في أول حوار صحفي ، الناطق الرسمي للعدل والمساواة:
•نسعى مع المجتمع الدولي لتطبيق حظر طيران في دارفور
• التخبط بين قيادات النظام مؤشرعلى عدم رغبة الحكومة في السلام
*هذه هي حقيقة وضع الدكتورخليل الان في ليبيا وتصريحات الخارجية غير مسئولة • ما يجري في ليبيا شأن داخلي ولم يشارك عسكري واحد منا في الاحداث • علاقتنا مع القوى السياسية في الداخل مميزة
• الخرطوم – الدوحة : محمد المبروك في هذا الحوار مع الناطق الرسمي لحركة العدل والمساواة الأستاذ جبريل ادم بلال، وهو أول حوار صحفي له بعد تقلده منصبه الجديد ،خلفاً لأستاذ أحمد حسين الذي ذهب للعلاقات الخارجية ، يدعو ضيفنا حكومة الخرطوم لإقتناص فرص السلام المتوفرة الان والمضي قدما نحو تسوية سلمية لقضية دارفور. ويقول ان مستقبل العملية السلمية في دارفور سوف يكون أكثر تعقيداً إذا أصرت الحكومة على التعنت والتسويف وراهنت على الحسم العسكري مشيرا لحديث الرئيس البشير في الدوحه . كاشفا عن سعيهم مع المجتمع الدولي لتطبيق حظر الطيران في سماء دارفور وقال : حينها سوف لن تتمكن الحكومة من التحليق وسوف يحيد الطيران العسكري و سوف تضيق بعدها فرص التسوية السلمية. وإتهم بلال حكومة الخرطوم بالتسويف والتظاهر بالحرص على السلام في دارفور وقال: إن التخبط الاخير بين قيادات النظام اكبر دليل على عدم رغبة الحكومة في الحوار . بقى أن نقدم ضيفنا للقارئ الكريم فهو خريج جامعة الزعيم الأزهري علوم سياسية ودراسات إستراتيجية وكان ضمن وفد الحركة لمفاوضات أبوجا وترأس مكتب الحركة في مصر و المملكة المتحدة وايرلندا الشمالية ثم نائبا أمين الشؤون السياسية للحركة وأخيراً أمين الاعلام وناطق الرسمي للحركة وعضو وفد الحركة لمفاوضات الدوحة .
(الجريدة ) : الحركة في الدوحة ، الحركة ترفض التفاوض ، العدل والمساواة تراهن على العمل العسكري وحرب إستنزاف طويلة تضعف الخرطوم .. ما هو موقف الحركة الحقيقي ؟ ربما يريد القارئ في الداخل معرفة ذلك ؟
– حركة العدل والمساواة لا ترفض التفاوض بل تتخذ من السلام خياراً إستراتيجياً، والكل يعلم ان الحركة هي من أسس منبر الدوحه وتوصلت مع الحكومة لإتفاق حسن النوايا وبناء الثقة في فبراير 2009، نص على تحسين الوضع الانساني وإطلاق سراح الاسرى ولكن للاسف لم تلتزم الحكومة باي من تحسين الوضع الانساني ولا إطلاق سراح الاسرى، بل قامت الحكومة بعد الاتفاق مباشرة بطرد المنظمات الاساسية العاملة في المجال الانساني، كما إنهم عمدوا على تقييد اسرى الحركة وتكبيلهم بالسلاسل بدلاً من إطلاق سراحهم في الوقت الذي إلتزمت فيه العدل والمساواة بإطلاق سراح اسرى الحكومة. وكذلك وقعنا اتفاق اطاري في فبراير 2010، وكان مصاحباً له اعلان لوقف إطلاق النار ونص على مناقشة كافة القضايا وحلها في منبر الدوحه ولكن الواضح ان الحكومة لم تكن ترغب في ذلك، واكبر دليل هو سحبها لوضعية الاقليم من المنبر بمرسوم جمهوري مما اعاق عمليه التفاوض. أما التفكير في حرب الاستنزاف فهذا امر لا يقبله العقل لا احد يريد الحرب، فالحرب امر صعب لا يضطر اليه المرء إلا عندما تستنفد كافه خياراته والحركة سعت مع الحكومة في جولات تفاوضية عدة ومن منابر مختلفة ولكن كما تعلمون الحكومة لم تتخذ القرار السياسي نحو السلام .
(الجريدة ) : ما هو الموقف الميداني للحركة الان ؟
– الموقف الميداني للحركة لم يتزحزح والحركة تلتزم الهدو لتعطي الوساطة المساحة الاكبر للتسوية السلمية ولتعطي قدراً اكبر لإنجاح منبر الدوحه ونأمل في أن نتوصل إلى تسوية شاملة تضع نهاية لهذا الموضوع ونسعى لأن لايكون السلام فقط لدارفور بقدرما نؤمن بأن السلام يجب ان يكون شاملاً لدارفور وكردفان وكل المناطق التي تشكل بؤرة للحرب في الوطن. اما في هذه الايام كما ترون هناك تحركات لمليشيات النظام بالقرب من المناطق التي تسيطر عليها الحركة وإن لم تلتزم هذه المليشيات وتعود إلى حيث اتت سوف نوقفها في حدها.
(الجريدة ) : دكتور امين حسن عمر صرح مؤخرا وهو عائد من الدوحة ان حركة العدل والمساواة تسوف الزمن وتتظاهر فقط امام الوساطة انها حريصة على التفاوض ؟
– الحكومة هي التي تسوف وتتظاهر في السلام، ولعل التخبط الاخير بين قيادات النظام اكبر دليل على عدم رغبة الحكومة في الحوار . حركتنا موجودة في الدوحه بوفد عالي المستوى بينما الحكومة موجودة في الدوحه بوفد امني صغير ليس له صلاحيات للحوار . وايضاً لا يعرف الكثير عن الحريات الاساسية وحقوق الانسان حتى يتفاوض فيها، لانهم من اسس لكل القوانين التي ادت لإنتهاك حقوق الانسان والحريات الاساسية ونحن نرى أن مستقبل العملية يجب ان يكون تجاه التسوية السلمية والحوار المباشر بين الحركة والحكومة في كل القضايا بما في ذلك الوضعية الادارية لإقليم دارفور وهذا بطبيعة الحال يحتاج لجدية من قبل الحكومة ويحتاج وفد حكومي مفوض يستطيع ان يحسم القضايا دون العودة كل مرة للخرطوم للحصول على إذن للبت في قضايا الحوار، نريد وفداً كامل التفويض .
(الجريدة ) : ماهي رؤيتك لمسار القضية في دار فور الان وفي المستقبل القريب … أهي الحرب أم هو السلام ؟
– نعتقد أن مستقبل العملية في دارفور سوف يكون الاكثر تعقيداً اذا اصرت الحكومة على التعنت والتسويف واذا كانت تعتمد على الحسم العسكري كما اشار البشير في الدوحه فسوف لن تتمكن من ذلك وسوف نسعى مع المجتمع الدولي لتطبيق حظر الطيران في سماء دارفور وحينها سوف لن تتمكن الحكومة من التحليق وسوف يحيد تماماً الطيران العسكري وحينها سوف تضيق فرص التسوية السلمية . ونعتقد ان هذا التوقيت هو الاحسن للنظام للمضي نحو التسوية .
( الجريدة ) : ما صحة ما تناولته بعض وسائل الاعلام عن وضعية دكتور خليل في ليبيا .. في ظل الثورة الشعبية هناك .. وما صحة القول بأن الثوار يستهدفونه واعلنوا إهدار دمه ؟
– الدكتور خليل أتى إلى الدوحه قادماً من دارفور بدعوة كريمة من الوساطة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي، وفي نهاية مايو 2010، عندما إنسحبت الحكومة بحجة تزوير الانتخابات وقامت بتحريك قواتها في دارفور وكردفان، قررت القيادة الإنسحاب والعودة للميدان للدفاع عن انفسنا واراضينا وحينها حدث ما حدث للدكتور خليل عندما تم حجزه في مطار انجمينا لاكثر من 19 ساعة وتم تمزيق جواز سفره وكانت هناك محاولات من الحكومة لإختطاف الطائرة التابعة للخطوط الليبية وكان هناك عناصر امنية تتبع للمؤتمر الوطني مرابطة في مطارانجمينا لتنفيذ المهمة ولكنهم باؤا بالفشل، وبعدها تفضلت القيادة الليبية مشكورة بإستضافته وحينها لم تكن هناك إشكالات في ليبيا بل كانت ليبيا مستقرة ولم يذهب لها الدكتور خليل برغبته وانما ذهب إليها عندما لم يتمكن من المرور الى الميدان ولم تكن الوساطة بمعزل من هذا التقصير. والآن الحكومة تعمل بكل جد للإستفادة من الخلل الامني في ليبيا لإغتياله ونحن نرقبهم عن قرب ونلاحظ كل سكناتهم وسوف نفضحهم وبالاسم في الوقت المناسب ومن وراء هذا الامر.
( الجريدةالجريدة ) : ما هي حقيقة دعم حركتكم لمعمر ألقذافي في معركته للبقاء على سدة الحكم في طرابلس ..الخرطوم صرحت بان قواتكم شاركت في في محاولات دحر الثوار ؟
– حركة العدل والمساواة السودانية تنظر إلى ما يجري في ليبيا على اساس انه امر داخلي يخص الليبيين في المقام الاول، وليس هناك عنصر عسكري واحد للحركة في ليبيا، اما إتهام الحكومة فإنه شيء مؤسف أن يصدر من وزارة الخارجية ومؤسف أن يؤكده رئيس الجمهورية في الدوحه في ندوة الجالية السودانية في قطر، وهذا ينم عن عدم مسؤلية وكيد سياسي لا يرقى لمستوى المسؤلية وقد سبب هذا الاتهام إشكاليات لا حصر لها لكل السودانيين المقيمين في ليبيا حتى أولئك الذين هم في ليبيا قبل الانقاذ ومن شتى أقاليمهم لان الليبين لا يعرفون من هو من درافور ومن هو من كردفان ومن هو من الجنوب ومن هو من الشرق ومن هو من الشمال فينظرون إليهم بإعتبارهم سودانيين وهذا هو الخطر الذي الحقه إتهام الحكومة لحركات المقاومة بالمشاركة وهو امر عار من الصحة.
( الجريدة ) : مؤخرا تم الاعلان عن إتفاق بينكم وحركة التحرير والعدالة بقيادة دكتور السيسي .. وهو مع التفاوض والحوار وأنتم ضد ذلك .. ماذا يعني هذا ؟
– الاتفاق بيننا وحركة التجاني سيسي هو إتفاق سياسي حول قضايا مشتركة تخصنا وتخصهم ايضاً واتفقنا على التنسيق في مجال الاعلام ومجال التفاوض والمجالات السياسية وكذلك المجالات العسكرية واعتقد ان من ثمرات الاتفاق خوف الحكومة من هذا الامر وقامت بعد ذلك بإرسال بعض الاشارات فهمنا منها إنزعاجهم الشديد لهذا الامر ونحن سوف نمضي في هذا الامر وليس مع تجاني سيسي فحسب بل مع الاخرين كذلك وقد وقعنا اتفاقاً مع حركة جيش تحرير السودان قيادة مني مناوي ووقعنا إتفاقاً مسبق مع تحالف قوى المقاومة ووفدهم الان مشارك معنا في الدوحه ولهم وجودهم الحقيقي، والان على المستوى الميداني هناك تنسيق عسكري حقيقي يجري في الساحة بيننا وقوات المقاومة الاساسية في الميدان وهذا هو الامر المفيد لاننا نعتقد ان الاستعداد للحرب يمنع الحرب ويحقق السلام.
( الجريدة ) : ردت الحكومة على إتفاقكم مع التحرير والعدالة بأنه ناتج من علاقة ضعف وليس قوة . إلى أي مدى هذا الحديث صحيح ؟
– ليس هناك مؤشر ضعف كما تتفوه الحكومة بل اتفاقنا مع الجميع يشكل لها عامل خوف وهاجس حقيقي وهي دائماً ما تسعى لسياستها المعروفة بفرق تسد فهي لا تريد ان يجتمع الناس الا في مواعين الانقاذ فتعمد على التفريق بين القوى السياسية الوطنية وتفرق بين الحركات بل كثيرا ما فرقت بين المرء وزوجه في السودان والشواهد كثر.
( الجريدة ) : علاقة الحركة مع القوى الشمالية المعارضة للنظام يشوبها الشك والريبة .. إذن انتم تفرزون الناس حسب خلفيتهم العرقية وليس موقفهم السياسي ؟
– علاقة الحركة بالقوى السياسية مميزة ولنا إتصالات مستمرة مع قيادات القوى السياسية في كل كبيرة وصغيرة ولنا العديد من مذكرات التفاهم التي وقعتها الحركة مع الاحزاب السياسية، وعملنا معهم أثناء الانتخابات المزورة السابقة وإتخذنا موقفاً موحداً في هذا الشأن، وليس صحيحا أن الحركة تفرز الناس على حسب خلفياتهم العرقية لان حركة العدل والمساواة دون قوى المقاومة الاخرى هي حركة قومية ولها تمثيل في كافة أقاليم السودان ومن كافة الاثنيات السودانية وبالتالي فهي حركة خرجت من صلب الوطن.
(الجريدة ) : ماذا يمكن ان نفهم من التنقلات الاخيرة في صفوف الحركة .. ذهاب الأستاذ احمد حسين للشئون الخارجية وتعيينك في منصب الناطق الرسمي وأمين الإعلام؟
– التنقلات الاخيرة في صفوف الحركة لم تكن هي الاولى في تاريخ الحركة وسوف لن تكون الاخيرة، وطالما أننا حركة سياسية لها جذور عميقة، سوف تستمر تنقلاتنا من مكان إلى آخر وهذا امر بديهي في العمل السياسي.
( الجريدة ) : أين دكتور خليل ابراهيم الان ؟
– الدكتور خليل موجود وبخير ونسعى بالتعاون مع الوساطة لضمان عودته للميدان