دردشة مع ود إكيفه عند ست الشاي

ود إكيفه سائق حافلة ركاب أصلع الرأس  في خط
بحري السوق ليبيا جلست إليه تحت راكوبة
ست الشاي بالقرب من دلالة العربات فبعد جلوسنا
حول القهوة والجبنة والفناجين وجدته
مستاءاً من حال السودان الراهن وبالمناسبة فإن
إسمه الحقيقي ليس بود إكيفه ولكنه
لقب أطلقته عليه حين وجدته يخرج علبة البرنجي
فظننته في بادئ  الأمر انه سيخرج
سيجارة برنجية تكون عزاء له وهو يحاول ان يتكلم
من القلب المُتعب ولكنني لاحظته
يخرج من داخل علبة البرنجي التي يزيّن بها جيبه
كيس تُمباك من النوع العماري الجيد
فبعد وضع السفة ونفض يديه بعيداً عن جلسة القهوة
والحديث هنا كله منسوب لود إكيفه
فماذا قال : أسمع يا زول قديما عندما كنا في ذلك
الزمن الجميل كان الفنان السوداني
هو صوت الشعب وهو ضميره وهو روحه فهو إن تغنى
بأغنية تأتي كأغنية وطنية صادقة وقوية
في كلماتها ومعبرة عن حال الوطن وإرادة الشعب
وتجبر الشعب على ان يتغنى بها لأنها
كلمات تخرج من القلب و إلي القلب ومن رحم معاناة
الشعب السوداني أين عمالقة الفن
السوداني مما يحدث الآن في السودان !! ؟ أين أنتم
يا جهابظة الأغنية السودانية أين
محمد وردي ؟ وأين محمد الأمين ؟ وأين صلاح بن
البادية ؟ وأين حمد الريح ؟ وأين
زيدان إبراهيم وأين الكابلي وترباس ؟ وأين كل
القدامى والشباب الجُدد مما يحدث الآن
في المشهد السوداني والبلاد في طريقها للتقسيم
الحق والحق أقول بأن دوركم الوطني
غائب تماما ولا يوجد أحد منكم ينافح بصوته
الجميل سوى أبو العركي البخيت وهو الوحيد
الذي يستشعر بأغنياته حال الوطن وهو يئن تحت
وطأة التقسيم والتفتت والمآلات المُرة

هل إنتهى دوركم الوطني ؟؟؟
وهل أصبحتم أدوات للطرب في الأعراس على قِلتها
؟؟؟
ثم إستطرد ود إكيفه قائلاً وهو يغير موضوع
الحديث إنت عارف أنساك من ديل أصلو الضرب
على الميت حرام وبدأ بتصويب حديثه نحو
التلفذيون فماذا قال :
كإنسان سوداني بسيط مُتعب من اللهث وراء لقمة
العيش عندما أجلس لمشاهدة التلفذيون
السوداني ينتابني شعور بأن التلفذيون في طريقه
لأن يتحول لأداة باعثة للإكتئاب
والحالات النفسية والتخويف بالجلد والسيف
والبتر والقطع والصلب ونقل أخبار القتل
فكيف بالله ان يكون التلفذيون مكانا لترويع
الآمنين ونقل أخبار القتل التي يمارسها
الصوارمي ومن معه في حق أبناء هذا الشعب وكيف
للقوات المسلحة ان تتفاخر بأنها حصدت
بالآلة العسكرية الحكومية أرواح كذا من ابناء
دارفور !!! أليس المشاهدين هم أهالي
هولاء الضحايا أليسوا بآبائهم وامهاتهم
واعمامهم وخيلانهم !!! والمذيع يقرأ الخبر
بنبرة المنتصر المُتهكم وهو يقول لقد حصدنا
أرواح كذا وكذا من حاملي السلاح
 أليسوا هُم من أبناء هذا الوطن ؟؟؟
والمشاهدين هم أهلهم وذويهم
!!!!!!!!!!!!!
ود إكيفه يستجمع قوته وينهض ليقول شدو حيلكم
غيروهم
عبد الله بن عُبيد الله
ولاية إنديانا
الولايات المتحدة الأمريكية

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *