تصفية داخلية

حسن اسحق
قبل فترة اخرج النائب الاول للرئيس بكري صالح مخاوفه الي العلن، من السرب الذي اقيل من المنظومة الحاكمة ، هذه الجماعة رغم هيمنتها السابقة علي العمل الحزبي ، وسيطرتها علي مراكز القوي الامنية ، وخلق اذرع في الامن ، وتسييسها لصالح المؤتمر الوطني، وظنوا ان هذه الخلاياء قد يستفيدون منها ، عندما يحيون الوقت المناسب . وعندما عين العسكري بكري نائبا اول للرئيس ، بدلا من علي عثمان، احس بالملل والذعر ، من الاذرع التي زرعت في جهاز الامن والمخابرات الوطني ، وقال بكري ذات ذات مرة (اي زول رفع راسو ادوهو طلقة ) يقصد بذلك النائب السابق للرئيس. وفي الاسبوع
الماضي احيل العشرات من ضباط جهاز الامن الي المعاش، وكانت الرصاصة التي قصمت ظهر القوي القديمة ، بالفصل او إحالة الكبار من الطاقم الامني ، قد  يعتمد عليهم المبعدون من الرئاسة في خططهم . وهذا الابعاد مؤشر الي ان النظام الحاكم في السودان، يعيش حالة صراع داخلي كبير، ونفوذ قوي قديمة لم ترض بالتغيير الجديد اطلاقا ، ورأته اهانة لها ، ولعملها القديم منذ انقلابهم قبل 25 عاما ، ويرون انهم الفئة الافضل في تثبيت اركان الحزب في الدولة، وسيطرتها علي كل الاذرع الفعالة، ولم تكن تتوقع المجموعة المقالة ، هذا التنظيف التنظيمي وحرق اوراقهم بهذه السرعة . ان جهاز الامن الذي سيسته الحكومة، وجعلته الرقيب الذي تحتمي به ، وتقمع به كل من يعارضها ، واصبح شبحا يخيفهم ، لارتباطه بافراد مثل نافع وعلي ، وهي خلاياء شبه نائمة، حين تأتي ساعة الصفر تستيقظ من نومها الجزئي . والعشرات من ضباط الجهاز الذين طردوا من الجهاز الامني ، سيوضعوا تحت الرقابة المتشددة من قبل بكري صالح ، ويعمل بكري علي تكسير اجنحة علي ، وكل من شكك في ولاءه للتنظيم ، وكان بكري رغم قربه من القصر الجمهوري وممسك بملف الرئيس ، وهذا التنصيب جاء نتيجة طبيعية لهمسه في اذن البشير،ان وجود علي في هذا المنصب قد يضر بالرئيس نفسه ،ومهدد لوجوده في الرئاسة .ان الاقالة هي خطة شاملة درسها بكري،وما قصده بالطلقة علي الرأس ،هي العناصر ذات الرتب الكبيرة ،ويجب تصفيتها لخطورهم علي الجماعة الحاكمة ، و سيعتقلون البشير بأشارة من علي . وبهذه الخطوة يكون الموالون فقدوا مناصبهم، وقوتهم ونفوذهم . ان تصفية بكري للعشرات من جهاز الامن ،هي الضربة القاضية التي وجهت الي النائب الاول السابق . والثقة بينهم مفقودة في حزب المؤتمر الوطني، والصراع التنظيمي ظهر للعلن بعد هذه التصفية الكبيرة …
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *