باكاش وعنصرية الإنقاذ من البشير الى ناصر

أسامة سعيد

الأوضاع في شرق السودان الاجتماعية والسياسية والامنية علي وشك الإنفجار وذلك نتيجة للإحتقان الذي بلغ ذروته بسبب أفعال النظام وممارساته
ففي كسلا نُصب علينا دكتاتور فاسد في نفسه ومفسد لغيره ينهب من مال الولاية دون أى واعز ديني او أخلاقي وظف القانون والإدارة الأهلية لتمكين سلطانه فأتى بقوات الجنجويد سيئة السمعة للبطش والحماية ، وأعلن حالة الطوارئ وقفل الحدود مع دولة اريتريا محاربة للمواطنيين في رزقها.
وفِي البحر الاحمر لا يقل الوضع سوءً حيث يعمل النظام بخطط خبيثة لتنفيذ أجندته فعمد الي تجفيف موانئ البحر الاحمر من أبناء البجا تمهيدا لتسليمها لإدارة أجنبية بشهادة بحث خالية من الموانع ،
ونصب والياً ووزراء من خارج الولاية وكأن أبناء الولاية قُصّر او عديمي التأهيل لإدارة شؤون ولايتهم.
ففي ظل هذة الأجواء المحتقنة والمشحونة ظهر حراك كثيف حول قضية عنصرية ناصر الطيب القيادي بالمؤتمر الوطني الذي نشر تسجيل صوتي عّم الاسافيير يتوعد فيه الصحفي باكاش بالقتل بعد ان كتب الأخير مقال صحفي ينتقد فيه التشكيل الوزاري الجديد لولاية البحر الاحمر وعليه أرجو أن نتناول هذة القضية في سياقها العام وتوصيفها التوصيف الصحيح وذلك يتطلب مراعاة التالي
١/ ماتفوه به المدعو ناصر الطيب مرفوض جملة وتفصيلا هذا ابتدأ
لكن السؤال هل المدعو ناصر الطيب يعبر عن نفسه ام عن كيان الشمال ام عن النظام ؟
الصحيح هو أن المدعو ناصر وجه من أوجه النظام العنصري البغيض هذا النظام الذي قسم السودانيين الي عبيد واحرار والي مواطنيين درجة أولى يتمتعون بإمتيازات دون غيرهم ومواطنين درجة تانية يُمنعون من الخدمات الاساسية وتولي الوظائف العليا في البلاد وإن زاحمهم احد أبناء الدرجة التانية في إمتيازاتهم فهو يبقى ديكور لتحسين الصورة في وظيفة منزوعة الصلاحيات ،
والعنصرية جزء من عقلية وأيدولوجية رأس النظام وهو راعيها الحصري فهو اكبر مشجع للعنصرية وهو القائل لحديث الغرباوية الذي رواه الترابي بسند صحيح
٢/ الصراع في ولاية البحر الاحمر هو صراع نفوذ وسلطة داخل المؤتمر الوطني تُوظف فيه القبلية والمناطقية كرافعة سياسية لزيادة الحظوظ في كيكة السلطة
٣/ لا نقبل ان يقسم شعبنا في شرق السودان علي أساس عرقي وإثني لكن هناك شعب من الشعوب الأصيلة التي إعترفت لها الامم المتحدة بحقوق أساسية في الإعلان العالمي لحقوق الشعوب الأصيلة الصادر في العام ٢٠٠٧ وهي قومية البجا التي لها خصوصيتها الثقافية ولابد هنا من الاعتراف بأنه قد تم إستهدافها بإهمال وتهميش متطاول لذا علينا ان لا ننجر خلف عنصرية النظام بعنصرية مضادة حتي لا نفقد تعاطف قاطني الشرق من غير قومية البجا مع قضايا البجا العادلة
٣/ تهديد باكاش قضية قانونية بإمتياز فهل المجني عليه راغب في تحريك دعوى قضائية ضد الجاني والثبات حتي صدور حكم قضائي مبرم ام انه سوف يتنازل عن حقة في لحظة ما عندما يتدخل سماسرة النظام من أبناء جلدتنا لإحتواء القضية بتعليمات من المركز بحجج المحافظة علي النسيج الاجتماعي وسمعة النظام
٤/ المدعو ناصر الطيب لم يتجرأ علينا بعنصرية صارخة إلا بعد ان تأكد من ضعفنا وتشتتنا الي احزاب وقبائل يلعب بها النظام ويوظفها لمصلحتة فإن محاربة العنصرية تبدأ عندما نعمل علي تحقيق وحدتنا علي ثوابت رئيسية قاعدتها إنهاء التهميش السياسي وإلاقتصادي والإجتماعي والثقافي ومنها ننطلق للعمل الجماعي بكل الوسائل لإنتزاع حقوقنا كاملة غير منقوصة
٥/ لا سبيل للمحافظة علي ثرواتنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا إلا بإسقاط نظام الفساد والفصل العنصري وإقامة دولة القانون والمواطنة المتساوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *