جوبا تتهم الخرطوم بقصف مواقع آبار النفط في ولاية الوحدة.. والخرطوم تنفي
البشير يعلق زيارته ولقاء نظيره سلفا كير لأن الأجواء غير ملائمة للمفاوضات
لندن: مصطفى سري وإمام إمام
اتهمت دولة جنوب السودان الحكومة السودانية بقصف مواقع النفط في ولاية الوحدة التي تقع فيها غالب آبار النفط لليوم الثاني على التوالي، في تصعيد جديد بين البلدين قد يقود إلى حرب شاملة بينهما.
وشددت الدولة الوليدة على أنها لن تنجر إلى الحرب التي تسعى لها الخرطوم لتصبح شاملة، وكشفت عن تحركات تقودها مجموعات إقليمية ودولية بين عاصمتي البلدين لوقف التصعيد الحربي، في وقت أعلنت فيه الخرطوم إلغاء زيارة رئيسها عمر البشير إلى جوبا في الثالث من أبريل (نيسان) المقبل بدعوة من نظيره الجنوبي سلفا كير، بسبب المعارك على الحدود والتي اندلعت أول من أمس.
وقال الفريق محمد عطا المولى عباس، المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، في تصريحات صحافية «إن جيش بلاده يقاتل اليوم (أمس) القوات المسلحة لجنوب السودان لليوم الثاني على الجانب السوداني من الحدود المشتركة، لكن الخرطوم لا تريد العودة إلى الحرب». وأضاف الفريق محمد عطا المولى للصحافيين أن السودان يأمل ألا تتحول الاشتباكات إلى حرب شاملة، مضيفا أن السودان لا ينوي سوى تحرير أراضيه.
من جانبه، قال فيليب أقوير، المتحدث باسم جيش جنوب السودان، لـ«الشرق الأوسط» إن «قصف الطيران السوداني مستمر حتى مساء اليوم (أمس) في مناطق النفط في ولاية الوحدة التي تقع فيها الآبار وفي بانتيو عاصمة الولاية»، متهما الخرطوم بأنها تعمل على توسيع نطاق الحرب في مواقع أخرى من دولته. وأضاف أن الحكومة السودانية تستهدف تدمير البنيات الاقتصادية لجنوب السودان خاصة آبار النفط. وقال «هل الجيش الشعبي في مناطق النفط حتى يتم قصف الآبار؟ نحن لم تكن لدينا رغبة في السيطرة على هجليج، لكن كنا نطارد القوات السودانية التي هاجمت مواقعنا»، نافيا انسحاب قواته من هجليج، ومشيرا إلى أن الاشتباكات ما زالت مستمرة حتى الآن. وقال أقوير إن حشودا من القوات المسلحة والميليشيات وقوات جيش الرب الإرهابية الأوغندية تتجه نحو مناطق في غرب بحر الغزال. وتابع «هناك حشود من المرتزقة من تشاد وأفريقيا الوسطى والميليشيات الجنوبية وبعض قبائل الحدود وجيش الرب الإرهابي وجميعها في اتجاه غرب بحر الغزال»، مشيرا إلى قوات الاتحاد الأفريقي التي يبلغ قوامها 5 آلاف جندي من الكونغو الديمقراطية، وأوغندا، وأفريقيا الوسطى إلى جانب جنوب السودان للقبض على زعيم جيش الرب جوزيف كوني والقضاء على قواته. وقال إن قوات جيش الرب الآن تعمل مع الخرطوم في هذه الحرب، وتم توجيه 400 جندي إلى غرب بحر الغزال.
من جهته، نفى العبيد أحمد مروح، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية، في تصريحات صحافية، شن أي غارة جوية على ولاية الوحدة. وقال إن القوات البرية هاجمت مواقع المدفعية الجنوبية ردا على هجوم سابق. وأضاف مروح أن جيش جنوب السودان هاجم منطقة هجليج، وأن الجيش السوداني استخدم المدفعية للرد على القصف المدفعي الجنوبي.
من جهة أخرى، أعلنت الإذاعة السودانية الرسمية تعليق زيارة الرئيس عمر البشير إلى جوبا الأسبوع المقبل بعد الهجوم الذي وقع على منطقة هجليج أول من أمس، كما نقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا) عن عبد الله علي مسار، وزير الإعلام السوداني، قوله إن تصريحات سلفا كير التي أعلن فيها استيلاء قواته على مجمع هجليج النفطي «تعكس منتهى الحقد إزاء السودان وشعبه وقواته المسلحة». وأضاف أن دولة جنوب السودان «انتهجت الخداع والتضليل عندما وقعت على اتفاقات إثيوبيا قبل أسبوعين وأرسلت بعدها وفدا إلى الخرطوم الأسبوع الماضي».
من جهته، قال مارتن نسيركي، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمين العام بان كي مون قلق جدا من المواجهات العسكرية في منطقة حدودية (بين البلدين) ويدعو حكومتي السودان وجنوب السودان إلى احترام وتطبيق الاتفاقات الموقعة حول الأمن ومراقبة الحدود وأبيي المتنازع عليها. وأضاف «يتوجب على الطرفين أن يستعملا كل الآليات السياسية والأمنية القائمة لحل خلافاتهما سلميا».
ووجهت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة تحذيرا، داعية 16 ألف لاجئ سوداني استقروا في محيط مخيم ييدا في جنوب السودان إلى مغادرة المكان بسبب المواجهات الأخيرة في المنطقة. وصرحت ميليسا فليمينغ، المتحدثة باسم المفوضية، للصحافيين بأن «حياة اللاجئين في خطر لذا طلبنا منهم المغادرة».
وفي باريس، دعت فرنسا أمس إلى «الوقف الفوري» للمواجهات بين السودان وجنوب السودان، معربة عن الأمل في أن يلتقي رئيسا البلدين كما هو مقرر. وقال برنار فاليرو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إن «فرنسا قلقة جدا حيال المعارك الدائرة عند الحدود بين السودان وجنوب السودان، وتدعو إلى وقف فوري للمواجهات».