تقارير عن مخطط فرنسي إسرائيلي أميركي لإعادة رسم خريطة السودان

تقارير عن مخطط فرنسي إسرائيلي أميركي لإعادة رسم خريطة السودان

الخرطوم: تأجيل الاستفتاء مطلب منطقي وواقعي    

قال وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عبدالرحيم حسين امس إن إعلان جنوب السودان الاستقلال أحادي الجانب «أمر غير قانوني»، مؤكدا انه «من المنطق والواقع» تأجيل الاستفتاء، مشددا على ضرورة ترسيم الحدود مسبقا بين الشمال والجنوب وتسوية قضية أبيي.

معتبرا أن حرباً جديدة بين الشمال والجنوب لن تقوم في وقت ذكرت تقارير استخباراتية أن التعاون الفرنسي الإسرائيلي الأميركي نشط في المرحلة الأخيرة لإعادة رسم خريطة السودان.

واوضح حسين، في تصريحات للصحافيين عقب لقاء الرئيس المصري حسني مبارك بحضور وزير الدفاع المصري المشير حسين طنطاوي بالقاهرة، أن إعلان انفصال الجنوب من طرف واحد «أمر غير قانوني ولن يعترف به الاتحاد الإفريقي أو غيره لأنه سيتناقض مع إجراءات اتفاق السلام». 

واضاف أن «مبارك أكد استعداد مصر لتقديم كافة أشكال المساعدة للسودان ووقوفه مع السودان، وأن مصر تساند إجراء استفتاء يتمتع بالشفافية وفقا لرغبة أبناء السودان، ويؤدي الى وحدة طوعية واختيارية بين الشمال والجنوب».

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن الوزير السوداني قوله ردا على سؤال عن وجود مؤشرات على تأجيل الاستفتاء «المنطق والواقع يقول هكذا».

وأشارت الوكالة إلى أن حسين أوضح للرئيس مبارك «أهمية ترسيم الحدود حتى يتم الاستفتاء على حدود معلومة ومعروفة وكذلك ضرورة حل قضية أبيي». وأكد انه «من الضروري حل جميع القضايا مثل الحدود وأبيي في إطار الدولة الواحدة لان حلها في إطار دولتين يفتح الطريق أمام التدخلات الأجنبية والتباعد».

وشدد على ضرورة تسوية هاتين القضيتين «وذلك قبل الاستفتاء حتى يكون أداة لدعم الاستقرار والسلام، ولا يكون هناك أي مبرر لحدوث اقتتال في المستقبل». وتابع انه «تم الاتفاق على ترسيم ما نسبته 80 في المئة من الحدود بين الشمال والجنوب والمشكلة تكمن في اقل من 20 في المئة من مناطق الحدود».

حرب جديدة

وشدد حسين حرص الحكومة على عدم قيام حرب جديدة بين شمال السودان وجنوبها. وقال، تعقيبا على تحذيرات الرئيس الأميركي أوباما من حرب وشيكة بين الشمال والجنوب في حال عدم إجراء الاستفتاء في مواعيده، قال: «إننا في السودان حريصون على ألا تقوم حرب لأننا دفعنا فاتورتها»، واستبعد إجبار القوات المسلحة السودانية على الحرب.

واعتبر حسين المطالبة بنشر قوات دولية بين الشمال والجنوب مؤشرا على نوايا عدوانية، موضحا أن لقاءه مع وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط تناول قضية الاستفتاء فى الجنوب والموقف الحالي وآليات الاستفتاء، وأكد أن التشاور مستمر بين مصر السودان بالخصوص.

استدعاء منكريوس

إلى ذلك، استدعت الخارجية السودانية أمس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان هايلي منكريوس وأبلغته رفضها «نشر أي قوات أممية عازلة بين شمال السودان وجنوبه».

ودعا وكيل وزارة الخارجية السودانية السفير رحمة الله محمد عثمان المسؤول الأممي خلال لقائه أمس بمكتبه في مقر الوزارة إلى ضرورة التنسيق من أجل الوصول إلى غايات وأهداف مشتركة وفق التفويض الممنوح للبعثة.

من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية معاوية عثمان فى تصريحات له عقب اللقاء .. إن لقاء رحمة الله ومنكريوس تطرق إلى التطورات السياسية في البلاد ومساعي الحكومة لتهيئة ظروف ملائمة لإجراء الاستفتاء المقرر في يناير المقبل وإنقاذ ماتبقى من «اتفاقية السلام الشامل».

من ناحيته، أكد ممثل الأمم المتحدة في السودان أن المنظمة الدولية لم تتخذ قرارا حول تعزيز قواتها في بعض القطاعات لمنطقة «أبيي». وقال «مع أن مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أعربا عن استعدادهما للنظر في دعم إضافي لمواجهة المخاوف الأمنية في السودان إلا أنه لم تتخذ حتى الآن أي قرار حول إرسال قوات إضافية.

إعادة تموضع

في السياق، قالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى المنظمة الدولية السفيرة سوزان رايس بشأن نشر القوات على الحدود بين الشمال والجنوب، إن ماقامت به الأمم المتحدة هو اعادة نشر قوة عسكرية يبلغ قوامها 10 الاف جندي على بعض النقاط الحدودية.

وأشارت رايس في تصريحات للصحافيين إلى أنه لم يتم إنشاء منطقة عازلة كما يطالب به الجنوبيون. وأوضحت إن الهدف من تعديل نشر هذه القوات هو تحقيق الردع والاستعداد لأية ظروف قد تؤدي الى اندلاع العنف بين الشمال والجنوب.

رسم خريطة

من جهة أخرى، قالت معلومات بثها موقع «دبكا الإسرائيلي» الاستخباري إن أجهزة المخابرات المذكورة تعمل حاليا على تفكيك السلطة في الخرطوم عبر عملاء داخليين وحركات متمردة، وبعدها سيتم إقامة ثلاث دول كونفيدرالية: تشمل دولة السودان الإسلامية، ودولة دارفور، ودولة في الجنوب.

ونقل الموقع عن مصادر استخباراتية إفريقية إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) والجهاز الاستخباري الفرنسي و«الموساد» الإسرائيلي أقاموا مركزين رئيسيين لانطلاق مخططاتهم، الأول يعمل في تشاد والثاني في مركز التنسيق المشترك بين أجهزة المخابرات الثلاثة ومقره جيبوتي، وسيعمل الضباط الإسرائيليون والفرنسيون من مركز تشاد.

وأفادت المعلومات أن جهاز الموساد الإسرائيلي يأتي في مقدمة أجهزة مخابرات دول عديدة متورطة في مخطط التقسيم، وأن مخاطر الانفصال لا تقتصر على السودانيين فقط، فهناك أخطار عديدة تتربص بمصر، أهمها مسألة تأمين الجنوب من الوجود الإسرائيلي؛ إذ تخشى القاهرة من أن يصبح الجنوب موئلا لجهات معادية.

الخرطوم تتهم كلوني بالإثارة التوتر

اتهم السودان الممثل الأميركي جورج كلوني بإثارة التوتر في جنوب البلاد من خلال تحذيره من وقوع حرب وإبادة جماعية في المنطقة بعد الاستفتاء المرتقب في يناير المقبل.

ووصفت السفارة السودانية في واشنطن مقال كلوني بأنه جزء من «حملة المعلومات الخاطئة التي لا تكف عن قرع طبول الحرب»، متهمةً كلوني بأخذ آراء شريحة واحدة في جنوب السودان هي قبائل الدينكا وتجاهل قبيلة المسيرية خلال مهمة «تقصي الحقائق» التي قام بها.

وقالت إن انحياز من يريد لعب دور الوسيط إلى طرف دون الآخر سيؤدي إلى «إشعال الحرب». ونفت السفارة في بيان «مزاعم» كلوني حول ترتيب البشير معارك وقعت في أبيي قبل سنتين والوقوف خلف الحرب في دارفور، قائلة إن البشير لم يكن في الجيش ولم يكن رئيس البلاد عندما بدأت الحرب.

وأشارت إلى أن التهجم على البشير يشبه التهجم على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قبيل غزو العراق و«جميعنا نعرف العواقب الكارثية التي تلته والتي لا يزال العالم والعراقيون يدفعون ثمنها حتى اليوم». وقالت إن التحذير من الحرب يكشف عن «دوافع أخرى لا علاقة لها بالسلام». (يو.بي.آي)

الخرطوم، القاهرة، نيويورك – طارق فتحي، «البيان» والوكالات

 البيان الإماراتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *