جامعة القرآن الكريم في السنة الاولي،بعد انتهاء دوامه الدراسي ،وكشفت منظمة اقليمية ان طلاب دارفور استئصلت منهم انسجة واعضاء ،وتشكل هذه الوقائع انعكاسات خطيرة ،ومن جانب الحكومة التي تتباطأ في فتح ملفات التحقيق لتقديم المجرمين العدالة وهذا ما صرح به وزير العدل قبل ايام ،وايضا احتل السودان المرتبة الاولي اعلي بلدان العالم تعرضا لمخاطر انتهاكات حقوق الانسان ، وتليها جمهورية الكنغو ،والصومال،وذكرت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية ان هناك كشوفات باسماء جديدة لمسؤولين تورطوا في جرائم ضد الا نسانية . واثناء التظاهرات التي عمت الخرطوم بعد اغتيال الطلاب الاربعة ،قام جهاز الامن والشرطة باستخدام القوة المفرطة ضد الطلاب المتظاهرين والمطالبين باسقاط الحكومة ،اعتقل العشرات وغالبيتهم من دارفور ،وطالبت منظمة العفو الدولية في بيان لها السلطات السودانية بوقف قمع التظاهرات فورا بعد اسبوع من الاضطرابات التي كانت نتائجها اعتقال المحتجين او اصابتهم ،واشارت الي ان الشرطة السودانية استمرت في استخدام القوة المفرطة اثناء التظاهرات في الخرطوم خلال الاحتجاجات التي نددت بمقتل الطلاب الاربعة ،مستخدمة الغاز لتفريقهم ،ونبهت المنظمة الي ضرورة امتناع السلطات عن استخدام القمع في التعامل مع هذه التظاهرات السلمية ،وحث الحكومة السودانية علي ان تحترم الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير ،وطالبت بان اي تحقيق يجب ان شفاف ومحايد. ومسيرة الاعتقالات تواصلت بعد التظاهرات الاخيرة،احتجزت السلطات الامنية زعيم تحالف قوي الاجماع الوطني،فاروق ابو عيسي ،بعد حضوره منتدي لاحد احزاب المعارضة ،وفي بيان لقوي المعارضة ،انتقد التحالف
نظام الجبهة الاسلامية جهاز الامن لفرض رقابة دائمة علي منزل فاروق ابو عيسي ،وذكر البيان ان النظام اوشك علي النهاية. بينما وصف المركز الافريقي للعدالة والحكم الرشيد ماحدث لطلاب جامعة الجزيرة بالاغتيال الممنهج ضد ابناء دارفور، وايضا بالسلوك الاجرامي تنتهجه قوات الامن التابعة لجماعة المؤتمر الوطني في السودان ضد ابناء الاقليم الغربي في الجامعات والمعاهد العليا ،وذكر المركز ان لديه معلومات صحيحة وموثقة خالية من الريب والشكوك تفيد المعلومات ان الطلاب الضحايا تمت ضدهم عمليات بتر واستئصال اعضاء قبل ان يقتلوا جميعا ويلقي بهم في مجاري المياه بطريقة وحشية .وذكر المركز ان هذه الاعمال عمل اجرامي ممزوج بطابع عنصري.ويري ايضا ان الطلاب مورس ضدهم العنف ازاء حياتهم وصحتهم وسلامتهم البدنية والعقلية وذلك من خلال القتل منها عقوبات بدنية والتشويه.وفيما يتعلق بازمة دارفور ،اعلنت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسوده ان هناك دراسة لتوجيه تهم جديدة الي مسؤولين سودانيين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور ،الا ان المدعية لم تفصح عن اسماءهم ،وذكرت بنسوده امام مجلس الامن الدولي ان الهجمات علي البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي(يوناميد) في دارفور بوضع العراقيل امام تقديم المساعدة الانسانية وعمليات قصف وهجمات اخري علي المدنيين ،ومثل هذه التصرفات كما تقول المدعية تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة ،واضافت بنسوده ان وعود الحكومة السودانية بالقيام بمبادرات السلام تتناقض مع الانشطة علي الارض التي تدل علي انهم مازالوا يرتكبون جرائم ضد المدنيين باعتباره حلا لمشكلات الحكومة السودانية في دارفور. وانتقل الموت هذه المرة من الجامعات الي معسكرات النزوح في دارفور ،قتلت قوات الاحتياطي المركزي الطالب بمرحلة الاساس مبارك ابراهيم احمد بخت وكان مبارك من ستة طلاب ممتحنين لشهادة الاساس ،وكانوا يذاكرون جماعيا ،نتيجة لعدم توفر الكتب المدرسية بمعسكر زمزم (ب) حي مهاجرية حسب ماورد في راديو دبنقا ،واوضح نازح ان قوات الاحتياطي اطلقت النيران بطريقة عشوائية ما ادي لمقتل الطالب مبارك علي الفور،واستنكر مواطنون عمليات القتل التي تلاحق الطلاب ،وقالوا انها انتقلت من الجامعات الي المعسكرات ،وصف الوضع بالتطور الخطير ،ويجب ان يجد الادانة ويقدم الجناة للمحاكمة. وهذه المرة انتقلت عمليات
النظام الاجرامية من اغتيال الطلاب والاختطاف الي تخديرهم ،اختطف الطالب والي الدين حسن الذي يدرس بجامعة القران الكريم السنة الاولي بواسطة علي متن عربة ،وطافوا به محليات ولاية الخرطوم ،ام درمان،والخرطوم بحري ،ثم عادوا به الي نقطة الانطلاق ،واثناء طوافهم حقنوه بحقنة مخدرة في رجله اليمني ما ادخله في غيبوبة ،وعثر عليه امام منزل وبجواره تلفونه،وقال الطالب والي الدين حسن لاحدي المواقع الالكترونية(عندما سألتهم ماذا تريدون مني ،قاموا بصفعي علي وجهي ومزقوا ملابسي،وهم يقولون ،لا تسأل وحينما يرن الجرس،يمكنك الرد بصورة تلقائية الي تم حقني بالحقنة المخدرة . في ذات السياق ،آخر تقرير لمؤسسة مابلكروفت باعتنارها اشهر مؤسسات العالم لتحليل المخاطر ،وهي تستند علي معايير البنوك والشركات متعددة الجنسيات وكذلك وكالات الامم المتحدة والحكومات ،وبحسب تقريرها السادس لهذا العام ،صنفت(32) دولة باعتبارها تواجه انتهاكات جسيمة بزيادة 60% علي مدي السنوات الستة الماضية ،ومذكرة ان سبب ارتفاع الا نتهاكات الي زيادة الاحتجاجات علي الاوضاع الاقتصادية الاجتماعية واستمرار حملات الاجهزة الامنية علي المعارضة السياسية ،وبحسب المؤسسة مخاطر حقوق الانسان في العشر دول الاكثر مخاطرة وهي علي الترتيب ،السودان،الكونغو الديمقراطية،الصومال،افعانستان ،باكستان،ميانمار،العراق،وسوريا،اليمن،واخيرا جنوب السودان ،واشار الي الشركات متعددة الجنسيات ان تهتم بالنتائج ،ومضيفا انها معرضة بصفة خاصة لمزاعم التواطوء مع انتهاكات حقوق الانسان،وقالت المديرة التنفيذية ل(مابلكروفت )،اليسون ورهيرست تدهور افق حقوق الانسان ليس فقط غير مقبول ،وانما كذلك ينبئ بالمخاطر السياسية وتعطيل الاعمال ،وبحسب قائمة اطلس التابعة للمؤسسة السودان اعلي بلدان العالم تعرضا لمخاطر انتهاكات حقوق الانسان.
في يوم 15 ديسمبر تعرضت قريتي المنزلة التابعة لمحلية رشاد بولاية جنوب كردفان وقرية كلورو لحريق نفذته مليشيات الحكومة ،ونتج عن الحريق خسائر مادية ،محاصيل الزراعة وكذلك المخزون،ونهب لمواشي المواطنين في القريتين ،ويقدر عدد النازحين من القريتين بألف فرد،واغلبهم توجهوا الي ابو جبيهة والعباسية وتجملا ،واغلبهم في العراء خسارت ممتلكاتهم ،ويعانون من نقص حاد في مستلزمات الحياة اليومية. ويضيف الناشط مصطفي هارون ،بعد رسم صورة عن اوضاع حقوق الانسان في البلاد ،ويقول مصطفي من ان الجانب المادي في حياة الناس اليومية ،هناك معاناة شديدة ،الدواء غالي الثمن ،المواطن الفقير لا يملك نقود الشراء ،واصبحوا يأكلون وجبة واحدة في اليوم ،جراء ارتفاع الاسعار ،واشار الي حكومة الخرطوم تمنع المنظمات من ان تقدم خدمات للمواطن المسكين ،وفيما يتعلق بجانب الحريات ،الكبت والتضييق السمة البارزة ،وذكر ان النازح في معسكرات ،من الصعب ان تعبر عن رأيك صراحة ،واذا صرح اي فرد وادلي برأيه ،سيتعرض للتصفية او التعذيب ،وفي اغلب المدن في غرب السودان حالة الطوارئ تقيد الحركة والثامنة اقصي فترة للتجول في المدن او غيرها، وصار الناس فيها يخشون فتح الابواب اذا طرقت ليلا، ويواصل مصطفي حديثه ان فترة الخريف في دارفور ،من اكثر الفترات التي يتعرض في المزارعين من استهداف مليشيات الجنجويد ،واغتصاب الفتيات اللاتي يرافقن امهاتهن للمزارع ،ويعود الي جانب الحريات،ويقول ان الحكومة تريد ان يستمر هذا الوضع ،لان هذا الوضع يساعد علي بقائه اطول فترة ،وفي حال وجود بيئة بها حريات،هذا يعني نهايته بكل تأكيد،ويضيف قبل عامين قررت منظمة فرنسية ان تبني مستشفي بمواصفات عالمية في مدينة زالنجي ،لكن السلطات منعت ذلك،حتي لا تتحقق الرفاهية للمواطن،واما موضوع الطرق التي تربط المدن الدارفورية مازالت بعيدة عن الطموحات ،وشكك مصطفي في فتح ملف التحقيق في قضية اغتيال طلاب دارفور في جامعة الجزيرة قبل ايام، ومصداقية اللجنة اللجنة التي كونتها الحكومة سواء وزارة العدل او التعليم العالي ،وقال ان الطالب محمد موسي بحر الدين قتل ،وعوضية عجبنا ،والي الان ،لا نتائج عن هذه الجريمة ،واضاف ان المطالبة بفتح تحقيق ،وصفها بالمهدئات والمسكنات ،واشار الي الجاني هو القاضي. في ذات السياق يضيف ناشط اخر،الحبو ادم ،ان حكومة المؤتمر لا تضع اهتمام للحق الانساني في السودان ،وهناك استفزاز للمواطن من قبل الشرطة،
وسرد الحبو حكاية حدثت له ،عندما القت الشرطة القبض عليه في مدينة ام درمان ،اثناء تناوله الشاي في احد اماكن الشيشة (النرجيلة)وقال ان القاضي في اثناء الجلسة ،لايعط اي فرصة للمتهم الدفاع عن نفسه،وذكر ان رجال الشرطة يعاملون المواطن معاملة في غاية في السوء ،وقال ان رجل الشرطة يضرب الافراد المتهمين وينظر اليهم ،كأنهم لا شئ . واضاف الحبو ان المتهم اذا اراد ان يدافع عن نفسه ،القاضي يضيف للمتهم غرامة زيادة ،واوضح ان هناك متهمين القي القبض عليهم في محلات تعاطي النرجيلة ابرياء ،ولم يتعاطي اي شئ سواء الشاي،وبعد كل هذا حكم عليهم القاضي بغرامة مالية،لم تتوفر لهم فرصة للدفاع عن انفسهم او توكيل محامي لمساعدتهم،ويتفق الناشط الحبو مع مصطفي في جانب الحريات وحقوق الانسان في السودان ،والمح ان الحديث عنها في هذه البلاد مجرد استهلاك،لا يغير من واقع الحال شىيئا ،وكل تتجه نحو المجهول،وحتي القضاء الذي كنا نعتقد انه محايد،لا يساند الا صاحب السلطة،وهي الحكومة ، والمسكين وحده يتحمل عواقب الكبت في جميع النواحي.
حسن اسحق
صحفي
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *