باسولي أبلغ الامم المتحدة بعدم تجديد مهمته كوسيط…رئيس الوزراء يبحث مع فصائل دارفور الاستعداد لإطلاق مفاوضات السلام

عقد معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مساء امس بفندق شيراتون الدوحة اجتماعات مكثفة مع الفصائل السودانية. فقد التقى معاليه مع السيد جبريل باسولي الوسيط المشترك للاتحاد الافريقي والامم المتحدة. كما التقى معاليه مع وفد حركة العدل والمساواة ووفد مجموعة خريطة الطريق ووفد مجموعة طرابلس كلا على حدة. جرى خلال تلك اللقاءات بحث الاستعدادات لاطلاق مفاوضات سلام دارفور التى تقودها دولة قطر بالتعاون مع الامم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي. حضر اللقاءات سعادة السيد احمد بن عبدالله ال محمود وزير الدولة للشئون الخارجية.
وعلمت الشرق من مصادر مطلعة في الوساطة ان الوسيط المشترك لسلام دارفور جبريل باسولي قدم استقالته من منصبه كوسيط للسلام للأمين العام للامم المتحدة بان كي مون اعتبارا من الاول من يونيو القادم. وارسل باسولي خطابا بذلك يوم السبت للأمين العام وعلل باسولي استقالته بالتفرغ للانتخابات في بلده بوركينا فاسو لصالح الرئيس الحالي. وكان باسولي عمل في وقت سابق وزيرا لخارجية بوركينا فاسو وهو ضابط عسكرى بارز قاد الشؤون الأمنية فى بلاده لأكثر من عقد. يذكر ان باسولي تولى مهمة الوسيط المشترك لسلام دارفور في اغسطس 2008، لكن مهمته ووجهت بمصاعب ابرزها عدم توحد الحركات والنزاع حول الملف والسيطرة عليه من قبل المبعوث المشترك للقوات الاممية الافريقية في دارفور قمباري، ورئيس جنوب افريقيا السابق ثامبو مبيكي الذي يرأس لجنة افريقية مكونة للسلام والعدالة والمصالحة في دارفور، والمبعوث الامريكي سكوت غرايشن الذي وصف في وقت سابق محادثات الدوحة ومشاوراتها بالعلاقات العامة وشكك في وصولها الى نتيجة.
من جهة أخرى وصل سكوت غرايشن المبعوث الخاص للرئيس الاميركي الى السودان ليل الاحد الاثنين الى نجامينا، وفق ما اعلنته السفارة الامريكية التي لم توضح مدة زيارته الى تشاد.
وقال مصدر في السفارة ان غرايشن “سيلتقي عددا من اعضاء الحكومة التشادية” بدون مزيد من التفاصيل.
وافاد مصدر دبلوماسي اميركي انه سيبقى في تشاد والسودان حتى 22 فبراير. وينتظر خصوصا ان يزور جوبا (جنوب السودان) وكادوغلي (كردفان الجنوبية. وسط) والعاصمة الخرطوم.
وتدخل زياراته في اطار المساعي لمواصلة عملية سلام الدوحة بقطر حيث من المقرر ان تبدأ حركات متمردي اقليم دارفور (غرب السودان الذي يشهد حربا منذ 2003) مفاوضات مباشرة بعد بضعة اسابيع مع الحكومة السودانية.
واثناء زيارته الى السودان سيبحث غرايشن ايضا مواضيع تتعلق بالانتخابات الرئاسية المرتقبة في ابريل.
وكانت تشاد والسودان اللتان تقيمان منذ خمس سنوات علاقات متقلبة وتتبادلان الاتهامات بدعم حركات التمرد المناهضة لرئيسيهما، اعلنتا مؤخرا تطبيع علاقاتهما بعد اتفاقات عدة بقيت حبرا على ورق.
وفي منتصف يناير، وقعتا بالاحرف الاولى في نجامينا “اتفاقا للتطبيع” مرفقا بـ”بروتوكول لتأمين الحدود” ينص خصوصا على نشر قوة مشتركة (ثلاثة الاف عنصر) لتقوم بدوريات على الحدود بين دارفور والشرق التشادي- المنطقتين اللتين تؤويان العديد من مخيمات اللاجئين والنازحين.
واعلن رئيسا البلدين طي “صفحة المشاكل” بينهما نهائيا اثناء زيارة الرئيس التشادي ادريس ديبي اتنو الى الخرطوم في 8 و9 فبراير.
وكان المبعوث الامريكي الخاص رحب باعلان تهدئة العلاقات معتبرا انها نقطة اساسية لوضع حد لدوامة انعدام الامن في دارفور.

خطوة مهمة نحو انطلاق مفاوضات دارفور

حان الوقت لاطلاق مفاوضات سلام دارفور، واعطى معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، دفعة قوية باجتماعاته المكثفة مع السيد جبريل باسولي الوسيط المشترك للاتحاد الافريقي والامم المتحدة ووفود حركة العدل والمساواة ومجموعة خريطة الطريق ومجموعة طرابلس، هذه الخطوة جاءت بعد مشاورات مثمرة تابعها بصبر سعادة السيد احمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية، وهذا الحراك يبعث على التفاؤل بان قطار السلام ينطلق وأن الدوحة ستكون المحطة الاخيرة، بعد ان تمسك بها الدارفوريون وتعهدوا بالوحدة، والعمل بجدية لإحلال السلام في الإقليم الذي مزقته الحرب، والانفتاح بإرادة وعزيمة قوية في المفاوضات، للتوصل إلى اتفاق سلام يعيد الوئام والاستقرار، ويرفع المعاناة ويحقق عودة النازحين واللاجئين ويفتح باب إعادة الإعمار وانطلاق التنمية حتى يعود لدارفور مجده.
جهود دولة قطر، تجد السند والتأييد من الامم المتحدة والجامعة العربية، وهذه الرعاية الكريمة للمفاوضات تتطلب من جميع الاطراف بذل كل ما في وسعهم وتقديم التنازلات المطلوبة لصالح السلام، والارتقاء الى مستوى المسئولية، والتحلي بالارادة لأن السلام تصنعه الارادات المشتركة، وعلى الجميع اداراك انه لا وقت لاضاعته، ومفاوضات الدوحة هي الفرصة الاخيرة ليعود الجميع الى دارفور باتفاق سلام، لأن ما يجمع اكثر مما يفرق حيث مدت الدوحة اياديها بيضاء لتحقيق السلام المنشود، والمساعدة على وقف الحرب واشاعة السلام. وعلينا جميعا العمل بجدية على منح اهلنا في السودان بارقة امل بان السلام بات قريبا ولاح في سماء الدوحة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يملأ قلوب اطراف “سلام دارفور” بالحكمة وان يسدد خطاهم، حتى نتمكن معا من تحقيق السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *