تعليق علي مقال التطهير العرقي للمسلمين السود في صحراء الموت باقليم دارفور

تعليق  علي  مقال
التطهير العرقي  للمسلمين  السود في  صحراء  الموت باقليم دارفور
حمّاد وادى سند الكرتى
المحامى والباحث      القانونى

والذي  نشر  علي  موقع  العدل  والمساوة  الالكتروني
لا أحد  ينكر  علي  الزميل  الأستاذ  حماد  وادي  ما  حدث  في  دارفور  وان  السرد  التاريخي  لوقائع  الإخفاقات  علي  مدي  قرنا  كاملا  من  الزمان  ضد  البشرية  في  مختلف  بقاع  الأرض  من  قبل  السلطات  كما  أورد  وبإسهاب جانبه  الصواب
ولكن  ان  يصدر من  رجل  في  قامته .. قانوني  ومحامي  وباحث  يبعث  علي  القلق  لدي  أي  متصفح  لمقاله  عندما  يقع  نظره  علي  عباراته  التالية:-

هل يضام المرءُ لإنتمائه العرقى ( لقد تم إستهداف قرى الزغاوة والمساليت والفور ,
لكونهم ينتمون لعرق معين – لذا فإن الأمر يبعث التقزز والإمتعاض , بل وحب الثأر
والإنتقام …الخ)

هذا  النص  لا  يجب  أن  يرد  علي  لسان  رجل  قانوني  وباحث  ومدافع  عن  الحقوق…
لان  ذلك  يصنف  في  خانة  التحريض علي  العنف  وإثارة  النعرات  والحض  علي  القتال  … ويحق  له  مثلا  إصدار  عبارات  تصنيفه  للحدث  والمخالفات  عندما  نبه  إلي  أن  الأمر  يبعث  التقزز  والامتعاض.. ولكن  أن  يرد  علي  لسانه  عبارة  :-
بل  وجب  الثأر  والانتقام  ..
هذا  غير  مقبول  من  رجل  يدافع  عن  الحقوق  ويحض  علي  المساواة  وتفشي العدل  وبموجب  القانون والدستور  والاقتصاص  من  الجناة  في  حال  ارتكاب  أي  جريمة  مهما  كانت  وكان  حجمها  فيجب  ملاحقة  الجناة  ..ولا  احد  يبغض  ذلك  فالعدل  والعدالة  تكفلهما  جميع  المواثيق  علي  وجه  الأرض..

لان  إثارة  الضغائن  والحض  علي  القتال  والأخذ  بالثارات  يضعف  القضية  التي  نحن  يصددها  في  دارفور  والتي  لا يشك  احد  في  ضخامتها  وما  ارتكب  فيها  من  فظائع وتجاوزات  إنسانية خطيرة  و يجب   العمل علي  جلب  الجناة ومرتكبيها  ومحاكمتهم  والاقتصاص  منهم  وبموجب  القانون..  وليس  بآخذ الثارات..والتي  تؤدي  إلي  تأجيج  الصراع  وزيادة  الطين  بلة..
كما  أن  عبارة  المسلمين  السود  الواردة  في  أصل  عنوان  المقال غير  موفقة  في  الوصف  والتصنيف  في واقع  السودان  الديموغرافي  والتركيبة  العرقية  للسكان  لأنهم  جميعا  يصنفون  وبدون  درجات  كسكان  سود..والمرجع  لهذا  الاسم الذي  يطلق  علي  سكان  السودان ككل  ومن  ثم  اسمه  الذي  اطلق  عليه  منسوب  للون  سكانه  بل  و نجد أن أفريقيا عدا  شمالها  المغربي  سكانها  سود  ولا  توجد  أقليات  بيضاء  تصنف  كسكان  أصليين..  لذا  التصنيف  هنا  وفي  هذه  المسألة  والسودان  بالذات  غير  منطقي  وليس  واقعيا  من  حيث  جغرافية  السكان  للبلاد..  بالإضافة  إلي  أن  منطقة  دار فور  بالذات  المنطقة الوحيدة في  العالم  لا  توجد  فيها  ديانة  غير  الإسلام..حتى  تتم  الإشارة  إلي  بعض  سكانها  بالمسلمين  السود وكأن هناك  أقليات  مسلمة  بيضاء  وألوان  أخري  ربما  لا  نعرفها..  ويشهد  تاريخ  سلطنة  دار فور  الديني  العريق  ورعايتها  للكعبة  المشرفة  كأول  سلطنة  توليها  اهتمام  من  الناحية  العقائدية
فالإشارة  للمسلمين  السود  دون  سواهم  في  المنطقة  تدلل  علي  تلميح  عنصري  وتمييز  سكاني  وهذا يمنعه  القانون  الذي  يمثله  ومن  مهنية  الزميل  الأستاذ…

كما  أن  السؤال  المطروح  علي  الأستاذ  حماد  هنا..
من  سيأخذ  الثـأر  لمن  ..؟؟  وممن؟؟    والي  متي  ياتري سيستمر  هذا  السيناريو  الذي  تدعو اليه؟؟  إذا  ما  تجاوب  الناس  مع  طلبك  ونداءك  المميت  والقاتل؟

كما  أن  عبارة,,,  الانتقام..  تدلل  علي  التوجيه  إلي  القيام  بالعنف.. وحفظ  الأحقاد  لتظل  كامنة  في  النفوس  لتتفجر  مستقبلا..  وهذا  فيه  مبعث  قلق  لإثارة  النعرات  وخلق  روح  الاحتراب  بين  مواطني  دارفور  الذين  يبحثون  عمن  يجلب  لهم  السلام  ويؤمن لهم  مناحي  وسبل  الحياة  الكريمة  التي  ينشدونها  وبعدالة  قضيتهم..لا  بمن  يدعوهم  إلي  الاستمرار  في  المعاناة  بالحض  علي  مواصلة  العنف  بإفشاء  روح  الانتقام…
فهذا  بالطبع  لا  يريح  أي  شخص  متعاطف  مع  القضية  ويعمل  علي  حلها  وإفشاء  السلام  في  المنطقة  وإزالة  المعاناة من  المتضررين..
فمـأخذي  علي  الزميل  الأستاذ  حماد  هو  إفساد  موضوعه  القيم  السر  المليء  بالدلائل  التاريخية والوقائع  التي  يقر  بها  المجتمع  الدولي.. بأن  أدرج  وربما  من  دون  قصد  أو  انتباه  من  جراء  تأثره  وكما  نحن  جميعا  بما  حدث  و يحدث  في  وطننا  الحبيب  وفي  أحب  بقعة  لدي  جميع  أهل  السودان  ومعاناة  أهلها  وأهلنا  الدار فوريين و  بدون  فرز..
لذا  وجب  علينا  التنويه  إلي إخفاق  الزميل  الأستاذ  حماد  والذي  ليس  في  موضعه..
مع  احترامنا  وتقديرنا  للزميل  الأستاذ  حماد  ودفاعه  المستميت  عن  العدالة  وأسس  تطبيقها  وبمساواة

فيجب  علي  كل  من  يمثل  ويمتهن  القانون  أن  ينتقي  العبارات  لان  ذلك مسئولية  قانونية  قبل  أن  تكون مسئولية  إنسانية   ومحسوب  علي  من يمارس  هذا  المنهج … بل  و يتوجب  علينا  التقييد بالأسس  التي  تجعلنا  غدوة  من  منطلق  المهنية  والعلم  بالشيء

ودمتم
خضر  عمر  إبراهيم  كرري
باحث  وناشط  سياسي  وقانوني
بريطانيا
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *