ظللنا نراقب عن كثب المحاولات المتكررة لقوي الثورة المضادة وشركائها والمتواطئين معها لفض الإعتصام بالقيادة العامة وإزالة الحواجز والمتاريس بشارع النيل والتحرش بالمعتصمين والبدء في تفكيك المتاريس تمهيداً لفض الإعتصام وإجهاض ثورة الشعب التي مهرها بالدماء والدموع.
نشجب وندين بأغلظ العبارات هذه المحاولات الجبانة وتجدد الإشتباكات وإطلاق الرصاص الحي علي المعتصمين السلميين مما أدي لإستشهاد وإصابة العشرات، والقتل والإستهداف الممنهج للمواطنين المتظاهرين سلميا في نيالا والفاشر وزالنجي خلال الأيام القليلة الفائتة ,نترحم علي أرواح الشهداء الأبرار ونتمني الشفاء العاجل للجرحي والمصابين.
إزاء هذه الأحداث المتسارعة والتي تنذر بكارثة حقيقية تهدد حاضر ومستقبل السودان فإننا نؤكد الآتي:
أولا: نحمل المجلس العسكري وشركاءه من طلاب السلطة كامل المسئوولية المترتبة علي هذه الأحداث والأرواح البريئة التي أزهقت , ونطالب بمحاسبة كل من الذين أصدروا الأوامر ونفذوا هذه الجرائم البشعة ، ونحذر المجلس العسكري وشركائه من مغبة هذا التصعيد الخطير الذي لا يهدد الثورة وحسب بل كل حاضر ومستقبل البلاد، فالمجلس العسكري وشركائه يصرون علي الإستمرار في النهج الخاطئ بالتفاوض من اجل تقاسم السلطة وأيهما يأخذ النصيب الأكبر بدلاً عن تسليمها للشعب ليقرر بشأنها.
ثانياً:
المجلس العسكري ليست لديه أي شرعية، وهو لم يصنع هذه الثورة إنما صنّاعها هم شابات وشباب السودان والشعب السوداني , فإن حماية بعض ضباط وجنود القوات النظامية للثوار لا تعطي اللجنة الأمنية لنظام البشير حق سرقة ثورة الشعب وتكوين ما يسمى بالمجلس العسكري الإنتقالي . إن الهرولة والتهافت نحو المجلس العسكري هو ما منح المجلس إحساساً زائفاً بأنه صاحب شرعية يعطي ويمنع السلطة عمن يشاء.
ثالثاً:
نظام البشير لم يسقط بعد ولا يزال المؤتمر الوطني مسيطر علي كافة مفاصل الدولة، وكل ما تم هو مسرحية وتغيير شكلي بإزاحة البشير وبعض الوجوه المألوفة من المسرح مؤقتاً وإظهار وجوهاً غير معروفة من المؤسسة العسكرية والأمنية تمهيداً لإعادة إنتاج النظام وفقاً لسيناريو الهبوط الناعم الأمريكي مع بعض التغييرات في الخطة الرئيسية السابقة التى صممتها خارطة الطريق الإفريقية , فإن المتفاوضون الآن مع المجلس العسكري يتفاوضون بأجندة وموضوعات حوار الوثبة بنسخته المعدلة , وهو ما رفضه الشعب وكل القوي المؤمنة بالتغيير الجذرى وتصفية النظام ومؤسساته ومحاكمة رموزه.
رابعاً:
ندعو شرفاء المعارضة في قوي إعلان الحرية والتغيير بوقف كامل أشكال التفاوض والتطبيع مع المجلس العسكري الذي لا يملك شرعية حتي تتم مفاوضته ، وأن يقفوا مع مطالب الشعب والثوار المعتصمين بتسليم السلطة للشعب دون قيد أو شرط.
خامساً:
نناشد كل مكونات الثورة لا سيما الشباب المعتصمين وتجمع المهنيين والقوي السياسية الجادة في التغيير بالإسراع في عقد لقاءات مشتركة للتوافق حول السلطة الإنتقالية وكافة صلاحياتها وهياكلها والتى تعبر عن مطالب وإرادة الشعب والثورة وإعلان ذلك من أمام منصة الإعتصام بالقيادة العامة ووضع المجلس العسكري أمام الأمر الواقع.
سادساً:
ندعو شابات وشباب السودان وكافة المعتصمين والثوار للتمسك بسلمية الثورة وعدم الإستجابة لإستفزازات قوي الثورة المضادة وشركائها ، والتمسك بشعارات وأهداف الثورة الظافرة والتي شارفت علي بلوغ غاياتها وأهدافها , وكتابة تأريخاً جديداً للسودان وبناء دولة المواطنة المتساوية ونطوي صفحة الدماء والدموع.
المجد والخلود للشهداء الأبرار
عاجل الشفاء للجرحي
#لم_تسقط_بعد
#تسقط_تالت