الأمن السوداني يعتقل زعيما لحزب معارض بعد سلسلة من الاعتقالات في صفوف قادة من المعارضة.
العرب
الخرطوم – شهدت البعض من المناطق السودانية خاصة في العاصمة الخرطوم، ومدينة مدني (جنوب) مسيرات احتجاجية تنديدا برفع الدعم عن المواد البترولية.
وقوبلت هذه المسيرات برد فعل قوي من قبل شرطة مكافحة الشغب التي سارعت إلى فضها، خشية أن تتسع رقعتها.
يأتي ذلك فيما واصل جهاز الأمن والمخابرات شن حملة اعتقالات في صفوف قيادات المعارضة التي كانت قد وجهت دعوات على مدار الأيام الماضية للناس للخروج والتظاهر ضد سياسات النظام الاقتصادية.
ويبدو أن النظام يستشعر خطرا كبيرا، خاصة وأن ما يحدث اليوم يعيد إلى الأذهان الانتفاضة التي شهدتها البلاد عام 2013.
وأعلن حزب المؤتمر السوداني المعارض أن أفرادا من جهاز الأمن والمخابرات السوداني اعتقلوا، الأربعاء، زعيمه عمر الدقير من منزله في أم درمان، بالإضافة إلى خمسة نشطاء.
وكان الحزب قد أعلن الثلاثاء أن عدد المعتقلين منه بلغ 11 شخصًا، بينهم رئيسه السابق إبراهيم الشيخ، ونائب رئيسه خالد عمر، وأمينه العام مستور أحمد.
ودعا حزب المؤتمر السوداني وأحزاب أخرى إلى التظاهر احتجاجا على قرارات بزيادة أسعار المواد البترولية.
وخلال الأيام الماضية أعلنت أحزاب الأمة القومي، والشيوعي، والبعث العربي والإصلاح الآن اعتقال 8 من كوادرها.
والخميس الماضي رفعت الحكومة الدعم عن الوقود ليرتفع سعره بنسبة 30 بالمئة وذلك لتغطية العجز في موازنتها.
وشمل القرار أيضًا رفع الدعم جزئيا عن الكهرباء، وكليا عن الأدوية التي رجح صيادلة أن تتضاعف قيمتها بنسبة 100 بالمئة.
وتعتبر هذه الإجراءات الأحدث ضمن خطة تقشف لجأت إليها الحكومة منذ 2011 لتعويض الفارق الذي خلفه انفصال جنوب السودان الذي أخذ معه 75 بالمئة من حقول النفط.
وبسبب قرارات مماثلة شهدت البلاد في سبتمبر 2013، احتجاجات خلفت العشرات من القتلى وكانت الأقوى منذ وصول البشير للسلطة في 1989.
ويتوقع متابعون أن يشهد السودان نسقا تصاعديا للتحركات الاحتجاجية، في ظل ارتفاع حالة الاحتقان في صفوف المواطنين الذين يعيش أكثر من نصفهم على حافة الفقر.