بعد فشل وساطة أميركية بين شريكي الحكم
الترابي يلتقي سلفاكير في جوبا
سلفاكير والترابي اتهما بأنهما يسعيان لمحاصرة المؤتمر الوطني في الخرطوم (الجزيرة)
التقى زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض حسن الترابي مع زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفاكير ميارديت في مدينة جوبا عاصمة إقليم جنوب السودان. وجاء ذلك اللقاء بعد أيام من فشل آخر جولة من المفاوضات بين شريكي الحكم حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بوساطة أميركية.
وقال عبد الله دينغ نيال نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض في اتصال مع الجزيرة إن الزيارة تمت بناء على دعوة من الحركة الشعبية وإن الهدف منها مناقشة القضايا الوطنية المختلفة مثل أزمة إقليم دارفور والتحول الديمقراطي والانتخابات الحرة والاستفتاء في جنوب السودان وما قد يسفر عنه سواء من اختيار البقاء ضمن حدود البلاد أو انفصال الجنوب عن الشمال.
وأوضح نيال أن الترابي وسلفاكير ناقشا هذه القضايا “عميقا” وأن وجهات النظر كانت متقاربة جدا “إن لم نقل متطابقة” وأشار إلى أنه جرى الاتفاق على انتظار مؤتمر الأحزاب المتوقع إجراؤه في 16 من الشهر الجاري أملا في الوصول إلى إجماع وطني أو ما يشبه الإجماع حول تلك القضايا حسب قوله.
وردا على سؤال حول قيام الترابي وحزبه المعارض بالاصطياد في الماء العكر بعد فشل الوساطة الأميركية لرعاية حوار الحزب الحاكم والحركة الشعبية، قال نيال إن حزبه لا يفعل ذلك، مؤكدا أن التحرك هذا جاء انطلاقا من المواطنة والالتزام بقضايا البلاد لأن السودان “ليس ملكا لشريكي الحكم فقط”. وأضاف “القول بأننا نصطاد في الماء العكر يفتقر للدقة والمصداقية”.
وفي سؤال عن دعم الترابي وحزبه المعارض لترشيح سلفاكير لمنصب الرئاسة السودانية في الانتخابات المقبلة، نفى نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض أن يكون لقاء جوبا قد بحث تلك المسألة.
وقال نيال إن ذلك الأمر سابق لأوانه مشيرا إلى وجود أمور ينبغي تجهيزها أولا قبل ذلك مثل ضمان حرية العمل السياسي والوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة، وأوضح أنه بعد التأكد من كل تلك القضايا فسوف يأتي وقت الحديث عن الترشيحات والتحالفات.
يذكر أن الترابي يتحرك سياسيا في السودان دون أن يخفي خصومته مع زملائه القدامى في الحزب الحاكم. وأعلن مؤخرا أنه قد يدعم ترشيح سلفاكير لمنصب الرئاسة السودانية. ويرى مراقبون أن لقاء الترابي وزعيم الحركة الشعبية يعتبر تحالفا بين معارضة الشمال وشريك الحكم الجنوبي لمحاصرة الحزب الحاكم في الخرطوم.
لكن مراقبين آخرين يقرؤون في تحرك الترابي بعدا آخر، ويرون أن الزعيم المعارض قد طرأ عنده تحول في مسألة عدم انفصال الجنوب وأنه أبدى تفهما لمبدأ تقرير المصير كما أنه يسعى إلى أدوار مهمة في مستقبل السودان وخصوصا ما يتعلق بمسألة الوحدة والانفصال وقضية أبيي حسب مراسل الجزيرة في الخرطوم.
المصدر: الجزيرة