*بسم الله الرحمن الرحيم*
*حزب الأمة القومي*
*الأمانة العامة*
*بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة للعام 2017 م*..
احتفل العالم في الثالث من مايو الجاري باليوم العالمي لحرية الصحافة المقام هذا العام تحت شعار ” العقول الحاسمة في الأوقات الحرجة: دور وسائل الإعلام في بناء وتعزيز مجتمعات سلمية وعادلة وشاملة”. وحزب الأمة القومي إذ يشارك قبيلة الصحفيين الاحتفال بهذا اليوم، يؤكد على معاني شعار هذا العام من تعظيم للعقل، وتعزيز للسلم والعدالة، ومناصرة لحرية التعبير وسلامة الصحفيين، وترسيخ لدور وسائل الإعلام في التنمية والبناء والتغيير.
ويُنّدد الحزب بالأوضاع المزرية والحرجة للصحفيين والصحافة بالبلاد، من انتهاكات حقوق الصحفيين بالاعتقال والمحاكمات الجائرة والاعتداء ومنع النشر والتهديد، وتقييد حرية النشر والحيلولة دون الحصول على المعلومة، وذلك نتيجة التراجع الخطير للحريات الصحفية وزيادة استهداف الصحفيين من قبل النظام وجهاز أمنه، عبر سياسة قمع وتكسير الأقلام الحرة لصالح الأقلام الماجورة وصحافة السلطان التي تتعمد التغبيش والتدليس والتعتيم ونشر الأكاذيب والاشاعات، في أكبر عملية لاعادة صياغة المواطن والمجتمع ليقبل النظام الديكتاتوري وللتشويش على مقدرة الشعب على إنتاج البديل (برنامج وإدارة)، وذلك بهدف التمكين والحفاظ على كراسي السلطة بأي ثمن.
هذا الواقع المتردي هو ما عبر عنه تقرير منظمة “مراسلون بلا حدود” السنوي للعام 2017 والذي يتضمن تصنيفا لدول العالم وفقا لحرية الصحافة وأمن العمل الإعلامي، والذي أكد على أن حرية الصحافة مواجهة
بتهديدات غير مسبوقة وخطيرة للغاية في 72 دولة من أصل 180 دولة، وقد وضع التقرير مراتب الحريات الصحافية تبدأ من (وضع جيد، وضع جيد لحد ما، وضع حساس ، وضع صعب، وضع خطير جدا)، حيث احتل السودان في التصنيف الدولي المركز 174 متذيلا قائمة الدول العربية بعد سوريا التي احتلت المركز 177 ، ويعد هذا دليل ومؤشر واضح على تزايد حالات القمع والقهر وسياسة تجفيف المؤسسات الإعلامية الحرة، كما يؤكد التقرير على أنه ليس هناك إي تحسن في ملف حقوق الإنسان والحريات الصحفية في السودان، بل إن الأوضاع تتجه نحو الأسوأ، ولعل هذا ما اشارت اليه شبكة الصحفيين السودانيين أيضا في بيانها حول بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة والذي جاء بعنوان “صبحُ لما بعد يسفر” ، حيث وقف البيان على الانتهاكات الواسعة لحرية الصحافة..
وإزاء وضع حرية الصحافة الخطير جدا في بلادنا نقول:
اولا: أن الوضع يستدعي تضامن كافة القوي السياسية والمجتمع المدني والمؤسسات الصحفية، لإطلاق حملة مناصرة تهدف إلى وضع حد للانتهاكات الجسيمة في حق الصحافة والصحفيين، والي ترسيخ أخلاقيات العمل الصحفي، وتقديس المهنية والموضوعية والولاء القومي، وتعمل على تصحيح الانحرافات الخطيرة التي كرستها سياسات النظام.
ثانيا: ان الأزمة السودانية بكل توصيفاتها تتجلى في أوضاع الحريات المقيدة والحقوق المنتهكة خاصة حرية التعبير والصحافة. كما أن انسداد الأفق أمام النظام – بعد أن فشل حوار وثبته وأصبحت مخرجاته مصدر صراع جديد بين مكونات النظام نفسه – يزيد من تعقيد الأزمة، الأمر الذي يتطلّب أن تلعب صحافتنا دورا محوريا رغم القهر والعسف، في فتح ملفات الفساد والفشل والانتهاكات للإسهام في كشف الحقيقة وإجبار النظام للاستجابة للحلول السلمية الشاملة للأزمة السودانية.
ثالثا: ان قضية الحريات لا تتجزأ، وأن المخرج يتمثل في نظام جديد يكفل الحريات ويلبي تطلعات الشعب في سلام عادل شامل وتحول ديمقراطي كامل.
أخيرا: بهذه المناسبة نزجي التهاني للمؤسسات الإعلامية التي انطلقت مسيرتها مؤخرا لا سيما قناة المقرن الفضائية وصحيفة التحرير الإلكترونية، مع اطيب التمنيات بمستقبل مهني مشرق، وكلنا امل لكي تُشكّل اضافة للإعلام الحر الهادف للتنوير والحقيقة..
*دائرة الإعلام*
*4 مايو 2017*
*دار الأمة*