الحلقة الثانية ( 2- 6 )
ثروت قاسم
1- ثلاث ايام بئيسات في حياة الامبراطور طه عثمان الحسين ؟
تلفون الامبراطور مقفول وهو في الخرطوم ومغلق وهو في الرياض ، ولم يرسل أي رسائل واتسابية لصديقيه الفريق حميدتي واللواء أمن عبدالغفار الشريف من الرياض ، حيث يقيم حالياً في ضيافة صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان .
سوف تظل ايام الاثنين 12 والثلاثاء 13 والاربعاء 14 يونيو 2017 ايام مشهودة في حياة الامبراطور .
في يوم الاثنين 12 يونيو ، أصدر الرئيس البشير امراً رئاسياً بإعفاء الامبراطور م
ن جميع مناصبه التنفيذية ، نتيجة وشاية سوف نستعرضها في حلقة قادمة ً في هذا المقال . لم يتم الإعلان عن أمر الإعفاء بطلب خاص من الامير محمد بن سلمان ، والشيخ منصور بن زايد ، حتى لا يتم سؤ فهم الإعفاء على إنه دعم سوداني لموقف دولة قطر وضد موقف اشقائها في الازمة الخليجية الحالية ، كون الامبراطور يظل محسوباً على السعودية التي يحمل جنسيتها ، وعلى الامارات .
في صباح الثلاثاء 13 يونيو وصل الامبراطور الى الخرطوم قادماً من الرياض ، وقابله في مطار الخرطوم الفريق حميدتي واللواء امن عبدالغفار الشريف .
في ظهر الثلاثاء 13 يونيو ، كان الامبراطور من ضمن المستقبلين للرئيس البشير عند رجوعه من قمة الايقاد حول دولة جنوب السودان في اديس ابابا ؛ وأظهرت الصور حميمية اللقاء والبسمات بينه وبين الرئيس البشير .
عند مغرب الثلاثاء 13 يونيو ، تناول الامبراطور الافطار مع الكاردينال ، ولم يتطرق الحديث لخبر إعفائه .
في مساء الثلاثاء 13 يونيو حاول الامبراطور مغادرة الخرطوم للرياض مع وفد سعودي ، ولكن احتجزته أجهزة الأمن بأمر من النائب الاول .
في فجر الاربعاء 14 يونيو ، وبحسب بعض المصادر ، نجح الامبراطور في مغادرة الخرطوم للرياض ، حيث يقيم حالياً في ضيافة الامير محمد بن سلمان . وتقول مصادر اخرى بان الامبراطور لا يزال محتجزاً ، رهن التحقيق ، ومعه اللواء أمن عبدالغفار الشريف ، في مكاتب جهاز الامن والمخابرات في الخرطوم بحري .
في ظهر يوم الاربعاء 14 يونيو ، صدر امر رئاسي بتعيين الاستاذ حاتم حسن بخيت ( 1959 ) في مكان الامبراطور ، فتم توكيد خبر إعفاء الامبراطور ، ولو إلى حين . لأن البعض يعتبرها إستراحة محارب ، ويبررون ذلك بحميمية اللقاء بين الامبراطور والرئيس البشير في مطار الخرطوم يوم الثلاثاء 13 يونيو .
يؤكد بعض القانونيين ان جريمة الامبراطور التي تم بموجبها اعفائه ، لو صحت ، ترقى إلى الخيانة العظمى ، ذلك بانه سرب للامير محمد بن سلمان محادثة تلفونية بين الرئيس البشير وامير قطر ، أكد فيها الرئيس البشير للأمير صحة وقانونية موقف قطر ، وباطل وعدم قانونية موقف أشقائه ، وإن السودان سوف يدعم قطر ، بالنفس والنفيس ، حتى تزول محنتها .
لا يزال تلفون الامبراطور مغلقاً ، وبالتالي لم يرسل اي رسائل واتسابية تمكننا من معرفة الحقيقة ، التي يركض خلفها الناس ، بعد اخبار ( ما بعد الحقيقة ) ، والاخبار البديلة التي ينشرها عنقالة الفيسبوك . ولكن ربما يشير إغلاق تلفون الامبراطور المستمر إلى فرضية احتجازه في الخرطوم بواسطة جهاز الامن الوطني والمخابرات .
لا تذهب بعيداً وخليك على الخط ، لمعرفة الجديد المثير الخطر حول موقف الامبراطور ، بعد هذه الايام الثلاث البئيسات ؟
2- بعض البينات التي تنفي خبر الإعفاء ؟
في الحلقة الاولى من هذه المقالة ، افترضنا ان الرئيس البشير لا يملك رفاهية ان يستغنى عن خدمات الامبراطور بين غمضة عين وإنتباهتها ، لأن ارصدة الرئيس البشير المليارية في بنوك لندن ودبي وإستانبول وكوالا لامبور مودعة في حسابات بنكية سرية باسم الامبراطور ، خوفاً من غول محكمة الجنايات الدولية ، الذي يلاحق الرئيس البشير .
في هذه الحلقة الثانية من المقالة ، نستعرض البينة الثانية والبينة الثالثة ، بإيجاز ربما كان مخلاً ، والتي تفترض كل بينة منهما ، إن محنة الامبراطور الحالية ، إستراحة محارب ، كما حدث للفريق عبدالرحيم محمد حسين ، عندما تم اعفائه من وزارة الداخلية ، في جريمة تمس الشرف ، ليعود بعد إستراحة محارب وزيراً للدفاع .
3- البينة الثانية ؟
+ الامبراطور صديق شخصي لصاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ، الذي أنعم على الامبراطور بالجنسية السعودية في يوليو 2015 ، إعترافاً بفضله في إقتاع والده الرئيس البشير بمقاطعة ايران في يوم الاحد 3 يناير 2016 ، والمشاركة في عاصفة الحزم في اليمن في يوم الاربعاء 25 مارس 2015.
ربما لا يملك الرئيس البشير رفاهية إستفزاز السعودية في هذا المنعطف الحساس بطرد الامبراطور ، رجل السعودية الاول في السودان . طرداً ( نهائياً ) ، لأن السعودية ربما إفترضت ان طرد الامبراطور رسالة عدوانية موجهة ضدها ، خصوصاً وقد رفض الرئيس البشير طلب الامير محمد بن سلمان قطع العلاقات البلوماسية مع قطر .
لا تزال فرضية استراحة محارب قائمة ؟
+ الامبراطور صديق شخصي للشيخ منصور بن زايد آل نهيان ، الذي كان وراء منح الرئيس البشير في يوم الاحد 18 فبراير 2017 أعلى وسام في الامارات ( وسام زايد ) من الطبقة الاولى .
+ كما ذكرنا في مقالة سابقة ، وفي يوم الاثنين 4 ابريل 2016 ، نشرت صحيفة فورين بوليسى الأمريكية ملخصاً لتقرير خبراء لمجلس الأمن الدولى عن علاقة تجارة الذهب في جبل عامر بانتهاكات حقوق الانسان فى دارفور.
نختزل ادناه مقتطفات من التقرير ، ذات الصلة بموضوعنا :
واحد :
حسب تقرير لجنة الامم المتحدة ، تدر تجارة الذهب في جبل عامر أكثر من 123 مليون دولار سنوياً ، لمليشيات الفريق طه – حميدتي للدعم السريع ، بالاضافة ل 54 مليون دولار كل سنة لمليشيات الجنجويدي موسى هلال .
اتنين :
فى الفترة ما بين 2010 الى 2014 تم تهريب ذهب بـما قيمته اكثر من 4 مليار و500 مليون دولار الى ابوظبي .
كون الفريق طه عثمان بمشاركة اللواء حميدتي شركة سموها شركة الجنيد ، التي تقوم بتصدير ذهب جبل عامر ، بأسعار متدنية ، لشركة اماراتية في ابوظبي مملوكة للشيخ منصور بن زايد ، صديق الفريق طه عثمان وحاميه .
تلاتة :
في ديسمبر 2015 ، وبإيعاز من حكومة السودان ( الفريق طه عثمان ) ، رفضت روسيا ، التى تملك حق الفيتو في مجلس الأمن ، نشر تقرير خبراء مجلس الامن ، إلا اذا حذفت أو عدلت الفقرات ذات الصلة بتجارة الذهب في جبل عامر.
لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الرجوع للتقرير على الرابط ادناه :
http://foreignpolicy.com/2016/04/04/…-profiteering/
والحال هكذا ، وهي كذلك ، وللمصالح المالية التي تربط الشيخ منصور بالامبراطور ، ربما جاهد الشيخ منصور في الوساطة لدى الرئيس البشير ليكون إعفاء الامبراطور إستراحة محارب ، يعود بعدها الامبرطور لمواقعه .
ألا ترى ، يا حبيب ، إن وساطات الامير محمد بن سلمان والشيخ منصور بن زايد ، ربما جعلت من محنة الامبراطور الحالية إستراحة محارب ، يعود بعدها أكثر قوة برعاية وحماية الامير والشيخ .
4- البينة الثالثة :
لا تنس ، يا حبيب ، إن الامبراطور مؤوسس وراعي قوات الدعم السريع ، التي صارت دولة داخل الدولة . يعتبر حميدتي صديقه الامبراطور ولي نعمته ، والذي أطعمه من جوع ، وحلق به مكاناً علياً .
إذا كان إعفاء الامبراطور إستراحة محارب ، فسوف يصمت حميدتي ، إما إذا كان الإعفاء نهائياً ، فربما فرنب حميدتي ، وفي هذه الحالة سوف يكون مصيره أسؤا من مصير الامبراطور ، وربما تمت تصفيته جسدياً ، لأنه وعناصره يحملون السلاح في اياديهم .
ثم هناك عامل آخر يمكن الاشارة اليه في نهاية هذه الحلقة … وهو عامل الطاعة والولاء .
الطاعة التي يبديها الامبراطور تجاه والده الرئيس البشير ، كالطاعة التي يوليها العبد لسيده … مطلقة وعمياء عمى كباسة . إذا حدث وغلط الامبراطور في حق والده ، فسوف ينبرش ارضاً ليلعق حذاء والده ، طالباً العفو والمغفرة .
لا تنس ان الامبراطور من الكائنات اللافقارية ، اذ لا يملك على اي عمود فقري يجعله يقف متحدياً امام والده ، فهو كائن بلا كرامة ، ولا اي مرجعيات اخلاقية ، بل يحاكي الكلب امام سيده ، أن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث .
لا يعدو ان يكون الامبراطور زلنطحياً من الناحية الفكرية ، فهو تمرجي محدود القدرات ، وليس له الدعم القبلي او السياسي او التنظيمي ، الذي يؤهله لكي يرفع رأسه امام والده ، فهو طوع بنان والده لا يعصي له امراً ، ولا يملك إلا ان يقول له سمعنا وأطعنا .
في كلمة : يحاكي الامبراطور امام والده الميت في يد غاسله .
الامبراطور ووالده كقرني ثور ، يقومان معاً ، ويقعدان سوياً . ولا مجال للإختلاف او الخلاف بين اليد العليا واليد السفلى .
والحال هكذا ، وهي فعلاً كذلك ، فسوف يلعق الامبراطور حذاء والده ، طالباً العفو والمغفرة ، والوعد القاطع بالتوبة النصوح ، وعدم تسريب مكالماته للاغيار .
الامبراطور من الثلاثة الذين ورد ذكرهم في الآية 118 في سورة التوبة :
وعلى الثلاثة الذين خلفوا ، حتى إذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت ، وضاقت عليهم انفسهم ، وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ، ثم تاب عليهم ليتوبوا ، ان الله هو التواب الرحيم .
نواصل في الحلقة الثالثة …
Facebook page :
https://m.facebook.com/tharwat.gasim
Email: