تمرد في صفوف الجيش في إقليم دارفور ؛ تململ في صفوف المؤسسة العسكرية السودانية

تمرد في صفوف الجيش في إقليم دارفور ؛ تململ في صفوف المؤسسة العسكرية  السودانية

في زمن واحد؛  اظهر عدد من ضباط صف وجنود الوحدات العسكرية الغربية معارضتهم لأوامر ضباطهم ؛ واستمروا في رفض تنفيذ التعليمات التي تصدر إليهم من مرؤوسيهم  ؛ وقع ذلك منذ  الأسابيع الأخيرة  من شهر ديسمبر 2009 المنصرم . ويقع ذلك في  حاميات كل من  الفاشر  و نيالا والأبيض؛ وبشكل ملفت في صفوف التشكيلات المستقلة في الجنينة والمجلد  ومدينة ومنطقة وكبكابية و الطينة الحدودية.

 

 وحسب تقارير مركز السودان المعاصر للدراسات والإنماء فان للجنود وضباط الصف موقف  منذ سنوات من بداية الصراع في إقليم  دارفور ؛ كونتها ملاحظاتهم من سير العمليات العسكرية في الإقليم  ؛ والطريقة التي تعامل بها النظام الحاكم المليشيات القبلية ما بات تعرف باسم حرس الحدود في الإقليم المضطرب ؛ حيث يذكر الجنود ان المليشيات وضباطهم يعاملون من قبل الضباط والنظام السياسي في السودان بطريقة أفضل مما تعامل بها الدولة  جنود القوات المسلحة وبعض الضباط .

 

في جوليه من العام 2008ف كان جنود يتبعون للفرقة السادسة مشاه التابعة للوحدة العسكرية الغربية التي مقرها مدينة الفاشر قد رفضوا تنفيذ تعليمات تقضي بالمشاركة في القتال ضد التمرديين السودانيين في منطقة الطينة الحدودية ؛ وقد انتهى بهم تمردهم إلى الحبس الانفرادي في مدينة الفاشر التي رحلوا إليها قسرا من الطينة ؛ وشكلت محكمة عسكرية بحقهم ؛ ونفذ حكم الإعدام في نحو 21 جندي .

 

لكن الجنود الباقيين في حامية الفاشر رفضوا يوم الخميس الثاني في جانوير الجاري تنفيذ أحكام الإعدام رميا بالرصاص في حق سبع أخريين من  رفاقهم ؛ وحدثت احتجاجات الجنود في منطقة(الدروة) شرقي الفاشر  المعروفة بساحة الرماية حيث مكان تنفيذ الإعدام في حق الجنود المحكوم عليهم. مما هدى من مسئولين كبار بالدولة للتدخل وتعجيل تنفيذ الإعدامات وتعجيل المحاكمات بحق ثماني أخريين.

 

في وقت متزامن مع الأحداث الجارية في شمال دارفور ؛ رحلت الفرقة التاسعة مشاه عدد من الجنود من مدينتي الملم و كاس على اثر عصيانهم صدر منهم لأوامر صدرت إليهم بالمشاركة في هجوم على قرى لمدنين بتهمة ان تلك القرى تؤوي متمردين من الحركات التابعة لمليشيات الجبال . ؛ وفي  نهاية شهر ديسمبر الماضي ووضع الجنود قيد الحبس في مدينة نيالا في انتظار تطبيق الأحكام العسكرية ضدهم .

 

أما في مدينة الجنينة فقد ذكر ضباط صف إنهم يتعرضون باستمرار إلى استفزاز محاربين من المليشيات القبلية المتعاونة مع النظام الحاكم والمعروفون بحرس الحدود ؛ وكان بعض جنود في حامية أردامتا شمالي الجنينة قد رفضوا تنفيذ تعليمات تصدر إليهم من  ضباط كانوا بالأمس  مدنين في بزات عسكر اليوم؛  ووضعت في أكتافهم علامات عسكرية على حد تعبيرهم وهم “ملكية” ؛ لا يعلمون الكثير من التعليمات  كما يذرك الجنود .

 

وكان جنود وضباط صف وجنود في مدينتي الأبيض وكادقلي في وقت سابق  من بداية الصراع قد رفضوا تنفيذ أوامر  صدرت إليهم بالانتقال للمشاركة في الحرب الأهلية الدائرة في إقليم دارفور ؛ وعلى اثر ذلك وقعت اشتباكات محدودة بين العسكريين أنفسهم في حامية الأبيض  مما حد بالقيادة السياسية بالدولة إلى وضع المنطقتين العسكريتين الغربية والوسطى كلها منطقة تمرد مفتوحة ودفعت القيادة العسكرية نفسها لتمليش المدنيين بسبل شتى.

 

كانت مليشيات قبلية مما تعرف في غرب السودان بقوات حرس الحدود التي توالي للنظام الحاكم في قتالها ضد المتمردين  قد تمردت في جنوب دارفور أول شهر جانوير الجاري ؛ وتنضم إلى متمردين من أبناء غرب السودان يعسكرون في منطقة البحيرات الجنوبية ؛ ويكون هذا التمرد هو الرابع من نوعه في صفوف المليشيات القبلية الموالية للنظام الحاكم. وتعادل في رقمها قوات من المليشيات تمردت عام 2007ف أطلقت على نفسها “الجندي المظلوم” في منطقة كبكابية ؛ وشنت عدت عمليات عسكرية على حاميات تعسكر  الجيش ومناطق مدنية لنفوذ الحكومة في إقليم دارفور .

 

ويذكر ان 80 % من جنود القوات المسلحة السودانية ينتمون إلى منطقة غرب السودان و من إقليمي دارفور وكردفان ومن القرويين من  شعب الفور والتنجور وجبال النوبة والبقارة .

 وحتى ضباط صف وجنود الوحدات العسكرية الشرقية  والمركزية والشمالية في الجيش السوداني  تضم  الغالبية من جنودها من  أبناء غرب السودان غير ان نسبة أبناء غرب السودان في صفوف الضباط وهيئة القيادة العامة تبلغ فقط  16 %  ؛و هذه المعادلة بدا أبناء غرب السودان يتنبهون إليه مؤخرا . 

 

وتنقسم هيئة أركان الجيش السوداني في الخرطوم على نفسها في التعامل مع التمرد الجديد في صفوف الجيش ؛ و التململات بين ضباط غربي السودان ؛ ويرى جنرالات كبار في  هيئة القيادة العامة ان القوات المسلحة تعرض  للإهمال والفوضى خلال حقبة حكم جنرالات الإنقاذ من الإسلاميين للدولة ؛ وان نفوذا كبيرة بنيت  في  قيادات الجيش وقيادات المليشيات الإسلامية والقبلية على حساب سمعة ومكانة المؤسسة العسكرية والجنود على حد تعبير الضباط .

ويرى البعض في صفوف القيادة العامة في الخرطوم ان التمرد في صفوف الجيش في غرب السودان له ما يحركه من جنرالات وضباط بمختلف الرتب ؛ اؤلائك ضباط لم يكونوا  متورطون في عمليات التطهير العرقي  في إقليم دارفور التي استهدفت أهل المدنيين العزل القرويين  والبدو وهم في الغالب أقارب الجنود وضباط الصف المتمردون  في الجيش السوداني.  

 

مركز دراسات السودان المعاصر

قسم الرصد الصحفي

20جانوير2010ف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *