النفط موردنا ومن حقنا أن نتعامل معه بما نريد،،، نائب سلفا كير : البشير لن يجد شريكا له في الحرب

رياك مشار : القبائل العربية الشمالية ترعى مواشيها في الجنوب وعددهم أكثر من مليونين، ووجودهم حسب اتفاقية السلام ستنتهي في الحادي والثلاثين من مارس – ماذا سيفعلون مع أكثر من مليونين يأتون سنويا لمصالحهم في الجنوب؟
لندن: مصطفى سري
أكدت دولة جنوب السودان أنها لا تسعى إلى خوض أي حرب مع جارتها السودان، ردا على إعلان الرئيس عمر البشير أن الأجواء مع دولة الجنوب أقرب إلى الحرب من السلام، وشددت على أن جوبا تقف مع السلام ومواصلة الحوار للتوصل إلى حلول في القضايا العالقة، داعية الرئيس البشير إلى تشجيع الحوار والتفاوض بدلا من دق طبول الحرب. ويعقد المكتب السياسي للحركة الشعبية الحاكمة في الدولة حديثة الاستقلال اجتماعا اليوم وهو الأول منذ استقلال الدولة في يوليو (تموز) الماضي، يتوقع أن ينظر إلى القرارات التي اتخذتها الحكومة بغلق آبار النفط، والتحديات التي ستواجهها الدولة.
وقال نائب رئيس دولة جنوب السودان الدكتور رياك مشار لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئيس السوداني عمر البشير بإعلانه الحرب لن يجد شريكا له في الجنوب لخوضها لكنه سيجد هذه الدولة شريكا له في السلام، وأضاف «لن نخوض حربا مع الشمال، ليس خوفا ولكن لأن هذا هو المنطق وصوت العالم كله مع السلام.. لماذا نلجأ إلى الحرب وفي أيدينا طريق السلام عبر الحوار؟!»، وقال «برنامجنا هو السلام مع الشمال وسنعمل على ذلك»، معتبرا أن إيقاف النفط من قبل حكومته لا يعني الدخول في المواجهة مع دولة السودان، وتابع «النفط موردنا ومن حقنا أن نتعامل معه بما نريد، وكان على البشير أن يشجع الأطراف للحوار».
وذكر مشار أن وزير الخارجية السوداني علي كرتي هدد بأن بلاده سوف تستخدم الجنوبيين الموجودين في الشمال، وعددهم 700 ألف جنوبي، للحرب ضد بلادهم، وقال إن الجنوبيين سواء في الشمال أو الجنوب لا يريدون خوض الحرب، وأضاف أن القبائل العربية الشمالية ترعى مواشيها في الجنوب وعددهم أكثر من مليونين، وأن وجودهم حسب اتفاقية السلام ستنتهي في الحادي والثلاثين من مارس (آذار) القادم وسيصبحون مواطني دولة أخرى، وقال «هل ستقوم الخرطوم باستخراج جوازات سفر لهم جميعا قبل الموسم الجديد في ديسمبر (كانون الأول) القادم في عودتهم للجنوب، وبذلك الرقم الضخم، أو لديها بدائل أخرى؟»،
وأضاف أن الحرب لا تنفع الشماليين لأن جوبا يمكن أن تقوم بترحيل مواطنيها الموجودين في الشمال خلال ستة أشهر، وتابع «لكن ماذا سيفعلون مع أكثر من مليونين يأتون سنويا لمصالحهم في الجنوب؟ لذلك نحن نرى أن السلام هو المنطق الذي يجب أن يتبع لأنه ليس هناك سبب يمكن أن يؤدي إلى أن تخوض الدولتان الحرب مرة أخرى».
وقال مشار إنه على البشير أن يحل مشاكله الداخلية وكلها من الأسباب الاقتصادية، وأضاف أن السودان به حروب في دارفور، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق، وفي الشمال مع المناصير، وهناك تململ في شرق البلاد، فليس من العقل أن يفتح جبهة أخرى مع دولة مجاورة، وقال «حتى الآن الخرطوم لا تريد أن تقتنع بأن جنوب السودان أصبح دولة ذات سيادة، وعلى حكومة الشمال أن تحترم ذلك وتتعامل على أساسه»، وتابع «على كل حال نحن سنذهب إلى المفاوضات مع الحكومة السودانية في العاشر من فبراير (شباط) الجاري في العاصمة أديس أبابا وسنواصل معها الحوار، لكن التهديد لا يجدي في مثل هذه المفاوضات بل المطلوب التقدم بحلول»، وقال إن وفد بلاده في المفاوضات أبدى مرونة كبيرة للتوصل إلى السلام.
الشرق الاوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *