جوبا تنفي انسحاب الخرطوم من أبيي

نفت حكومة جنوب السودان الأربعاء أن تكون القوات المسلحة السودانية قد انسحبت من مدينة أبيي المتنازع عليها، بعد أن كانت رحبت بقرار السودان الانسحاب من أبيي، عقب محادثات بين الجانبين في أديس أبابا بحضور الوساطة الأفريقية. ومن جهة أخرى، أكدت الأمم المتحدة انسحاب الجيش السوداني من المنطقة المتنازع عليها.

وقال الناطق باسم حكومة جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين “ليس هناك أي أساس للقول إن القوات المسلحة السودانية قد انسحبت بالكامل من أبيي”. وأضاف أن السودان أعاد نشر كتيبتين من الجنود الذين كانوا يرتدون زي الشرطة في لانجار وكتيبتين أخريين في أجاني، على بعد نحو 10 و22 كيلومترا شمال أبيي.

واتهم بنجامين -الذي رحب قبل تصريحه الأخير بقرار السودان الانسحاب ووصفه بأنه دليل سلام- القوات المسلحة السودانية بقصف ولاية شمال بحر الغزال. ودعاها إلى الانسحاب بالكامل من أبيي ووقف تصعيد عدوانها ضد جمهورية جنوب السودان.

بيد أن رويترز نقلت عن دبلوماسي مقرب من محادثات السلام أن السودان لا يزال لديه نحو خمسين شرطيا داخل أبيي، ومن المتوقع أن يغادروا قريبا. في حين لا يزال لدى جنوب السودان أكثر من عشرين عنصر أمن غير مسلح.

وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة كيران داير من نيويورك إن “بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في أبيي أكدت انسحاب القوات المسلحة السودانية من منطقة أبيي الذي أنجز في وقت متأخر من مساء الثلاثاء”.

ترحيب
وقد رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون -في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني- “بالانسحاب الكامل للقوات المسلحة السودانية من منطقة أبيي”، ودعا حكومة السودان إلى سحب كل قوات الشرطة المسلحة التي لا تزال هناك.

وتشكل أبيي نقطة خلاف أساسية بين السودان وجنوب السودان، فقد سيطر السودان على أبيي قبل عام بعد هجوم على قافلة عسكرية أنحت الأمم المتحدة باللائمة فيه على القوات الجنوبية. وأصبح الطرفان على شفا حرب شاملة الشهر الماضي، حين تصاعد قتال حدودي إلى أسوأ موجة من العنف منذ انفصال جنوب السودان.

وكان وفدا البلدين قد خلصا بعد محادثات انطلقت الثلاثاء في أديس أبابا إلى تكوين لجنة مصغرة تضم ممثلي الجانبين -إضافة إلى فريق الوساطة الأفريقية- لدراسة مقترحات الجارتين المتنازعتين، وستجتمع اللجنة اليوم بغية تقديم رؤية مشتركة.

وشددت الخرطوم -لدى افتتاح المفاوضات، في بيان- على “الالتزام بالتوصل إلى حل لكافة نقاط” الخلاف، مؤكدة “التزامها التام بالسلام والاستقرار بين البلدين”. في حين أكد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت -قبل بدء الاجتماع- أن “الحوار الودي مع الخرطوم هو الخيار الوحيد من أجل السلام”.

والتقى المفاوض السوداني إدريس محمد عبد القادر وممثل جوبا باقان أموم، بحضور الوسيط الجنوب أفريقي ثابو مبيكي والموفد الأميركي برنستون ليمان. في لقاءات يرعاها الاتحاد الأفريقي وترمي إلى تسوية الخلافات القائمة بين البلدين بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على تقسيم السودان.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *