الوساطة المشتركة تستأنف مشاوراتها مع العدل والمساواة

حمد حسين آدم: عودة وفد الحركة للدوحة جدية ودليل تمسكها بالسلام كخيار استراتيجي

الإعلان قريبا عن تشكيل جبهة دارفورية تنسق المقاومة سلما أو حربا وتضم عناصر من التحرير والعدالة

قوات الحركة أجهضت عملية “مسك الختام” الهجومية للجيش وسجلها نظيف فى تجنب قتل المدنيينمجددا استأنفت لجنة الوساطة العربية الافريقية حول دارفور برئاسة دولة قطر ممثلة فى سعادة السيد احمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية والسيد جبريل باسولى الوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقى مشاوراتها مساء امس مع وفد حركة العدل والمساواة العائد للدوحة برئاسة محمد بحر أمين اقليم كردفان ونائب رئيس الحركة وأحمد تقد كبير المفاوضين وجبريل ابراهيم امين العلاقات الخارجية واحمد حسين آدم الناطق باسم الحركة.
وأوضح آدم أن وفد الحركة اجتمع بالوساطة القطرية والأممية ممثلة بوزير الدولة للشؤون الخارجية، سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود، وجبريل باسولي، وكان هناك حديث عن الأوضاع الأمنية والإنسانية والسياسية فى دارفور، وسلمنا الوساطة ورقة مكتوبة تمثل رؤيتنا للحل الشامل فى المرحلة المقبلة وإذا كان يمكن أن تكون هناك عملية سياسية قوية تحظى بدعم الشعب وأهل الإقليم.
وقال اننا أكدنا كذلك أننا جئنا بقلوب مفتوحة للتحاور حول كيفية إيجاد حل سلمى حقيقي. ووجهنا الشكر لدولة قطر ممثلة بسمو الأمير والشعب القطرى لصبرهم الكبير ومحاولتهم الجادة لمساعدة دارفور. وبالتالى نحن نقدر جهودهم وسنعمل ما بوسعنا لإدارة حوار شفاف وبناء لإيجاد مخرج إستراتيجى لأزمة الإقليم.
واضاف اننا أوضحنا للوساطة بان موقف الحكومة السودانية سلبى من المنبر نتيجة لإستراتيجية السلام من الداخل التى طرحتها والتى لن تجلب السلام بالتأكيد.
وعما إذا كانت هناك بوادر عودة الحركة لمنبر الدوحة، قال آدم بأن الورقة المقدمة ستخضع للنقاش من قبل الوساطة، وإرادتنا حقيقية للسلام، وهدفنا مشترك مع الوساطة تجاه العملية السياسية والسلام الحقيقي”، لافتا إلى أن المشاورات ستتواصل مع الوساطة اليوم حول الورقة وذلك فى اجتماع سيجمعها بها.
وعما اذا كان الوفد طرح قضية اتاحة الحركة امام الدكتور خليل ابراهيم كشرط للانضمام لمنبر الدوحة مجددا قال ادم ان الورقة قدمها الوفد للوساطة بها مضامين عديدة والحوار فى بداياته وسنواصل مشاوراتنا حول كافة البنود المتعلقة باصلاح منبر الدوحة بما فى ذلك حرية حركة القيادة ليس من منطق استجداء ولكن كأسس للتفاوض باعتبار ان ذلك عرف دولي وبما اننا فى عملية سياسية تحت رعاية الامم المتحدة وتحت رعاية اقليمية وفوق كل ذلك دولة قطر فان القرصنة فى تلك العملية لاتنفع ولا بد ان تتضمن حرية الحركة للقيادات المتفاوضة.
وشدد على ان عودة حركة العدل والمساواة الى الدوحة اشارة جدية وحقيقية على ان الحركة تفضل خيار الحل السلمى على اى خيارات اخرى على الرغم من انها قادرة على الخيارات الاخرى منوها بحرص الحركة على اصلاح منبر الدوحة سعيا لبناء عملية سياسية حقيقية جادة بين الحكومة والحركات المسلحة تقود لحل سياسى شامل ينعكس على حياة الناس.
وأعرب آدم فى تصريحات للصحفيين عن أمله فى تفهم الوساطة لموقف الحركة وعدم فرض الآجال الزمنية المطروحة للتفاوض وابرام الاتفاق بحلول الثلث الاخير من ديسمبر المقبل، مشيرا الى ان ” العدل والمساواة ” لم تكن جزءا فى صياغة تلك الاجال الزمنية وليست ملزمة بها لكنها حريصة على عدم اطالة أمد النزاع فى دارفور.
ولفت الى ان وفد الحركة طبيعته تشاورية وليست تفاوضية ويسعى خلال اللقاء لكيفية ايجاد طريقة ممهدة تجاه الخطوة القادمة من العملية السلمية وسيكشف للوساطة حقيقة الارادة المتوافرة لدى الحكومة لبناء اتفاق سلام مشككا فى نوايا حكومة المؤتمر الوطنى وانها تسعى لفرض حل من جانب واحد وهو الحل العسكرى والامنى او ما يسمى باستراتيجية السلام مؤكدا انها تتعارض مع منبر الدوحة وتطعنه من الخلف وتتعارض مع الحل المتفاوض عليه وانها مجرد تكتيكات يتبعها المؤتمر الوطنى ولن تجدى نفعا على حد قوله.
واستدرك آدم مؤكدا حرص الحركة على التعاون مع الوساطة والدولة المضيفة قطر وان عودة الحركة للدوحة تعنى تقديرها لدور الوساطة ودور قطر الكبير الذى قامت به وصبرها الكبير الذى تحلت به خلال معالجتها وتسيير العملية السياسية فى الدوحة مؤكدا اننا لا نقول ذلك فقط للاعلام ولكن من قلوبنا مشددا على تقدير الحركة لدور حضرة صاحب السمو الامير المفدى ومعالى رئيس مجلس الوزراء والدور الذى يقوم به سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية واهل قطر جميعا مشددا على انهم قد بذلوا ما يمكن ان يبذلوه من عمل كبير جدا وعظيم لا تكفى الكلمات وحدها للتعبير عما بذلوه فى هذا الجانب.
وحول الملفات التى سيطرحها الوفد على الوساطة قال آدم نحن أتينا بوفد عالى المستوى برئاسة محمد بحر بدعوة من الوساطة لنناقش كيفية إصلاح المنبر وحرية الحركة بالنسبة مع قيادة الحركة للتواصل مع جماهيرها داخل السودان بالنسبة للعملية السلمية وجئنا بقلوب مفتوحة لنناقش كيف تكون هناك عملية سياسية جادة وعملية سياسية لها معنى حقيقى تنعكس على حال الناس ويكون لها قبول من شرائح المجتمع وعلى الاخص فى دارفور وعملية سياسية محايدة حيادا حقيقيا
ونفى آدم ان تكون العودة للدوحة انكسارا للحركة قائلا اننا أتينا الى هنا وعلى الرغم من انتصارات حركتنا فنحن متمسكون بالسلام الشامل مؤكدا عدم التزام الحركة بما توصلت إليه بعض الأطراف من التزامات زمنية ليست الحركة طرفا وان العدل والمساواة حريصة على ان تناقش إصلاح المنبر كشرط للدخول فى عملية سياسية حقيقية شاملة وقال ان المؤتمر الوطنى لن يستطيع فرض أى حل سياسى أو امنى على الحركات المسلحة فى دارفور التى توحدت بقيادة العدل والمساواة.
وحول ما يعوق استئناف المفاوضات بين الحركة والحكومة بشكل مباشر قال الناطق باسم حركة العدل والمساواة ان العائق الحقيقى هو المؤتمر الوطنى حيث يحاول الان فرض الحلول من جانب واحد مشيرا الى ان ما يسمى استراتيجية السلام من الداخل التى طرحتها الحكومة تعد تنكرا لمنبر الدوحة وتنكرا للدور الذى تقوم به قطر بصورة مباشرة
وهم يقومون بعملية مسك الختام لكنها فشلت أمام صمود قوات حركة العدل والمساواة والقوات التى تحالفت معها مؤكدا انه سيكون خلال اقل من 10 ايام اعلان عن تشكيل جبهة مقاومة عريضة تضم كل الحركات المسلحة وان هذه الجبهة ستكون حاضرة واذا اتينا مرة اخرى للمفاوضات فسنأتى فى اطار جبهة عريضة او فى أية عملية سياسية فى المستقبل أو لمواجهة المؤتمر الوطنى وان الوفد الموجود هنا فى الدوحة يعلم بوجوده كل الحركات الشركاء فى الحركات الاخرى ونتحدث باسمهم ولدينا تفاهمات معهم وصلت الى مرحلة متقدمة والأيام المقبلة ستكشف ثمار هذا الحراك.
وحول وجود اتصالات بين الحركة وحركة عبد الواحد نور اكد ادم ان للحركة اتصالات بالجميع دون تسميات وان لديها تفاهمات مع قادتها وصلت الى مرحلة متقدمة والايام القادمة ستكشف ثمار هذه المشاورات والعمل الدؤوب الذى قادته الحركة مع إخوتنا فى بقية الفصائل.
وحول مصير تحركات الدكتور خليل ابراهيم قال آدم انه لايزال فى طرابلس.
وحول موقف الحركة من بعض المقترحات التى طرحت خلال فترة تغيبها عن المفاوضات مثل قضية الاقليم الواحد قال آدم ان الموقف سيتحدد فى ضوء المشاورات مع الوساطة، موضحا ان الحركة تتحدث عن عودة كافة اقاليم السودان السبعة وتكون دارفور اقليما وكردفان اقليما والخرطوم اقليما والشرق اقليم والجنوب له ترتيباته الاخرى والشمال اقليما وان هذا ليس مطلبا لكنه حق لا يجوز التشاور حوله وان عدم التجاوب سيطرح امام الناس خيارات كثيرة بما فيه حق تقرير المصير وان من الافضل حل القضايا قبل ان تتفاقم بأى حال من الاحوال.
وحول فكرة تطبيق نسب نيفاشا كأحد الحلول لتقريب المسافات قال آدم ان لدى الحركة موقفا تفاوضيا واضحا للكل خاصة مايتعلق بقسمة الثروة والسلطة والترتيبات الامنية وغيرها من القضايا لكن نسب نيفاشا ليست من المقاربات المطروحة حاليا وان المطلوب هو العمل فى اطر متكاملة.
وحول التصعيد بين الحكومة والحركة وحقيقة الاستيلاء على قوافل الاغاثة من قبل قوات الحركة اكد آدم ان حركة العدل والمساواة اكثر اطراف النزاع التزاما بالقانون الدولى الانسانى وهى لم ولن تعتدى على قوافل الاغاثة وما تردده الحكومة هو فرية من المؤتمر الوطنى لتشويه حركة العدل والمساواة صاحبة السجل الناصع فى احترام القانون الدولى الانسانى واحترام حقوق الانسان متهما الحكومة بانها هى التى تقوم بضرب وقتل المواطنين.
وألقى باللوم على الحكومة فى تفاقم قضية الاسرى مؤكدا ان الحركة طلبت تسليم الاسرى الى الصليب الاحمر وهو على قناعة بالتزام الحركة لكن الحكومة هى التى تعرقل تسلم أسراها وقال ان حركة العدل والمساواة تبدى الان استعدادا لتسليمهم الاسرى المحتجزين لديها من المعارك الاخيرة فى كردفان ودارفور للصليب الاحمر الدولى وعددهم بالعشرات لكن الحكومة هى الممتنعة وترفض تسلم أسراها من جانب واحد.
وقال ان الميزات التى اشتهرت بها حركة العدل والمساواة فى نزاعها المسلح انها لاتقتل المدنيين ولا تجعلهم ضحايا فى الصراع وان كل المعارك التى تمت فى الفترة الماضية هى معارك بين جيش وجيش وليس بين مدنيين، ودعا وزير الدفاع السودانى الى الاستقالة بعد ان فشلت عملية مسك الختام قائلا ان الحكومة شنت تلك العملية للقضاء على قوات العدل والمساواة وان النتيجة التى اسفرت عنها تلك العملية هى ان العدل والمساواة باتت ممسكة بزمام المبادرة العسكرية اكثر من ذى قبل واصبح الجيش يواجه مشاكل حقيقية فى عملياته الهجومية التى اجهضتها قوات الحركة.
واضاف انه على الرغم من وجودنا العسكرى الجيد الا اننا أتينا الى الدوحة نبحث عن السلام ونتشاور مع الوساطة عن كيفية ايجاد عملية سياسية حقيقية.
وحول الوضع مع تشاد حاليا قال آدم اننا اصحاب قضية عادلة ونقدر الشعب التشادى لكن مصيرنا ليس مرتبطا بتشاد ولا بالدوائر الدولية وان الحركة خيبت آمال الذين ظنوا ان تحييد تشاد سيجبر الحركة على الرضوخ والتوقيع على اى اتفاق لكن هذا لم يحدث وواصلت الحركة سيطرتها على الارض وامسكت بزمام المبادرة العسكرية وخاضت مع الجيش السودانى 14 معركة وهزمته فى كافة تلك المعارك رغم انهم حيوا تشاد لكن الحركة تمددت فى كردفان وفى دارفور وفى مناطق كثيرة فى السودان.
وبشأن حقيقة وضع الدكتور خليل فى ليبيا وهل هو رهن الاقامة الجبرية نفى ادم ذلك وقال اننا نقدر القيادة الليبية خاصة القائد الاممى الاخ معمر القذافى لفهمه لقضايا الامة عامة وان القائد الاممى أثبت انه لا يعمل باملاءات الاخرين ولا يخضع لابتزاز النظام السودانى بأى حال من الاحوال وان وجود الدكتور خليل فى طرابلس باعتباره رئيسا لأكبر حركة عسكرية معارضة فى السودان والقائد الاممى يتعامل معه على هذا الاساس وان الدكتور خليل يقيم هناك معززا مكرما ويدير لقاءاته مع المسؤولين الدوليين والاقليميين وزاره السيد جبريل باسولى وثابو مبيكى اكثر من مرة وبرؤساء آخرين وجهات دولية تسعى للقائه قريبا باعتباره رئيس اكبر حركة تمثل الشعب الدارفورى ولها وجود على الارض.
ولفت الى انه رغم عدم وجود الدكتور خليل فى الميدان الا ان الحركة فى افضل اوضاعها على المستوى السياسى والعسكرى ومن الانصاف والالتزام بالاعراف الدولية ان يتم تأمين حرية حركة القيادة من امكنة المفاوضات والى مواقعها فى الداخل الدارفورى ومن مصلحة النظام ان تتم تلك الخطوة.
وحول العلاقة مع حركة التحرير والعدالة قال آدم اننا نقوم بمجهود كبير للاعلان عن جبهة مقاومة عريضة سترى النور قريبا وستضم اعدادا كبيرة من القيادات بعضها كان فى التحرير والعدالة وستكون جبهة مقاومة جامعة تنسق شؤون المقاومة سلما او حربا وفى اى مكان للتفاوض ستأتى الجبهة مجتمعة وليس فقط حركة العدل والمساواة.

دعت العدل والمساواة والتحرير والعدالة لتوحيد مسار التفاوض.. مجموعة خريطة الطريق تثمن جهود قطر حول دارفور
الدوحة-الشرق:
أصدرت مجموعة خريطة الطريق بيانا حول جهود قطر لمعالجة أزمة السودان في دارفور أكدت فيه اعتزاز المجموعة، التي تضم كلا من حركة العدل والمساواة الديمقراطية وحركة تحرير السودان قيادة الوحدة وجبهة القوى الثورية المتحدة وحركة جيش تحرير السودان الجهود العظيمة التي انتهجتها قطر تجاه دارفور، وقال بيان المجموعة الذي وقعه شرف الدين محمود محمد صالح الناطق الرسمى لمجموعة خريطة الطريق ان ما تقوم به قطر من جهود في دارفور لم تطلع به الإنسانية من قبل ومقدر من قبل شعب السودان في دارفور وهو بمثابة توطيد العلاقة الأزلية بين الشعبين، التي امتدت لازمان سحيقة ترجع لحقبة السلطان علي بن دينار وعبرت المجموعة عن شكرها وتقديرها للشعب القطري وتقديرها للمساعي التي تنتهجها لمساعدة أشقائهم في السودان بصور عامة ودارفور على وجه الخصوص، واكدت ان المبادرة القطرية المطروحة حاليا هي المبادرة الوحيدة التي اجتمعت عليها جميع قوى المقاومة وأصبحت الأمل الوحيد الذي يتشدق بها شعب دارفور في تحقيق السلام العادل والشامل والدائم وان علاقة قطر العقلانية والواقعية أيضا اكسبها الوقوف في مسافة واحدة بين إطراف النزاع في دارفور مما اعطاها الاهلية للتوسط لمعالجة الازمة.
ورحبت مجموعة خريطة الطريق برجوع حركة العدل والمساواة لمنبر الدوحة ودعت حركة العدل والمساواة وحركة التحرير والعدالة للعمل من اجل التوحيد بصورة شاملة وتوحيد مسارات التفاوض حتى نتمكن من تحقيق سلام عاجل ينقذ الأوضاع المأساوية ولوضع حد لمماطلة حكومة السودان في التسويف والهروب من دفع استحقاقات التسوية السياسية الشاملة في دارفور.
الدوحة-الشرق
 
 
 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *