“آه لو كانت أمريكانية كانوا أدوها براءة فورية “و”م التحرير ألف تحية للثورة السودانية “و” حبس الصحفى عار وخيانة” …كانت هذه بعض شعارات رددها عشرات الصحفيين والنشطاء الذين ظلوا ينظمون الوقفات والمسيرات فى شوارع القاهرة من أجل الإفراج عن شيماء عادل الصحفية المصرية التى اعتقلها جهاز المخابرات السودانى قرابة الأسبوعين فى سابقة خطيرة،دون السماح للسفير المصرى فى الخرطوم بمقابلتها أولمحام بحضورالتحقيقات معها،ولم يتم معرفة أى معلومات عنها إلا فى اليوم ال11 عندما اتصلت بوالدتها لإثنائها عن الإضراب المفتوح عن الطعام الذى دخلته وخمسة من زملاء شيماء لحين الإفراج عنها،إضافة إلى الإعتصام أمام السفارة السودانية بالقاهرة.وقد سبق ذلك بأيام إعتقال صحفية مصرية أخرى فى الخرطوم هى سلمى الوردانى التى تم إطلاق سراحها بعد ساعات ،ليتم ترحيلها من السودان بعد بضعة أيام .
وواضح أن سبب إعتقال الصحفيتين هو ليس فقط تغطيتهما للإحتجاجات المتواصلة بالسودان منذ شهرإحتجاجا على الغلاء وسياسات نظام الرئيس عمر البشير،فقد كان أيضا رسالة ترهيب وتخويف لكل الإعلاميين فى مصر وخارجها ليكفواعن تناول القمع الوحشى الذى تقابل به إنتفاضة الشعب السودانى ،وحتى يقطعوا أرجلهم عن الذهاب إلى السودان ،ومثل ذلك إهانة للشعب المصرى كله ،وكأن النظام الحالى فى الخرطوم يريد أن يضع أسسا جديدة للعلاقة مع مصر مابعد الثورة ،وهو الذى حاول الضغط مؤخرا فى ملف المعارضين السودانيين بمصر.
وقد تضاربت أقوال الخرطوم بشأن سبب إعتقال شيماء ،مابين إتهامها بالتحريض ، أوبالعمل مع منظمة أجنبية ،أو بالدخول بطريقة غيرشرعية ،وهذه التهم بعضها مضحك ،وكلها غير مبررة أو مقبولة ،فشيماء الصحفية الشابة ذات ال24 ربيعا لسوء حظ من اعتقلوها فوق مستوى كل الشبهات ،وهى صحفية كفؤة مشهود لها بالجدارة المهنية والأخلاقية .وقد أدى إعتقالها إلى عكس ما أرادوا ،فقد خلق موجة غضب واسعة فى الشارع المصرى وتعاطفا واسعا مع الشعب السودانى ،وسلط مزيدا من الأضواء الكاشفة على الثورة السودانية،ولن يثنى ذلك بأى حال من الأحوال الإعلام المصرى عن متابعة الأوضاع فى السودان .