الحركة تدافع عن تصريحات زعيمها وتؤكد أن الوحدة غير ممكنة حاليا لعدم تعديل 9 قوانين .. ووجود غش
تباينت ردود الفعل في الخرطوم أمس حيال القنبلة التي فجرها النائب الأول للرئيس السوداني، ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفا كير ميارديت بإعطاء الجنوبيين الضوء الأخضر للتصويت للانفصال في الاستفتاء لتقرير مصير جنوب البلاد في مطلع عام 2011، وفيما شن مسؤول في حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير، هجوما قاسيا على الحركة الشعبية، دافع قيادي بارز في الحركة الشعبية عن تصريحات زعيمه وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه يقول إن الوحدة غير ممكنة في ظل استمرار الأوضاع بين الشمال والجنوب على ما عليه الآن».
وكان سلفا كير دعا أول من أمس في خطاب ألقاه في كنيسة في مدينة «جوبا» عاصمة الجنوب للتصويت لصالح استقلال جنوب السودان خلال الاستفتاء المقرر في عام 2011، واعتبر أن بقاء السودان موحدا سيجعل من الجنوبيين «مواطنين من الدرجة الثانية». وقال القيادي في الحركة الشعبية ادوار لينو لـ«الشرق الأوسط» إن تصريحات سلفا كير واضحة، وأنه يريد أن يقول من خلالها للناس إن الأوضاع إذا ما استمرت كما هي عليه الآن بين الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني، فإن الوحدة لن تكون جاذبة. وأضاف أن سلفا كير يعكس ما يدور في أذهان الجنوبيين الآن، ومضى أنهم يرون أن الأوضاع الحالية صالحة للانفصال أكثر من أي شيء آخر.
وقال لينو إن «أسباب الانفصال موجودة»، مشيرا إلى عدم تنفيذ قضايا في الاتفاقية، وذكر منها: عدم تعديل 9 قوانين من بينها قانون جهاز الأمن، لتتوافق مع الدستور واتفاق السلام، وقال إن حسابات النفط فيها «غش»، كما أن موضوع أبيي لم يتقدم إلى الأمام بعد قرار محكمة التحكيم في لاهاي، وقال إن تخصيص نسبة 28% من الوظائف القومية للجنوبيين لم ينفذ حتى الآن. في الأثناء، شن الدكتور نافع علي نافع مساعد السوداني نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني هجوما عنيفا على الحركة الشعبية لنكوصها عن الاتفاق بشأن مشروع قانون الاستفتاء، وقال في تصريحات صحافية: «ضقنا ذرعا بالتواءاتها». واتهم نافع الحركة بالعجز عن المحافظة على اتفاقاتها المبرمة مع المؤتمر الوطني لتنفيذ اتفاقية السلام. وأبدى أسفه لتعدد مراكز صنع القرار داخل الحركة وقال: «كلما اتفقنا مع الحركة، تأتينا مجموعة منها لتنقض العقد»، وأضاف: «إنها تتخبط.. لا نعلم ماذا تريد ولا تعرف ما تريد، لقد ضقنا ذرعا بالتواءاتها وحججها». وكشف نافع عن آلية للوطني للتعامل مع القضايا المطروحة، وأنهم سيتعاملون مع كل حدث بمقدار ما يحتاج، وقال إن حزبه لا يتعامل مع قضايا الوطن بردود الأفعال، بل عبر الحوار والمبادرات السياسية لحل القضايا الخلافية وجمع الصف الوطني وصولا لاستقرار البلاد.
الشرق الاوسط