تقرير للأمم المتحدة: هناك تحديات أمام تحقيق السلام بين شمال وجنوب السودان رغم التقدم
مناشدة المجتمع الدولي توفير التمويل المناسب للمرحلة الأخيرة من الاندماج
لندن: «الشرق الأوسط»
حذر تقرير جديد للأمم المتحدة من عودة سنوات العنف مجددا بين الطرفين الموقعين على اتفاق السلام بين الشمال والجنوب، على الرغم من تحقيق تقدم كبير في الاتفاقية، حسب التقرير.
وفي تقريره الأخير إلى مجلس الأمن حول السودان، أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى تطورات أخيرة سمحت للطرفين بالتحرك «متجاوزين معوقات مهمة لطالما أعاقت التقدم».
وتضمنت هذه التطورات تمرير تشريع يحكم الاستفتاء المزمع عقده العام المقبل بخصوص استقلال جنوب السودان، بالإضافة إلى تسجيل 16.5 مليون ناخب للانتخابات العامة المقرر عقدها خلال العام الحالي. وحذر التقرير من أنه «لا تزال العودة إلى العنف احتمالية واقعية جدا، وستكون لها تبعات إنسانية وسياسية وعسكرية واقتصادية كارثية في كل أرجاء المنطقة». وأضاف أنه «يتطلب منع هذه النتيجة توفير كل أشكال الدعم التي يمكن أن يقدمها المجتمعان الدولي والإقليمي».
وأعرب الأمين العام عن مخاوفه من العنف المستمر داخل جنوب السودان، وضعف التقدم في حل القضايا القائمة فيما يتعلق بمدينة أبيي الغنية بالبترول والمتنازع عليها، بالإضافة إلى ضعف وتيرة التقدم في عملية ترسيم الحدود.
وفي الوقت الذي رحب فيه الأمين العام بالتقدم المستمر في عملية نزع السلاح وتفكيك القوات وتحقيق الاندماج، قال إنه يدرك المخاطر من أن المسلحين السابقين ربما يُدمجون في النهاية في بيئة غير آمنة، وهو ما يمكن أن يزيد من احتمالية عودتهم إلى طريق العنف المسلح.
وأكد الأمين العام على أهمية ربط عملية نزع السلاح وتفكيك القوات والاندماج بمبادرات مجتمعة فاعلة، لتقليل العنف وتوجيه مناشدات إلى المجتمع الدولي من أجل توفير التمويل المناسب للمرحلة الأخيرة والأكثر صعوبة من برنامج الاندماج.
ويقول التقرير إن العامل الأكثر أهمية المرتبط بحدوث نجاح أو فشل لعملية السلام هو طبيعة العلاقة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان الجنوبية وحزب المؤتمر الوطني، الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر البشير.
ويقول الأمين العام إنه من أجل تنفيذ اتفاق السلام الشامل «يجب أن تكون لكلا الطرفين إرادة سياسية هائلة.» ويضيف «المناخ الحالي يشير إلى انعدام الثقة على نطاق واسع، إذ ينظر فيه إلى أي مكسب يحققه أحد الطرفين على أنه خسارة من جانب الآخر، مما يقوض من الإرادة السياسية بدرجة كبيرة، ويعطل الجهود الدولية للمساعدة ويعد المسرح لعودة النزاع».
وأشار أيضا إلى الوضع الإنساني المتفاقم داخل جنوب السودان، منوها بأن 40 في المائة على الأقل من سكان المنطقة يواجهون مخاطر شديدة بسبب النزاع القبلي وأعمال العنف المرتبطة وجيش الرب الأوغندي المتمرد وفجوة هائلة في الغذاء و«صدمة مالية» سابقة لحكومة جنوب السودان.
ويشار إلى أنه منذ عام 2005 تعمل بعثة تابعة للأمم المتحدة في السودان يبلغ قوامها 10 آلاف من أجل مساعدة الأطراف على تنفيذ اتفاق السلام والوفاء بآخر المتطلبات التي تضمنها الاتفاق.