خالد تارس
آلاف الخريجون والخريجات من حملة الشهادات العليا من الشباب السودانيين هبوا الاسبوع الماضي خفافاً وثقالا لطرق بوبات السفارة القطرية بالخرطوم يطلبون وظائف في الجيش القطري , منظر خريجينا وهم يتزاحمون امام سفارة الدولة الصغيرة يكشف للعالم عمق الازمة الاقتصادية التي ظلت تعايشها بلادنا طولاً وعرضا , محنة البطالة والعطالة هاهنا تشكل لدى البعض من الشباب قناعة راسخة باستحالة تجاوزها الا بمغادرة البلاد ذاتها ، هؤلاء العطالة من اهل التخصصات الذين تعاركوا وتعافروا بشكلٍ مشفق امام سفارة دولة قطر لايدركون انهم يتنافسون على (اربعة وظائف).. اربعة وظائف فقط لاتسمن ولاتغني من جوع .!
المشكلة ليست في هؤلاء الحيارى من الخريجين والخريجات الباحثون عن وظائف تؤمن لهم سبل العيش الكريم في وطن فشلت سياساتة المستقبلية في النهوض بهم تدريجيا
, ولكن الاشكال في وزارة العمل السودانية التي سمحت لمثل هذة الإعلانات الرخيصة بالرواج ، اعلانات مثيرة لطالبي التوظيف لكنها تخبيئ عدد الوظائف المطروحة للتنافس , كان يفترض على اي جهة خارجية تطلب موظفين للعمل ان تفتح باب التقديم (الكترونياً).. لتحاشي لقطات تراجيدية تفضح مظهر البطالة في بلاد يتنافس خمسة الف من خريجيها على اربعة وظائف في مؤسسة (عسكرية).. تدري مافي دواخل هؤلاء الخريجيين كما ونوعاً .. والا ما تقصد هذة المؤسسة بهذا الطلب المفاجئ .؟ فجيش الدولة الشقيقة الذي يحاول اطلاق بالون اختبار اخلاقي لارادة شباب السودان اراد في هذا العرض الوظيفي ان يفسح مساحة واسعة للدعاية اللاحقة حينما ينوي طلب مجندين لصالح الجيش القطري بمرتبات مغرية .! الجيش القطري يفهم ان الشباب السوداني في مثل هذة الاوقات يحلم بالعمل ولو على شواطي صيد الاسماك في قطر ناهيل عن جيشها الذي لايعرف في اي الاتجاهات يستهل القتال .! وسبق ان سمحت تربيزة وزارة العمل بتمرير اعلانات حقيرة لصالح شركة خليجية تطلب فتيات سودانيات للعمل بمواصفات خارقة للقيم السودانية فيثير ضجة ولقطاً بالغ النقد , واليوم ذات الوزارة تفرط مرة اخرى في تمرير اعلان للجيش القطري بان يستدعي آلاف الشباب السودانيين لاربعة وظائف (ادارية) .! وزارة ليس بها مخدم وليس بها ضوابط لأعلان الخدمة .. فالذي يزيد العالم دهشةً منظر آلاف الخريجيين السودانيين من حملة الدرجات الرفيعة يتعافرون بشقف لمئ استمارة التقديم لأربعة وظائف في الجيش القطري.! ولكن تظل قطر هي قطر طالما هؤلاء العطالة تخرجوا في اعرق الجامعات السودانية وفي وطن تتعدد مواردة وثرواتة , واليوم يهربون الي امارة صغيرة على شط الخليج ليس لها غير الغاز نعمةٍ عرفها الناس .. فالذي يشاهد منظر هؤلاء الخريجون يتصفون امام سفارة قطر يظن ان الوظائف الاربعة التي يتزاحون حولها تدير شئؤون القصري الأميري في دوحة العرب .!
السياسات الكلية للخرطوم هي التي اوجدت مثل هذا الواقع المفضوح والخادش لكرامة السودانيين عالمياً , الا يعقل ان يتسلل شاب سوداني من اسرة صرفت علي دراستة دم قلبها لأجل الأستقرار وفك حيرة المعيشة , فيهرب بعد ذلك العناء الي دولة لاتبلغ مساحتها مشروع الجزيرة , متى ياترى تشرق وزارة السيدة اشراقة لتكف الخريجيين والخريجات شر التهافت والإذلال امام سفارات العالم ومكاتب استخدامها المهينة .؟
الشارع السوداني
[email protected]