حسن اسحق
/حاجة عجيبة وغريبة في ذات الوقت،مواطن يقف علي صف الخبز،ساعات
طوال وبعد ان يقترب من النافذة المخبزية،يقال له،انتهي،انتظر العجنة
القادمة،تجد نصيبك منها،فالاطفال في المنزل ينتظرون قدومه،بفارق
الصبر،لايعرفون ان البلد به موت اقتصادي سببه هذا الانتظار
الطويل،فالمواطنة السودانية انتظرت ربع قرن علي الوجيعة،وهل عليها
الانتظار مرة امام (الفرن) والمعسكرات وامام ديوان الزكاة ،عرف بالاعلام
وليس بالاعمال والافعال،الاقتصاديون قالوا ان الجنيه السوداني كل يوم
يزداد انهيار امام العملات الصعبة،ويصعب ان يستثمر اجنبي في
السودان،ومنتديات اقتصادية تنعقد في العاصمة وتبشر بالخير الذي يعم
البلاد،وهذه الارض قبلة الاستثمار العربي او الاسلامي،لا فرق بينهما
كلاهما مثالا للفشل والاحباط والتردي المعيشي اليومي في مأكل ومشرب
وملبس،كلما اشرقت الشمس زادت اسعار السلع في الاسواق والمتاجر،ثلاثة
بصلات ب(3) جنيه،وثلاثة قطعات خبز،ايضا بثلاثة جنيه.ويكذب رئيس
البهائم،وينبغي ان ينصف من اكثر الرؤوساء(بهائمية) في العالم،ان اقتصاد
السودان مشكاة من نور،هذا الزج الفاشل للمشكاة في اوضاع الجوع
اليومي،يضرب الفقراء علي قارعة الوطن،هو اعطاء مثال لشئ ليس في موضعه،ما
العلاقة بين المشكاة النورانية والوقوف لساعات امام المخابز والثلا ثة
بصلات؟ ما الصلة التي تربط المشكاة هذه والخوف من الصباح الجديد لدي
المواطن؟.ان قطعان القصر دائما يحاولون الربط بين الدنيوي العملي
التجريبي،قابل للتصحيح والاخذ والعطاء والمناقشة،بما هو ديني،يعقد عمل
التجادل،لا فتراض ان الرب اقر به،فلا جدال حوله، فالمشكاة هذه اكدت
سقوطها ،بنفس الادوات التخديرية للعقل الواقعي اليومي،لانها مشكاة تستورد
قمح فاسد،للمزارعين ليسهل استرقاقهم بعد فشل المشروع الزراعي،اما ان
تستبدل السجن ب(الحواشة) ،او السجن بديلا لها،فاذا كانت هذه المشكاة
ناجحة لما رفع الدعم عن المحروقات جزئي والعام الجديد ستكتمل عملية
الرفع،فاذا كانت المشكاة ناجحة ما انهار الجنيه السوداني،ولو ناجحة ما
وقفنا صفوفا لشراء الخبز. فالسودان يعيش الغلاء والفاقة، يعقد النظام
مسابقات للقرآن الكريم في المحليات الولائية وبعد المسابقة القومية
الكبري،ان السودانيين ليسوا بحاجة الي مثل هذه المسابقات،فهم يريدون الان
رفع شبح الاسعار هذه الايام،في كل مكان من السوبر ماركت الي بائعة
الطعمية ،نحن بحاجة الي توفير الدقيق في الاسواق ليسهل الشراء.ما فائدة
هذا لنا .
[email protected]