اوكامبو والفرسان الثلاثة ؟

ثروت قاسم

1- اوكامبو والفرسان الثلاثة ؟

اما اوكامبو فانت تعرفه حق المعرفة ، يا حبيب . اما الفرسان الثلاثة فهم آليات بشرية يستعملها الرئيس البشير ليتقي بهم امر قبض محكمة الجنايات الدولية ، إذا اضطرته الظروف القاهرة للتنحي مُكرهاً ، ولكي يضمن بهم ومعهم الاستمرار رئيساً لبلاد السودان ، واهل بلاد السودان ، حتى يأخذ صاحب الوديعة وديعته . ارغم امر القبض الرئيس البشير لان لا يثق حتى في ظله ، واصبح في ليل من الشك مظلم ، كما غرد ذات يوم شاعر العرب :

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه …

وصدق ما يعتاده من توهم .

وعادى محبيه بقول عداته …

واصبح في ليل من الشك مظلم .

ارغم امر القبض الرئيس البشير ليعيش طول الوقت داخل صندوق محكمة الجنايات الدولية ، وبالتالي يهمل استخدام عقله ، حتى اصاب عقله الصدأ .

نعم … كان الرئيس البشير ظلوماً جهولاً ، كما وصفته واحسنت وصفه الاية 72 في سورة الاحزاب :

انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوماً جهولاً .

الامانة هي العقل . فقد ميز الله سبحانه وتعالى الانسان بالامانة ، اي العقل ، عن بقية المخلوقات ، لكي يستخدمه في التفكير والبحث والتدبر . وبعض الناس ، ومنهم الرئيس البشير للأسف ، يهملون في استخدام عقولهم ، فيصيبها الصدأ ؛ وكأنهم يتهمون خالقهم بالعبث ، لأنهم يفترضون ، بعدم استعمالهم لعقولهم ، إنه لا معنى لخلقها فيهم ، وإنه بالتالي عمل عبثي من خالقهم ، فهم لا يحتاجون اليها ، ولا يستعملونها .

ومن ثم القرارات الكارثية التي يتفرد الرئيس البشير بإتخاذها من عقل اصابه الصدأ ، فيهرول الكل لإنفاذها ، وكانها اوامر منزلة من السماء ، فتكون النتيجة تقسيم السودان الى قسمين ، وفقدان مثلث حلايب ومنطقة الفشقة ، وبكاء اطفال مدارس الاساس في ولاية الخرطوم العاصمة من الجوع ، ودهس كتائب ظل الاستاذ علي عثمان ، وهم مخمورون في عربات التاتشر بدون لوحات ، لرواكيب الضعفاء المهمشين فيموت سنبلة الطفلان مؤيد ومحمد ، وكأنهما ليسا من فصيلة بني آدم التي كرمها سبحانه وتعالى ؟

وتترى المثلات …

تقول مجلة الايكونمست البريطانية المحترمة أن الرئيس البشير ليس آمنا في منصبه ، وأن هناك إمكانية للإطاحة به. وترى المجلة ان الرئيس البشير قد اعلن حالة الطوارئ ليحتوي الخلافات ضده في حزب المؤتمر الوطني الحاكم ، وليس لاحتواء المظاهرات في الشوارع ، فهو قادر بالباشبوزوق على الثانية ، وعاجز امام الاولى . وبدأ الرئيس البشير في استبدال الاسلاميين حوله بالعسكريين والامنجية ، في محاولة منه للتقرب للمحور السعودي المعادي للاخونجية ، والابتعاد عن المحور القطري الداعم للاخونجية ، طمعا في الحصول على بضع بتروريالات يشترى بها صمت المتظاهرين … ولكن هيهات فالصيف ضيعت اللبن ؟

2- خطبة يوم الجمعة 22 فبراير 2019 ؟

بعد خطبة يوم الجمعة 22 فبراير 2019 ، واعلان حالة الطوارئ ومنع المظاهرات ، وتكوين نيابات ومحاكم الطوارئ لتخويف المتظاهرين ، كانت النتيجة عكسية ، إذ استمرت بل زادت وتيرة المظاهرات ، وصار يوم الخميس 28 فبراير 2019 ، حوالي اسبوع بعد الخطبة ، اطول يوم في تاريخ الثورة ، جغرافياَ على امتداد القطر حتى وصلت الى كرمة النزل ، وزمنياً في طول زمن المظاهرات واستدامتها ، وعددياً إذ صارت بالمئات على امتداد القطر في يوم الخميس … يوم رحيل النظام الباغي .

والذين إذا اصابهم البغي ، هم ينتصرون .

بعد خطبة يوم الجمعة 22 فبراير 2019 ، صار الفرسان الثلاثة العين التي يرى بها الرئيس البشير ، والأذن التي يسمع بها ، واليد التي يبطش بها . صار كل فارس منهم يسبح في فلك الرئيس البشير ، كما تسبح المجرات حول الشمس ، تستمد منها الحياة والنماء . واذا حادت مجرة عن مدارها المرسوم لها ، احترقت وصارت الى عدم ، كما احترقت في زمن غابر بئيس مجرات علي عثمان ونافع علي نافع .

نعم … كل واحد من هؤلاء الفرسان بيدق على طاولة شطرنج الرئيس البشير ، واراجوز يحركه الرئيس البشير من وراء جدر . ولكن كل فارس من هؤلاء الثلاثة يتحكم تحكماً مطلقاً في السلطة … عسكرياً وسياسياً وامنياً ،وفي الثروة وفي رقاب اهل السودان ، بينما يسبح كل فارس منهم بحمد ولي نعمته الرئيس البشير .

السر ، وهو سر مكشوف ، في حميمية العلاقة بين هؤلاء الفرسان الثلاثة والرئيس البشير ، لا تجده في حب الرئيس البشير لهم ، وإنما تجده يا حبيب ، اذا نظرت لقائمة اوكامبو ال 51 ، فكل واحد من هؤلاء الفرسان الثلاثة يتربع على قمة هذه القائمة ، ويبزهم الاستاذ احمد هارون كونه يحمل امر قبض على عنقه ، تماماً كالرئيس البشير .

احاط متهمو قائمة اوكامبو بالرئيس البشير ، إحاطة السوار بالمعصم ، فهم الوحيدون الذين يطمئن لهم الرئيس البشير ، في هذا الزمن البئيس الذي ( تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ ) … ولكن عذاب شباب ثوار ديسمبر شديد للظالمين من امثال الرئيس البشير وفرسانه الثلاثة .

3-الفرسان الثلاثة ؟

ولكن من هم ، يا حبيب ، الفرسان الثلاثة ، وإن شئت الدقة مجرمي اوكامبو الثلاثة ، الذين صاروا يتحكمون في رقاب اهل السودان ، ويحكمون باسم الرئيس البشير ، الذي يحرك كل واحد منهم ، من وراء جدر ؟

هم ، وحسب اهميتهم للرئيس البشير :

واحد :

  • الفارس الاول هو الرئيس المكلف لحزب المؤتمر الوطني الاستاذ احمد هارون ، الذي يحمل امر قبض كما الرئيس البشير . ومهمته الحصرية التنويم المغناطيسي لزعماء المعارضة والشباب الثائر حتى تمر عجاجة ديسمبر 2018 بسلام ، ويتم عقد انتخابات 2020 الرئاسية ، وفوز الرئيس البشير بها ، في منافسة ضد بعض الكيجابات . اما اذا اشتدت العجاجة ضد الرئيس البشير وتخلى عنه ترامب كما حدث للشاه ومبارك وغيرهما من الطغاة ، فيمكن للاستاذ هارون ان يكون مرشح حزب المؤتمر الوطني في انتخابات 2020 الرئاسية ، ليضمن الرئيس البشير به ومعه عدم تفعيل امر قبض الرئيس البشير ، لان رئيس الجمهورية وقتها هارون يحمل نفس امر قبض الرئيس البشير.

هل نسيت يا حبيب ، إنه في يوم الجمعة 27 ابريل 2007 ، أصدرت محكمة الجنائيات الدولية امر قبض ضد الاستاذ هارون ، احتوى على 20 تهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ، و22 اتهاما بارتكاب جرائم حرب في اقليم دارفور ، في الفترة من يوم الأربعاء أول فبراير 2003 الى يوم السبت 15 يناير 2005 … 23 شهر و15 يوم .

الكترابة … 42 مجزرة … ياللهول كما كان يصرخ يوسف وهبة ؟

لا يزال امر القبض سارياً ، ولا تزال صور الاستاذ هارون في مخافر شرطة المطارات الدولية ، ونقاط الحدود الدولية في كل دول العالم ، كهارب من العدالة الدولية ، ومطلوب القبض عليه بواسطة الانتربول … تماما كالرئيس البشير ؟

ولهذا السبب حصرياً ، رفع الرئيس البشير البرقاوي السفاح هارون مكاناً علياً .

هانت يا حبايب اذ صار السودان يحكمه المجارمة السفاحون الهاربون من والمطلوبون للعدالة الدولية ؟

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .

اتنين :

  • الفارس الثاني هو النائب الاول ووزير الدفاع الفريق اول عوض محمد احمد ابن عوف ، الذي يتربع على قائمة اوكامبو ال 51 . ومهمته هي ضمان دعم القوات النظامية للرئيس البشير في مواجهة الشعب الثائر . ويمكن للفريق اول ابن عوف ان يحل محل الفارس الاول هارون في انتخابات 2020 الرئاسية ، اذا حالت عجاجة ديسمبر 2018 دون ترشح الرئيس البشير ، ووقفت العنصرية حائلاً بين الفارس الاول ورئاسة الجمهورية ، كون الفارس الاول من البرقو الزرقة ؟

تلاتة :

  • الفارس الثالث هو رئيس جهاز المخابرات والامن الوطني الفريق اول صلاح قوش ، الذي يتربع على قائمة اوكامبو ال 51 . ومهمته هي ضمان دعم وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ، والميليشيات الامنجية للرئيس البشير في مواجهة الشعب الثائر . ويمكن للفريق اول قوش ان يكون المرشح الرئاسي الثالث في انتخابات 2020 ، حسب دعم ترامب والسيسي ودول الخليج له ، إذا تعثرت فرص الفارس الاول هارون ، والفارس الثاني ابن عوف ، لسبب او لآخر ، وحالت عجاجة ديسمبر 2018 دون ترشح الرئيس البشير ؟

نواصل مع الفرسان المجارمة حكام السودان الجدد …

[email protected]

Facebook.com/TharwatGasimOfficial

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *