جدلية الرفض والقبول الانتخابي المرشح الوحيد ..رفض التجديد

جدلية الرفض والقبول الانتخابي
المرشح الوحيد ..رفض التجديد
تقرير: حسن اسحق
صار امر ترشيح رئيس حزب المؤتمر الوطني للانتخابات الرئاسية في ابريل القادم امرا واقعا لا رجعة فيه،الا ان الترشيح نفسه اصاب الكثيرين بالغضب من الاحزاب التي اصابها من المؤتمر الوطني اذي،واما اخرون كانت قراءتهم للانتخابات نفسها مغايرة ومختلفة،تعتقد ان التصويت الذي تم في مجلس شوري المؤتمر الوطني غاب عنه اعضاء كثر،بعد ان اصابهم اليأس من التغيير داخل الحزب،واحد اعضاء الحزب غرد علي تدوينته علي الفيس بوك قائلا ،ان التجديد للرئاسة بمثابة نعي صريح ومعلن لما يسمي الخطوات الاصلاحية.ولكن قيادات الحزب التي يطلق عليها الصقور،تري ان الذي تم كان في اطار الديمقراطية المنشودة،ولم يكن هناك حجرا علي احد. وتقول المعارضة ان الحزب الحاكم لا يحترم الديمقراطية ولا يهتم بها،وهذا حديث يناقض حديث الحكومة عن الديمقراطية التي سير بها المؤتمر العام ومجلس وشوري الحزب.وكانت هيئة علماء المسلمين من اول الداعمين لترشيح البشير،باعتباره الانسب ورجل هذه المرحلة،وهذا الدعم من الهيئة يقابله رفض من علقوا في برنامج نقطة حوار علي قناة البي بي سي العربية نهاية الاسبوع،وهم من جانبهم حملوا الحكومة اوزار الحرب والفساد وقمع الحريات وتردي الاوضاع الاقتصادية.بينما يري اخرون ان الترشيح نفسه يشوبه خطأ دستوري،وغياب الاعضاء في مجلس الشوري يوضح ان الترشيح لم يحظي بكل الاصوات داخل مجلس الشوري،وهناك من كانوا يأملون في احداث تغيير داخل الحزب،وصوتهم كان بعيدا خطفه الصقور..
انتخب مجلس شوري المؤتمر الوطني الاسبوع الماضي الرئيس عمر البشير رئيسا للحزب،ومرشحه لرئاسة الجمهورية،وحصل علي(266) صوتا من اجمالي (522) عضوا يمثلون مجلس الشوري،واقر عمر البشير قبيل انتخابه،في فاتحة اعمال مجلس الشوري،باخطاء وتجاوزات صاحبت عملية بناء الحزب،واعلن تشكيل لجنة لدراسة الممارسات،بغرض تصحيح مواقع الخلل. وقال الرئيس خلال ختام المؤتمر العام لحزبه ان انعقاده يمثل دليل عافية وتعبيرا
قويا عن حيوية الحزب وحركته الدافعة..
اما في برنامج نقطة حوار علي قناة البي بي سي البريطانية يوم الخميس الماضي التي كانت بعنوان (هل البشير الاصلح لرئاسة السودان في هذه الفترة)،وكان من ابرز المشاركين الكاتب الصحفي رشيد سعيد من العاصمة الفرنسية باريس،وكانت المشاركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي،اغلبها اجمعت علي رفض ترشيح الحزب الحاكم في مؤتمره العام للرئيس،وحمل المشاركون الازمة التي مرت وتمر بها البلاد لحكومة الانقاذ،استمرت 25 عاما،وفشلت ان تخلق بيئة سياسية تتقبل الجميع،واكد اخرون ان الحرب في المناطق الحالية،لن تهدأ في واقع سيطرة الحكومة الحالية،والاوضاع السياسية من الصعب ان تحدث بها انفراجة حقيقية،والقوانين المقيدة للحريات هي سيدة الموقف الان.وقال الكاتب الصحفي رشيد الذي شارك في برنامج نقطة حوار،ان ربع قرن من السلطة كفيلة بخلق الازمات والمشاكل والحروب،وهي تأكيد علي عدم الممارسة بطريقة ديمقراطية ونزيهة،وعند سؤاله عن الحل للمشكلة السودانية،اجاب رشيد ان تصطف كافة القوي السودانية وبما فيها القوي الحاملة للسلاح،باعتبارهم اصحاب قضايا حقيقية سويا .
انتقدت احزاب سودانية معارضة يوم الاربعاء الماضي ترشيح حزب المؤتمر الوطني الحاكم الرئيس عمر البشير لولاية جديدة في الانتخابات المقررة في ابريل 2015.وقال عبدالقيوم عوض السيد،الامين العام لحزب المؤتمر السوداني ‘لوكالة فرانس برس‘ ان حزب المؤتمر الوطني لا يحترم الديمقراطية ولا يهتم بها.وبدوره قال المتحدث الرسمي للحزب الشيوعي لنفس الوكالة ان ترشيح البشير سيعقد ازمات السودان..
وقال الصادق المهدي رئيس حزب الامة لوكالة رويترز ان خطأ دستوري شاب قرار الحزب الحاكم السماح للرئيس عمر البشير بالترشح للانتخابات المقبلة.وهذه القرارات تشكل خطأ مركبا،خطأ دستوريا،وخطأ سياسيا وخطأ اقتصاديا ،وخطأ دوليا،ويري المهدي ان الخطأ الدستوري،فهذا النظام اتخذ دستورين،دستور1996ودستور 2005كلاهما نص علي ان يبقي الرئيس في السلطة فقط لدورتين لكل دورة اربع سنوات.وقال المهدي ان ملاحقة الجنائية الدولية للبشير تسبب مشكلات للسودان.واضاف المهدي هناك ملاحقات للسودان بالنسبة لموقفه من المحكمة الجنائية.وذكر وجود 62 قرار من مجلس الامن اغلبها بموجب الفصل السابع ضد النظام القائم في السودان.وهذه القرارات وهذه المواقف تشل حركة النظام السوداني بقيادة الرئيس الحالي.
وانتقد القيادي الشاب بحزب المؤتمر الوطني عبدالله شيخ ادريس في تدوينة علي صفحته بالفيس بوك،التجديد للبشير،اعتبره بمثابة نعي صريح ومعلن لما يسمي بالخطوات الاصلاحية والتجديد داخل الحزب الحاكم …
بينما لاحظ الاستاذ عبدالباقي الظافر في عموده (تراسيم) بصحيفة التيار،غياب عدد مقدر من اعضاء هيئة الشوري البالغ عددهم (522) عضوا.غياب نحو مئة وسبعين عضوا من مناسبة مهمة ليس امرا عاديا.اغلب الظن ان الاغلبية الغائبة اصابها اليأس من احداث تغيير حقيقي ففضلت الجلوس في بيوتها،علي حد قول الظافر.واوضح هنا تكمن حقيقة مهمة ان نحو مائتين وستين كانوا من بين من قالوا لا للتجديد او مكثوا في منازلهم.بمعني ان الذين تكبدوا مشاق الحركة ليصوتوا للبشير،هم تقريبا نحو 51 %.وهذا مؤشر لتآكل الشعبية،بسبب تطاول سنوات الحكم التي بلغت نحو ربع قرن من الزمان.واضاف الظافر ان القراءة الاولي تؤكد فشل المؤتمر الوطني في تقديم قيادات جديدة،وروح وثيقة الاصلاح الشامل التي انتجها الحزب الحاكم كانت تدعو الي التجديد.وانتخابات المؤتمر الوطني هذه ستكون انموذجا للانتخابات العامة التي من المتوقع اجراؤها في ابريل المقبل،وكما اكتسحت القيادة ذات الشوكة هذه الجولة من التنافس سيحدث ذات الامر ويفوز المؤتمر الوطني بنسبة تقارب الكمال.اليأس والاحباط سيجعل الشعب ينصرف عن تلك الانتخابات ويمسي الملعب شبه فارغ للمؤتمر الوطني.وقال الظافر بصراحة ان البلد ستواجه مأزق البدائل كما حدث في اليمن حينما حدثت الثورة.حينما انفض اليمنيون من ثورتهم وعادوا الي بيوتهم حدث الفراغ الكبير الذي انتج الفوضي..
وفي ذات السياق قال القيادي في حزب المؤتمر الوطني وعضو شوري الحزب دكتور امين حسن عمر ان التجديد في قيادات الحزب لا ينفذه الاشخاص انما تنفذه اجهزة الحزب،وهي التي قررت ذلك،واتخذت قرارها بشأن ذلك،عبر التصويت والديمقراطية ،ويقول انه لا يمكن ان تمنع اي شخص من ان يرشح اي شخص،وهذا لا يتنافي مع الديمقراطية،فالناس احرار يرشحون من يشاءوا…
اعلنت هيئة علماء السودان،دعمها لترشيح الرئيس عمر البشير لولاية رئاسية جديدة ،وقال نائب الامين العام للهيئة دكتور عثمان محمد النظيف ان الرئيس البشير يتمتع بشخصية قومية ومحل قبول واتفاق في اوساط اهل السودان،وكل الخيارات تشير الي ان الخيار الافضل لكافة الوان الطيف السياسي في الحكومة والمعارضة هو البشير.واضاف ان المعارضة سبق ووافقت علي رئاسة البشير لاي حكومة تشكل باجماع اهل السودان سواء كانت قومية او انتقالية باعتباره الضامن الاول لصناعة السلام في البلاد..
واضاف الناشط محمد ادريس ان الترشيح الاخير للرئاسة هو طلقة اخترقت جسد الحريات المهترئ،وتنبأ ان الفترة القادمة ستشهد ردة في كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية،وقال ل(الجريدة) ان الدليل علي ذلك رفض جهاز الامن اعطاء تصديق لاعلان نتيجة جائزة الطيب صالح للرواية،وجاء ذلك في المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني العام في الخرطوم،مشهد كهذا وبعد الترشيح الاخير،ستدور الساعة وتعود الي الايام الخوالي سنوات القمع في ثوب ربع قرني.
.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *