حوار وثبة السفاح الكاذب .. والوقوف بعرفة .!!

بقلم : صلاح سليمان جاموس
[email protected]
            لا شك أن السفاح البشير يفيض في هذه اللحظات مع حجاج بيت الله من جبل عرفات في هذا اليوم المبارك ، لم تكن هذه المرة الأولي له ذهاباً لحج بيت الله ، فقد ذهب مرات عديدة مع أفراد أسرته وأركان حزبه وحكومته ، غير أن هذا العام وكما تناولت كثير من وسائل الإعلام فقد حملت طائرة السفاح مجموعة كبيرة جداً من الدستوريين وأفراد أُسرهم بما فيهم من الأطفال، وهذه النفقات بالضرورة من مال الدولة السودانية، قبول أو عدم قبول حجهم هذا أمر عن الله تعالي ولكن التمتع بالمال العام لتحقيق الخاص يقدح في (تحليله) وبالأخص في أمر جلل كالحج.!!.
الأمر الذي لا يمكن أن يختلف فيه شخصان هو أن السفاح وزمرته يعلمون أن قبول التوبة في هذا اليوم من الأماني التي يطلبها العبد في مناجاته لله وهو صائم وقائم بالتهليل والتكبير عند جبل عرفات. والتوبة النصوح تعني الندم علي الجرم وعدم ارتكابه مستقبلاً . ، لكن الشواهد تقول غير ذلك ففي كل مّرة يحج السفاح إلي بيت الله ويعود ليرتكب هو و جنوده مزيداً من الجرائم في حق الشعب ، فيزداد القتل والنزوح والفساد والغلاء و الاغتصاب .. وعلي العكس يزداد منسوبي حكومة السفاح ثراءً لدرجة أن يمتلك أحدث وزير منزلاً بمبالغ خرافية مثلاً .. و حتى خطباء المنابر من فقهاء السلطان صاروا يتطاولون في البنيان وهم كانوا من زمرة الفقراء، فأصبحوا يحللون الربا للسلطان ويسكتون عن فساد وظلم الدستوريين ولا يفتون إلا بما يجعل هناك مخرجاً حلالاً للحرام !!. ولا يرون إلاّ ما يراه السفاح أو أركان حربه ..!.
هل يعلم السفاح وأعوانه ماذا يعني لبسه الإزار والرداء مثل باقي الناس دون خدم وحشم وعلي أرض جرداء (ناشفة) ؟. لا يقع علي أُذنه غير صوت التلبية وتعظيم الله ؟ هل يعلم أن قول الله أكبر تعني أن هناك أكبر منك يا من تظن نفسك الكبير في الدولة أو الولاية أو المحافظة أو المنزل ؟ هل يعلم أنه سيُبعث في يم البعث بهيئة قربية من الوقوف بعرفات .؟!!.
وهذا المكان (عرفات الله) الذي يقف عليه السفاح مع الحجاج محدد بحدود شرعية، لا يجوز الوقوف خارجها، ومن أهم هذه الحدود حد طبيعي هو وادي عرفة. وهو وادي جاف يقع غرب عرفة وهو الحد الأساسي لها. ثم إن باقي المكان يتخذ شكل قوس واسع محدد بالجبال من جميع الجهات بينما تتميز أرضه بالانبساط. وهذا يعني العيش و لو ليوم واحد كالفقراء أو كسكان القبور
لكن يبدوا أن السفاح وأعوانه من الذين عَميت بصائرهم وماتت قلوبهم .. فيحج السفاح كل عام ليعود أكثر ظلماً وحاشيته أكثر فساداً !!.
وهذه المّرة لم يستطع أن يصبر ليعلن (ظلاماته) لما بعد عودته من الحج وضع بنفسه أول مسمار في نعش حوار الوثبة الكاذب السبت الماضي حيث ندد عدد من الفصائل المعارضة بخطاب السفاح  البشير الذي أعلن فيه شروطا للحوار مع والجبهة الثورية، واعتبرت ذلك “نهاية مبكرة لمشروع حوار لم يبدأ بعد”. فقد أعلن في خطابه إغلاق الباب أمام أي حوار مع والجبهة الثورية مشترطا للحوار الالتحاق بوثيقة الدوحة لسلام دارفور، وما جاء في اتفاقية السلام الشامل والخاص بتسريح الجنود وإعادة دمجهم في القوات المسلحة السودانية. الأغرب اشترط السفاح لعودة زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي إلى البلاد “التبرؤ من اتفاق باريس” الذي وقعه مع الجبهة الثورية مؤخرا، معلنا في الوقت نفسه إجراء الانتخابات بموعدها المقرر في منتصف أبريل العام المقبل.
غاية السفاح وزمرته من إطلاق حوار الوثبة الكاذب هو إيجاد شرعية مفقودة وسند بات في مهب الريح واقتصاد دولة منهار يحتاج إلي الدعم .. أقصي ما يمكن أن يقدمه البشير هو محاولة شق الجبهة الثورية إلي منبر دارفوري وآخر للمنطقتين جبال النوبة والنيل الأزرق كما يتهامس بذلك أعضاء حزب السفاح في سبيل إفشال الحوار . أبلغني أحد أبرز نواب رئيس الجبهة الثورية أن الحوار فاشل منذ يوم دعا له البشير ذلك أننا لن نرضي إلا بحوار يلبي كل طموحات الشعب و لا يتأتي ذلك إلا بحوار ينتهي إلي تفكيك الحكومة الحالية التي قتلت ونهبت وإرتكبت كثير من الجرائم التي لا يمكن تركها دون محاسبة ، كما وأن الحكومة الحالية لا تريد إلا حواراً يقوي جلوسها علي كرسي السلطان وهذا ما لن تجده منا في الجبهة الثورية .
عندما يفيض السفاح مع حجاج بيت الله من عرفات هل سيتغير من سفاح متسلِّط إلي حاكم عادل ؟؟ّ!!.. أنا لا أظّن ذلك فقد فاض مّرات ومرّات من عرفات ، وكان يتغير إلي الأسواء .. والله أعلم .
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *