تقرير عن الأداء الإعلامي خلال أحداث الفتنة الطائفية بإمبابة

مؤسسة عالم جديد للتنمية و حقوق الإنسان
مرصد الحريات الإعلامية
 
تقرير عن الأداء الإعلامي
خلال أحداث الفتنة الطائفية بإمبابة
 
الاعلام فى مرمى الفتنة الطائفية
 
القاهرة الاثنين 16 مايو 2011 
رصد مرصد الحريات الإعلامية لمؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان بالتعاون مع  شبكة مراقبون بلا حدود و شبكة المدافعين عن حقوق الإنسان عدة ملاحظات على تناول وسائل الصحافة المصرية لأحداث الفتنة الطائفية بإمبابة و اعتصامات الأقباط امام ماسبيرو في الفترة من 8 مايو الى 15 مايو 2011 وشملت :
·       ارتفاع سقف الحرية الصحفية في المتابعة  اليومية بكافة الصحف القومية و المستقلة في التغطية الصحفية لحادث الاعتداء على كنيستي ماري مينا و العذراء بإمبابة و افرادها لمساحات واسعة في الصفحات الأولى و الداخلية دون لجوء الصحف القومية الى التعميم و التعتيم وحجب المعلومات، و اختفاء الطريقة القديمة للتصريحات الصحفية المنسوبة لمصادر أمنية مسئولة أو مجهولة و التي ظلت تستخدمها في  التناول الصحفى لحوادث الإرهاب و الفتنة الطائفية لسنوات طويلة و التي وضعت القارئ وقتها في حيرة شديدة لعدم قدرته على تفسير وتحديد المسئولين الذين يدلون بالتصريحات الامنية للصحف القومية وأسباب استخدامهم للغة حادة وواثقة عند مخاطبة الرأى العام .
·       ارتباك أداء الصحف القومية  ” الأهرام و الأخبار و الجمهورية و روزاليوسف ” في متابعة أحداث الفتنة بإمبابة  خلال الأيام الأولى للحادث في تناولها لأحداث الاعتداء على الكنيستين و تفسيرأسبابها و تحديد المشتركين فيها بصورة محددة  وذلك يرجع الى حداثة تغير السياسات التحريرية لها بعد مرورنحو 3 شهور على الثورة .
·       عدم لجوء الصحف القومية و المستقلة للتدقيق في المعلومات و توثيقها من عدة مصادر في أماكن الحادث و الجهات المسئولة و اعتمادها على سرد روايات الشهود التي احتوت على تضارب شديد في المعلومات .
·       لم تهتم الصحف القومية بتبني أجندة و طنية واضحة لتوعية المواطنين وشرح وسائل و طرق التغلب على مشكلة الفتنة الطائفية و تدعيم مبادئ المواطنة و تماسك المجتمع خلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر وغلب عليها استخدام لغة الخطاب الإعلامي وليس السياسي .
·       لم تنجح الصحف القومية و المستقلة بقدر كبير في طرح معالجة صحفية قوية قادرة على محاربة المفاهيم الخاطئة المنتشرة داخل المجتمع عن المسيحيين و أداء دورواضح في تهيئة مناخ عام يقلل من حدة الاحتقان الطائفي و يتجاوز احداث إمبابة الخطيرة . 
·       ساهمت الصحافة المصرية في إشاعة حالة من الخوف داخل المجتمع المصري دون قصد  بسبب تغطيتها الواسعة للحادث و عدم شرحها بوضوح للمفاهيم التي يعتنقها السلفيين و الجماعات الدينية المتشددة .
·       إعتماد الصحف القومية و المستقلة و الحزبية على التوسع في نشر ردود الأفعال للقيادات الفكرية و الدينية والتي غلبت عليها الأفكار التقليدية و اللغة العاطفية و ليست الواقعية التي تعترف بحجم المشكلة داخل المجتمع وتحرص على نشر قيم التعايش المشترك بين المصريين.
·       لم تقم الصحف المصرية بتوفير قدر كبير من المعلومات يساعد القارئ في تكوين رؤية شاملة سليمة وموقف دقيق عن أحداث الفتنة بإمبابة .
·       تفاوت حرص الصحف القومية و المستقلة على استخدام قيم التوازن و الحياد و الموضوعية و الاستقلالية في تناولها الاعلامي لحادث امبابة  و الاعتصامات و الاحتجاجات للاقباط امام ماسبيرو.
·       تفادت الصحف القومية توجيه عدة اتهامات مباشرة للشرطة بالتراخي والفشل الأمني في القيام بواجبهم المهني في حماية أرواح المواطنين رغم تقصير الشرطة في أداء دورها و شعور المواطنين بانها تعاقب المجتمع كله على موقفه الرافض لاسلوب الانتهاكات و التجاوزات المنهجية التي مارستها ضد الشعب المصري قبل الثورة .
·       القت غالبية الصحف القومية بالمسئولية عن الحادث بسرعة على التيارات الدينية السلفية رغم الدور الواضح للبلطجية والتدبيرات المسبقة للحادث وعدم طرح الاسباب الحقيقية لانتشار البلطجة فى الشارع المصرى .
 
·       قيام الصحف القومية و المستقلة بإصدار تقديرات مسبقة عن ظروف الحادث و الجناه المحتملين المشتركين فيه وطرح أحكام مسبقة عليهم دون بذل جهد كافي في البحث و الاستقصاء الصحفي  .
·       اهتمام الصحف القومية و المستقلة بالتغطية الاخبارية لأحداث الفتنة و الاعتصامات امام ماسبيرو يليها المقالات الصحفية بصورة أكبر عن باقي الفنون الصحفية  .
·        انفردت  صحيفة الوفد بنشر صورة موضوعية وصحيحة عن اطلاق النار من داخل الكنيسة بينما تفادت بعض الصحف نشر معلومات عن اعمال اطلاق النار من داخل الكنيسة .
·       قيام صحف الأخبار ثم الأهرام ثم المصري اليوم ثم الشروق في التسابق الإعلامي بصورة ملحوظة للتغطية الصحفية في تناول حادث امبابة و نشر الصور عن الاعتصامات امام ماسبيرو بصورة يومية ، و قد تميزت تغطية صحف الأخبار تليها المصري اليوم  تليها الشروق عن باقي الصحف .
·       اهتم الموقع الالكتروني لليوم السابع ثم الفجر ثم بوابة الاهرام في التناول الموضوعي للحادث و الاعتماد على قيم التوازن والحياد النسبي في تغطية تداعيات حادث إمبابة ولم تلجأ الى الشحن المعنوي و النفسي لطرفي الأزمة .
·       لم تراعي الصحف القومية و المستقلة و الحزبية تنقيح تقارير لجان تقصي الحقائق للمجتمع المدني عن الحادث عند نشرها و إجراء قراءة محايدة للبيانات و المعلومات التي تحتويها و هو ما تكرر في الاهرام و الجمهورية و روزاليوسف و الأخبار و التي تعمدت نشر مساحات و اسعة عن تقارير المجتمع المدني في الحادث .
·       اهتمت الصحف المستقلة الشروق و المصري اليوم بصورة أكبر من الصحف القومية في شرح جوانب من تاريخ الفتنة الطائفية في مصر و جذورها بينما اهملته الى حد بعيد في التناول الاعلامي الصحف القومية و المواقع الالكترونية .
 
و أكدت دينا عماد المنسق الاعلامي ان الصحافة المصرية عليها  مسؤلية ودور كبير خلال المرحلة الانتقالية بعد الثورة و فترة التحول الديمقراطي في التصدي للسلبيات و التراكمات التي عانى منها المجتمع المصري خلال النظام السياسي السابق وساهمت في زيادة حجم المشاكل التي يعاني منها ثقافيا و اجتماعيا و سياسيا ، وهو مايتطلب تطوير أداء الصحافة المصرية .
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *