بسم الله الرحمن الرحيم
خطاب رئيس اللجنة التحضيريه للجبهة الوطنيه العريضه
الاخوه المناضلون و الاخوات المناضلات:
احييكم باسمي ونيابه عن اللجنه التحضيرية المؤقته التي تولت الدعوة لهذا اللقاء التاسيسي التاريخي والذي قطعاً سيكون له ما بعده في مسيرة وطننا الحبيب.
لقد حددنا هذا المؤتمر ليصادف الذكري السادسه والاربعين لثورة اكتوبر المجيده والتي كانت اول ثورة شعبيه عارمه قضت علي اول حكم عسكري شمولي في تاريخنا الحديث قام بعد استقلال السودان. فقد اعتدت الشرطه علي داخليات جامعه الخرطوم في الحادي والعشرين من اكتوبر 1964 وقتلت طالباً و فجر ذلك تراكمات الغضب الشعبي ضد النظام الشمولي واشعلت مرجل الثورة في كل مكان فما كانت الا ايام حتي خر النظام صريعا واسترد الشعب حريته وديمقراطيته.
وجاء بعد ذلك الانقلاب العسكري المايوي في 25\5\1969 ثم الانقلاب العسكري الانقاذي في 30\6\1989 تمدداً ظلماً وقهراً واستبداداً حتي بات البعض يفاضل في السودان بين الانظمه الشموليه وهون البعض من فداحة الجرم الذي وقع بانقلاب 17\11\1958 ولا بد هنا ان نذكر ان نظام نوفمبر كان اول انقلاب عسكري في تاريخ السودان الحديث فسن بذلك اسوأ السنن ويتحمل وزر من عمل بها لاحقاً، فكان اول نظام يلغي الدستور و يحل الاحزاب و يحل النقابات وكان اول نظام ابتدع نظام الاعتقال التحفظي واول نظام بعد الاستقلال ينشئ محاكم عسكريه لمحاكمه المعارضين واول نظام يحكم بالاعدام وينفذ حكم الاعدام في من حاول الاطاحه به. و علي هذه الاركان الشريره تطاولت الانقلابات اللاحقه وتمددت افقياً و رأسياً في نشر الظلم و الأستبداد علي ذات القواعد. و اذا كان شعبنا قد ثار لمقتل طالب فهو في الأنظمة الشموليه اللاحقه وبفعل الضربات المتلاحقه وتمزيق القوي وتفريقها واتباع اساليب شيطانيه في قهر المواطنين وضعف القيادات السياسيه فقد قلت الحساسيه الوطنيه فلم تقم الثورات بمقتل المئات من طلابنا في الجامعات وبمقتل مئات الالوف من اهلنا في دارفور وفي جبال النوبه وكردفان وفي بورسودان وامري وكجبار و قتل الابطال في معتقلات النظام واغتيال المناضلين في 28 رمضان واعدام المواطنين في مالهم دونما جريره.
ولعله الان قد بلغ السيل الزبي وبلغت القلوب الحناجر واقترب بركان الثورة من الانفجار.
لقد تعرض شعبنا لصنوف القهر و الاستبداد كافة وللتشريد والجوع علي يد هذا النظام الشمولي الاقصائي الفاسد المهووس الذي جثم علي صدر الوطن بانقلابه في الثلاثين من يونيو 1989، ذلك اليوم المشئوم النحس في تاريخ بلادنا.
لقد تصدت قيادات شعبنا السياسيه والنقابيه والعسكريه والمدنيه لهذا الانقلاب وقادت ملاحم من النضال والبذل والعطاء. فاستشهد العديدون وتشرد الملايين داخل السودان في معسكرات النزوح من الجنوب ودارفور وهاجر الملايين من ابنائنا في المهاجر والفيافي واكتظت المعتقلات والسجون المعلومه و غير المعلومه ونُصبت محاكم المجازر في 28 رمضان ومايو 2008، واُعدم الابرياء ظلماً و عدواناً وعاش شعبنا مسبغة و فقراً وخرجت الحرائر يبغين سؤالاً وذُبحت الفضيله تحت لسع الجوع و الهوان.
وسعي النظام الي قهر من يطالب بحقه المشروع فاشعل حرباً مدمرة علي المواطنين في غرب السودان فقتل مئات الالاف واحرق الوف القري جواً وبراً وشرد جل شعب دارفور في المخيمات و المعسكرات ويسعي الان الي تصفيتهم داخل تلك المخيمات والمعسكرات تجويعاً وارهاباً لتركها هرباً حتي يفقدوا حتي حياة الهوان فيها واعتدي علي الحرائر من بناته و نشر الفتنه بين مكوناته وارتكب افظع جرائم الحرب و الجرائم ضد الانسانيه وجرائم الابادة الجماعيه.
لقد افرغ النظام الخدمة العامه والقوات النظاميه من المخلصين من ابناء الوطن ليعين اهل الولاء و الطاعه والمصالح الخاصه وحشد في الاجهزة العدليه من قضاء ونيابة الموالين الذين ينفذون مشيئته واصدر وابقي علي ترسانه من القوانين تهدر الحقوق وتقيد الحريات العامه والخاصه التي تصادر حرية التعبير والتجمع والراي والنشر وما زال يعمل علي اصدار المزيد من التشريعات التي تلغي حرية الصحافه وحرية اقامة الندوات والتجمعات.
لقد نشر النظام الفساد في اوصال العمل العام وتمرغت القيادات العليا وذويها ومحاسيبها في مستنقع النهب والسرقه والعمولات حتي اضحي وطننا الرابع في الفساد دولياً واصبح الدولة الفاشله الثالثه دولياً والثالث في انعدام مباهج الحياة، كما اصبح رئيس البلاد الرابع من بين طغاة العالم.
لقد اساء هذا النظام ايما اساءة للدين الاسلامي الحنيف، فهو في الظاهر يرفع راية الدين والمشروع الحضاري وفي الواقع ينكس رايات الدين ويهينها و يبخس مقدارها، فهو يرتكب الموبقات باسم الدين ويقهر الناس ويصادر الحريات باسم الدين، ويقتل المواطنين مسلمين وغير مسلمين باسم المشروع الديني ويرتكب الفساد والتفسخ باسم الدين، واخيراً يسعي الي تمزيق السودان والقضاء علي وحدته باسم الدين وقسم المواطنين ضراراً باسم الدين وفرق بين ابناء الوطن الواحد باسم الدين. وكان حصاد كل ذلك ردة موجهة الي اصل الدين الاسلامي الحنيف.
لقد اتبع النظام نهجاً عنصرياً فرق بين الناس باسم العرق وتعالي علي الاخرين واطلق الاوصاف لكل اثنيه و عرقيه.
لقد فقد سوداننا سيادته واستقلاله فتصدرت قضاياه الاجندة في كثير من دول العالم واصبحت بنداً دائماً في كل المنتديات الدوليه يقرر فيها ما تريده لنا. ووفدت لاول مرة بعد خروجها من السودان عام 1955 قوات اجنبية بلغت 35 الفاً من الجنود تجوب وطننا في مناطق السودان المختلفة ومهمة بعض هذه القوات حماية المواطن السوداني من اعتداءات سلطه النظام.
لقد ارتكب النظام من الجرائم افظعها في حق المواطنين في دارفور و قتل بدم بارد مواطنيه في أمري وكجبار وبورسودان وغيرها. و لما كانت العدالة هي الوجه الاخر للسلام فان غياب العدل يطلق الفوضي والخصام والمواجهة. ان الاجهزة العدليه في سودان الانقاذ عاجزة بل غير راغبة في ملاحقه الجناة، و كيف لها ان تفعل ذلك والنظام الذي انشأها هو الجاني و المسئول. ان عجزها بائن في غياب التشريعات المجرمة للافعال وفق القانون الدولي وقت وقوع الجرم. وواضح ايضاً في غياب النيابة المستقله القادرة علي التحقيق والضبط حيث انها تابعة للجهاز التنفيذي تأتمر بقراراته. وفي صدارة الجهاز التنفيذي الجناة المجرمون. واذا تجاوزنا عن ذلك فكيف للاجهزة العدلية ان تلاحق الجناة وكلهم يتمتعون بحصانات قانونيه و دستورية لا يجوز معها ملاحقة الجناة لو توفرت القدره او الرغبه في ذلك. و بعد كل هذا وقبله فان القضاء تابع للنظام و رموزه منفذ لارادته ومشيئته. و من ثم فانه وبكل المنافذ والمداخل لا يمكن البته ملاحقة الجناة داخل السودان في ظل هذا النظام ومن يقول بترك الأمر للقضاء الوطني من سودانيين وعرب وافارقه انما يبررون الجريمة ويخلون ساحة الجناة ويقفون ضد الضحايا و يجيزون الدم المهراق. ولما استحال ملاحقة الجناة في داخل السودان في ظل هذا النظام كان لزاماً احالة الأمر للقضاء الدولي بقرار مجلس الامن الدولي رقم 1593 تحت الباب السابع والدعوة للمحاكم الهجين هي دعوة يعلم من يقول بها استحالة الاخذ بها فهي هروب من مواجهة الأمر ودعم للقضاء الدولي بلغة ناعمة لا تثير حنق السلطان. لقد ان لنا ان نسمي الامور باسمائها.
لقد اصدر القضاء الدولي الجنائي اوامر بملاحقه العديد من المسئولين في مقدمتهم رئيس النظام و ينتظر الاخرون. فقد اصبح رأس النظام مطلوباً للعدالة بجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانيه والابادة الجماعيه واصبح خائفاً يتوجس يتخفي في ترحاله وينفق الاموال الطائله لتأمين سفره الي قليل من الدول التي اثرت حماية الرئيس علي حماية الشعب. ولعل رئيس النظام يعيش الان في حماية المجتمع الدولي مؤقتاً ريثما يتم الاستفتاء في الجنوب في التاسع من يناير 2011 لان هذا النظام هو وحده وبسياساته القادر علي انفصال الجنوب. فقد ظل يعد المسرح السياسي في السنوات الماضيه لكي يختار اهل الجنوب الانفصال من حكم المؤتمر الوطني. ان المجتمع الدولي الان لا يسمع غير صوت الاستفتاء فكل القضايا مؤجلة حتي استفتاء الجنوب. ومن ثم فلتؤجل القضية في دارفور ولتؤجل قضية العدالة ولتؤجل قضية الحريات وليقبل بالانتخابات المزورة حتي ينتهي الاستفتاء وبعدها يمكن ملاحقة الجناة والسعي لحل قضايا الوطن.
الاستفتاء في جنوب السودان:
لقد نشأ هذا الحق بسبب سياسات النظام الاقصائيه والمتعاليه والمستغله فلم يكن ذلك وارداً في الاتفاقات مع الحركه الشعبيه قبل الانقلاب في اتفاق كوكادام و في اتفاق السلام في 17\11\1988 حيث تم الاتفاق علي وقف اطلاق النار في 4\7\1989 وعلي قيام مؤتمر دستوري جامع تناقش فيه كل قضايا الامه في كل الاقاليم فقام الانقلاب ليجهض ذلك الاتفاق ولتدور رحي الموت و التقتيل. النظام وحده هو المسئول عن موت الملايين من ابناء الشمال والجنوب بعد 4\7\1989 وحتي توقيع اتفاقيه السلام الشامل في 9\1\2005 حيث جعلت تطبيق الشريعه في الشمال الجغرافي مقابل تقرير المصير في الجنوب.
الاخوة و الاخوات
ان اجراء الاستفتاء في الجنوب في التاسع من يناير 2011 هو استحقاق بموجب اتفاقية السلام الشامل اجمعت عليه كل القوي السياسيه وقد كان لزاماً علي طرفي الاتفاقيه العمل علي جعل الوحدة جاذبة لمن يصوت من ابناء الجنوب. ولكن ظل الشريكان في صراع وتجاذب ومواجهات في تنفيذ احكام الاتفاقيه الأمر الذي قضي علي كل بواعث الثقة بينهما فتركا خيار الوحدة جانباً فكان الاستفتاء هو الفيصل والعلاج اما بالكي او البتر. لقد وطن نظام الانقاذ سلطانه وامكاناته علي ما يرد له من عوائد النفط من الجنوب وهدم البنيه الزراعيه والصناعيه في البلاد وعمل علي تصفيه مشروع الجزيره عماد الاقتصاد قبل الانقلاب و عطل المصانع. ان 90% من صادرات السودان تاتي من الصادرات البتروليه فاذا ما انفصل الجنوب انفرد ببتروله وهذا حقه وفقد السودان كل مصادر النقد الاجنبي وانعدمت القدرة علي استيراد الجازولين والفيرنس بمبلغ 6 مليون دولار يومياً أي حوالي اثنين مليار دولار سنوياً وانعدمت القدره علي استيراد قمح بنحو 1,7 مليار دولار سنوياً فيتعطل الترحيل و تقل الطاقه ويزداد شعبنا جوعاً علي جوع فينهار النظام الاقتصادي في الشمال ويتبع ذلك تلقائياً انهيار السلطه السياسيه القائمه علي تدفق المال الذي يبدد علي مؤسسات القمع وعلي هياكل الدولة المترهله في المركز والولايات استرضاء للمحاسيب وعلي تمزيق القوي السياسيه وعلي القوي الأمينه التي تطارد المواطنين الأحرار وعلي المنافقين والمطبلين لسلطه الانقاذ داخل الوطن وخارجه. ولذلك فان سلطه الانقاذ تسعي لعرقله الاستفتاء بالمتاريس وبمحاولة تفجير الجنوب امنياً دفعاً للجنوب لاختيار الانفصال احادياً عبر البرلمان فيكون ذلك مبرراً للنزاع والمواجهه والحرب لاسيما وان المسائل العالقه كاستفتاء منطقه ايبي والحدود والجنسيه وغيرها هي وقود لحرب لا تبقي ولا تذر تكون ارض السودان كلها ساحة لها مما يجر دولاً اقليمية ودوليه لتكون طرفاً فيها فيتحول سوداننا الي صومال اخري بل ادني سبيلاً. فالصومال دين واحد واثنية واحدة وسوداننا بلد متعدد الاعراق والاديان والثقافات والاثنيات وقد تندلع حروب متعدده في كل اقاليم السودان.
ان بقاء هذا النظام واستمراره يدفع بلادنا الي الضياع و التشرذم ومن ثم كانت دعوتنا ان يرتدي كل منا قبعة واحدة هي قبعة الوطن الذي يعلو علي كل العصبيات الحزبية والاثنية والجهوية.
منطقه ابيي:
لقد اختلف طرفا الاتفاقيه حول بروتوكول ابيي الذي اعده السناتور الامريكي دانفورث. اختلفوا في فهمه وفي تفسيره وفي تنفيذه وتجسد الخلاف حول حدود منطقة ابيي وحول حق المواطنين في التصويت في الاستفتاء فنشب نزاع مسلح احرق القري وقتل العديد من المواطنين فاحيل النزاع لهيئه التحكيم الدوليه في لاهاي والتي حسمت الامر قضاء ورغم ذلك لم يتم ترسيم الحدود ولم تكون مفوضيه الاستفتاء و بالتالي لم تُحسم مشاركة قبيلة المسيرية في الاستفتاء. ولم يبق غير نحو 80 يوماً للوقت المعلوم للاستفتاء. ان كل الدلائل تشير الي ان الاستفتاء في ابيي لن يتم في ميعاده و قد لا يتم قريباً، الأمر الذي يُرشح صراعاً وقتالاً ليس بين اطراف اتفاقيه السلام فحسب بل بين مواطني ابيي انفسهم فتقوم حرب اهليه ورسميه تفجر المنطقه كلها.
ايها الاخوه و الاخوات
ان نظام الانقاذ هو مصدر كل البلايا التي يعاني منها شعبنا. ان ازالة النظام هو بداية التصدي الي كل مخلفات النظام و قضايا الوطن، ولا يمكن باي حال من الاحوال ان يتم صلح او سلام او استقرار في ظل هذا النظام.
لقد حاول العديد من القوي السياسيه الدخول في حوارات مع النظام تحقيقاً لحلول حزئيه وتم التوقيع علي العديد من الاتفاقات بمبادرات أجنبية وفي عواصم اجنبية ولعل ما يعيب ذلك المسعي هو ان الحوار والاتفاق مع النظام يضفي عليه شرعية لا يستحقها و يبقي علي النظام واستمراره. فالنظام هو المستفيد الوحيد من كل اتفاق ثنائي حيث يضم الي سلطانه فئات وجماعات لم تكن تعترف به. كما يستفيد بتجزئة قضايا الوطن وتشتيت الجهد الوطني لحل قضايا السودان في منبر واحد يحقق العدالة المتوازنة بين ولكل اقاليم السودان.
وبالحوارات الثنائيه ينشغل كل اقليم بقضاياه حتي ولو كان ذلك علي حساب باقي الاقاليم.
لقد ظل النظام حريصاً علي ابرام اتفاقات ثنائيه وفي ذات الوقت ظل حريصاً علي النكوص بها لا ينفذ منها الا المشاركات الديكوريه التي توسع دائرة سلطانه – مشاركات لا تعطي اختصاصاً و لا صلاحيات و تكتفي بمرتبات السلطان ومزاياه الخاصه. فاتفاق سلام دارفور الموقع في ابوجا في 5\5\2006 لم تقبل به القوي الفاعلة في دارفور او جماهير الاقليم وتواصل القتال اشرس مما كان و ظل اتفاق سلام دارفور بلا نفاذ وقنع الموقعون عليه بالعطايا و المزايا. واتفاق الشرق الموقع في اسمرا ظل حبراً علي ورق دون نفاذ شأنه في ذلك شأن اتفاق القاهرة مع التجمع الوطني الديمقراطي واتفاق جبوتي واتفاق التراضي الوطني مع حزب الامة القومي واتفاق حسن النوايا واتفاق وقف اطلاق النار مع حركة العدل والمساواة ظلت كلها اتفاقات بلا نفاذ هدف منها نظام الانقاذ اضفاء الشرعيه عليه في محاولة لاطاله أجله المحتوم . و من ثم فاني اتساءل، ما هي المحصله النهائيه لاي حوار مع النظام؟ ان الحوار يعني الاعتراف بالنظام و شرعيته ، فان تمخض الحوار عن اتفاق فان ذلك الاتفاق ينقل الطرف المعارض الي معسكر السلطه فتخسر المعارضه مركزاً . ومن ثم كانت دعوتنا الي جبهه عريضه تقوم علي ركيزتين هما السعي الجاد لاسقاط حكم المؤتمر الوطني الشمولي والامتناع عن الدخول في أي حوار معه. و اتساءل ثانيه، هل نفذ النظام أي اتفاق وقعه مع فصيل معارض ؟ النظام لا ينفذ من الاتفاقات الا المشاركات الديكوريه بلا صلاحيات او اختصاص.
ايها الاخوه و الاخوات
في هذا الظرف الحرج من تاريخ امتنا نواجه منعرجاً حاسماً و مصيرياً … اما ان نبقي او ان نتلاشي … اما ان نكون او لا نكون … اما ان يكون انتماؤنا للسودان حاضراً ومستقبلاً او ان نتحسر علي السودان الذي كان .
ان العمل الجبهوي ظل هو السبيل المجرب في تاريخ النضال السياسي. تلك التجارب لها ايجابيات لا بد من الاستفاده منها والبناء عليها ولكنها ايضاً افرزت سلبيات لا بد ان نتجنبها.
لقد قامت جبهة معارضه لمقاومه نظام نوفمبر العسكري عام 1959 وقامت اخري عام 1969 لمقاومة النظام المايوي وقام التجمع الوطني الديمقراطي عام 1989 لاسقاط نظام الانقاذ و قام تجمع جوبا في 26-30\9\2009.
لقد كانت كل تلك الجبهات مكونة من كيانات سياسيه ولكنها سرعان ما تهاوت واحدة تلو الاخري بسبب الاجنده الخاصه لكل مكونات تلك الجبهات وبسبب ضعف البنيان الحزبي وتقاطع المصالح وعدم التقيد بالهدف الاستراتيجي الذي سعت اليه تلك الجهات عند تكوينها. فحاور بعض مكونات الجبهه النظام الذي قامت من اجل اسقاطه بل وشارك بعضهم في ذات النظام الذي تواثقوا علي ازالته. فانهارت الجبهات تباعاً في كل مرة الأمر الذي سبب الاحباط وفي بعض الاحيان الغثيان مما اثر سلباً علي حماسة الجماهير للعمل المعارض ذي التبعات الجسام في التضحية و البذل و العطاء. وقد ادي ذلك الي حالة من الاحباط انتظمت جماهير شعبنا وامتد فايروس الاحباط حتي الي الكثيرين من ابنائنا في المهاجر.
لقد جاءت دعوتنا الي قيام جبهه عريضة تضم كل المواطنين الذين يرفضون الشموليه ويعملون للتصدي لقضايا الوطن سواء كانوا منتميين الي كيانات سياسيه او اقليميه او منظمات مجتمع مدني او نقابات او اتحادات او كانوا غير منتمين لأي منها ..
ان الوطن الان هو الذي ينادي وعلينا ان نرتفع الي قامته .. علينا ان نخرج من عباءاتنا الضيقه الي رحاب الوطن الفسيح. ان المؤسسات الوطنيه ما قامت الا من اجل خدمة الوطن فلا يجوز ان نجعل منها عائقاً يحول دون انقاذ الوطن من الضياع ويوم يزول وطننا تزول معه المؤسسات.
اننا ندعو الاحزاب السياسيه … اننا ندعو النقابات … اننا ندعو منظمات المجتمع المدني في كل اقاليم السودان … اننا ندعو كل رجال السودان ونسائه … شيبه وشباب … عماله ومزارعيه وصناعه … اننا ندعو جميع الناشطين من اجل الوطن … داخل السودان … و في كل دول المهجر … اننا ندعو كل الحركات المسلحه قيادة وقواعد في دارفور وكردفان والشرق والشماليه وفي كل اقاليم السودان الاخري.
ندعو كل من يتشرف بالانتماء الي السودان و يتشرف بالانتماء لهذا الوطن ان يكون جزءاً فاعلاً و قائداً لهذه الجبهة العريضه، لا عزل لاحد او كيان يؤمن باسقاط هذا النظام. اما من يري التعايش مع النظام ومن يحاور النظام اعترافاً بشرعيته و بقائه فان دعوتنا لا تمتد اليهم. ان من يؤمن بازالة هذا النظام فهو جزء من هذه الجبهه. و من يري غير ذلك فمكانه مع الانقاذ و سلطانها. فما عاد شعبنا يرتضي بمنطقه رمادية في نضالنا الوطني و عليه فان الجبهة ليست حزباً سياسياً و لا تنظيماً جهوياً او دينياً او اثنياً و لكنها تجمع لكل الفعاليات السياسيه والوطنيه ولكل مواطن ومواطنة يرفض نظام الانقاذ و لا يرتدي غير عباءة الوطن داخل السودان وفي دول المهجر ومن ثم فهي لا تشترط علي احد التخلي عن انتمائه السياسي.
فالجبهه ليست كياناً رافضاً للكيانات السياسيه وليست بديلاً عنها ولكنها الفريق القومي ياتي اليه ابناء و بنات الامه من كل فج عميق، من كل حزب … من كل كيان … من كل نقابة … من كل منظمات المجتمع المدني … من كل اقليم من اقاليم السودان … ياتي اليه المهمشون … المسحوقون … المظلومون … الذين ينشدون العزه و الكرامه لسوداننا … الذين ينتفضون من اجل الخلاص لوطننا … الذين يقاتلون من اجل الحقوق الانسانيه … الذين ينادون من اجل صون وحدتنا … الذين يرفضون ان يذلوا داخل وطنهم او يهانوا خارج وطنهم … الذين يرفضون ان تهان بناتهم امام قوات التخلف و الظلام … الذين يعملون لتامين مستقبل زاهر لابنائهم و احفادهم … الذين يحتضنون منقو و تية و اوهاج و ابكر و ساغه و همت في وطن الحب و الوئام و التسامح و المساواه …
فالجبهه اذن ليست خصماً لاحد غير نظام الانقاذ وكل عمل معارض يتكامل ويصب في وعاء الجبهه العريضه. وليكن الهدف واحد وهو اسقاط النظام و ليس التعايش و التحاور مع النظام. و ليكن الهدف هو ازالة النظام و ليس الابقاء علي النظام مع التحسين. ان مطالبه النظام بتعديل بعض التشريعات هو في المبني و المعني المطالبه بانقاذ محسنه.
اهداف الجبهه
ان الجبهه العريضه تعمل علي اسقاط النظام القائم لتحقيق الاهداف التاليه:
اولاً : تنفيذ ما تبقي من اتفاقيه السلام الشامل واجراء الاستفتاء بصدق وشفافية وجدية والعمل علي ان يكون خيار الجنوب هو الوحدة في محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه و التأكيد علي ان سلطة الانقاذ لم تكن خصماً للجنوب وحده، بل هي اكثر خصومة لشعب الشمال في كل مناطقه. فان لم تتحقق الوحده عملنا الي منع المواجهه والاقتتال وبناء جسور الود والثقه والمصالح المتبادله. فالتعايش قائم وباق بين القبائل التي لا تعترف بالحدود والفواصل ولا يمكن ان تطلب من الرعاة الحصول علي تاشيره لهم ولمواشيهم ولا يجوز للملايين الذين اندمجوا نسباً ومصاهره ان تقطع اوصالهم ولا يمكن ان تخبو اواصر العشرة التي امتدت لاكثر من مائه و ثمانين عاماً.
ثانياً : عدم استغلال العرق او الدين في السياسة .
ثالثاً : اقامه دولة مدنيه ديمقراطيه متعدده الاعراق والديانات والثقافات يتساوي فيها المواطنون في الحقوق والواجبات كافة علي اساس المواطنه وحدها دون غيرها و يقوم التشريع فيها علي الارادة الحرة للشعب عبر مؤسساته الدستوريه.
رابعاً : تطبيق النظام الفيدرالي الحقيقي بين سبعة اقاليم هي الجنوب ودارفور وكردفان والأوسط والشرق والشمال والعاصمة القومية علي ان ينشئ كل اقليم ما شاء من ولايات داخله تكون مسئولة امام الاقليم، ولكل اقليم انشاء نظام قضائي حتي مرحلة محكمه الاستئناف علي ان تكون المحكمة العليا والمحكمة الدستوريه قوميه.
خامساً : يكون رأس الدولة مجلساً مكوناً من رئيس و سبعه نواب، من كل اقليم نائب و بذلك يدير كل اقليم شأنه من جهة ويشارك في قيادة الوطن علي مستوي الرئاسة من جهة اخري.
سادساً : تحقيق التنمية العاجله و الشامله في دارفور واعادة النازحين باعادة البناء وتوفير الخدمات والبنيات الاساسيه وتحديد المسارات واعادة الارض لاصحابها وابعاد الاجانب منها وتعويض كل من تضرر بالحرب تعويضاً خاصاً وعاماً والعمل علي تنمية الشرق و باقي الاقاليم .
سابعاً : اقامة العدل والقصاص علي كل من ارتكب جرائم في دارفور وباقي اقاليم السودان، و الي ان يحدث ذلك يتم التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية قبولاً و تنفيذاً لقراراتها.
ثامناً : اعادة المفصولين سياسياً أو تعسفياً من الخدمة العامه والقوات النظاميه أو تعويضهم تعويضاً عادلاً و عاجلاً.
تاسعاً : حل السلطة القضائية والأجهزة العدليه واعادة بنائها فوراً تحقيقاً للمهنية والحياد والاستقلال.
عاشراً : اعادة بناء الخدمة المدنيه والقوات النظاميه علي اساس المهنيه والقوميه والحياد.
احد عشر : الغاء تقابات المنشأ وقيام نقابات علي اساس المهنه.
ثاني عشر : اعادة النظر في النظام التعليمي والعلاج تحقيقاً لمجانية التعليم و العلاج وترقية المحتوي والأداء.
ثالث عشر : تعديل كل القوانين المقيدة للحريات ترسيخاً لحرية الفرد وكرامته ومنع الاعتقال التحفظي وتأكيد حرية النشر و الصحافة والتجمع.
رابع عشر : لا يمكن ان يقوم نظام ديمقراطي تعددي حقيقي دون وجود احزاب سياسيه فاعله. فالاحزاب الديمقراطيه هي من الضمانات الاساسيه لحمايه الديمقراطيه التعدديه. ولكي تكون احزابنا قادرة علي حماية النظام الديمقراطي يتعين عليها ان تكون احزاباً ديمقراطيه ففاقد الشئ لا يعطيه. ان التطور الديمقراطي داخل الاحزاب يتم عادة بارادة القواعد الحزبيه ولكن التركيبه القبليه والطائفيه في بلادنا تحول دون تفعيل ارادة القواعد الحزبيه ومن ثم كان لا بد للتشريع ان يقوم بدوره الاصلاحي في اصلاح المسار الديمقراطي الحزبي. ان الخلل الديمقراطي في أي حزب ليس بالضروره شأناً داخلياً ولكنه قد يكون شأناً و طنياً عاماً، اذ ان الخلل الديمقراطي في الاحزاب يؤثر سلباً علي البنيان الديمقراطي وبالتالي الي ضياع الديمقراطيه. و قد شاهدنا كيف يتقاعس التفاعل الجماهيري عقب كل انقلاب عسكري وعندما يتمكن الانقلاب ويبث سمومه تحتج الجماهير بعد ان يصيبها الاذي فيطول الصراع مع النظام الشمولي وكل ذلك بسبب ضعف الاداء الديمقراطي داخل الاحزاب وضعف التواصل القاعدي. و عليه فانا نري اعادة النظر في قانون الاحزاب السياسيه تمكيناً للاحزاب من ممارسه الديمقراطيه داخلها في اختيار القياده المقتدره و لفترات معلومه واتخاذ القرارات وعلي ان يتم في جميع الحالات التداول الديمقراطي للقياده فيها. ولا يجوز ان يتدخل التشريع في فكر الحزب و برامجه.
خامس عشر : مع مراعاة اتفاقيه السلام الشامل تُحدد نسبة موحده للثروات الطبيعيه للاقليم الذي توجد فيه تلك الثروات وتوزع حصيلة المركز علي الاقاليم التي لا تتوفر فيها تلك الثروات.
سادس عشر : محاسبه ومحاكمه كل من فسد و افسد واجرم والتحقيق في كل اهدار للمال العام علي ان تعقد المحاكم في كل مدن السودان ليس من اجل التشفي والانتقام بل من اجل اقامه العدل ورد الحقوق لاصحابها.
سابع عشر : انتهاج سياسه خارجيه تقوم علي مبادئ الحريه والديمقراطيه والتعدديه والندية وسيادة حكم القانون وعدم التدخل في شأن الاخرين اضراراً بمصالح الشعوب وتقوم علي المصالح والمنافع المشتركه والمتبادله واحترام كل الاتفاقات الدوليه مع مراعاة ما ورد في ميثاق الدفاع عن الديمقراطيه الموقع في 17\11\1985.
ثامن عشر : الحفاظ علي ارض السودان وحدوده التاريخيه كما كانت عند استقلال السودان في الاول من يناير 1956 واستعادة الارض السودانيه بالوسائل السلميه و القانونيه.
تاسع عشر : اعداد دستور دائم يعبر عن التنوع والتعدد والحرية والمساواه والديمقراطية والتوزيع العادل للثروة والسلطة وفق ما ورد اعلاه.
عشرين : اجراء احصاء سكاني جديد تحت اشراف مجلس قومي تُمثل فيه كل القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني واجراء سجل انتخابي جديد ودائم وتكوين مفوضيه للانتخابات من اعضاء يتمتعون بالحياد والاستقلال وتخلو صحيفتهم من التعامل مع أي نظام شمولي ومشهود لهم في كافة مسيرة حياتهم بالالتزام بقيم الديمقراطيه التعدديه وسيادة حكم القانون، ثم اجراء انتخابات تعدديه علي أساس التنافس الديمقراطي في بيئة من الحرية والمساواه وحكم القانون.
الوسائل :
عضوية الجبهه مفتوحه لكل سوداني وسودانيه في كل اقاليم السودان وفي كل دول المهجر ومن ثم فان وسيلتها لتحقيق اهدافها هي العمل الشعبي الذي ينتظم كل مواقع العمل و السكن. و سوف يحدد هذا المؤتمر الاطار العام لوسائل الجبهه تقوم قيادة الجبهه المنتخبه بتفصيلها عبر ذووي الاختصاص.
الفتره الانتقاليه :
تُحدد فترة انتقاليه تبدأ من لحظة سقوط النظام تطبق و تنفذ خلالها كل الاهداف الواردة اعلاه و تستمر لفترة يتفق عليها هذا المؤتمر، تُسلم السلطة في نهايتها لسلطة منتخبه.
الوضع الاقتصادي :
لقد اعتمد النظام علي ايرادات النفط و عمد الي تجاهل التنميه الزراعيه التي يعتمد عليها 65% من اهل السودان، فدخل السودان من النفط في الفترة من عام 1999 وحتي عام 2009 بلغ نحو خمسين مليار دولار لم يستثمر فيها شئ في الزراعة وتضاعف الدين الاجنبي الذي كان 15 مليار دولار عام 2000فاصبح في عام 2010 خمسه وثلاثين مليار دولار ولم يوظف هذا القرض الكبير في تنميه الزراعه او الصناعه. فاغلقت مصانع النسيج و جُل مصانع الزيوت وباع النظام اصول وممتلكات مشروع الجزيره فانحدر انتاج القطن الذي كان يوماُ يُمثل العمود الفقري لاقتصادنا من 500 الف طن الي 6 الف طن بنسبه تدني بلغت 94%. ويواجه النظام انهياراً اقتصادياً كاملاً عندما ينفصل الجنوب ويستاثر بنفطه كاملاً ولا يبقي للشمال غير رسوم العبور عبر الشمال و رسوم الميناء. و لا يستطيع النظام مقابلة تكاليف هيكلة الدولة المترهل في المركز والولايات ونفقات الاجهزه القمعيه وشراء الذمم والمحاسيب الا بمحاولة فرض الضرائب المباشرة وغير المباشرة فترتفع الاسعار و يثقل كاهل الانسان السوداني المتعب اصلاً فلا يجد لعيش الكفاف سبيلاً.
لقد وُجهت المصارف لخدمة الراسمالية الطفيليه والانتهازية ولصالح المحاسيب واهل الولاء والفاسدين دونما ضمانات فتبدد المال العام وتعرض حساب المودعين للضياع.
لقد افقرت السياسه الاقتصاديه المواطنين فارتفع خط الفقر الي نحو 95% في دولة المشروع الحضاري واصبح العمل متاحاً لذوي الحظوة والولاء وتشرد ابناؤنا وخريجوا مدارسنا وجامعاتنا واضحوا عرضه للضياع والانحراف فتبددت طاقات الشباب والشابات التي كان حرياً ان تكون في خدمة الوطن و بنائه.
ان الجبهه ستعمل علي تقويم المسار الاقتصادي في جوانبه كافة ومراجعه اداء المصارف والتحقيق في كل مظان الانحراف واعادة توزيع الثروة وتوظيفها في النماء والتنميه والرخاء واسعاد الانسان السوداني لا سيما اولئك المسحوقين في الهامش الذين لم ينعموا يوماً بخيرات البلاد. ومن ثم فان مؤتمركم هذا سيناقش عبر احدي لجانه الوضع الاقتصادي والمعيشي في جوانبه كافة و يقدم التوصيات العامه وسوف تقوم قيادة الجبهه التي تختارونها بارادتكم بتكوين لجنه من المختصين في المجالات الاقتصاديه تتولي الدراسة التفصيلية وتضع البرامج الانية والمستقبلية التي تلتزم الجبهه بتنفيذها.
الاعلام:
لقد اصبح الاعلام هو الاداة الحاسمة في تنوير الجماهير وعرض المواقف و السياسات. فالاعلام المسموع والمرئي والمقروء والاعلام الالكتروني المتجدد والمتطور باشكاله هو القوة التي تكشف ظلم وجبروت وفساد الانظمة الشموليه. وهو الوسيله الفاعلة لاصطفاف الشعب للقضاء علي انظمة القهر و الاستبداد. و نري ان يُكون هذا المؤتمر لجنه لبحث دور الاعلام في اداء الجبهه وامكانيه الاستفادة القصوي من وسائل الاعلام كافة وعلي راسها الاعلام الالكتروني وانشاء اذاعة و قناة فضائية ومواقع الكترونيه وصحافه والاستعانه بما هو قائم و كائن، و نشيد هنا بالمواقع الالكترونيه السودانيه القائمة التي كان لها التاثير المباشر و الواسع في تنوير جماهير شعبنا. وتقدم التوصيات للمؤتمر لاجازتها و تلتزم قياده الجبهه بتنفيذ ما يقرره المؤتمر العام.
السياسه الخارجيه :
لقد انبنت سياسه النظام علي العداء والريبه مع الجيران ومع المجتمع الدولي وتميزت تبعاً لذلك بالمواجهات التي لا تفيد شعبنا. بل انها حرمت السودان من كثير من الميزات و المميزات. فتدخل المجتمع الدولي في كل شأن من شئون بلادنا اذ لم تعد مشاكل السودان شأناً داخلياً وطنياً فتدخلت كل دول العالم من كل حدب وصوب في ادق شئوننا بعد ان اصبح النظام خصماً لشعبه عدواً لمواطنيه يشبعهم قتلاً و تقتيلاً وظلماً وتشريداً فتنادت الدول باجندتها ومصالحها بعضها داعم للنظام ورئيسه وبعضها داعم لاقاليم تعرضت للبطش والعدوان وانتشرت القوات الدوليه تحت مسميات عدة فسقط استقلالنا الذي ضحي من اجل تحقيقه الاباء وأضحي رئيس النظام مطارداً مطلوباً للعدالة الدوليه.
ان سياستنا الخارجيه ينبغي ان تقوم علي المرتكزات الاتيه:
1-حماية السودان شعباً وارضاً دونما تفريط في اي حق من حقوق الشعب.
2-حسن الجوار و المنافع المشتركه والاحترام المتبادل.
3-التصالح مع المجتمع الدولي وبناء علاقات الصداقه والاحترام بما يعود بالنفع لشعبنا.
4-الالتزام بالقانون الدولي والاتفاقات الدوليه لا سيما تلك المتعلقه بحقوق الانسان.
5-تأكيد الصداقه مع شعوب العالم.
6-محاربة الارهاب والتطرف الديني والغلو العنصري.
اللجنه القانونيه:
ان اهداف الجبهه في اعادة هيكله الدولة و تأمين الحقوق الديمقراطيه و دعم الديمقراطيه في احزابنا يتطلب اعادة صياغة القوانين واعداد دستور ديمقراطي. و عليه فانا ندعو الي تكوين لجنه قانونيه من هذا المؤتمر تضع الموجهات الاساسيه التي تُرفع للمؤتمر علي ان تقوم قياده الجبهه المنتخبة بتكوين اللجان المتخصصه لاعداد مسودة للدستور ومسودات للتشريعات التي يتعين اصدارها فور اسقاط النظام. كما يتعين اصدار دستور للجبهه و سوف نقدم لكم اوراق تكون اساساً للبحث والمداوله ويُقدم دستور الجبهه للمؤتمر لاجازته.
ايها الاخوه المناضلون و الاخوات المناضلات:
بالاضافه الي اللجان التي ذُكرت ندعو الي لجان اخري من هذا المؤتمر تبحث المسائل الاتيه :
1-اهداف الجبهه
2-وسائل تنفيذ تلك الاهداف
3-حقوق الانسان
4-حقوق المراة و الطفل
5-التنظيم داخل السودان و في دول المهجر
6-علاقات الجبهه الخارجيه
7-تطورات قضية دارفور
8-قضايا اخري
ايها الاخوه و الاخوات
لقد نشأت فكرة تكوين هذه الجبهه العريضه منذ حوالي عامين ظللنا نبشر بها وقد عُقدت اجتماعات عدة ادارتها نخبة من المناضلين السودانيين في المملكه المتحده وفي المانيا وظللنا ندعو لها حتي قيض الله لنا وبمشاركه الكثيرين من ابناء و بنات وطننا ان نجعل الحلم حقيقة وواقعاً في هذا المنعرج التاريخي الخطير في حياة شعبنا وقد عقدنا اجتماعاً تاسيسياً في المملكه المتحده وايرلندا الشماليه اُنتخبت فيه لجنة تحضيريه مؤقته من رئيس ومقرر وسبعة اعضاء قامت بالاعداد لهذا المؤتمر العام. وقد كونت اللجنه التحضيريه لجاناً كل لجنة برئاسة عضو من اللجنة التحضيرية وهي لجنة الدراسات ولجنة التنظيم ولجنة الاعلام ولجنة المال ولجنة العلاقات الخارجية، وجاء هذا المؤتمر بجهد تلك اللجان. اننا نشكر كل من حضر الاجتماع التاسيسي في لندن وكل من بذل جهده حتي تصبح الجبهة العريضه حقيقة و قوة من اجل السودان.
اسم الجبهه:
ان اسم الجبهه الوطنيه العريضه الذي توافقنا علي ترديده ليس هو اسم الكيان الذي ننطلق به اليوم و لكنه مجرد وصف له وسيختار هذا المؤتمر الاسم المناسب للجبهه يعبر عن شمولها واهدافها وايا كان الاسم الذي تختارونه فاني اقترح ان يكون من بينه كلمه (العريضه) تاكيداً علي اننا نسعي لكي يكون كل ابناء شعبنا و كل كياناته جزءاً اصيلاً فيها لا نعزل فيها احداً الا اذا خرج عن مفاتيح الجبهه وهي اسقاط النظام و عدم التحاور معه، فان فعل يكون هو قد اختار ان يعزل نفسه.
ايها الاخوه و الاخوات
لقد ولدت الجبهه باسنانها وظهرت كمارد يزيل باطل الانقاذ وقد ادرك المؤتمر الوطني انه ذاهب لا محالة الي مزبلة التاريخ، فطفق يُرسل الاتهامات والاكاذيب قبل انعقاد هذا المؤتمر ويطلق السباب الاسن عبر زبانيته واعوانه ويحرك المندسين داخل الكيانات السياسيه في هجوم علي الجبهه ورموزها ويطلق اسطوانته المشروخه الممله حول العماله والارتزاق. وكل هذا بشري خير وتأكيد علي انهيار صفوفهم المفضوحه وذعرهم من المصير المحتوم الذي ينتظرهم علي يد الشعب.
لقد قامت هذه الجبهه بسواعد السودانيين و تم تمويل هذا المؤتمر بتبرعات واسهامات السودانيين القليله كماً، الكبيرة معني. و لكل من ساهم بالقليل نقدم اسمي ايات التقدير و العرفان. كما نقدم لكم جميعاً التحيه فقد استجبتم لنداء الوطن. ونمد ايادينا تحية وعرفاناً لكل من سعي للحضور من داخل السودان ومن خارجه فلم يحصل علي تاشيرة الدخول. والتحية للعديد من الذين حالت ظروف العمل او الظروف الخاصه عن الحضور وجميعهم يُعلن انضمامه للجبهه واعداً ببذل الجهد الغالي لتحقيق اهدافها.
ايها الاخوه والاخوات
اني في هذا المقام اتقدم بنداء وطني مباشر الي جميع السودانيين داخل السودان والي جميع السودانيين في المهاجر ان يصطفوا داخل هذه الجبهة العريضه، واتوجه بدعوة خاصه لجميع الطلاب في كل الجامعات والمدارس الثانويه، والي جميع الشباب رجالاً ونساء في كل المدن والقري في أي ولاية بالسودان او خارجه … سواء كانوا داخل الاحزاب او خارجها … سواء كانوا في نقابات او خارجها … سواء كانوا في منظمات المجتمع المدني او خارجها … سواء كانوا في مؤسسات الدولة او خارجها …
ادعو العمال والمزارعين في الجزيره و المناقل وفي غرب السودان او شرقه او شماله او جنوبه … ادعوهم جميعاً ليرابطوا كالبنيان المرصوص تحت راية الجبهة العريضه لازالة حكم المؤتمر الوطني واقامةالبديل الديمقراطي. ان مواجهة هذا النظام ليس فرض كفاية اذا قام به البعض سقط عن الباقين بل هو فرض عبن يُسأل عنه كل مواطن يتشرف بالانتماء لهذا الوطن.
ونأمل ان تُكون لجان في كل قطاع في السودان وفي كل مدينة و قرية في كل ولايات السودان. وان تُكون لجنه فرعيه في كل مدينه من دول المهجر و لجنه مركزيه في كل دولة من دول المهجر لننطلق جميعا في ثبات وقوه وعزيمه وتصميم تحقيقاً للاهداف المتفق عليها.
لقد دقت ساعه الانطلاق
عاش السودان وعاش السودان ثم عاش السودان
علي محمود حسنين
رئيس اللجنه التحضيريه
22\10\2010