حسن اسحق / الصورة الباهتة قد يتجاهلها من ينظر اليها اول مرة،لا يري
فيها شئ يستحق الاهتمام ، واما الصورة الواضحة المعالم قد تجد معجبين
ومعلقين،وما افرزه الحراك الشعبي الاخير من رفع موج المطالب الانسانية
البسيطة الحق في الحياة الكريمة ،تتوفر فيها سبل العيش من دون ان تزيد
ظهر المواطنة والمواطن المكسور كسورا اخري . في زمنهم نزع انسان السودان
في الاشهر القليلة فزاعة التخوف وخرج رافعا راية واضحة وشعارا مقروءا
(اذهبوا، لانريدكم وكفاية سكوت ) .ان ما اعقب كارثة التنصل الحكومي من
الدعم المحروقي والخبزي ارواح وانفس برصاص من اعلي ،ودخل الطلق جسد كل
الفئات،وحتي من ليس لهم ميول تنظيمي ،حقهم في الخروج للاعتراض،بانهم اول
من تطالهم الوجيعة. وهنا الام الحياة اليومية في كل دواخلها وخوارجها
،وهناك ليس بعيدا من هنا ،اناس يعيشون نفس الاوجاع ليس ارتفاعا في
المحروق وزيادة سعر(شوال الدقيق)،انه من نوع اخر قد تظهر معالمه في منطقة
جبال النوبة الملتهبة بنيران طائرات روسيا البيضاء التي اشترتها
الحكومة،قد تكون دفعت ملايين الدولا رات ،وهذا الثمن احق به دعم (الرغيف)
.تقول منظمة كفاية العاملة في الحقل الانساني والمتتبعة للاوضاع في النيل
الازرق وجبال النوبة ودارفور،انها رصدت استعداد طائرات الحكومة العسكرية
لتنفيذ عمل في مناطق برام والتيس وام شوران في فترة حصاد المحاصيل
الزراعية،قد لاتكفي لموسم الخريف القادم ،وفي الخريف لم تسلم المنطقة من
القصف الجوي لمنعم السكان المحليين من الزراعة ليسهل تجويعهم وتهجيرهم
منها . وهذا هو سعي الحكومة الدائم ،وفي شهر سبتمبر تعرضت منطقة ام دورين
بالجبال لسيناريو الاستهداف بالانتينوف.وتكشف كفاية ان هذا العمل
متعمد،وعرضت صورا لطائرات حربية لتؤدي دورها في القتل. الوجع في الجبال
نفس الوجع في الخرطوم والمناطق الاخري،في الجبال السلطة تتعامل بسياسة
اكسح امسح والقاء القنابل والبراميل الحارقة لابادة حقول الزرع تليها
ابادة الانسان،وهذا يحدث نزوح مستمر ليسهل المقايضة عليه ،اما الوجع
الاخر،ايضا يدمي الجسد ويبكي القلب فمن اغتيل بالرصاص في خروج سلمي ،فهو
ليس مسلحا ،مثل انسان منطقة التيس،فهم ليسوا مسلحين،بل سكان ومزارعين،لم
ترأف بهم الحكومة.وسيكون الوجع الاقتصادي وريث الوجع الحربي. اوضح نائب
رئيس المجلس الوطني ان القمح الموجود يكفي لثلاثة اسابيع. واصحاب المخابز
بدأوا في تقليل الوزن في كل المدن السودانية،وبدأ الوجع (القمحي) في خبزه
.