النفايات الالكترونية : وسيلة اخري من وسائل الانقاذ لإهلاك الانسان السوداني

منذ استيلائها علي السلطة بليل دامس وعلي غفلة من الناس وهم نيام , وباكذوبة (انت الي القصر وانا الي السجن!) والتي تُعد اكثر الاكذوبات ضررا بالبشرية علي مر التاريخ , فان عصابة الإهلاك (وليس الانقاذ) ما برحِت تتفنن في ابتداع صنوفا من وسائل ازهاق ارواح السودانيين او الحاق الاذي بهم علي اقل تقدير. فبدءا من بيوت الاشباح التي مات فيها من مات جراء التعذيب القاسي مثل المرحوم دكتور علي فضل , مرورا بالقاء المعارضين من طائرات الانتنوف علي ارتفاع الاف الامتار وضرب الاخرين بالرصاص من مدي قريب كما حدث لبعض اسري متمردي دارفور والثمانية وعشرين ضابطا في صبيحة عيد الفداء, ومرورا ايضا بالقاء القنابل الحارقة والمحرمة دوليا علي مواطني دارفور , واغراق اهلنا في المناصير في مياه السد الذي ذهب بمنازلهم ومزالرعهم ولم تر البلاد النور الموعود من كهربائه الي الان , وانتهاءا بمقتل نفر من المساكين تحت انقاض العمارات الفاسدة التي بناها وزير الداخلية الاسبق والذي اقرت اللجنة التي حققت في الامر وهي لجنة كل اعضائها من الحزب الحاكم ومع ذلك لم تستطع مداراة فضيحة الوزير المقرب من الرئيس لفداحة الجرم ووضوحها للعيان فكان ان اُعفي الوزير الفاسد من الداخلية فقط ليتسلم وزارة الدفاع حيث الغنيمة اكبر! وسط دهشة الجميع.

والان جاء دور السموم التي تنبعث من النفايات الالكترونية لتقضي علي من بقي حيا وببطء . فقد سمع وراي الجميع مسؤول المقاييس السوداني وهو يطل بوجهه الغاضب من علي شاشة التلفزيون السوداني وهو ممسك بوثائق دامغة وامامه كومة من عينة من الكمبيوترات والطابعات والماسحات  البالية ويشير الي انها كلها قديمة ومنتهية الصلاحية وما هي الا مصادر لانبعاث سموم قاتلة ومسببة للسرطانات بانواعها , وموضحا وهو يلوح بالوثائق التي في يده بان هذه النفايات قادمة من دول الخليج العربي بانها جديدة !مشيرا الي انه وبحسب القوانين العالمية فان مثل هذه الاجهزة البالية تُعاد الي حيث صُنعت, لا ان تُشحن الينا. وذكر بان هناك حاويات كثيرة بجمارك بورسودان وبجمارك سوبا تنتظر الخلاص لتدخل الي البلاد وتُدفن في المويلح او في اماكن اخري!

وقد ذكر ايضا امرا خطيرا جدا اقشعر له بدن كل من شاهد الخبر الاليم , ذكر بان هذه النفايات الالكترونية ما كانت لتصل الي البلاد لولا تواطؤ اكثر من خمس وعشرين وزيرا ووالي ولاية منذ العام 1996!! هم عصابة يقبضون الثمن ليموت المواطن عاجلا بالسموم المنبعثة منها , او اجلا بسبب ما يصيبه من سرطان ناتج من هذه السموم. هكذا وصل الجشع والطمع مداه من هؤلاء الذين لا هم لهم الا جيوبهم وبطونهم التي لايملاها الا التراب!اما يكفي ان معدل الاصابة بالسرطان في الشمالية بلغ حدا مخيفا يمكن ان يُوصف بانه وبائي نتيجة دفن نفايات ذرية في عهد النميري كما يقولون؟ ام انه لابد من القضاء علي هذا الشعب المسكين بنفايات اخري الكترونية هذه المرة؟ ويا تري ما هو القادم ؟ هل هناك نفايات جرثومية ستاتي ويقبض ثمن التخلص منها بالسودان هؤلاء الذين خانوا الامانة وخانوا المواطن وخانوا البلاد؟

نري انه لابد من توجيه تهمة القتل العمد لهؤلاء الوزراء والولاة المجرمين كما تفعل الصين التي تعدم كل فاسد كما اعدموا تجار حليب الاطفال الفاسد وكما اعدموا مهندسا بني كبري فانهار واخر بني عمارة انهارت ومات تحت انقاضها نفر من الناس.  لابد من كشف اسماء المشاركين في هذه الجريمة الفضيحة وفضحهم وتجريدهم من اية مهام يقومون بها الان ثم محاكمتهم ومن ثم دفنهم مع نفاياتهم هذه ليكونوا عبرة لمن يعتبر. ونهيب بمنظمات المجتمع المدني والمحامين وناشطي البيئة عدم ترك هذه القضية للبرلمان او لمؤسسات الحكومة لانها من المؤكد ستتستر علي هؤلاء المجرمين الذين غالبا ما يكون منهم من لايزال وزيرا او واليا. وقديما قالوا (حاميها حراميها)!

محمد احمد معاذ

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *