حسن اسحق
كسر ذات الانسان تبدأ بمحاولة اذلاله وخنقه ، وتقليل حركته وصد تفكيره، بخلق حواجز تمنعه من إطلاق اراءه وتقديم نقد لكل ما يراه مخالفا، في حدود المعرفة المتبادلة والحوار المفتوح،بهذا يدخل النقاش مرحلة متقدمة بخلافاتها الكبيرة. ان إظهار الرأي حول الذي دار ويدور، سيحدث مشكلة،ليس هناك مستعمين من الطاقم التي يتسيد علي السودان، ولا يرغب الي الاستماع لمخالفيه إلا في حدود التكتيك وتضييع الزمن، ليقول المؤتمر الوطني، انا دائما اجلس واتحاور وانقاش، المعارضة في الداخل والحركات الثورية، لكنهم يرفضون الابواب المفتوحة، وقالها المهزوم بعد معارك الفصل الحاسم، لا لحوار الحركات، ولا حوار حول تقاسم السلطة والثروة، وباب العفو هو الوحيد امامهم، بعد إلقاء السلاح. ان الاكثار حول التفاوض والسلام لايعني ان النظام جاد حول قضايا السودانيين في ايقاف الحرب وتحسين الاقتصاد المتوازن بين الاقاليم وتقاسم السلطة بين المكونات المتعددة، وهدم العقلية العنصرية التي ترسبت في الحياة، واعطية شرعية عبر السلطة الحالية،واسوأ الفترات التي مرت بها البلاد.ان النظام في سعي مستمر لتطويق من يراهم او يعتقد انهم لايخدمون مشروعه،وتخصص في إتهام المخالفين والمعارضين،بصفات تشكك في وطنيتهم ،التخابر مع جهات معادية،والانتماء الي الجبهة الثورية، او مشارك ومتعاطف مع ثورة سبتمبر الاخيرة، وهذا يوفر مساحة للاعتقال، كما حدث مع الصحفي جعفر السبكي واتهامه بالتعاون مع راديو دبنقا، والاستاذة جليلة خميس كوكو، اعتقلت من قبل، وسجنت لفترة تقارب السنة، بتهمة الانتماء الي الحركة الشعبية. وهذه الايام تجري محاكمة عسكرية لطالب جامعة الخرطوم سعيد محمد عوض في مدينة الابيض، بتهمة التعاون مع الحركة الشعبية، فهو كان مرافقا لوالدته بعدما دمرت السلطات العسكرية قريته شمشكة في الجبال الشرقية بجبال النوبة، والدته مصابة لم تستطيع المغادرة بعد فرار الجميع،فسعيد كان مساندا لها، قبض عليه ورحل الي الابيض مع والدته، وهذه التهمة تصل عوقبتها الاعدام. ولا يجب ان نقف هنا، فمنطقة الخوجلاب اعتقلت القوات الامنية ابناءهم في 26 سبتمبر واطلق البعض بضمانة والبقية ما تزال تقبع في زنانزين سجن ام درمان الي الان، وماهي تهمة شباب الخوجلاب، ليسوا جبهة ثورية، هم شباب وقفوا في وجه الظلم وقالوها جهرا، وهذه تهمة الانتماء الي الوطن، ان النظام لايري في البلاد الا نفسه، واي مواطن/مواطنة تنشد تخليص الوطن من هؤلاء، سليقي جزاءه السجن وعرجة لم يحمل سلاحا.
[email protected]