بيان من أمانة إقليم دارفور حول أحداث زالنجى

بسم الله الرحمن الرحيم

حركة العدل والمساواة السودانية

بيان من أمانة إقليم دارفور حول أحداث زالنجى

فاجأت قوات الإحتياطي المركزي (أبو طيرة) المتظاهرين النازحين من الرجال والنساء والأطفال الذين كانو ينوون تسليم مذكرة لجهات الإختصاص يرفضون فيها تزوير إرادتهم والتحدّث باسمهم و يفضحون فيها المسرحيات التي تتم تحت لافتة مؤتمرات السلام الإجتماعي في عواصم الولايات، فاجأتهم بإطلاق نار كثيف و مباشر تجاه المتظاهرين العزل فأردت في الحال شخصين قتلى، و جرحت 23 آخرين، من بينهم 11 طفل 7 منهم إصاباتهم خطيرة في الراس و الصدر و الحوض. و حتى لحظة كتابة هذا البيان، لم يُسمح للمنظمات و جهات الإختصاص بإسعاف الجرحى او إخلائهم خارج معسكر الحميدية.

و إزاء هذا الوضع الذي ينذر بشر مستطير، تودّ أمانة إقليم دارفور بحركة العدل و المساواة السودانية توضيح الآتي:-
1- ظللنا نؤكد المرة تلو الأخرى بأن حكومة المؤتمر الوطني إستخدمت وثيقة الدوحة كستار لقتل و تشريد وإذلال المدنيين العزل في قراهم و مدنهم و معسكراتهم؛ و المدعو التجاني سيسي رئيس ما يسمى بالسلطة الانتقالية هو اللاعب الأساسي في ذلك. كيف لا و نحن نتابع عن كثب تحركاته هو و ولاة الولايات في تنظيم ما يسمونه ((مؤتمرات السلام الإجتماعي))، ينفقون عليها أمولاً طائلة، و يتخذونها واجهات لنهب المال العام و تبديده دون جدوى، لأن المؤتمرات التى عقدت في دارفور لأغراض التعايش و السلم الإجتماعي منذ الثمانينات حتى الاّن تكفي لمعالجة كل صغيرة وكبيرة؛ إلا ان الغائب الدائم في و بعد كل هذه المؤتمرات هي الإرادة السياسية الصادقة الجادة؛ و يزيد الطين بلّة التدخل غير الحميد من المركز و بعقلية و نيّة فرّق تسد، و اشعاله لفتيل النزاعات، و تمويلها، وتوفير أدوات البطش و التقتيل و الدمار لها، و من ثم السير في الجنازة و ذرف دموع التماسيح.
2- وقعت مجزرة زالنجي هذه أمام ناظري التجاني سيسي و محمد بن شمباز رئيس البعثة الأممية المشتركة و يوسف تبين والي ولاية وسط دارفور و لم يحرك أي منهم ساكناً أو يعمل على إيقافها مما يعني مباركتهم لها أو قلة حيلتهم أمام زبانية نظام الخرطوم الذي أتى بهؤلاء الأرجوزات لشرعنة بطشها بمواطني الإقليم.
3- هذا هو ذات المشهد الذي حدث بالأمس القريب في معسكرات كبكابية بشمال دارفور و مات فيه من مات و جُرح من جرح؛ أيضاً على مرأى ومسمع من التجاني سيسي!! ليس هذا فقط، و لكن الأهل يموتون و يغتصبون و يعذبون و يشردون في كل ساعة، و في كل ركن من أركان دارفور، بفعل مليشيات النظام و زبانيته و بفعل الجوع و المرض، و تحت غطاء وثيقته المشئومة، و مع ذلك يصرّ سيسي على الجعجعة بأن الأمن مستتب في الإقليم، و أن الأمور على أحسن ما يرام، متعمداً التغبيش على الرأي العام المحلي و الإقليمي و الدولي. و هنا ننبّه سيسي بأن صبر الشعب على أحابيلك قد نفذ، و خير لك أن تكتفي بما أكتنزت من مال السحت و ترحل غير مأسوف عليك.
4- أما محمد بن شمباز و قواته، فحضورهم لهذه المجزرة الفظيعة دون أن يحركوا ساكناً فهو دليل آخر على ما ظللنا نؤكده بإستمرار بإن قوات اليوناميد لا تقوم بالمهمة الأساسية التي جاءت من أجلها و هي حماية المدنيين و حماية قوافل الإغاثة، و بدلاً من ذلك تحوّلت هذه القوات إلى مجرّد كتبة تقارير لا غير؛ و حتى هذه التقارير لا يستطيعون في كتابتها تجاوز الخطوط الحمراء التي يضعها لهم النظام. بقي لنا أن نطالبهم إذن بأضعف الإيمان و هو القيام بإسعاف الجرحى على جناح السرعة.
5- و أخيراً، نتوجّه بنداء عاجل، و بصوت جهور، لمنظمات حقوق الإنسان، وللخبير الأممي لحقوق الإنسان السيد/ مسعود بدرين و هو يتجوّل في مساحة محدودة في عواصم بعض ولايات دارفور دون أن يُسمح له بالتعرف على الإنتهاكات الكثيفة و اللامحدودة من قبل أجهزة الحكومة ومليشياتها، و نطالبه بالعمل على التحرر من القيود و العراقيل التي تضعها أمامه حكومات الولايات و جهاز أمن المركز، حتى يحصل على المعلومات الصحيحة اليقينية عن حقيقة الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في دارفور و السودان من مصادرها الموثوقة.
الرحمة و القبول لشهدائنا، و عاجل الشفاء لجرحانا
و التحية للنازحين و اللاجئين الصابرين على الذل و المسغبة في معسكراتهم
و لا نامت أعين الجبناء


أحمد ادم بخيت دخري
أمين إقليم دارفور ونائب رئيس الحركة
18 فبراير 2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *