حركات دارفوربين خيار السلام والعودة الي مربع الحرب :محمد احمد نورالدين
عملية الجلوس في محادثات السلام بين الاطراف المتصارعة للحصول الى حل الازمة هي عبارة عن اعتراف طرفي الصراع في تشخيص الأزمة ولكنها ليس حل لذالك المشكلة الا بعد خروج بوثيقة اتفاق مرضي للطرفين، ومدي صدقية الاطراف في تنفيذ العهود والمواثيق التي اتفقت حولها في جدولها الزمني المحدد بأرادة اخلاقية عالية وتكيفها بالواقع علي الارض من كل الاطراف للتطبيق على السلام بعد القناعة الكافية بأن الصراعات العدوانية هي عبارة عن استهلاك للزمن وصرف الطاقات وارهاق الارواح وتدمير البنية التحتية والانسانية والاجتماعية.
فما من مشكلة حلها يكمن في نهاية المطاف الجلوس بين االاطراف المتصارعة وعرض القضية في الطاولة والدخول في العمليات التفاوضية من خلال الأخذ والعطاء والهدم والبناء يصلان الي الوثيقة النهائية بعد الجهد المبزول من الطرفين ومدي التعامل مع المطالب , فنجد أن كل عمليات السلام مرهونة بالنجاح والفشل علي حسب الظروف السياسية والاجتماعية والامنية والاقتصادية فضلا عن صدقية وجدية الاطراف والوسطاء في انزال الاتفاق في ارض الواقع مع قناعتنا بأن الموتمر الوطني يتمادي في عدم التطبيق ، ومعروف في السودان جرت عدة اتفاقات للسلام بداية باتفاق اديس ابابا واتفاق كوكادام واتفاق اسمرا ومرورا باتفاق ابوجا واحد واثنين للجنوب واتفاق الخرطوم للسلام واتفاق السلام الشامل واتفاق ابوجا لدارفور وغيرها من الاتفاقيات لكن معظم هذه الاتفاقيات لم تكلل بالنجاح لعدم تطبيقها علي ارض الواقع نتيجة لتلكؤ الأجهزة القابضة علي الحكم ومحاولة تبديد الاتفاقيات وافراغها من نصها بعد مجادلات غير موضوعية بأرهاق الشركاء بالتكتيكات السياسية.
هذه المرة في الدوحة القطرية بعد مرور اكثر من ثمانية سنوات عجاف دقت ساعات الوصول الي روية اتفاق باسم الدوحة تحت محادثات استمرت ما يزيد عن سنتان وبعد حدث ما حدث وصلنا الي مرحلة جديدة في السودان هي مرحلة انهاء اتفاق السلام الشامل الموقعة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وبداية رحلة جديدة هي اتفاق الدوحة القطرية.
هذا الحدث اذا أبينا ام ردينا هي واقعة لم ننكره بعد فشل الحركات المسلحة في احداث فعل سياسي وعسكري وتنسيقي للاسقاط نظام المؤتمرالوطني اواقلها تكوين جبهة عريضة لمناهضة هذا النظام ،لان كل القراءات تشير الي عدم مقدرة هذه الحركات المسلحة الدارفورية في احداث التغير في البنية السياسية للدولة السودانية ذالك بعدم خبرتها فى التعامل مع الواقع السياسي والتنظيمي والاجتماعي في دارفور برجوعها الي الطور السفلي من الفلس السياسي وعدم المقدرة في التخطيط الاستراتجي في الحركه وتعصبها بالخريطة القبلية في وضعيتها التنظيمية.
واخرا وليس اخيرا فى موقف مجبربيوم 22مارس 2011 اتفقت حركتى التحرير والعدالة والعدل والمساواة فى تنسيق للقضايا المشتركة المتمثلة فى أن الدوحة منبر اساسى للتفاوض وعدم التنازل من القضية والعمل على حفاظ السودان المتبقى ليبقى موحدا وما شابهة ذلك من الموضوعات وبتاريخ 23من الشهر نفسه اتفقت ايضا حركة العدل والمساواة مع حركة تحريرالسودن جناح مني اركو مناوي فى اطار توحيد الرؤى للمقاومة والقضية كما لهم مساعي في تضميم حركة تحرير السودان جناح عبدالواحد الموجودة في كمبالا الي ذالك الاتفاق فى الوقت ذاته قالت بعض المصادر بأن دولة فرنسا رفضت بعودة رئيس الحركة عبدالواحد الي باريس في شهر مارس الماضى.
من المؤسف الانسان يتناول هذا الحدث بهذه الرؤية لكنها هي واقع معاش وكيف لا اقول ذالك , واليوم كل الحركات المسلحة في دارفور تأكلت وتراجعت ويئست من الصراع وبدأت تبحث عن حلول ظرفية لحظية ، بداية بالحركات الموجودة في الدوحة هى حركة التحرير والعداله والعدل والمساواه ومن ناحية اخرى تفيد معلومات أن حركه عبدالواحد موجودة في بعض الدول الافريقية وتتفاوض بالخفاء مع حكومة المؤتمرالوطني برعاية رئيس بعثة اليوناميد ابراهيم قمباري بدلا من انها توضح للشعب التي تتحدث من اجلها بعد أن رفضت الذهاب الي الدوحة لان الوساطة خيرتها اما الانضمام للتحرير والعدالة اوالعدل والمساواة وعدم الرجوع الى التفاوض من البداية , اذن يبدو أن ليس مستحيلا في السياسة ان تخسرمعركة اومعركتين اثناء الصراع ولكن ما مدي الفوائد التي تستفيد من ذالك الدرس وتضعها في الخريطة الاستراتجية لكي لاتقع في نفس الخلط في المرحلة القادمة هو المطلوب.
الحرب في دارفور ليس اسطورة او رواية يحكي عليها الناس في زمن الجلسات الترفيهية اولعبة اطفال يجسدها بعد الشخصيات علي حسب رغباتهم ومتطلباتهم المزاجية وانما هي قضية مصيرية وازمة انسانية وواقع مرة بالنسبة للموجدين في معسكرات النازحين واللاجئين في ظل ذى ثلاث شعب لاظليل ولايغني من اللهب يتذوقون كل يوم لهيب من العذاب وانواع من المعاناة بالحرق والتقتيل والاغتصاب والجوع والاعتقالات والتهديدات والتنكيل من اجهزة الامن والتخويف والرعب وغيرها فوق كل ذلك نجد ان المتعلمين او الانتجلنسية من ابناء دارفور لا سيما الموجودين في الحركات وكذلك النظام والمحايدين استقلوا هذه القضية وجعلوها مصدر من مصادر الارتزاق ، فمثلا الكتلة البرلمانية لابناء دارفور اصبحت الازمة الرئيسية في تعقد حل القضية لان كل ما تقدمت الوسطاء بحل ظهرت مجموعة من الاكالة والطفيلين تعارض الحل لان حل قضية دارفور يحدد مصالحها وعندما زارة وساطة سلام لدارفورفي نوفمبر من عام 2010 خرجت ذالك العشيرة في كل ولايات دارفور وتقول لا للاقليم الواحد لا لنائب رئيس الجمهورية للأبن دارفور لان بنية الوعي بنية مصلحي تدميري ذاتي ، اما من جانب الطبقة الثانية هم الجنجويد رعاة الابل والماشية بسمعة الابادة والاغتصاب والحرق والاجرام سرقوا كل اموال الناس وشيدوا بها القصور العالية اثناء انشغال الناس بشدة الصراع ونظام المؤتمر الوطني ملكهم العربات الحربية فاستغلوا تلك العربات في اموالهم الخاصة مثل الذي يحدث في طريق الجنينه سرف عمرة زالنجي وبعض العربات التي سرقوها من المنظمات الانسانية وبعضهم من يختطف موظفي المنظمات العاملة في مجال الحقل الانساني من اجل الحصول علي اموال مقابل اطلاق المختطفين من خلال تفاوض ولكنهم ايضا يملكون اجندة سياسية.
واما شيوخ المعسكرات بغض النظر عن أن بعضهم شرفاء لكن معظمهم انتكسوا للمؤتمر الوطني وباعوا ابناء جلدهم تارة ينهبون الاغاثات ومرات ياخذوا عمولة من الحكومة في تصفية الشباب وبعضهم اصبحوا حلقة الوصل وعضوية رابحة للمؤتمرالوطني واما من انتهازي الحركات المسلحة فحدث ولاحرج اصبحوا شحاذين باسم القضية فنسو دارفورعدة سنوات ينتقلون من دولة لاخري وبعضهم داخل الميدان يسرقون اموال القضية وبعضهم يمارسون اشياء غير اخلاقية ويصفون رفاقهم وبعضهم ينشقون ويوقعون اتفاقيات جزئية مع الحكومة لكسب العيش وبعضهم اصبحوا تجار منتديات باسم السلام كالذى اعلنت دولة قطرالمستضيفة لمحادثات سلام دارفور فى العام المنصرم بأن قيادات الحركات سببوا مشكلة اقتصادية نتيجة لتناول الخمور وممارسة الجنس.
علي العموم كل ما انتظرشعب دارفور من الحركات المسلحة كل ما طال عمد المعاناة وازدادت عدد معسكرات النازحين واللاجئين وتمددت الانتهازين في الاقليم وفقد لأرواح عزيزة ،فعليه وثيقة الدوحة بها محاورانسانية عدة منها تقاسم السلطة والثروة وملف العدالة والمصالحات والترتيبات الأمنية والتعويضات وعودة اللاجئين والنازحين فيجب للراغبين في توقيع الاتفاق مع نظام المؤتمر الوطني فأن الوصول الي النصوص سهلة لكن تطبيق النصوص هي المشكلة لان المؤتمرالوطني يعرف كيف يلعب بالنصوص ويمزق الاتفاقيات والمتفقين الاستعداد بعد التوقيع للصياغة الرؤية السياسية في صراع مع الموتمر الوطني سياسيا في محاكمة المجرمين وتعويض المتضريرين وبناء جسم سياسي لتغير الواقع القادم واما الرافضين للذالك الوثيقة فليعودوا الي دارفور داخليا ويبداو بوضع دراسة جديدة وتكتيكات عسكرية وسياسة متطورة بعد تغير منهج وبنية الحركة وتجاوز القيادات القديمة التي مزقت الحركة بعقد مؤتمرات عقائدية داخليا وخارجيا ووضع استراتجية حديثة للتعمل به، لكن في حالة رفض الاتفاقيات وعدم مقدرة صراع النظام والاعتماد علي المجتمع الدولي فان هذا الكرت اصبح غير موضوعي لان المجتمع الدولي يتعامل مع القضايا وفقا لقرءاتها السياسية وبتداخل مصالحها الدولية لان الصراع في دارفور بها ثمانية سنوات لم يحدث اي قرار حقيقي لوضع حد العنف في حماية المدنين لكن فى خلال شهر فقط اجتمعت الدول العربية في موضوع ليبيا ورفعت توصيات لمجلس الامن وفور التوصية تدخلت قوات تحالف بقيادة بريطانيا وفرنسا وامريكا.
[email protected]