ثمن السلام

حسن اسحق
ان الحرب في اي مكان تمهد للنزوح وتدشن الطريق للجوء،ان الحرب اولي رسائل عدم الاستقرار والتدمير المناطقي، والنظرة الاولي الي جنوب السودان،ما نراه ونسمع، واعداد كبيرة احتمت بمباني للامم المتحدة بغرض الحماية من القتل والاستهداف. ان المواطن عندما تندلع حرب اول شئ يبحث عنه الامن وحماية نفسه واولاده،وبعدها عن شئ يأكله ،ولذا اقول ان الحماية والامان هي اول مايخطر علي اللاجئ والنازح،وتوفيرها من منظمات انسانية .
ولا نذهب بعيدا ان الكهوف (والكراكير) في الجبال كانت اكثر امانا من مدن تسيطر عليها الحكومة، اولا حماية لهم من الطيران الحربي، وثانيا تخرن اليسير مما يزرعونه من محاصيل، والكمية الكبيرة تحرقها قاذفات الانتينوف .
ومؤشرات الجلوس علي طاولة مفاوضات بين الاطراف المتحاربة، الطرف الذي يعتقد انه الا قوي وله سلطة الدولة العسكرية والامنية ، يبحث عن سلام بسعر الجنيه السوداني،ما يعنيه ، لا يريد سلاما مكتملة اركانه، ويعلن عن السلام
جهرا ، وتحرك الطائرات وترمي القذائف علي منطقة كاودا ، ومنطقة يابوس بالنيل الا زرق لم تسلم قرية قندولو من قنابل الخرطوم ، وايضا الطيران في كادوقلي يتحرك علي مقربة من منازل السكان، مسببا الهلع ، وهي طائرات لا تسمع اصواتها ،تفاجأ الابرياء من السكان،البعض يقول انها طائرة السوخوي .
ان السلام في السودان اذا لم يعط من نزوحوا وهربوا حقوقهم في العودة الي مسقط رأسهم ،واعادة تنمية اولية في المدارس والصحة، ومناشدة المنظمات الدولية ان تخصص برنامج توعية شاملة لضحايا الصراع،والعمل مع منظمات مثل اليونسيف والصحة العالمية ان تلعب دور اكبر،ان نسبة كبيرة من الاطفال تربي في معسكرات، هم اكثر حوجة الي توفير متطلبات الحياة الاولية، لبدء خطوة جديدة علي طريق السلام . وهذا السلام والطريق اليه ليس سهلا ،الدولة الامنية مدمنة الحرب واكثر حديثا عن الاستقرار والسلام والتنمية، ومن وراء الحجاب تحشد الجيوش والمليشيات، وتحثهم علي اخذ غنائم الحرب، ولا تثق بجيشها تدعمه بمرتزقة ، ان السلام الطريق اليه واحد ، والحرب لها طرق متعددة واسباب موضوعية وغير موضوعية. ان النظام الذي يكتسب المال من الخارج ليطيل بقاءه في الحكم والعمل علي تثبيت الدولة النصف قرنية، وفي
عهد القتلة، بدأت تتآكل من الا طراف،هذا الشعور بمخاطر فقدان السلطة، جعلهم يجعلون من السلام اعلان جماهيري والحرب خطط سرية. ان الاستعانة بمرتزقة ومليشيات اولي الحكاية عن انهيار جزئي في مؤسسات امنية كبيرة
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *