انعي الى الشعب السوداني العلامة بروف (الطيب عبدالرحيم محمد الفلاتي) الاكاديمي العالم(١٩٤٣ – ٢٠٢٢ ) الذي رحل عن عالمنا الفاني الجمعة ١٤/يناير ٢٠٢٢ .. وبوفاته (نقصت النجوم عددا ) .. واحتجت كوكب احمر بحجم المريخ كان متلالئاً في سمائنا . سيرته الذاتية متوفرة علي غلاف كتابه المميز (الفلاتة في افريقيا ومساهمتهم الاسلامية والتنموية في السودان) الطبعة الثانية ١٩٩٨ ويلاحظ ان سيرته جتزخر بالمؤهلات العلمية والخبرات ، ومنها يتضح لنا انه مولود بقرية الطويات التابعة لمنطقة النيل الازرق شمال الفونج ، وفي متن ذات الكتاب ص 36 يتضح لنا ان المرحوم بروف الطيب عبدالرحيم هو حفيد الشيخ محمد عاشور محمد لادان ، وتربطه صلة قرابة بالشهيد (ابوجنزير) ، ويقول عن جده هذا (الشيخ محمد عاشور محمد لادان، وقبره الان في قرية (عد العود) غرب الدويم ، ومن اسرته الشهيد عبدالباسط ابو جنزير الذي ولد عام ١٨٤٠ واعدمه الاتراك ١٨٨٢ شنقًا ، والشيخ يعتبر الجد السادس لمؤلف هذا الكتاب) انتهي.
في هذه الاحتفالية باحياء ذكرى اربعينة بروف الطيب عبدالرحيم ، والتي آمل ان تكون محفزة لترتيب تأبين مهني متكامل يليق بمكانته العلمية ومساهماته الفكرية والثقافية ومؤلفاته التي فاقت العشرين باللغتين العربية والانجليزية . سوف اركز هنا على (احب واعز شيء لدي بروف الطيب عبدالرحيم ، اقصد (رؤية بروف الطيب عبدالرحيم ومشروعه الفكري والثقافي )، كما سوف أتناوله كشخص (تصالح مع نفسه ، وتحرر من عقدة الدونية وكراهية الذات الافريقية واصطناع شجرة نسب مزيف ينتهي عند فاطمة الزهراء وعلي الكرار سيف الله .
++ بروف الطيب عبدالرحيم (رجل الدولة /الأنصاري المهدوي فكرا … القومي الفلاتي هوية ) :
خلال فترة الثلاثة عقود الماضية (تاريخ الإنقاذ وتغييب الديموقراطية) ارتبطت صورة الراحل المقيم الطيب عبدالرحيم بوجهه الأكاديمي الباحث ، ورغم ذلك سوف اركز اهتمامي على شخصية الراحل (بصفته رجل دولة صاحب مشروع فكري ، يتصرف فيه تصرف المالك من حيث المنشأ – ويجاوز فيه الجغرافيا تمامآ ويتمدد فيه من غانا حتي ارتريا عرضا في افريقيا. . ومشروعه باختصار هو (المهدية) باعتبارها (ملكًا أصيلًا للفلاته الفلان والهوسا والبرنو) باعتبارهم مشروع ثقافي /رسالي غير قابل للتجزئة الا في ذهن امن القبائل في دولة الانقاذ القائمة علي فرق تسد .
الدولة ركن ركين في ذهنية بروف الطيب عبدالرحيم.. فهو سياسي (فكرا وممارسة) بمعنى الكلمة ، ومعلوم ان السياسي الناجح هو الشخص صاحب (الفكرة/المذهبية/المشروع /الرؤية) .. من خلال كتابه (الفلاتة في افريقيا.. ومساهمتهم الإسلامية والتنموية في السودان) .. طرح بروف الطيب عبدالرحيم (مشروعه الفكري الذي يستند الى مرجعية (المهدية كمشروع اصلاحي تجديدي متجدد باستمرار طبقًا لمقولة الإمام المهدي (لكل وقت ومقام حال ..ولكل زمان واوان رجال).. وقد بسط بروف الطيب عبدالرحيم مشروعه (المهدوي) في الباب الثاني من كتابه المشار اليه ، الذي بعنوان ((الفلاتة والثورة المهدية) .. في مقدمة هذا الباب تم تناول الارضية ، والمناخ الذي انتج الثورة المهدية وقائدها الإمام محمد احمد المهدي.ثم تناول بشكلٍ مباشر دون اي مواربة (منهج المهدي في التفكير الاصلاحي ، والذي تمثل باختصار في ضرورة اعادة كتابة التفاسير من جديد .. بل وإعادة كتابة التاريخ الاسلامي والغاء كل ما يتعارض مع الكتاب والسنة والإعتماد عليهما كاملا ولا بأس من الاخذ بما لا يعارض وروح الإسلام والأخذ بآراء بعض العلماء اذا لم يكن فيها تعارض.
ملحوظة: أحيل القارئ الكريم الى كتاب (الفلاتة في افريقيا ومساهمتهم الاسلامية والتنموية في السودان) فقد تضمن مشروع الراحل المقيم الفكري والقومي الفلاني.. وتقع مسؤولية إعادة طباعة هذا الكتاب علي مسؤوليتنا جميعا بالتضامن.. القراء اليوم عطيش لكل مؤلفات الراحل) .
++ أهداف الثورة المهدية:
في الباب الثاني من كتابة (الفلاتة في افريقيا ومساهمتهم الاسلامية والتنموية في السودان) يورد بروف الطيب عبدالرحيم الأهداف التسعة للثورة المهدية اوجزها في الآتي (اخراج المستعمر من البلاد (التحرير) ، الحاكمية لله ، وحدة السودان كوسيلة لوحدة المسلمين ، توحيد المذاهب والفرق الاسلامية ، اقامة الخلافة الاسلامية الكبرى لإسعاد الانسان في الدارين ، إقامة فريضة الجهاد ، التعليم كفريضة على كل مسلم ومسلمة ، الهجرة كعنصر متكامل مع الجهاد ، ترسيخ روح التواضع والإحساس بآلام الرعية.)
++ تسويق .. وتمليك المشروع المهداوي لشعوب :الفلان والبرنو والهوسا كحاضنة سياسية لحزب الامة القومي:
بروف الطيب عبدالرحيم لم يكن (مجرد كاتب وباحث أكاديمي) .. وانما كان رجل دولة ، كما سبق ان وصفته ، ولا اسأم من الحفر والطرق على هذه النقطة ، وحين أقول انه رجل دولة فأني أعني انه يكتب (لأسباب غائية) .. وهذه فضيلة ، ويعنيني بيان ان استاذنا الطيب عبدالرحيم لم يكن بحاجة لتقديم اي دليل نقلي من الكتاب والسنة لإثبات فكرة المهدية ، وانما ركز على (الادلة النقلية ) عن (الشيخ عثمان بن فوديو) نقلا عن حفيده الشيخ سعيد الذي يروي علي ص ١٣٢ من ذات الكتاب:(يروي الشيخ سعيد الآتي:
(ضرورة إتصال جهاد الشيخ عثمان بن فودي ، بجهاد الإمام المهدي ، عملًا بوصية الشيخ عثمان والشيخ حياة الدين القائلة : (لا ينقضي-باذن الله- هذا الجهاد حتى يفضي الى الإمام المهدي). إنتهي.
فقد ساهم الراحل المقيم في تثبيت حقيقة ان (المهدية فكرة فلانية ) بمعنى ان الشيخ عثمان دان فودي (واولاده وحيرانه ) هو اكبر من دعا وروج وبشر بها في إفريقيا جنوب الصحراء.
وعلي صفحة ١٣٣ من ذات كتابه (الفلاتة في افريقيا) المشار اليه ، وتحت عنوان جانبي (حب الفلاني للمهدي والمهدية ) يقول : (يروي الشيخ سعيد ضرورة استمرار حب الفلاني وولائهم للمهدي والمهدية اسوة اسلافهم الذين أحبوا المهدي قبل ظهوره وعبروا عن حبهم في قصائد عديدة ، اورد منها قصيدة الشيخ سعيد والد الشيخ حياة الدين التي يقول فيها :
يا من ولايته اصل الولايات ——٠٠— مقامه في العلي فوق المقامات
وبيعتي له واجبة مددت يدي —— .. —— مبايعا لك يا نور الهدايات
قبل الظهور وان طال الزمان ——- …. ——فقد سبقت مبايعتي قبل انكشافات
شاهدنا ان بروف الطيب عبدالرحيم يركن الى (التراث الفلاني للحديث حول المهدي والمهدية كحقائق مسلم بها ، فضلا عن انه يقرر حقيقة (حقيقة حب الفلاني للمهدي والمهدية) كحقيقة مسلم بها من خلال (التراث الفلاني) من خلال مدائح الشيخ سعيد حفيد الشيخ عثمان بن فودي كما بينا هنا اعلاه ، مع ملاحظة هامة هي ان عبارة (المهدي والمهدية = حزب الامة وزعيم الأنصار.) .. وهذا حق الراحل المقيم في حرية التعبير وتسويق بضاعته من منبره .
تجدر الاشارة الى ان الراحل المقيم قد تناول في الباب الرابع من كتابه المشار اليه (برنو السودان ومساهمتهم الاسلامية والتنموية ) .. كما تناول في الباب الخامس (هوسة السودان واثرهم الديني والتنموي) . والخلاصة التي يخرج بها القارئ هي انه توجد حالة (تماهي بين الاسلام /المهدية) وبين الهوية (الفلاتية/البرناوية /الهوساوية) تمامًا مثل حالة التماهي بين (العروبة والإسلام) .
++ بروف الطيب عبدالرحيم ا(نسان متصالح مع نفسه.. متقبل لذاته الفلانية).. فحرر نفسه من عقدة الدونية وكراهية الذات.. فأضاف الى اسمه (الفلاتي) إشهارا وافتخارا منه بقوميته الفلانية:
انكار الهوية وكراهية الذات باعتبارها مشكلة عالمية :
كراهية الذات هي مشكلة عالمية ، لكل فرد علي الكوكب أسبابه التي تجعله يكره ذاته ، لم يكتشف السودانيون حجم كراهيتهم لذاتهم الافريقية الا حين هاجروا الي دول الخليج وليبيا ، حيث تبين لهم (مثلًا )ان انتساب الفرد للعباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم في السعودية كفيل باحالته إلي مستشفى الأمراض العقلية وليس الي النيابة العامة أو الشرطة بتهمة انتحال شخصية. شاهدنا ان كل من نجر لنفسه نسبًا انتهي به الي فاطمة الزهراء وسيدنا على كرم الله وجهه (٩٠٪) منهم يعانون من حالة (كراهية الذات) ..ويعيشون بهويات مزيفة.. ويعيشون في ازمة حقيقية لدرجة أنهم وصلوا (حالة الانسداد التام .. بحيث انهم فقدوا القدرة علي مجرد نقاش هذا (الزيف مع أنفسهم) !! ولن يجرؤ واحد منهم علي (الفحص الجيني DNA ) لمعرفة اصله الجيني خشية ان يصاب بانهيار عصبي !
لماذا ينكر الفلاتي هويته ؟
الأصل ان ابناء (طريق الحج ) يسافرون فرادي في رحلتهم من غرب افريقيا الى مكة.. وهي رحلة عادةً تستغرق سنةً ذهابًا وأخرى ايابا .. خلال هذه الرحلة يطيب بالحاج المقام في قرية ما .. ياتي اول شخص لصلاة الفجر ، ثم في الغد يؤذن لصلاة الفجر ، ولكونه يحفظ القرآن يقدم كامام للصلاة ، ومن كان سلاحه القرآن فمن يعاديه ؟باختصار يتم تزويجه.. ويكون للزوجة الصالحة نصيب من هذا الرجل الصالح.. فينشأ الولد بين اخواله يشبههم ولكنه يتميز عليه بالذكاء والشطارة في المدرسة.. ثم يتخرج متفوقا.. (ومن هنا جاءت المقولة: اذا وجدت في السودان (مؤلفا لكتاب ) فهو فلاتي -وارد تمبكتو- الي ان يثبت العكس .. لان اهل سودان وادي النيل ليس لهم ميراث في تاليف الكتب .. ويشهد علي ذلك (اليتيم البائس /الطبقات) .. شاهدنا هذا الخريج ياخذ هوية اخواله الذين ربوه وعلموه.. الناس في القرية يعرفون حقيقته .. وهو نفسه يعرف حقيقته .. ولكنه في اغلب الاحيان لا يعرف اي اثر لوالده الذي قد يكون أصله من السنغال او مالي او نيجيريا او الكمرون. هذا هو اساس إنكار الهوية التكرونية . طبعا توجد هجرات فلانية جماعية اسبابها مختلفة اشهرها هجرة أهل مدينة مايرنو بقيادة السلطان الطاهر .. وابنه محمد .. اهلي في مايرنو فخورون بهويتهم الفلاتية .
كيف نقيم (اشهار ) بروف الطيب عبدالرحيم لهويته الفلانية بإضافة (الفلاتي ) الي اسمه؟
أجزم بان هدف بروف الطيب عبدالرحيم من إضافة (الفلاتي ) الي اسمه هو صرخة في البرّية : (ايها التكروني /الفلاتي /البرناوي/الهوساوي : ارفع رأسك عاليا.. انك تنتمي الى اعظم شعب في إفريقيا.. عرقيا وثقافيًا وحضاريا ، انشأ اجدادكم اعظم الدول والإمبراطوريات والحضارات.. فقد اكرمك الله بالإسلام.. وجعلك انسانا رسالياً تجسد اركان الاسلام والايمان وفريضة الجهاد.. فلماذا تقلل من شانك ؟ ايها الفلاتي أنت عزيز بايمانك .. أنت كريم لانك تعظم شعائر الله.. انت رمز صلاة الفجر في برد الشتاء القارص.. ورمز المؤمن الصائم في حر الصيف .. انت (رمز فريضة الحج ) .. انتم (الشعب الدعاة ) بلسان الحال والمقال .
لقد اكتشف بروف الطيب عبدالرحيم (السر الأعظم لتحرير الانسان الفلاتي ) وهو (ان يدرك المشكلة تكمن جواه .. وان يمنح نفسه الاعتراف.. ويقول لنفسه:(انا فخور بذاتي .. وأدري اني انتمي لأعظم شعب في افريقيا.. شرفنا المولي عز وجل بان نكون أمةً رسالية.. ومنحنا (عزة المؤمن) .. وجملنا بأخلاق الرساليين الربانيين- التواضع- فنحن لا نتطاول على عباد الله .. و في ذات الوقت لا نشعر أبدآ.. ابداً باننا دون اي مجموعة بشرية.. ندرك جيدًا ان الفلاتي المعترف ومجاهر بهويته هو اعز وأكرم انسان.. وبالمقابل فان الفلاتي الناكر لجنسيته فهو احقر انسان .. مع ملاحظة ان الاعتراف خشم بيوت والانكار خشم بيوت .. كيف ؟
لصالح الجدل دعنا نقول ان أعلي درجات الاعتراف هو إضافة كلمة (الفلاتي) لاسم الشخص علي طريقة الراحل بروف الطيب عبدالرحيم ، وهو (طريق التحرير للذات وتحريض الغير)، فهذا خيار ، وقد يأخذ الاعتراف شكلا اخر ، وهو ان يصرح الفلاني في حديثه العادي بانه فلاتي ، فيقول (نحن الفلاتة عندنا كذا .. وكذا) .. او يدخل أثناء حديثه كلمات من لغة الفلان او البرنو او الهوسا -حسب الحال – ثم يقوم بشرحها باللغة العربية او الانجليزية او الفرنسية حسب المنبر الذي يتحدث فيه .
وبالمقابل فان أسوأ أنواع الإنكار هو ان ينسب الفلاني نفسه لقبيلة اخري .. واقل من ذلك هو السكوت في معرض البيان.. حيث يظهر عليه الحرج او التوتر فيرجع الى وسائل دفاعية كأن يسعى لتغيير مجرى الحديث والانتقال بطريقة تعسفية الي موضوع اخر تماما. وخلاصة القول هي ان الراحل المقيم بروف الطيب عبدالرحيم حين اختار هويته الفلاتية عنوانا له انما فعل ذلك بهدف تحرير الانسان الفلاتي من طاقته السلبية تجاه نفسه والتي ساهم الغير في تعميقها.. بل اراد ان يمنح الفلاتي الثقة في نفسه بانه ينتمي عرقيًا الى اعظم شعب .. وقد اكرمه البارئ بنعمة الاسلام والتقوى ، فما الداعي أصلًا لينكر الفلاتي او يخجل من جنسه ؟!! عفوًا : انظر كيف يزرع بروف الطيب عبدالرحيم الثقة في نفس الفلاتي؟
سلطنة البرنو (اطول سلطنة زمنيا في العالم) ..دامت (الف سنة متتالية) .. قادها (65 ملكا) معروفون بالاسم والمدة الزمنية التي حكمها كل سلطان .. فمن يدانيكم تحضرا ورقيًا ؟!!
اجتزيء هذه الفقرة من الباب الرابع: برنو السودان ومساهمتهم الاسلامية والتنموية، صفحة ٣٠٣ على النحو التالي :
(٤- تعتبر سلطنة البرنو اطول سلطنة زمنيا في ألعالم تحكمها اسرة وقبيلة واحدة ، وذلك ما بين (800 الي 1800 م ) قادها ٦٥ سلطانًا استشهد عدد منهم في معارك حربية وقعت بينهم وبين البلالة وخزام ، مما يدل علي ان السلاطين كانوا على مستوى القيادة والإحساس بالمسؤولية.) انتهي
++ عين الطيب عبدالرحيم الانصاري تركز على واقعة ان الثلاثي (فلاني/برنو/هوسا)يشكلون (٦٠٪ من الشعب السوداني) :
عودة الي ذي بدء.. بروف الطيب عبدالرحيم هو رجل دولة في المقام الاول ، لذلك فانه يدقق النظر حول (الصوت الانتخابي) .. هو يدرك حجم الكتلة الانتخابية للثلاثي-هوسا/برنو/فلان – وذلك حسب الاحصاءات السكانية التي اوردها على صفحة ٣٣١ من كتابه-الفلاتة في إفريقيا المشار اليه- تحت عنوان: هجرات الهوسا الى السودان ، التي تقول الاتي :
(وقد اوضحت نتيجة تعداد ١٩٧٣ ان الزيادة تفوق هذه النسبة بكثير ، وان الهوسا والبرنو والقبائل المنتسبة لهم يشكلون ١٣٪ من سكان الفاشر والنهود وكوستي Kosti .
و ٢٠٪ من سكان نيالا وام روابة والقضارف ، وأكثر من ٣٠٪ من سكان الأبيض ، في الوقت الذي اورد فيه ايوب بلاموند السوداني بآن الفلاتة وسكان وسط افريقيا يكونون 60٪ ستين في المائة من سكان السودان.) إنتهي .
بغض النظر عن دقة الرقم الذي اشار اليه السيد (ايوب/٦٠٪) فتبقي الحقيقة وهي ان (الفلاتة) يشكلون نسبة معتبرة من سكان السودان لذلك سعي امن القبائل لممارسة سياسة فرق تسد بينهم.
واذا عرف السبب بطل العجب ؟!!
لقد رسم الراحل المقيم بروف الطيب عبدالرحيم خريطة للسودان القديم من خمس أضلاع هي (الأنصار/الفلاتة وشمال السودان/البرنو/الفلاتة/الهوسا) .. ومن ضمن هذه الاضلاع الخمسة إختار الهوية القومية (الفلاتية) عنوانًا لنفسه حين اضاف (الفلاتي الي اسمه) باعتبارها الهوية الجامعة للشعوب الثلاثة والتي تشكل اكبر كتلة انتخابية .. ولم يختار (الهوية الأنصارية) .. لماذا ؟ لان هذه القبائل الثلاثة تتمسك بمذهبها المالكي ، وطريقتها التجانية او القادرية.. بمعنى ان (العقيدة الأنصارية) لا تشكل الهوية الجامعة للفلاتة .. رغم أن احفاد الشيخ عثمان دان فودي في نيجيريا اول من امن بالمهدية، فضلا عن ان الفلاتة جميعًا لا ينكرون مهدية المهدي ، ولا يعادون الأنصار ، بل (سياسيا يصوتون لحزب الامة) .. وهذا هو الاهم لرجل الدولة البراغماتي.
++ تكريم بروف الطيب عبدالرحيم بما يليق بمقامه السامي .. رد لجمائله .. وديونه مستحقة الاداء:
بروف الطيب عبدالرحيم محمد الفلاتي .. الراحل المقيم ..انسان وافر العطاء لعقيدته الأنصارية ، ولقوميته الفلاتية ، فهو دائن لشعوب الفلان والبرنو والهوسا .. فقد تناول تاريخهم وحضارتهم بطريقة سلسة وموضوعية تحترم عقل القاريء وتجبره على احترام وتقدير هذه الشعوب.. فهو دائن حقيقي لهذه الشعوب وجميله واجب الرد في هذا الظرف (يوم شكره جاء) . فاقل شيء يليق بعالمنا الجليل هو الآتي:
١- تأبين مرتب ومنسق ، في مكان يليق بقدره السامي لا يقل عن قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم يسبقه إعادة طباعة كتابه (الفلاتة في افريقيا ومساهمتهم الاسلامية والتنموية في السودان) على أقل تقدير.
٢- تأسيس مركز ثقافي وفكري يحمل اسم (بروف الطيب عبدالرحيم محمد الفلاتي ) .. بما يليق بمكانته السامية في نفوسنا.. وعراقة الشعوب التي ينتمي اليها ، والتي طوق اعناقها بعطائه السخي دون من ولا اذي .
أبوبكر القاضي
ويلز/المملكة المتحدة
٢٤/ فبراير/ ٢٠٢٢