بسم الله الرحمن الرحيم
حركة تحرير السودان بين أحلام الصادقيين وأطماع الإنتهازيين
الحلقة ( الحادية عشرة )
ربما يساورنا الشك كثيراً أو قليلاً حول العلاقة بين الديمقراطية والدكتاتورية ولا شك أن هناك علاقة وطيدة بين الديمقراطية والأزدهار من ناحية والدكتاتورية والتدهور والتخلف من ناحية آخرى … والشاهد على ذلك تقوقع حركة تحرير السودان من حركة عريضة تحمل أحلام الصادقيين والمؤمنين بعدالة قضيتهم الى (حريكة) صغيرة تتهيمن عليها قلة من الإنتهازيين وعلى رأسهم الرفيق الإنتهازي ركن / مني أركو مناوي وبقية الصبية اصحاب الطموحات الصغيرة والقامات القصيرة ..
ولأن المجال لايسمح بأي نوع من الدراسة التحليلية فاننا سنكتفي بالإشارة لبعض الحقائق العامة والخطوط العريضة لهذه المسألة كما نشير الى بعض الأمثلة للتدليل على صحة هذا الفرض .
فالديمقراطية تكاليفها رخيصة وعوائدها أو مكاسبها عالية ففي ظل العمل الديمقراطي تأتي القيادة بارادة الناس في انتخابات حقيقية ويتم تداول القيادة بشكل سلمي والقيادة في المفهموم الديمقراطي ( إرادة ) تدير شئون الناس لصالحهم ( وليس لصالح أقلية متحكمة أو عشيرة متنفذة أو انتهازية جاهلة بمصالح الناس وواعية بمصالحها ) فاذا اخفقت هذه القيادة كانت الانتخابات والتداول السلمي للقيادة ( ليس مجلس تحرير صوري مزيف الإرادة مباع في سوق النخاسة بدريهمات قليلة ووظائف وضيعة ) وسيلتهم في تغييرها ويعني هذا ان القيادة قد جاءت بارادة الناس ويمكن ان تذهب بارادتهم ايضاً دونما خوف على حياتهم من القتل والإغتيال او التشريد وطرد الناس من وظائفهم ومن ثم فانها لا تحتاج للإعتماد على الأجهزة البوليسية والأمنية القمعية كما يفعل السيد / مناوي مع الجرحي والمعاقين من قوات الحركة حينما يطالبون بحقوقهم المشروعة من افواه اللصوص وحاشيته الملعونة الى يوم الدين .
ان الأساس في الديمقراطية هو الإباحة والحرية وليس المنع والتقييد كما الحال عند الرفيق الإنتهازي ركن / مناوي .
أما في ظل القيادة الإستبدادية فالقيادة تعرف أنها تحكم بالعافية وغير مرغوب فيها ومغضوب عليها من الناس اجمعين وإن عليها ان تعتمد على الأجهزة القمعية والأموال الخرافية والوظائف المليونية في حمايتها ولكن ممن ؟؟ من الناس طبعاً وعلى راسهم الجرحي والمعاقيين والعسكريين الصادقيين والقيادات السياسية الواعية بقضيتها لا ترهبها تقارير مناوي او تغريها وظائف واموال السلطة الإنتقالية .وهذا ما يعني بالضرورة فوبيا الإزاحة واقرار مبدأ البقاء الى يوم اللقاء والمنع لتكون فلسفة القيادة وهنا نجد أن الأجهزة الأمنية والمعلوماتية تاخذ من التمدد والنمو على حساب قطاعات مهمة في الحركة وفي جهازها التنفيذي بحجة المراقبة ( استخبارات آل البيت ) وانطلاقا من فلسفة المنع بحيث يكون السلوك الأسهل لدى هذه الأجهزة السرطانية هو ” المنع ” انظر مثلاً تجفيف الموارد عن الأمانات في الأمانة العامة ومحاربة القيادات السياسية بالإشاعة والتخوين تارة مؤتمر وطني وتارة جهاز أمن ” وكل الحركة تدري بان الرفيق الحرامي ركن / مناوي يقبض شهرياً مبلغ مئتان وخمسين مليون من الجنيهات من جهاز الأمن والمخابرات الوطني عبارة حوافز لمناوي للقضاء على الحركة أولاً والقيادات ثانيا والحركات المسلحة غير الموقعة ثالثاً ( وبرضو الناس عملاء ) وكذلك سياسة فرق تخلد في القيادة وتعطيل مصالح الناس وخلق جوء من الخوف وعدم الرغبة في المشاركة مع كل ما ينتج عن ذلك بالضرورة من نتائج سلبية .
ولا ضرورة لأن نشير الى ما هو معروف من أن هذه الكائنات الطفيلية تتطلب ميزانيات ضخمة مع زيادة اعداد المحسوبين على العشيرة من الفاقد التربوي والإنتهازي بحجة حماية مصالح العشيرة وهي تسعى لتأمين لقمة عيش فقط لنفسها من رواتب ومكافات سخية لزيادة ولائها ولإسترضاء افرادها ومن الطبيعي ان ياتي ذلك على حساب العمل السياسي والجماهيري فضلاً عن الإهتمام بامن القائد الخائف من كل الناس حتى من بوقة الكمبارس التي تحميه وهذه القيادة تظل في فوبيا الإغتيال كما كانت تفعل هي في الميدان ولا يثق هذا القائد في أحد مهما كان درجة ولائه .. بالضرورة يكون تامين القائد على حساب المشروع والمجتمع .
ان الديمقراطية ليست عصا موسى السحرية التي تلقف ثعابين الفقر والتخلف والجهل بالعمل السياسي والإنحدار للهاوية رغم الترتيبات العبثية من مناوي ورئاسة المجلس الصوري في تجميل وجهه القبيح بدماء الشهداء الأسود كسواد قلبه ، انما ترتبط ارتباطاً موضوعياً وعلمياً بكل مظاهر التقدم والإزدهار فالحرية وانعدام الخوف والإطمئنان الى حكم الجماعة والرضى بالقيادة المنتخبة حقاً من القواعد يجعل الناس يعايشون الوضع باحساس مختلف ويتنسمون فيها هواء الحرية الذي ينعش وجدانهم ويدفع الدماء في شرايين تفائلهم واحلامهم .
كما ان الديكتاتورية على الجانب الآخر تفرض جو الظلام الذي تنعش فيه خفافيش الرشوة والفساد والمحسوبية وتطرد العقول المستنيرة وتغري اصحاب العقول الفاسدة والنفوس المتعفنة كما في السلطة الإنتقالية وتفسد شرايين الحركة بقفل مبدأ عدالة القضية وتزرع الخوف في نفوس الثوار بحيث يحجمون عن العمل ويخافون من الإبداع فيهرب القادرون على الإبداع للخارج ويهرب غير القادريين الفاشلين اصحاب الأجندات الى داخل مفاصل الحركة لتحقيق غاياتهم ويحافظون على الحد الأدنى من وجودهم بلا فاعلية ، وينشب التسلق والتملق مخالبه في الناس ، ويرفع الفساد والفاسدون ويؤدى الفكر والفن والثقافة والإبداع ، فالخائفون لا يبدعون والمستعبدون لا ينتجون والمظلمون لا يسلمون ولا يأمنون ..
ان القيادات في ظل الإستبداد والدكتاتورية ” تتحكم ” وتتسلط وتراقب وتمنع فتعود ممارساتها بالخسران على المشروع والثورة كلها … فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة كما يقال بحق … ولكن القيادات في ظل الديمقراطية ” تدير القيادة لصالح المشروع وتسعى الى مصالح الأغلبية وتفتح نوافذ الحرية فيقبل الناس على الإبداع والتفاني في العمل لانهم يعرفون انهم اصحاب الثورة والقيادة الحقيقية الفعلية وليسوا وكلاء أو اجراء في حاكورة آل مناوي .
وسوف نمهل هذا الطفل المعجزة ونعطيه فرصة اخيرة للإصلاح فان فشل سنفتح عليه ابواب جهنم ونسلم تلكم الملفات الخطيرة للجهات الدولية للتحقيق في اغتيالات مناوي لأبناء العشائر والقبائل العربية الذي قتلهم مناوي في الصحراء في طريق ليبيا ونهب جمالهم ونياقهم والذين نفذوا تلك العملية مات منهم اثنين وبقى ثالثهم يشغل موقع سيادي في الدولة .
نقطة أخيرة طلب مني احد الرفاق في رسالة رقيقة من الولايات المتحدة الأمريكية بان امده بكل الحلقات السابقة حتى يطبع كل ذلك في كتيب باللغة الإنجليزية والفرنسية والعربية آلف النسخ ليوزع على الناس حتى يعرف القاصي والداني من هو مناوي وحاشيته الإنتهازية .. ولقد وعدته بان أمده بكل الحلقات السابقة واللاحقة والوثائق والمعلومات عن هذه العصابة المجرمة التي ظلت لثلاث سنوات تمتص دماء البسطاء من أهلي فهنئاً لك يا سعادة الرفيق الإنتهازي الحرامي ركن / مني أركو مناوي بما اقترفت يداك …ولنا عودة بمر الكلام ..وأصحى يا نائم ….
مبارك العمدة نور الدائم
[email protected]