بقلم:احمدقارديا خميس
اجتمعت رئيسة مفوضية الأتحاد الافريقي, نكوسازانا دلاميني زوما يوم الجمعة الموافق 7مارس 2014 بقادة الجبهة الثورية السودانية, الي كل من رئيس حركة/جيش تحرير السودان مني اركو مناوي ورئيس حركة العدل والمساواة السودانية جبريل ابراهيم محمد والتوم هجو نائب رئيس الجبهة الثورية, بحضور رئيس بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور(يوناميد) محمد بن شمباس, اعلنوا بعده موافقة زوما علي توحيد منابر التفاوض. ورحب بن شمباس بالتزام قادة الجبهة للسلام, وايجاد حل شامل وتفاوضي للقضايا السودانية, واجراء حوار وطني, ودعاهم التأمل في تجربة المؤتمر الوطني الأفريقي لجنوب أفريقيا..
ولتعميم الاستفادة رأيت أن الخص لكم أهم النقاط أو البنود التي وردت فيها لحل مشكلة جنوب أفريقيا, يحدوني الأمل ان تجد منكم قرائي الأعزاء ومن الساسة مزيد الاهتمام والتركيز للأستفادة بما فيها قياسا علي حالتنا السودانية..
1-عن المواطنة بأنهم قد اتفقوا جميعا علي أن تكون حقا مقدسا لكل فرد من أبناء شعب جنوب أفريقيا واستبعدوا في ذلك الانتماء الديني(توجد ثلاثة أديان في جنوب أفريقيا) كما استبعدوا الانتماء القبلي(توجد 13قبيلة في جنوب أفريقيا).
2-ان محور التفكير ومنطلقه كان أن شعب جنوب أفريقيا بمختلف أطيافه وجد علي هذه الأرض وهو بالتالي كله في مركب واحد ما يصيب المركب من خلل سيتأثر به الجميع وما يصيبه من خير سيعود علي الجميع.
3-أنه تم التركيز الخطاب الاعلامي علي قيم التسامح والتصالح والعيش في مجتمع متضامن متكافل وتم تسخير كل المنابر الاعلامية من اذاعات مرئية ومسموعة وندوات ولقاءات وبما في ذلك منابر المساجد لمخاطبة المسلمين والكنائس والدير لمخاطبة المسيحيين واليهود.
4-أنه تم بناء الحكومة علي أسس لامركزية وفق ثلاثة دوائر أساسية من أعلي الي أسفل: الدائرة الأولي وتشمل الادارة العليا المركزية علي مستوي الدولة(الوزارات والهيئات العامة), الدائرة الثانية وتشمل الادارات علي مستوي الأقاليم(المحافظات), الدائرة الثالثة وتشمل الادارات علي مستوي المدن والمناطق(البلديات).
5-أنه توجد في جنوب أفريقيا 11 لغة محلية لكن اتفق الجميع علي ان تكون اللغة الانجلزية هي لغة الدولة الرسمية وذلك بالنظر الي حجم عدد المتحدثين بها كونها فرضت نفسها بنفسها في التعامل وضمان حرية استعمال اللغات المحلية الأخري للمتحدثين بها في مناطقهم.
6-أنه قد تم استبعاد قيادات الصف الأول فقط(الادارة العليا) والابقاء علي قيادات الصف الثاني والثالث كما هي لضمان تسيير الأعمال وتنفيذها بطريقة بيروقراطية تعتمد علي الخبرة والروتين الاداري الذي ينظم الأعمال واستبعد تماما مبدأ الاقصاء والعزل علي أسس عقائدية أو أيدولوجية ترتبط بالنظام السابق.
7-أنه تم الاستعانة بالخبراء في جميع المجالات وطلب منهم تقديم مقترحاتهم للنهوض بالبلد في شكل مجموعة سيناريوهات متعددة(خطط طريق) تم عرضها علي الشعب للاستفتاء عليها واختيار ما يناسب حيث اعتمدت الخطة التي تبناها الشغب خلال الاستفتاء وتم تنفيذها فيما بعد.
8-انه تم تشكيل لجنة تسمي(لجنة تقصي الحقائق والمصالحة) انبثقت عنها ثلاث لجان فرعية هي: لجنة الاعتراف, وتختص بمتابعة وتوثيق اعترافات المذنبين بعد التحقق وبصورة ودية بعيدا عن التهديد والتعذيب لتقديمها فيما بعد للضحايا وطلب العفو منهم.
لجنة العفو, وتختص بمتابعة وتوثيق حالات العفو للذين تضرروا ويرغبون في العفو والمسامحة طواعية سواء بعد تقديم اعترافات خصومهم او عدمها.
لجنة التعويضات, وتختص بتقدير وتوثيق الأضرار التي لحقت بالضحايا ودفع التعويضات المقررة لهم.
9- تولت دولة ماليزيا تدريب أفراد الأمن والشرطة في جنوب أفريقيا وأشرفت علي اعداد كوادرها السابقين والجدد.
وهذا الملخص جزء لدروس مستفادة من مرحلة مرت بها جنوب افريقيا, الكثير من مما ذكر في هذا الملخص ينطبق تماما علي السودان والسودانيين لو حقا أرادوا لبناء دولة عصرية متقدمة وفي فترة وجيزة. فالتوافق من أجل بناء البلد هو الأساس وليس من أجل الحصول علي مكاسب عن غياب هيبة الدولة .. ونأمل أن يستفاد من هذه الدروس والتجارب..لقد دأب الشعب جنوب افريقيا علي المثابرة والعمل بجد واخلاص لتغيير الأوضاع في بلاده, ولم يركن السكون والاحباط والتشاؤم واليأس والقنوط..وها هي قد خرجت من أزمتها التي تسسبب قيها فساد رجال السياسة.
علينا نحن أبناء الشعب السوداني, لابد ان نتخلص من حكم ديكتاتوري جثم علي صدورنا خمسة وعشرون عاما.. أن نستلهم الدروس والعبر من تجارب الشعوب الأخري وفرض الأمر الواقع ..وعلينا نجلس معا الي طاولة حوار, ونتوافق علي ميثاق اجتماعي سياسي جديد, مشروع وطني نشارك جميعا في وصفه والعمل علي تحقيقه..السودان الغالي علينا جميعا يستحق مننا بذل الغالي والرخيص, ينهض من كبوته ويستعيد أمنه وأمانه..