توحيد الحركات المسلحة في دارفور بين الإفراط والتفريط ،،.

توحيد الحركات المسلحة في دارفور بين الإفراط والتفريط ،،.
بقلم / شريف آل ذهب
توطئة :

لقد كان من مقتضى الظلم التاريخي الذي ظل يلاحق إقليم دارفور منذ الاستقلال إلي هذا العهد أن تحدث ثورة شاملة تهدف لإصلاح حال الإقليم ،اجتماعياً ،اقتصادياً وسياسياً من خلال هبة مجتمعية شاملة تعيد التوازن المفاهيمي بين المركز والهامش . ولكن المؤسف أن الوضع في دارفور نفسها لم يكن مهيأ مجتمعياً لاستيعابالثورة بذلك الفهم . فكانت تلك مدعاة حقيقية لأن تكون هنالك أرضية ممهدة في بادئ الأمر تهيئ  الوضع  لانطلاق ثورة ناضجة تحقق الأهداف بأقصر طريق وأوجز وقت . ولمّا لم يحدث ذلك واندلعت الثورة على تلك الأرضية الهشة من الجهل بالمفاهيم ، وسيادة النعرة العنصرية المبطنة بالقبلية والعشائرية وخلافها.. كان من الطبيعي أن يكون الناتج ما نشاهده اليوم من التشرذم والتفتق الذي يجسده وجود هذا الكم الهائل من فتوق الحركات المسلحة على ساحة دارفور  فضلاً عن الفرز القبلي و الإثني المتلبس مجتمع الإقليم بالداخل .وبدلاً أن يأخذ هذا الأمر وضعه الطبيعي كنتيجة حتمية لذلك الخلل والخطأ الابتدائي بحيث يسعى الناس لعلاجه وفق تلك الحقيقة ، فقد حمّلوه بأكثر مما يحتمل ونحو له بدروب ومسارات أبعد ما تكون عنه في الوسائل والمفاهيم ، لذلك كان طبيعياً أن يظل الوضع يراوح مكانه يتقدم خطوة ويتأخر ألف إلي الوراء . وبرغم تقديرنا للجهود والمساعي الحثيثة التي ما فتئ يبذلها الحادبون على قضية الإقليم ، وتقديرنا للأقلام التي نضب يراعها كتابة ً، والأصوات التي بحت نأجاً أو نئيجاً حول هذا الأمر ، إلا أنني وبكل تواضع أقول أنه سيتعذر الوصول أبداً مادام  الناس لا زالوا يلامسونه سطحياً دون معرفة  مضايق وممرات خلجانه العميقة التي إن لم يهتدوا لها فستظل سفنهم  تتحطم تباعاً عند حواف البحور ، ولن يصلوا أبداً !! .

وقد فكرت في الخوض مع الخائضين في إيصال ما اعتقده صواب الرأي في هذا الأمر  وحاولت إعداد مقالة بذلك الفهم ، غير أنني  اكتشفت نفسي أدور حول آراء جاهزة وقديمة كانت قد تم إعدادها سلفاً بهذا الخصوص من لدن أخوة كرام  كان شخصي الضعيف من المؤمنين والموقعين عليها ، وكان قد تم إرسالها انتقاءً لمن يهمهم الأمر بشكل شخصي في حينه دون أن يعود منه مردود ملموس على مستوى الفعل بل وبكل أسف حتى على مستوى رد الجواب  من القيادات المعنونة مباشرة  بالخطاب لما لذلك من مدلول  وإن شئت قل خلل وكفى ؟! . وفي هذا استثني أخوين كريمين من فصيل ( الوحدة  ) احتفظ باسميهما ، كان قد تسنى لهما الإطلاع على  الخطاب وقاما بخير رد وسعيا جاهدين لتطبيق مضمونه لولا أن العين بصيرة واليد قصيرة .

وقد قام بإعداد هذا الخطاب الأخوة الواردة تواقيعهم في أسفله وجلهم من أهل البلاء والعطاء في ثورة دارفور الكبرى من موقعهم القيادي  في حركة التحرير ، فمنهم من كان أميناً للأعلام ومنهم  نائب أمين الإعلام  ومدير الموقع الإلكتروني ذاك المنبر العزيز على قلوبنا الذي فقدناه على حين غرة وافتقدناه ولا زلنا كثيراً كثيراً ، وفيهم مسئول مكتب الخليج  وفيهم مسئول مكتب الرياض .

و يجدر بي هنا أن أقول بأنه وبرغم أن هذا الخطاب كان قد تم توجيهه لمنسوبي وبعض قيادات حركة التحرير بصفة خاصة بحكم العضوية  في حينه للموقين عليه إلا أنه في فحواه يسع الجميع في ساحة النضال على أرض الإقليم وقد رأيت أنه بأهمية بما كان أن يكون تحت يد الجميع للاطلاع عليه والاستفادة منه إن شاءوا ، إذ لم يعد ثمة ما يحول دون نشره كون جل أولئك الموقعين عليه قد غدوا اليوم في وضع الناظر عن بعد لمسار القضية بنظرة المشفق المتحسر بعد أن قدموا ما يمليه عليهم ضميرهم من أمانة النصح وهو أضعف الإيمان ، لذلك رأيت وبعد أخذ المشورة ممن تسني لي الاتصال به منهم أن أقوم بنشر هذا الخطاب المهم جداً  آملاً أن يكون في نشره الإفادة لقضية الإقليم وبخاصة موضوع توحيد الحركات . وأنوه إلي أن تاريخ هذا الخطاب هو قبل عامين وشهر من الآن بالتمام والكمال كما هو موضح أعلاه . وكما أنوه إلي أنني قد قمت بحذف أسماء الأشخاص الذين كان تم مخاطبتهم اسمياً بهذا الخطاب لانتفاء السبب . والله من وراء القصد .
شريف آل ذهب بتاريخ 11/9/2009م

_______________________________________________________

بسم الله الرحمن الرحيم
بتاريخ / 3 0 /8 0 / 2007م

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته                                       وبعــد

نحيكم بتحية النضال والثورة التي قامت من أجل الإنسان السوداني في دارفور لتأسيس سودان جديد معافى من أمراض وعلل الفترات الماضية، المتمثلة في الظلم الاجتماعي، الخلل التنموي، الاستبعاد من المشاركة السياسية في صنع القرار، وانتقائية توزيع الثروة الوطنية، الاستعلاء الثقافي والعرقي، والفساد المالي والإداري..الخ.
الأخوة المناضلون..

نكتب إليكم وأنتم تناضلون وتتكبدون المشاق من أجل الانتصار إلى شعبكم وقضيته العادلة.. ونكتب إليكم بالخصوص لمعرفتنا بصدق طويتكم وسعيكم الدؤوب من أجل جمع كلمة فصائل حركة تحرير السودان وتوحيدها.. وإذ نبارك التفاهم السياسي بين ( …… ) إلا أننا نتطلع ، كما غالب شعب دارفور، في وحدة اندماجية.. وإذ نثمن خطواتكم التنسيقية لتوحيد رؤاكم السياسية وتكوينكم لهيئة لهذا الغرض؛ إلاّ أننا نتطلع، كما غالب شعب دارفور، أن نراكم متوحدين وحدة اندماجية كاملة، من أجل شعبكم المشرئب إليكم بعيون الأمل؛ بأطفاله، نسائه، وعجزته المحتجزين في معسكرات اللجوء الخارجي والنزوح الداخلي.
الأخوة المناضلون..

لقد سبق لنا أن خاطبنا قيادات الثورة في مختلف المواقع والمراحل وقدمنا مقترحات وحلولاً لمشاكل عاقت مسيرة الثورة. وقد سافر بعضنا للأراضي المحررة وأماكن أخرى خارج ميدان التحرير لملاقاة قيادات الثورة للتفاكر والتباحث معهم في أمر ومستقبل الثورة.. وقد تجدون جزءاً مما يجيء في خطابنا هذا مكرراً لما سبق، فإننا نرجو القبول لاعتقادنا بأن كثيراً مما قلناه في بداية الثورة ما زال صالحاً – للأسف في هذه المرحلة.
الأخوة المناضلون..

ما بين محطات الثورة الأليمة وغايات الرجال وما نحن فيه الآن من شتات الرأي وضبابية الرؤية واختفاء الهدف خلف ابتسامات العدو بسبب انشقاقاتنا وتمزقنا وتعنت بعضنا وإصرارهم على الأخطاء والمضي قدما نحو بحر الانهيار والنهاية والحيرة التي تهيم على وجوه اللاجئين والنازحين والمشردين، كان لزاما علينا بأن نتناول شيء من ماضي ثورتنا والمسافات الرمادية بين أمل النجاح وهموم الانهيار التي نيسر فيها. علينا أن ننبه الغافلين ونحسس المتعمدين والمصّرين على أخطائهم ونخاطب المخلصين ونضع آراء في سلة مستقبلنا بنقدٍ بناء تمحيصاً لمواطن الخلل مفعّلين للحوار واضعين في الاعتبار قبول الحقيقة انطلاقا من مسؤوليتنا التاريخية والتنظيمية التضامنية مع جميع رفاقنا في مختلف المواقع؛ منطلقين من أن الوحدة الاندماجية غاية ما نريده من خطابنا هذا.. مستصحبين معنا الظروف السياسية الراهنة التي نتجت عن توقيع (اتفاق سلام دارفور) وأخذنا في الاعتبار روح الإحباط والسلبية الذي ساد بين عضوية الحركة ومناصريها نتيجة للانشقاقات والممارسات السلبية في أرض الواقع وآخذين في الاعتبار الأوضاع الأمنية المحلية في دارفور والتجييش الحكومي، وما ستؤول إليه أوضاع اللاجئين نظراً للأوضاع غير المستقرة في الجوار الإقليمي (تشاد، إفريقيا الوسطى والنيجر). آخذين في الاعتبار القرار الأممي الأخير القاضي بدخول القوات الدولية والصلاحيات الممنوحة لها والغاية من دخولها (حماية المدنيين، حماية عمال الإغاثة، وتطبيق اتفاق سلام دارفور) مما يضع تحديات كبيرة أمامكم وهامش ضيق للمناورة، آخذين في الاعتبار تكتيكات حزب المؤتمر الوطني في التعامل مع قرارات المجتمع الدولي، ومواقف ومصالح القوى الدولية المتغيرة والاستحقاقات الدستورية الزمنية بموجب اتفاقية نيفاشا.
الأخوة المناضلون…

لقد مرت ثورة الشعب السوداني في دارفور بتطورات أثرت ومازالت تؤثر على مسيرتها النضالية.. ومن ذلك أن العمل العسكري قد تم تأسيسه قبل العمل السياسي – مع تفهمنا للظروف الموضوعية آنذاك- مما خلق واقعاً سلوكياً مفاده أن العسكريين هم أصحاب الحق المطلق في تقرير مصير الثورة، مما نتج عنه خلل في العملية التواصلية بين القادة العسكريين والسياسيين والاستفادة المتبادلة من إمكانيات وخبرات الطرفين وتوفير المعلومة وتحليلها والمشاركة في اتخاذ القرار النهائي. ومن نتائج ذلك توطن الشكوك حول مساهمات ودور السياسيين، واستخدام السياسيين عند الحاجة وتجاهلهم عند اتخاذ القرارات المصيرية وإقصائهم عند انتقادهم لأخطاء بعض القيادات العسكرية رغم أدائهم لقسم الثورة وإيمانهم بالقضية وعطائهم المتميز، وبذلك انعدم التكامل والتناسق بين العمل العسكري والسياسي ولم تكن لكثير من الانتصارات العسكرية المجلجلة أثراً سياسياً بالقدر نفسه بل تم تسويقه بأنه إنجاز من إنجازات الآخرين. فضلاً عن هشاشة التنظيم وضعف الخبرة السياسية ..الخ.

كما أن انطلاق الثورة من مناطق معينة وبقيادة بعض أبناء القبائل، وتوزيع العمل القيادي بين أبناء هذه القبائل والمناطق، فرض واقعاً قبلياً وعشائرياً وجهوياً في تكليف وتولي مهام العمل الثوري داخل الحركة من دون النظر للكفاءة والخبرة، وبذلك تم وضع بذرة المحسوبية المؤدية إلى الفساد. وشكل ذلك منفذاً للاختراق من المتسلقين والانتهازيين وعملاء الأحزاب بخلق شبكات وقنوات لتدفق معلومات الحركة للجهات المعادية من خلال معارفهم وعلاقاتهم العائلية مع البسطاء في الميدان مستغلين حاجة هؤلاء للمساعدة المادية والمعنوية.

لقد أغلق الواقع القبلي والجهوي الرؤية الأفقية للحركة، وعجزت قيادة الحركة عن استقطاب من هم خارج قبائلهم ومناطقهم. ومن جانب آخر، نظر بشك وريبة لكل من يأتي من خارج قبائل ومناطق القيادات مهما كانت قدراتهم ورغباتهم وسُدت المنافذ أمامهم لتقديم خدماتهم للثورة! ومن حالفهم حظ الانضمام، وضعوا في مواقع ديكورية غير ذي أثر.

وقد قاد هذا الوضع إلى تخندق القيادات وسط قبائلها وصارت أعمالهم وتصرفاتهم في حدود فهمهم البسيط للقضية وجعلوا أنفسهم فوق النقد والإصلاح وتم تشتيت جهود ووقت المخلصين من أبناء الثورة ومناصريها وأصدقائها في التوفيق بين هذه القيادات. وأصبح القرار في داخل الثورة شللياً وفق الجهة، القبيلة، العشيرة والفخذ (خشم البيت) وفي بعض الأحيان فردياً. وتم انتهاج خطاب سياسي وإعلامي غير فاعل وغير مؤثر على المستوى المحلي، الوطني، الإقليمي والدولي. وبهذا اختفت المؤسسة الجامعة للثورة وكادت آمال الشعب وتطلعاته أن تذهب سدى.
الأخوة المناضلون…

إن السؤال الذي كان يؤرق الكثيرون من أبناء الثورة ومناصريها وأصدقائها هو: ما الحل والوضع على ما هو عليه؟ وكانت الإجابة: إن أي عمل اجتماعي/سياسي بدون تنظيم يحدد الأهداف ويختار الوسائل اللازمة لتحقيق هذه الأهداف ويضع البرامج والخطط لتلبية حاجات الناس الآنية والمستقبلية، وفق قوانين متفق عليها ويتم احترامها ومراعاتها في تنفيذ أي تكاليف في إطار الهدف المشار إليه وغير منضبط بتلك القيود سوف لن يكتب له النجاح! كانت تلك الإجابة النظرية.

وعملياً تضافرت جهود بعض القيادات العسكرية والسياسية ومناصري الحركة والذين ارتأوا الحل في بناء تنظيم سياسي، فكان مؤتمر حسكنيتة في أواخر شهر أكتوبر من العام 2005م. الذي استطاع فيه المؤتمرون من إجازة النظام الأساسي (الدستور) وانتخاب أعضاء مجلس التحرير الثوري، انتخاب رئيس جديد للحركة ونائبه، انتخاب أمين عام جديد والخروج بتوصيات حددت الأسس التي يمكن أن تسير عليها أجهزة الحركة مستقبلاً. إلاّ أن القادة الجدد كانت لهم تطلعاتهم الخاصة فتخلوا عن المؤسسية ووقعوا على اتفاقية أبوجا وذهبوا إلى الخرطوم جرياً وراء الوظائف وصاروا جزءاً من النظام ومنفذين لسياساته.
الأخوة المناضلون..

لقد تابعنا تطورات الأوضاع في داخل فصائل حركة تحرير السودان منذ توقيع اتفاق سلام دارفور .. من عزل القائد/ عبد الواحد محمد نور وتكليف القائد/ أحمد عبد الشافي، ومحاولات تكوين جبهة الخلاص الوطني مع حركة العدالة والمساواة والتحالف الفدرالي الديمقراطي مروراً بحركة تحرير السودان قيادة الوحدة ومناقشات وورش عمل أسمرا. لقد سعت جل الفصائل للوحدة فيما بينها، ولكن معظم هذه المحاولات باءت بالفشل، لأسباب جزء منها ذاتي وجزء منها خارجي كما هو معلوم لكم. كما أن كثير من الحادبين على مصلحة دارفور ومستقبل ثورة التحرير والأصدقاء قد نادوا جميعاً بتوحيد الحركات ولم جهودها وتوحيد رؤاها من أجل مستقبل أحسن. وفي هذه الأيام ونحن نتابع مجهوداتكم الجبارة على مستوى قياداتكم من أجل الوحدة، فيجدر بنا أن نؤازر جهودكم ونباركها طمعاً في وحدة تنظيمية اندماجية من أجل انتزاع حقوق شعب دارفور المسلوبة. وقد أصبحت الوحدة ضرورة ملحة لأسباب نراها في الآتي:

1.   إن كثرة الفصائل – المنضوية تحت حركة تحرير السودان – صار يشكل عائقاً أمام أي عمل  عسكري حاسم للتصدي لخروقات أجهزة النظام ومليشياته.

2.   إن تعدد الفصائل غيبت الرؤية السياسية، والنضال من أجل حقوق أهل دارفور المشروعة، وصار أقصى ما يؤمن به بعض القادة الحصول على وظيفة في نظام المؤتمر الوطني. وصارت بعض الفصائل قبلية وجهوية وغاب الوعي الثوري الذي من أجله قامت الثورة في دارفور.

3.   إن تعدد الفصائل أثر على وحدة شعب دارفور في قراهم ومدنهم ومعسكراتهم.

4.   إن الوضع المشتت لفصائل الحركة أدى إلى بروز نمط من القيادة الدكتاتورية وتفشي الممارسة الفردية وإعلاء الفكر الإقصائي والاتهام المتبادل بالعمالة للمؤتمر الوطني وخيانة قضية شعب دارفور.

5.   إن تشتت الفصائل أدى إلى غياب خطاب ومنبر إعلامي يتصدى للمستجدات والمسائل الملحة ويفند أكاذيب النظام ويطمئن شعب دارفور.

6.   إن وضع الفصائل الحالي أعطت حكومة المؤتمر الوطني فرصة ذهبية لاختراق الفصائل وزرع عملائها داخلها بل وخلق فصائل جديدة تنتسب للثورة وتتحدث باسمها.

7.   إن وضع الفصائل الحالي تغري حكومة المؤتمر الوطني في تنفيذ أجندتها الباقية، كما رأينا في سياسة استجلاب وتوطين العرب النيجريين والكاميرونيين في دارفور.

8.   إن تشتت الفصائل تعطي الحكومة ذريعة لتطويل أمد المأساة بحجة عدم وحدة الحركات وعدم وجود شريك كفء والتهرب من طرح أية حلول جادة.

9.   إن تفرق فصائل الحركة زرعت في نفوس شعب دارفور الإحباط واليأس من التغيير بواسطة أبنائها.

10.                      إن تفرق الفصائل أفقدتها الاعتماد على نفسها وأغرت دول الجوار الإقليمي بالتدخل في شئونها والتأثير على رؤاها.

11.                       إن تشتت الفصائل أجبر المجتمع الدولي في أن تطرح المبادرات والحلول من دون استشارة قادة الفصائل، بل وعموم مجتمع دارفور.

12.                      إن تفرق الفصائل أعطت انطباعاً للمجتمع الدولي بعدم أهلية ثوار دارفور في حكم السودان أو المشاركة في الحكم المركزي أو الإنفراد بحكم إقليمهم وبالتالي صار العالم يبتدع حلولاً سهلة ووقتية وبدون مشاورة قيادات الفصائل، والتركيز بدلاً من ذلك على التحاور مع حكومة المؤتمر الوطني التي تستطيع أن تبيع وتشتري وتحمي المصالح الدولية.

13.                       إن تشتت الفصائل تبعدها عن إدارة الإقليم بعد دخول القوات الدولية. وستكون القوات الدولية حينها مضطرة للتعامل مع الموقعين أو مع حكومة المؤتمر الوطني في تسيير شئون الإقليم واعتبار الحركات والفصائل الأخرى مليشيات خارجة عن القانون. فمن شأن وحدتكم تغيير الأوضاع على الأرض.

14.                       إن الوضع الموصوف أعلاه جعل العالم يركز على الحل الإنساني والأمني فقط وابتداع حلول سهلة دون البحث عن حلول سياسية ناجعة وراسخة.
أيها الأخوة المناضلون..

إن وحدتكم أصبحت ضرورة ملحة – كما ذكرنا، ونعتقد جازمين بأن هذه الوحدة ستكون ناقصة ومصيرها الفشل:

1.   إذا تمت هذه الوحدة على مستوى القيادات السياسية من دون مشاركة القادة العسكريين ولم يسبقها حوارات عميقة وبشفافية كاملة.

2.   إذا تمت الوحدة خارج الأراضي المحررة، على الرغم من إدراكنا للصعوبات اللوجستية والأمنية المحيطة بمثل هذه التجمعات في الأراضي المحررة.

3.   إذا استعانت قيادات الفصائل بالدول الأجنبية لتحقيق هذه الوحدة.

4.   إذا تمت توحيد الرؤى السياسية وتم الإبقاء على هياكل الفصائل كما هي ولم تتم الوحدة الاندماجية بالكامل.

5.    إذا تمت الوحدة بدون رؤية تنظيمية وهيكلة واضحة وتقنين نظام الحركة الأساسي ولوائحها الداخلية المنظمة لأدائها اليومي والضابط لسيرها وإعادة هيكلة الحركة وتوزيع السلطات والصلاحيات بوضوح ومنع التداخل في الاختصاصات.

6.   إذا تمت هذه الوحدة بدون رؤية سياسية واضحة، وخطط للعمل المستقبلي.

7.   إذا كانت الغاية من الوحدة هي للتفاوض مع النظام والدخول في العملية السياسية.

8.   إذا كان الغرض من الوحدة استقواء القادة ببعضهم البعض وإقصاء المخالفين لهم واستعدائهم.

9.   إذا لم يتنازل قادة الفصائل لبعضهم البعض طوعاً، من أجل الوحدة، وابتعدوا عن الطموحات الشخصية والتطلعات القبلية والعشائرية والجهوية – فإنهم غداً سيتنازلون لنظام المؤتمر الوطني فيما هو أعظم وأكبر.
الأخوة المناضلون..

إننا نطمح أن تتجاوزوا جميع الصعاب لتحقيق آمال وتطلعات شعبكم في وحدة اندماجية فاعلة تخرجهم من نفق التشتت والتشرذم. ولتفعيل هذه الوحدة نأمل أن يراجع الإخوة المناضلون الأخطاء التي وقعنا فيها جميعاً وأن ننظر في ماضينا لنصحح مسارنا. وفي هذه الخصوص فقد رأينا أن نعرج على شيء من الماضي الماثل عله يفيدنا في مسيرتنا الجديدة.

تميز أداء الحركة بشكل عام متأثراً بعوامل عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر: نزاع القيادات حول السلطة (الوهمية) والصلاحيات الإدارية قبل انتصار الفكرة وتهربهم من المؤسسية ورفضهم الضمني للتنظيم وترتيب البيت الداخلي للثورة في وقت مبكر، القبلية، الجهوية، قلة الخبرة السياسية، عدم تناغم العملية السياسية مع العملية العسكرية، قلة الموارد المالية، ضعف العلاقات الدولية وعدم استثمار الزخم الإعلامي لقضية دارفور، الأفق الضيق والغرور وتجاهل أفكار أعضاء الحركة وإغلاق قنوات النصيحة والقرارات الفردية والشللية بالإضافة إلى إمكانيات العدو وقدراته القتالية والسياسية والإعلامية والدبلوماسية والأدوار السالبة التي قام بها بعض المنتفعين من أبناء دارفور ووقوفهم مع المرتزقة من الجنجويد في خندق النظام وتخاذل بعض الشرائح من أهل دارفور وموقفهم السلبي من القضية لعدم وضوح الرؤية لضعف الخطاب السياسي والإعلامي..الخ
الأخوة المناضلون ..
لقد أثرت العوامل المذكورة على مرحلة المفاوضات على النحو التالي:

1.   إن المفاوضين لم يتم اختيارهم عبر مؤسسات الحركة (القائمة)، بل تم اختيارهم حسب العلاقات الشخصية وعلى قاعدة (من حضر)!

2.   إن كفاءة المفاوضين وقدراتهم لم تخضع تبعاً لذلك للتمحيص والتجريب.

3.   عدم تبادل المعلومات والرأي مع قواعد الحركة في الداخل والخارج حول ملفات التفاوض.

وبعد إكمال الوحدة الاندماجية المرجوة، فإننا نأمل في الاستفادة من الأخطاء السابقة في اختيار المفاوضين، وإعدادهم وتزويدهم بالآليات اللازمة، ووضع إستراتيجية للتفاوض وإتباع تكتيكات جديدة في سير العملية التفاوضية، رفع السقف التفاوضي، وعلى سبيل المثال: المطالبة بحق تقرير المصير لشعب دارفور؛ أو وحدة كونفدرالية بين ولايات شبه مستقلة سياسياً واقتصاديا ً، خروج جيش النظام وأجهزته الأمنية من الإقليم لارتباطها بجرائم الإبادة الجماعية..الخ.
الأخوة المناضلون..
لقد أثرت الأسباب المذكورة أعلاه على وضع جيش الحركة على النحو التالي:

لقد خرج جيش التحرير من أول اختبار في القتال موفقاً في وقت قصير وتمكن من إحباط حملة التطويق والإبادة وعلى رغم من قلة التمويل والتدريب والتأهيل والمستلزمات القتالية، استطاع من أن يوسع نطاق عمليات العصابات والمناورات ودعم مراكزه بتحسين خطته وفنه ونفوذ عمله واستطاع أن ينتقل بمزيد من السرعة من حرب العصابات إلى مستوى الحرب الجزئية والعمليات النوعية وأجاد تنسيق الأساليب المجربة في الحروب الثورية مع الأساليب العادية وتطبيقها تطبيقا منظما يتماشى مع خصائص البيئة والطبيعة الجغرافية وخطط العدو ورصد تحركات العدو بوسائل مختلفة باذلين في ذلك النفس والنفيس واستطاع الجيش من التصدي لمتحركات العدو وتدمير آلياته الحربية وتفجير طائراته المقاتلة وهي جاثمة في المطارات القريبة من مسارح العمليات أو إسقاطها وهي محلقة في أجواء التحرير.

كما امتلك جيش التحرير ذخيرة وفيرة لا تنفذ من الرجال الذين انضموا إليه من الحواضر والبوادي وهم ينتظرون بفارق الصبر أن يتاح لهم إحراز الشرف بالجندية في صفوف التحرير والشهادة في سبيل الحقوق المسلوبة. وقد تضامن شعب دارفور مع جيش التحرير مادياً وروحياً لأن أمل تحريرهم من ذلك السجن الكبير في جيش التحرير. وقد أرغم هذا النضال والتضامن الشعبي النظام على الاعتراف بحركة تحرير السودان والجلوس معها في طاولة المفاوضات والتأكيد على مشروعية أهدافها وعدالة قضيتها. وقلب جيش التحرير بنشاطه الجو السياسي وأحدث صدمة نفسية للنظام وبعث في شعب الهامش الشعور بكرامته القومية وكونت اتحاداً روحياً وسياسيا بين المهمشين فظهر ذلك الإجماع في دعم الكفاح المسلح وجعل انتصار الحرية أمراً حتمياً لا بد منه لولا ضبابية الرؤية السياسية وشح الإمكانيات وتنافر القيادات والأنانية والخلل المؤسسي والإداري.

إلا أن هذه الوجه المشرق لجيش التحرير لا تخلو من شوائب تعيق مسيرته وتشوش السمعة التاريخية لهذا الجيش العظيم ونضال الأشاوس من الشهداء ومن هم على قيد الحياة من المعاقين والمصابين والقابضين على زناد التحرير ومن هذه الشوائب والمشاكل:

1.   انطلاق النضال العسكري قبل النضال/التنظيم السياسي وإعلاء الجانب العسكري.

2.   القبلية والعشائرية والجهوية.

3.   ضعف التنسيق الاستخباري واختراقات عملاء المؤتمر الوطني ومأجوري الأحزاب للجيش.

4.   ضعف التأهيل والتدريب والخبرة العسكرية والانضباط.

5.   غياب التنسيق والوحدة القيادية والإدارية بين القطاعات القتالية المختلفة.

6.   كثرة الإصابات وعدم وجود الإخلاء الطبي والإسعافات الأولية.

7.   عدم مناقشة أمر إعادة تنظيم جيش التحرير في جميع المؤتمرات التي عقدت.

8.   ضعف التثقيف والتربية السياسية لجيش التحرير.

9.    عدم تنوير الجيش بأهمية البعثات الخارجية ودورهم الفعال في العمل السياسي والإعلامي والدعم المادي والمعنوي  وجهودهم في تدويل القضية.

10.                       غياب الارتباط التنظيمي بين الجانب العسكري والسياسي.

11.                       استغلال بعض الأفراد في القيادة السياسية لقيادات الجيش لتمرير أهدافهم الشخصية بعد استشهاد القائد عبدا لله أبكر.

12.                       قلة التمويل وسوء توزيع الإمدادات العسكرية وإهمال المقاتلين.

13.                       انتحال البعض لشخصية جيش التحرير وتأسيسهم لنقاط وبوابات تفتيش باسم الحركة لجباية المواطنين وأخذ الدعم من دون موافقتهم.

14.                       اختيار بعض ممثلي الحركة في لجان وقف إطلاق النار على أسس غير عسكرية ودون مراعاة لكفاءتهم العسكرية وخبرتهم في هذا المجال مما ساهم في تمرير أجندة النظام في تقارير الإتحاد الإفريقي الدورية.
الأخوة المناضلون..

بعد اكتمال الوحدة الاندماجية المرتقبة؛ بإذن الله، فإننا نضع بين أيديكم الاقتراحات التالية فيما يخص وضع جيش الحركة:

1.   ضرورة استقلال القيادة العسكرية في إدارة الشئون العسكرية.

2.   عدم استغلال القيادات العسكرية في تحقيق مآرب سياسية فردية أو شللية.

3.   الاحتفاظ بقوات الحركة والاستمرار في بنائها لتصبح مؤسسة عسكرية فاعلة للدفاع عن مكتسبات الثورة وقادرة على توفير الأمن للمواطنين كافة وأن تشارك في عمليات التنمية.

4.   البحث عن مصادر لتمويل الجيش.

5.   تكوين منظمة لرعاية معاقي الجيش وأسر الشهداء.

6.   تدريب وتأهيل الجيش للمساهمة في عمليات التنمية والبناء.

7.   تأسيس سجل شرف لشهداء جيش التحرير وتخليد ذكراهم.

8.   محاربة القبلية داخل الجيش، وتفعيل شعبة التوجيه المعنوي والتربية السياسية.

9.   ربط العمل العسكري بالقرار السياسي.

10.                       ضم مليشيات المناطق والقرى تحت قيادة الجيش.
الأخوة المناضلون..

بالإضافة للمشاكل التي عانى منها الجيش، هناك بعض المعوقات في المجال السياسي، أثرت وما زالت تؤثر على مسيرة الحركة، نوجزها فيما يلي:

1.   ضعف الخبرة السياسية وتجاهل أهمية الجانب السياسي و دور الكادر الحركي.

2.   تسمية الحركة في البدء بحركة تحرير دارفور وتالياً بحركة تحرير السودان.

3.   إعداد بيان تأسيسي غير مطابق لأهداف الثورة الأساسية باللغة الإنجليزية والتي أثارت بعض بنودها جدلا واسعا عند الكثيرين (توجيه نداء للقبائل العربية للانضمام للثورة وأن الثورة ليس موجهاً ضدهم. وقد فهم هذا النداء بأن هذه القبائل مستثناة من الثورة . طرح مسألة فصل الدين عن الدولة) وقد ذهب البعض إلى درجة تشكيك صدور هذا البيان من قيادات الثورة في دارفور.

4.   إعلاء المصلحة الشخصية على حساب القضية.

5.   أزمة القيادة والتنظيم الداخلي التي سبب سلسلة من المتاعب للثورة.

6.   غياب سلطة وإدارة مدنية موحدة في الأراضي المحررة.

7.   عدم تنظيم المكاتب الخارجية للدفاع عن الثورة بصورة منتظمة.

8.   تهرب القيادة من المؤسسية.

9.    قفل قنوات النصيحة والشورى وتقليل خطورة المواقف والمراحل التي تمر بها الثورة.

الأخوة المناضلون..

أما في هذا الجانب فإننا نضع بين أيديكم المقترحات التالية لحل وتفادي تكرار الإشكاليات السياسية المذكورة، بعد إكمال الوحدة الاندماجية المأمولة:

1.   منع النفوذ الفردي وتقديس الشخصيات بتقنين نظم داخلية شفافة وبناء مؤسسات فاعلة.

2.   إقرار مبدأ التسيير الديمقراطي في جميع شئون ومراتب الحركة.

3.   تفعيل آليات الاتصال التنظيمي والحوار الداخلي.

4.   إعمال مبدأ الشفافية في اتخاذ القرار وتنفيذه والمحاسبة عند التقصير ومنع المحسوبية ومحاسبة الفساد ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والمساواة أمام القوانين واللوائح التي تنظم عمل الحركة في كل المواقع والمراتب.

5.   وضع نظام إداري مؤسسي متين بشكل تراتبي تطبق فيه مبادئ الديمقراطية الحقة والإدارة الحديثة.

6.   محاربة الانتهازيين والمتسلقين وعملاء الأحزاب وخدام المؤتمر الوطني وسارقي انتصارات شعب دارفور، وذلك بتفعيل الضوابط الإدارية للعضوية.

7.   وضع لوائح وأسس تنظيمية فاعلة وصارمة لمحاربة القبلية، العشائرية، والجهوية داخل الحركة.

8.   التأكيد على أن حركة التحرير ليست بحركة تمرد فوضوية محدودة، دون انسجام ولا إرادة سياسية أو أنها معرضة للفشل، بل ثورة حقيقية ومنظمة وطنية شعبية لها إدارة مركزية وتقودها قيادات واعية قادرة على الوصول بها إلى النصر النهائي.

9.    التأكيد على أن الحركة ليست مصطنعة وزائفة تديرها أجندات خارجية أو آلة بيد مستعملها أو ثورة مؤلفة من العصابات أو أناس بدائيين سفاكين للدماء يتجاهلون قوانين الحرب إنما كفاح وطني تسير في مجراها الطبيعي طبقا للتطور التاريخي للإنسانية الذي لم يرضى بوجود أمم مستعبدة ومتخلفة ومقهورة ومظلومة مسلوبة الإرادة والحقوق على وجه الأرض.

10.                       الرد بسرعة وبوضوح على جميع الأكاذيب واستنكار أعمال الاستفزاز والتعريف بأهداف الحركة بفتح مكاتب الحركة في المدن والقرى والتواصل والتواجد في المؤسسات والمدارس والجامعات والفعاليات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني.

11.                       التشبع بالمبدأ، واللجوء إلى الحوار والإقناع والبعد عن العنف اللفظي، و أن يكون كلام الثورة معبراً عن رشد الثوار باتخاذه شكلا جاداً ومعتدلاً دون أن ينقصه الحزم والصدق والحماسة الذي هو من فضائل الثورة، فكل منشور أو تصريح أو حديث أو نداء يصدر عن الحركة لا بد أن يكون له أصداء قوية في كل المحافل ومن هنا يجب علينا العمل بشعور المسؤولية الحقيقية وبما يشرف السمعة المحلية والعالمية التي تتمتع بها ثورتنا السائرة في طريق الحرية والكرامة.

12.                       إثارة الرأي العام العالمي بنشر الأخبار والمقالات في الصحف والمجلات والمواقع والفضائيات والتنديد بالأعمال الإجرامية والفظائع التي يقوم بها جنود وأجهزة النظام الأمنية الأخرى وذلك لإفشال مشروعات وتوجهات النظام.

13.                       التأكيد على أن القرارات الدولية التي صدرت فيما يتعلق بالوضع في دارفور تتعلق بالنظام الدولي العام وألا تنازل عنها وأنها ليست مكان مساومة أو خاضعة للتفاوض لتغيير مسارها والترتيب للقيام بحملة دبلوماسية خارجية واسعة بالتنسيق مع المكاتب الخارجية ومنظمات وجمعيات أبناء دارفور في الخارج وأصدقاء الحركة ومنظمات المجتمع المدني العالمية لتحريك وإبقاء ملف محكمة الجنايات الدولية مفتوحاً وحث الدول لاستقدام قواتها ضمن القوات الأممية المقترحة لحماية المدنيين في دارفور، والمساهمة في دعم وإعمار دارفور. وتنشيط وتمتين علاقات دارفور مع المجتمع الدولي ودول الجوار خصوصاً.

14.                       التمييز بين الشمال السياسي والشمال الجغرافي ومفهوم الجلابة عند تناول موضوع النخب الحاكمة والمستغلين لثروات الشعب لمنافعهم الخاصة.

15.                       الحوار الجاد مع جميع فصائل وأجنحة حركة تحرير السودان وبقية الحركات الثورية ليس فقط لتوحيد الرؤية السياسية توطئة للانضمام للعملية السلمية ولكن لتوحيدها من أجل شعب دارفور. فوضع دارفور لا يسمح بوجود هذا الكم الهائل من الحركات حتى في ظل السلام الشامل والتحول الديمقراطي المأمول.
الأخوة المناضلون..

علينا من الآن العمل والاستعداد لتحويل حركة تحرير السودان كحركة ثورية إلي تنظيم سياسي، مهما تكن نتائج المفاوضات القادمة؛ دولة مستقلة، أو كونفدرالية واسعة أو دولة موحدة بأسس جديدة، وذلك لحتميته لمسيرتنا لتحقيق أهداف الثورة وحماية حقوقنا المشروعة ومصالحنا المستقبلية. يجب إعطاء أولوية لتكوين حزب سياسي جماهيري قوي وواعي بتحديد أسس العمل لبناء المستقبل السياسي وتحديد إطار سياسي وأيدلوجي للاتجاهات العديدة التي تسربت إلى صفوف الثورة بأيدلوجيات ومذاهب مختلفة وآراء متباينة.

إن الحزب ليس تجمعاً وكماً عددياً فقط، إنما هي منظمة سياسية تضم جماعة من الأفراد الذين يتفقون فيما بينهم على الأسس العامة في تسيير وتنظيم الدولة ويسعون للوصول إلى السلطة أو المشاركة فيها من أجل تطبيق هذه الأسس. وأن تخضع عملية تسجيل أعضائه لشروط محددة ودقيقة لأن فاعلية أي تنظيم تقاس بنوع أعضائه لا بمجموع أفراده، كما يجب أن تتطابق أهداف الحزب مع التطلعات الحقيقية للجماهير ويضم في عضويته الفئات والطبقات الاجتماعية المختلفة للشعب من أجل تحقيق أهداف الثورة وأن يكون مرآة لحقائق الوطن ووسيلة للتعبير عن المتطلبات الجماهيرية وأن يعمل على قاعدة ديمقراطية ويتطلب ذلك عملاً سياسياً متواصلاً داخل الحزب.

إن عملية التحول من مرحلة الكفاح المسلح إلى مرحلة الكفاح بآليات مدنية سياسية تتخذ من الفكر السياسي والحجة والبرامج والخدمات التي تقدمها للشعب، هذه العملية ليست عملية سهلة، فهي مرحلة معقدة وتحتاج إلى تدرج. فالإعداد النفسي والسلوكي لتأهيل ودمج العسكريين في العملية السياسية، على سبيل المثال، يحتاج إلى فترة إعداد لابد من المرور بها. هذا، سواء كانت دارفور جزءاً من السودان الحالي، أو نال استقلاله وقرر مصيره. ولذلك رأينا أنه من الضروري الاستعداد لهذا الجانب من الآن لتفادي أخطاء من سبقونا في هذا الجانب.
الأخوة المناضلون..

في اعتقادنا أن الخطوات التالية ضرورية للتحول السياسي للحركة، نرجو أن نضعها بين أيديكم على النحو التالي:

1.   تأطير الحركة/الحزب بفكر وايدولوجيا سياسية (قومية سودانية) قائمة على احترام حقوق الإنسان ودولة القانون والمواطنة ومراعاة مصالح كافة فئات الشعب السوداني وتستجيب لتطلعاته بتنوعه العرقي، اللغوي، الديني، الثقافي، والتاريخي والجغرافي وتلبي حاجاته اليومية من الأمن، الصحة، والتعليم ..الخ.

2.   إنشاء مدرسة/معهد تقع على عاتق القائمين عليها وضع برنامج استراتيجي لحصر وتأهيل وتدريب الكادر السياسي وممثلي الحركة/الحزب المستقبليين ودمج العسكريين ورفع المستوى السياسي للكادر وتثقيفهم وتمليكهم الآليات الضرورية لفهم حاجيات المجتمع والاستجابة لها وتوصيل برامج وأطروحات الحركة للقاعدة الجماهيرية وتعبئتها.

3.   بناء مؤسسة سياسية قومية قادرة على المنافسة السياسية الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة وتوسيع الرؤية القومية والنطاق السياسي للحركة.

4.   وضع أسس إدارية قائمة على التسيير الديمقراطي، اللامركزية الإدارية والفدرالية الواسعة، الشفافية والتعبير الحر عن الرأي، المحاسبة وتقييد التكليف وتبوء الوظيفة السياسية بفترة زمنية محددة، والفصل بين السلطات.

5.   وضع برنامج سياسي قومي لمواجهة متطلبات التنمية الاسعافية للمناطق التي تأثرت بالحروب والنزاعات مثل إعادة النازحين واللاجئين وتوفير الأمن لهم وبناء ما دمرته الحرب، وتقليص الفاقد التربوي وإلحاق الطلاب الذين تأثروا بالحرب بمدارسهم، ومراقبة الأمراض وصحة المجتمع وتأهيل النساء اللائي تعرضن للاغتصاب، وتأهيل المتأثرين بالحرب ودمج العسكريين وذلك بالتخطيط والتنسيق مع الجهات والدول المانحة والمنظمات الدولية والمحلية.

6.   وضع سياسة إعلامية موحدة تخاطب متطلبات ومشاكل المجتمع وتطرح الحلول.

7.   إنشاء مراكز إعلامية في سائر أنحاء السودان وولايات دارفور خصوصاً وتقوم على تمليك الحقيقة للمواطن، والعمل على إيجاد وسائل إعلامية (صحيفة، قناة فضائية، أو إذاعة) مستقلة تعبر عن رؤى وموجهات الحركة.

8.   وضع برامج اجتماعية للحوار والتصالح (القومي السوداني) لإعادة نسيج و(وحدة الشعب السوداني) وفق عقد اجتماعي قائم على دولة المواطنة وتبادل المصالح والعيش المشترك في وطن واحد دون استعلاء لعرق، أو دين، أو ثقافة أو تاريخ أو لغة أو جهة.

9.   تصفية الجو السياسي بإزالة العراقيل التي وضعها النظام لتفريق أهل دارفور والسعي الجاد لتحقيق وحدتهم في الكفاح المشترك لنيل حقوقهم بوعي وبدون تعصب وتعبئة الجماهير لمقاومة التقسيم المصطنع (عرب وزرقة) وأن تخوض الحركة السياسات الاجتماعية العادلة المشروعة لإخراج أهل دارفور من ظلام القبلية والتخلف إلى بر التعايش والإخاء والاستقرار والأمن.

10.                       إعطاء المرأة دوراً مساوياً في العملية السياسية والتنموية وإعطائها الدور الأكبر في إعادة تأهيل النساء المغتصبات والأطفال المتأثرين بالحرب ورعاية الفئات الضعيفة في داخل المجتمع والاهتمام بالنوع.

11.                       إنشاء منظمات مجتمع مدني في المجالات المختلفة، والتواصل مع منظمات المجتمع المدني والجمعيات التي أسسها أبناء دارفور في الداخل والخارج والعمل على ربط هذه الجمعيات والمنظمات بمجتمع دارفور وتوفير بيئة عمل لها والعمل على تبادل المعلومات معها والاستفادة من خبراتها العملية والتنظيمية وعلاقاتها الدولية.

12.                       تأسيس مركز للدراسات والبحوث، تعنى بدارفور والسودان عموماً، لتزويد قيادات وكوادر الحركة بالمعلومات والدراسات العلمية في المجالات المختلفة والتي تساعدهم في اتخاذ القرارات المناسبة.

13.                       التأكيد باستمرار بأن الجرائم التي ارتكبت في دارفور هي جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي، والعمل على تحديد يوم عالمي للتذكير بضحايا الإبادة الجماعية وتأسيس هيئة خاصة تختص بكل ما يتعلق بهذه القضية؛ وعلى سبيل المثال، إنشاء معلم لتخليد ذكرى الضحايا، وتأسيس مركز توثيق ومعرض دائم للصور وتعويض أسرهم..الخ.

14.                       البحث في التحالفات السياسية المستقبلية وإقرارها مع التنظيمات والأحزاب السياسية التي تحمل فكر ورؤى السودان الجديد.

15.                       تنشيط وتمتين علاقات دارفور مع المجتمع الدولي ودول الجوار خصوصاً.
الأخوة المناضلون..

إن الأفكار والمقترحات التي وردت في هذه الورقة، هي عبارة عن جهود شخصية من الموقعين أدناه وعلى مسئوليتنا الفردية انطلاقاً من واجبنا الثوري والأخلاقي والأدبي تجاه قضية شعب دارفور. نرجو أن يسع وقتكم للنظر فيه بجدية واتخاذ ما يلزم حياله من التدابير والقرارات ووضع الخطوات التنفيذية لوحدة اندماجية والترتيب لعقد مؤتمر استثنائي في أسرع وقت ممكن.

نسأل الله أن يرحم شهدائنا ويدخلهم الجنة ويشفي جرحانا، ويعيد أهلنا اللاجئين والنازحين إلى ديارهم سالمين وأن ينصرنا على من نكل بأهلنا، ويرد لهم حقوقهم،،،
هذا وتفضلوا بقبول فائق التحية والتقدير ،،،
الموقعون:

1.   مصطفى عبد الكريم مصطفى –

2.   هارون سليمان يوسف –

3.   بشير يحيى بوش /مدير الموقع الإلكتروني لحركة تحرير السودان. www.sudanslma.com

4.   آدم صالح كتك –

5.   عبد الله يونس –

6.   شريف آل دهب –
03/8 0/2007 م
[email protected]
+++++++++++++++++++++++++++نهاية ++++++++++++++++++

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *