الخرطوم 4 نوفمبر 2016 ـ كشف تسريب صوتي مسجل للرئيس السوداني عمر البشير عن تحذيره لعضوية حزب المؤتمر الوطني الحاكم من أيام صعبة قادمة بسبب سياسات رفع الدعم وتحرير السلع والخدمات التي ستطبقها الحكومة.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع تسجيلا صوتيا لحديث البشير، أمام عضوية مجلس شورى الحزب الحاكم قبل أكثر من أسبوع، والذي جرى تداوله مع إعلان وزير المالية زيادة أسعار المحروقات والكهرباء.
وكشف البشير في خطابه المرتجل عن سياسة رفع الدعم التي قررها لاحقا، وقال “أن السودان سيواجه أياما عصيبة في الفترة القادمة بسبب رفع الدعم الذي يزيد الأسعار”، وزاد “سنرفع الدعم عن الوقود والدقيق والدواء”. وجرى ذلك وسط تكبير أعضاء مجلس الشورى.
وأضاف البشير “أن رفع الدعم هو أحد الاصلاحات الاقتصادية الضرورية وهي البداية لأي عملية إصلاح لذلك سننفذه”.
وكانت الحكومة السودانية أعلنت، مساء الخميس، تحرير سعر الوقود وزيادة تعرفة الكهرباء في محاولة للسيطرة على معدلات التضخم ووقف تراجع العملة الوطنية. وبدأ تطبيق زيادة أسعار المحروقات مساء ذات اليوم.
يشار إلى أنه تم نشر قوات أمنية مع أول يوم لتطبيق زيادة أسعار المحروقات في أرجاء العاصمة تحسبا لأي احتجاجات شعبية ضد تحرير الوقود وزيادة تعرفة الكهرباء، وسط مخاوف من أن تؤدي القرارات لارتفاع أسعار السلع والخدمات.
وأوضح الرئيس أن أولويات حكومته هي تنفيذ برنامج للفقراء والمساكين، وأكد أن الارتفاع في الأسعار يجب أن لا يؤثر على هذه الفئات، مضيفا “نسعى لسد العجز الناتج عن زيادة الأسعار بالنسبة للفقراء عبر تنفيذ الدعم المباشر للفقراء من خلال الزكاة أو غيره”.
وأضاف أن فئة محدودي الدخل تحتاج للدعم “لذلك كلفت المجلس الأعلى للأجور بعمل دراسة للحد الأدنى للأجور الذي يكفي الأسرة من كفاية احتياجاتها”، مؤكدا العمل وفق برنامج واضح لزيادة الرواتب بحسب زيادة إيرادات الدولة إلى أن يكون الراتب مجزيا.
وأشار البشير إلى الأحزاب التي تريد المشاركة في السلطة، قائلا: “يظنون أن السلطة يسيرة.. وزارات وسيارات وتجوال ولكنهم سيجدونها مسؤولية كبيرة”، حيث ينتظر تشكيل حكومة وفاق وطني في غضون 3 أشهر منذ اجازة توصيات الحوار الوطني في أكتوبر الماضي.
ونصح الرئيس عضوية حزبه للتماسك والتقرب إلى المجتمع والناس، مضيفا “لأننا نريد مجتمعا رائدا وقائدا للدولة”.
إلى ذلك أفاد البشير بأن سبب استمرار العقوبات والحصار على السودان هو “ثباته على مبادئه”، وتابع “نحن رافضون أن نكون دولة خاضعة ومستسلمة للسياسات الأميركية”.
وأوضح أن حكومته رفضت سابقاً دخول القوات الأميركية للمنطقة، مضيفاً “كنا نعلم أن نتيجة ذلك ستكون وخيمة وهذا ما نراه اليوم في دول العراق وسوريا واليمن وليبيا”.
وتوقع أن تلحق بهذه الدول دول أخرى ليس من بينها السودان، واعتبر ذلك “مشروع صهيوني وشيعي لتقسيم المنطقة، وسبق أن حذرنا منه”.
وأشار إلى رفع اسم إيران من قائمة الدول الراعية للإرهاب رغم أن قوات الحرس الثوري الإيراني مصنفه بأنها منظمة إرهابية، فضلا عن رفع كوبا من ذات القائمة.
وقال “نحن طلبنا رفع الحظر عن السودان منذ 15 عاما، والـ (سي آي إيه) ترفع تقريرها للإدارة الأميركية بأن السودان لا يدعم الإرهاب، ولا يأوي إرهابيين ومتعاون في محاربة الإرهاب.. لكنهم رغم ذلك يجددون اسمنا في قائمة الدول التي ترعى الإرهاب”.