حركة العدل والمساواة الجديدة ترفض الالتزام بمقررات مؤتمر موسكو حول السودان

حركة عبد الواحد محمد نور تحذر المبعوث الأميركي من دخول الأراضي التي تسيطر عليها في دارفور
لندن: واشنطن: الشرق الاوسط

حذرت حركة جيش تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور المقيم في فرنسا، المبعوث الأميركي للسودان سكوت غرايشن من زيارة المناطق التي تسيطر عليها الحركة في دارفور والتي يتوقع أن يعقد فيها موفد الرئيس الأميركي مؤتمراً في منطقة «دربات» بجبل مرة في العشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري. وطالبت الحركة واشنطن بتغيير موفدها أو إيقافه عن التدخل في شؤون الحركة، فيما عبرت حركة العدل والمساواة الجديدة بزعامة الدكتور خليل إبراهيم عن استهجانها للمؤتمر الدولي الذي عقد في العاصمة الروسية موسكو وضم المبعوثين الخاصين إلى السودان الممثلين للولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي وبريطانيا إلى جانب مشاركة الحكومة السودانية بوفد يقوده مستشار البشير ومسؤول ملف دارفور الدكتور غازي صلاح الدين.

 

وقال الناطق باسم جيش تحرير السودان نمر محمد عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن المبعوث الأميركي سكوت غرايشن يتدخل في شؤون الحركة الداخلية ويحاول رسم سياساتها، معتبرا أن ما يقوم به غرايشن تحت مظلة توحيد حركة تحرير «تقسيم جديد لحركة التحرير ومساهمة حقيقية لمصلحة النظام في الخرطوم في تقسيم الثوار». وأضاف «نحن نحذر غرايشن من زيارة منطقة دربات أو أي منطقة تقع تحت سيطرة حركتنا، ولن نسمح له بأن يدخل أراضينا المحررة وإقامة مثل هذه الاجتماعات، ولن نسمح له بزيارة مناطقنا لأي سبب، وحتى لو كانت الزيارة عادية فهي مرفوضة»، مشيراً إلى أن غرايشن ينوي زيارة المناطق التي تسيطر عليها حركته لعقد اجتماع بغرض توحيد فصائل حركة تحرير السودان في العشرين من أكتوبر الجاري.

 

وقال عبد الرحمن إن غرايشن يتحدث عن توحيد حركة تحرير السودان وإن حركته لا تعرف عن أي نوع من الحركات يتحدث المبعوث الأميركي، وأضاف «نحن نرفض التعاون مع غرايشن لأنه قال أكثر من مرة وفي عدة مناسبات إنه يعمل على إبعاد عبد الواحد محمد نور من قيادة حركة تحرير السودان التي أسسها». وطالب عبد الرحمن الإدارة الأميركية بإعادة النظر في مهمة مبعوثها غرايشن وبأن توقفه عن التدخل في شؤون حركته أو أن تبحث عن بديل له، وقال إن أهل دارفور أصبحوا يطلقون على الفصائل التي اجتمعت مع غرايشن في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في أغسطس (آب) الماضي (فصيل غرايشن). وتابع «غرايشن أصبح رئيساً لأحد فصائل دارفور وهو الذي سيفاوض الخرطوم»، كاشفاً عن وجود تفاهمات جيدة بين حركته وحركة العدل والمساواة الجديدة بقيادة خليل إبراهيم، وقال إن التنسيق بينهما «على المستوى العسكري والميداني ممتاز، ونتوقع أن تتطور العلاقات في الفترة المقبلة إلى الأفضل لصالح أهل دارفور».

 

من جهة أخرى رفض الناطق باسم حركة العدل والمساواة الجديدة أحمد حسين آدم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» التزام حركته بتوصيات المؤتمر الدولي الذي انعقد في موسكو، وقال «ليس لدينا علاقة بهذا المؤتمر ولسنا ملزمين بقراراته لأننا لسنا طرفاً فيه»، مشيراً إلى أن الطرف الوحيد من أطراف النزاع في قضية دارفور المشارك في المؤتمر الدولي هو الحكومة السودانية. وقال إن الخرطوم تستخدم هذا المؤتمر كمنصة للعلاقات العامة وبث الدعاية السياسية لها، مضيفا «إذا كان لهذا المؤتمر جدية واضحة لدعوا أطراف النزاع كافة وليس طرفا واحدا.. لا يمكن أن يستقيم ما يجري في موسكو»، وتابع «نحن لن نرضى بأن تقرر مصائرنا في الأقاصي البعيدة من دون وجودنا لأن الوساطة النزيهة يجب أن تحتفظ بمسافة واحدة بين أطراف النزاع وأن تتواصل معها على قدم المساواة». من جهته أعلن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى السودان ميخائيل مارغيلوف أن نجاح التسوية في السودان يتعلق بدرجة كبيرة بالجهود المشتركة والمنسقة التي تقوم بها جميع أطراف النزاعات في هذه البلاد، مشيراً إلى أن خبراء من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أجمعوا على أن تجميد حل نزاعي إقليم دارفور وجنوب السودان، يهدد بزيادة التوتر ونسف الاستقرار في القرن الأفريقي وفي القارة السمراء كلها.

 

وكان لقاء سداسي قد عقد بين المبعوثين الخاصين للسودان، وجاء في بيان صدر في أعقاب اللقاء أنه على الرغم من ظهور إشارات تقدم، ما زالت هناك مجموعة من القضايا عالقة، مشيرا إلى أن هذه القضايا متعلقة بعدم استعداد الأطراف للتفاهم والبحث عن حلول وسط.

 

وأعرب الممثلون الستة في بيانهم عن استعدادهم لتأييد جهود القيادة السودانية الرامية إلى حل القضايا العالقة. كما شدد البيان على ضرورة تنسيق خطوات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي على جميع المستويات.

 

إلى ذلك قالت وزارة الخارجية الأميركية إن مؤتمر موسكو «رحب بعلامات تقدم» في جهود السلام في السودان، وذلك بسبب تقدم في منطقة ابيي على الحدود بين الشمال والجنوب، وبسبب تقدم في استعمال كامل للقوات الدولية والأفريقية المشتركة. وقالت الخارجية الأميركية إن مؤتمر موسكو «طالب الأطراف السودانية بالوصول إلى اتفاقية بأسرع فرصة لترتيب انتخابات حرة ونزيهة في سنة 2010، واستفتاء في سنة 2011، والمواضيع التي ستظهر بعد سنة 2011، وان المؤتمر رحب بجهود الجنرال المتقاعد سكوت غريشون».

 

ورحب المؤتمر باجتماع الدوحة عن السودان والمتوقع خلال هذا الشهر، كجزء من الوساطة القطرية بين حكومة السودان والمتمردين الدارفوريين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *