أشاد السيد أحمد حسين آدم الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة بجهود الوساطة القطرية مجددا، تمسك الحركة بمنبر الدوحة كمنبر وحيد لمفاوضات سلام دارفور التي من المنتظر أن تطلق جولة جديدة خلال أسابيع قليلة وقال في حوار عبر الهاتف مع ( الشرق ) من طرابلس إنه بالرغم من تأزم الأوضاع على الأرض في دارفور الآن إلا أنهم على ثقة أن القيادة القطرية تسعى بكل جهد لدفع المفاوضات في الاتجاه الصحيح .
وعن الأوضاع الآن في دارفور وما يجري من مفاوضات وجهود الوساطة القطرية لاحتواء الأزمة على الأرض نبه الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة إلى الحشد الذي تقوم به الحكومة السودانية مؤكدا على أن الأوضاع في دارفور باتت مزرية حيث تم اختطاف اثنين من عمال الإغاثة التابعين للقوات المشتركة وهناك مجموعات تابعة للحكومة فرغتها سواء من الميليشيات التي تشيع الإرهاب والخوف والفوضى في الإقليم وهي جميعا من تخطيط الحكومة – على حد قوله – واصفا الوضع الأمني بأنه وضع مزر.
وأضاف آدم أن الحكومة تعد لهجوم من محاور مختلفة على مواقع حركة العدل والمساواة في شمال وغرب دارفور وكذلك في جنوب دارفور .
وقال : المعلومات التي لدينا الآن أن هناك جسرا جويا لنقل المعارضة التشادية من الجنينة إلى الفاشر وهذه القوات تتحرك من هذه المواقع وهي تتكون من قوات جيش النظام بالإضافة إلى قوات المعارضة التشادية ومجموعات صغيرة تستخدم لمعرفة المناطق والأراضي من قوات مني اركو مناوي وكلها تعد لهجوم على مواقع العدل والمساواة لكن الحركة عندها المعلومات بشكل مسبق ونحن مستعدون استعدادا كاملا لصد هذا الهجوم وبصورة قوية وتلقين الحكومة درسا واضحا جدا ودرس لن تنساه في هذه المسألة .
وفي هذا الإطار قال أدم إن الوضع في دارفور في طريقه إلى التأزيم وكذلك الوضع الأمني الذي يسير إلى ترد كبير جدا في إطار المواجهة لأن الحكومة تعد العدة وتحشد لذلك .
وحول الاستعدادات لجولة الدوحة التي ستطلق بعد رمضان قال آدم: إنه يتم الآن التشاور مع القيادة الليبية ، حيث تقوم بدور هام أيضا كدولة إقليمية ونحن نتشاور معهم في هذه الاستعدادات ولا تزال مشاوراتنا مستمرة معهم حتى الآن ، وكذلك مع الوسيط الدولي جبريل باسولي وهناك لقاءات تمت هنا في طرابلس ، بالإضافة إلى بعض المجموعات التي تسمى المعارضة من دارفور وكانت لنا لقاءات معهم والحوار معهم مستمر .
وأضاف : حوارنا معهم يسير بشكل إيجابي وإن شاء الله يفضي إلى نتائج إيجابية ، أما بالنسبة للمفاوضات فموقفنا ثابت، نحن من افتتحنا منبر الدوحة رغم الشكوك التي كانت موجودة في ذلك الوقت ، وما زلنا ملتزمين بهذا المنبر كمحل للتفاوض لأننا لمسنا من إخواننا القطريين جهودا كبيرة جدا وهم بذلوا جهودا كبيرة نحن نشكرهم عليها من أعلى قمة في هرم القيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر ومعالي رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم والأخ وزير الدولة للخارجية أحمد بن عبد الله آل محمود.
ومن ثم نحن على التزامنا بالحل السياسي وبالعملية السلمية كخيار إستراتيجي بصورة كاملة ، وهناك العديد من الترتيبات التي يعد لها الآن لبدء الجولة الجديدة في الدوحة .
ولاسيما ما يتعلق بمناهج التفاوض والترتيبات اللازمة لها ، لكن من حيث المبدأ ليس عندنا مشكلة للمشاركة في المفاوضات بالدوحة .
وأوضح آدم أن ما يجري من جهود الآن في طرابلس ليس بمفاوضات وإنما مشاورات مع الإخوة الليبيين للإعداد لجولة الدوحة ومحاولة منهم لكسر الجمود ، لكن الدوحة هي مقر المفاوضات وهذا هو موقف حركة العدل والمساواة الثابت .
وفي تعليقه على انضمام مجموعة جديدة من المعارضين من الحركات الدارفورية لجولة المفاوضات القادمة قال آدم :
لا بد أن تكون هنالك معايير للحركة فنحن في حركة العدل والمساواة معنيون بمصالح شعبنا الإستراتيجية ولا نريد للعملية التفاوضية أن تكون عملية فوضوية بل نريد أن تكون عملية جادة بين الأطراف الحقيقية الموجودة على الأرض ، وكما تعلمون أن الحكومة لا تقاتل أحدا غير العدل والمساواة ، والآن النزاع الموجود على الأرض بين العدل والمساواة، لكننا نتشاور مع الآخرين مع المجتمع المدني الذي ليس طرفا مباشرا في العملية التفاوضية ، وحتى موقفنا التفاوضي لا يسعى إلى مكاسب لحركة العدل والمساواة وإنما يسعى إلى مكاسب لكل المجاميع والمكونات لأهل دارفور ومكونات الشعب السوداني المختلفة وطموحاتها وتطلعاتها في العدالة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والحريات والتحول الديمقراطي ، وكل هذه الأمور نحن نسعى إلى عكسها في الأمور التفاوضية وفي مواقفنا المختلفة .
وفي رده على ما ورد في تصريحات الزعيم الليبي بتأييد انفصال الجنوب قال آدم : نحن نحترم كل الآراء لكننا في حركة العدل والمساواة مع وحدة السودان ، مع الوحدة القوية ، صحيح أننا مع حق تقرير المصير لأهل الجنوب لكن في نفس الوقت نحن ندعوهم إلى الوحدة ، ومن ثم نحن مع وحدة السودان مع أننا نؤمن بتقرير المصير حسب ما ورد في اتفاقية السلام الشامل لكن نتمنى أن يختار إخواننا في الجنوب الوحدة ، أما تصريحات الزعيم الليبي فنحن نحترم رأيه لكننا في الحركة مع وحدة السودان .
وبخصوص الجهود التي يجريها الوسيط القطري الآن بعد زيارة وزير الدولة آل محمود لطرابلس وقبلها زيارة دارفور قال آدم :
إن المباحثات مع الوزير آل محمود كانت إيجابية وكان هناك تلاق كبير جدا في وجهات النظر بين ممثلي الحركة والسيد آل محمود ونحن نثق به ونقدر المجهودات التي يقوم بها ، ونحن على اتصال دائم به وكذلك بجبريل باسولي .
وحول تقييمه لجهود الجامعة العربية قال: إنه لا يوجد اتصال مباشر مع الجامعة ولا توجد لقاءات معهم وأضاف: نحن لسنا طرفا في اللقاءات التي تعقدها الجامعة العربية ولا طرفا في مناقشاتهم ومن ثم لا تعليق عما يقومون به من اجتماعات ولقاءات .
طرابلس – كوكب محسن
الشرق القطرية / ايلاف