دارفوكردفان .. وللجنرال محمد الناير بُوتشا مـّن يـُكاتبه

دارفوكردفان .. وللجنرال محمد الناير بُوتشا مـّن يـُكاتبه
حامد حجر ـ دارفور الميدان ـ  وادي  باري ـ الأراضي المحررة
عندما كتبت العنوان أعلاه ، كان في  ذهني رائعة الكاتب العالمي ـ غابريال غارسيا ماركيز ، ليس للجنرال من يكاتبه ، لكن في حال المناضل القائد محمد الناير الملقب بــ( بوتشا ) ، وجد في البريد الأكتروني خاصتي متسعاً وألقاً ليبوح ، ببعضٍ مما آلمه من شأن وطنه السودان ، فبسبب حبه لبلده في زمن كوليرا المؤتمر الوطني ، قاسَ الأمرين ، وأنت عزيزي القارئ تستطيع أن تحبس العَبَارة في مُقلتك والغصة في حلقك وتقرأ الآتي :
القائد حامد حجر وكل ثوار حركة العدل والمساواة السودانية الاشاوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، عيد مبارك عليكم وكل سنة وانتم بخير ، القابلة ان تتحقق كل الامانى الطيبة وتحرير هذا الوطن الجريح

عبرك أحى قيادة الحركة والابطال فى الميدان على الانتصارات الباهرة والصبر على المكروه والخطوب..انا من المؤيدين لثورة الهامش المسلحة ضد السلطة الغاشمة فى الخرطوم ومن الرافضين لاى نهج سياسى مع هذا النطام حيث ظللت من الداعمين لهذا التوجه منذ ان كنت طالبا بجامعة الخرطوم وسكرتيرا اعلاميا لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم عن دورة التحالف 2007-2008م عن تنظيم الجبهة الوطنية الافريقية ال ANF . حيث تم اعتقالى بعد دخول حركة العدل والمساواة الى ام درمان بيوم بعد ان اصدرت بيانا باسم اتحاد طلاب جامعة الخرطوم داعما ومؤيدا لهذا الهجوم واسقاط النظام بالقوة العسكرية وضروة توحيد كل جهود الهامش السودانى فى هذا الاتجاه..حيث تم تعذيبى بالكهرباء واساءة عنصرية مهينة يعف لسانى عن ذكرها والضرب بالدبشك فى اماكن حساسة من جسدى وجراء هذا التعذيب اصيبت كليتى اليمنى بخلل فى اداء وظيفتها واصبت بكسر فى اليد اليسرى وتورم فى الخصيتين ونزيف داخلى حاد وفقدان للذاكرة بسبب صعقات الكهرباء لمدة 3 اشهر ..بعد ان دخلت فى غيبوبة لا ادرى كم من الزمن تاكد لجهاز الامن ان حالتى ميئوس منها والموت لى كان محققا ، تم القائى على قضيب السكة حديد بالقرب من موقف شندى بالخرطوم بحرى فى منتصف الليل وانا على هذه الحالة المذلة دون واعز من ضمير منهم او اخلاق ..عند صلاة الصبح دبت الحياة فى جسدى المنهك من التعذيب شيئا فشيئا ..فتحسست بنطالى الذى تمزق من التعذيب وصار لونه احمرا من الدم ..فوجدت تلفونى معى وبه من الرصيد ما يكفى لعمل رسالة…فارسلت رسالة الى زملائى بداخلية جامعة الخرطوم واخبرتهم بمكانى …فهرع كل طلاب الداخلية فى جنح الظلام فى رحلة البحث عنى..شاء الله ان يكتب لى عمرا اخر..فما بين وصولهم والقطار الذى كان متجها نحوى اقل من الدقيقة بقليل..فلولاهم وقدرة ربنا لكنت فى عداد الاموات..لانى لا استطيع الحركة وكنت ملغيا على خط السكة حديد تماما كانهم ارادوا لى هذه الميتة الجبانة..وفى مستشفى حوادث الخرطوم  رفض ضابط البوليس استخراج اورنيك 8 للعلاج لانى قلت ان الذى فعل بى هذا هو جهاز امن النظام وهو كان مصرا على ان يقيده فى المحضر ضد مجهول..فتدخل احد افراد الشرطة وهو ينتمى الى قبيلة الهبانية بعد ان علم اننى انتمى اثنيا الى قبيلة المسيرية..ولعمرى تيقنت من المصير الذى قادنا اليه هذا النظام حتى ننزوى وراء قبائلنا واعراقنا..ولا ادرى ماذا يحدث لو كنت لا انتمى الى المسيرية وذاك الى الهبانية؟!! انه سودان الانقاذ حقا
.!!
فى المستشفى تم رفض حالتى وعبر تبرعات الزملاء تم الحجز لى فى مستشفى الفيصل بالخرطوم حيث اجريت الفوحصات والاشعة المقطعية…وبعد شهر قرر الطبيب ان اذهب الى خارج السودان لان الكلى تحتاج  لفحوصات لا تتوفر اجهزتها فى السودان..بعد جهد مضن ووقوف زملائى معى تحصلت على تذكرة سفر لمصر ..وقبيل المغادرة تم اعتقالى لبضع ساعات واستولوا على كل مستنداتى واوراقى الثبوتية وتقارير الطبيب والاورنيك وقالوا لى (قد)..لم اصاب بالاحباط لان كل شىء كان بالنسبة لى متوقعا..الا ان الشىء الذى لم اكن اتوقعه مطلقا ان جامعة الخرطوم بكل مكانتها العلمية ان تكون بلا اخلاق (فكم فرحنا بها وغنيناها: الجميلة ومستحيلة) حيث اصدرت مدرسة العلوم الادارية التى ادرس بها فصلى النهائى من الجامعة بحجة غيابى عدون اذن من الجلوس للامتحانات وانا فى السنة الدراسية الرابعة وتبقت لى 3 اشهر من التخرج..دون مرعاة لظروفى التى على علم بها او حالة الاسرة التى دفعت كل غالى ونفيس من اجل ان اتعلم لمدة 16 سنة؟!! وعند مناقشة عميد الكلية فى هذا الامر قال مافى اى اورنيك مرضى وصل اليه منى…!! وناقشت مسجل الكلية ايضا قال لى ان الاورنيك اوصله بنفسه الى العميد ورجعت للعميد قال لى نادى لى المسجل وتعال بعد يومين…جئت بعد اليومين المقررين..قال العميد الجابك شنو؟ انت ما طالب عندى..رجعت للمسجل قالى لى يا زول انا لا شفتك ولا بعرفك…(هذه حال جامعة الخرطوم المنارة العلمية كما يقولون)…رفعت امرى لله ورضيت بالمقسوم وعدت الى بيتنا مذهولا…وللحقيقة منذ العم 2006م أسست تنظيم طلابى سرى باسم جبهة طلاب جنوب كردفان لمقاومة سياسات المركز بالولاية عبر المنشورات السرية والتمهيد للمقاومة الشعبية المسلحة وكانت له روافد فى جامعات النيلين وجوبا والاهلية والاسلامية وكردفان والدلنج…بعد شهرين اتصل بى احد ضباط الامن وقال لى نحن سنعيدك الى الجامعة ونمنحك 50 مليون جنيه نقدى وعربة كامرى ومرتب شهرى وتشتغل معانا وتجيب لينا معلومات عن الحركة الشعبية – قطاع الشمال والتى كنت عضوا فى مركزية الطلاب فيها قبل ان اقدم استقالتى…ولاول مرة اتفوه بكلمات نابية لا تم الى تربيتى السودانية بصلة..حيث قلت للضابط(كثم امك) انا لم ابيع دم اهلى وحقوقهم بمال الدنيا..هذه من شيمتكم انتم وليس الاحرار…ولو كنت انظر للامور مثلك لما حدث لى ما حدث…حريتى لا تشترى بكل اموال الدنيا يا سافل..فقال لى تنبذ سيدك …حتشوف يا ابن الكلب..وفصل الخط.
وكانت لدى اتصالات مع القائد ابوبكر كادو وصديقى وزميلى بجامعة الخرطوم ضو البيت كبور بحركة تحرير السودان – قيادة الوحدة ..فارسلنا لهم د. جمعة الوكيل حماد انقل والقائد سعيد توتو للتنسيق مع حركتهم وتكوين حركة كردفانية حتى نستطيع نقل الثورة الى كردفان..فكونا الجبهة المركزية لاستقلال كردفان فى 2008م وتم تغيير اسمها الى جبهة جيش تحرير السودان 2009م برئاسة د.جمعة الوكيل..وبعد شهر وصلتهم فى الميدان احمل بالاضافة الى غبن المهمشين غبنى الشخصى تجاه هذا النظام البائد الذى لا بد ان يسقط او يسقط..فى كل هذا الخضم هنالك حقيقة واحدة انه اذا لم تتوحد كل جهود ونضالات وحركات الهامش فى بوتقة واحدة لا نستطيع اقتلاع هذا النظام من جذوره وسيظل يضرب بعضنا بعضا..فعدو الوطن واس البلاء والشقاء فى السودان هذا النظام..هذه دعوة منى للتواصل والتنسيق المشترك سياسيا وعسكريا واعلاميا واستخباراتياً
ارجو ان توصل هذه الرسالة الى كل قادة الحركة…مع شكرى الجزيل وتمنياتى لكم بالنصر المؤزر.
ثورة حتى النصر ، ثورة حتى القصر
القائد\ محمد عبد الرحمن الناير (بوتشر)
الامين العام لجبهة جيش تحرير السودان- كردفان 
رسالة المناضل الجنرال محمد ، لم تنتهي هنا ، فقد قمت بحزف وتصرف في جزء من الرسالة لأنها خاصة ، وذات علاقة بطبيعة ما تنبئكم به الأيام القادمة في كردفان ، والجنرال بوتشا رجلٌ قوي ، ولم يندم علي ما أصابه من ضيم ، حيث قال في رسالة أخري أكثر قوة : ( الرسالة السابقة هى جزء قليل من ممارسات النظام الفاسد وتخريبه حتى لقلاع العلم والاستنارة..وهنالك الكثير من الانتهاكات تحدث لاخرين اكثر بشاعة ولا يستطيعون الوصول للاعلام او خلافه..هذا موقف مررت به وانا سعيد بها جدا لانهم قوة دفع ثورية بالنسبة ,فالظلم الذى وقع على شعبى تلظيت بشىء من ناره..وهى لم تكن سببا فى خروجى لميدان الشرف والكرامة ولكنه عجل بالذهاب..شكرا لهذا القدر الذى كل اتذكره اتذكر الشهداء والجرحى والاسرى والمشردين وضحايا الاغتصاب..فى تقديرى ان معركتنا مع النظام واعوانه لم تبدا بعد بل فى مرحلة التاسيس الاولى للثورة لاقتلاعه من جذوره..عبرك تحياتى للاستاذ المناضل تاج السر جبريل تيه الذى التقيته مرات عدة بصحبة صديقى اللواء تلفون كوكو ابو جلحة وقل له ان محمد بوتشا يزجيك التحايا العطرات النضرات وسر للامام فاءن شعبك من خلفك وان قضية كردفان الكبرى وكل الهامش لن تموت ولم تموت ).                                                                     
                                                                                                             
حامد حجر ـ الميدان ـ 17 نوفمبر 2010

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *