الناطق الرسمي لحركة العدل والمساواة السودانية جبريل ادم بلال في حوار مهم

حاوره عبر الهاتف : عوض فلسطيني .
الناطق الرسمي لحركة العدل والمساواة السودانية جبريل ادم بلال من مقر إقامته ببريطانيا يدلي بالكثير المثير حول موقف حركته من الحوار الوطني المعلن من قبل النظام السوداني في الخرطوم واثر التصدعات التي ضربت حركتهم مؤخراً وتواجد قوات العدل والمساواة في ولاية جنوب كردفان بدلاً عن دار فوروموقفهم من الصراع الذي يدور بين الفرقاء في دولة جنوب السودان . فالي مضابط الحوار .
* نبدا بخطاب الوثبة والذي طرحه الرئيس البشير وقد احتوي علي اربعة محاور اساسية هي السلام ,المعاش والاقتصاد ,التحول الديمقراطي والهوية , الي اي مدي لامست هذه القضايا مظالمكم التي حملتم السلاح من اجلها.
= لاكثرمن 25سنة ونحن نسمع بطرح هذه القضايا للحوار بل لم تتمكن الحكومة من مخاطبتها او حلها، ونحن جلسنا معهم في اكثر من منبر سلام في عدة دول مع وجود وساطات مختلفة وناقشنا كل هذه القضايا ولم نصل فيها لتسوية سياسية ، إذاً الاشكالية الحقيقية ليست في طرح هذه القضايا بقدرما هي في مخاطبتها بشفافية فطرح مثل هذه القضايا للحوار من باب الحوار لا يخاطب قضايانا ولا يعجل بتسوية شاملة لحل مشكلة السودان .
* هل ستلبون الدعوة التي قدمها لكم الرئيس ادريس دبي للقاء به في تشاد .و لماذا قاطعتم مؤتمر ام جرس.
= التقينا بالرئيس ادريس دبي في باريس في الشهور الماضية واوضحنا له موقفنا من الحوار الوطني والسلام الشامل وما يجري في ام جرس الخ، واوضحنا له عدم رغبة الحكومة في مخاطبة القضايا التي قامت من اجلها الحرب، وليس لينا مانع في لقائه في اي مكان ولكن نحتاج ان نرى مواقف عملية ملموسة من النظام قبل اي خطوة، اما مؤتمر ام جرس فهو محكم التفصيل على الحكومة واتباعها ونحن لا نؤخذ على حين غرة.
* فشلتم في إسقاط نظام الخرطوم بقوة السلاح فما موقفكم الان بعد جنوح النظام للحوار الوطني.؟؟
= بل فشل النظام في القضاء علينا بقوة السلاح وحظي ببؤس الاف المدنيين الذين قتلوا على ايدي مليشياته في دارفور وكردفان والنيل الازرق، اما نحن فقد اوصلنا هذا النظام إلى انفاسه الاخيرة وحاصرناه دوليا واقليميا وحتى محليا لا يستطيع ان يتحرك بحرية في او بالقرب من مواقع سيطرتنا، ولم يتبقى الا القليل من التنسيق مع كافة قطاعات المجتمع السوداني لحمل النظام على السلام الشامل الذي يفضي لدولة المواطنة المتساوية بين الناس او العمل على اسقاطه وإن كان النظام يمتلك الارادة لحل مشكلة السودان فنحن علي اتم الاستعداد للجلوس للحل الشامل وليست لتسويف الوقت والمراوغة .
* مشاركتم في الحوار الوطني بالداخل مرهونة بتحفظات إن لم تكن شروط ما الذي تبحثونة كضمان للمشاركة في الحوار الوطني.
= ضئلت جدا ضمانات النظام بعد ما ضاق بالحريات مؤخراً بعد إعتقاله السيد الصادق المهدي جراء كلمة حق القاها في شأن مليشياته التي إرتكبت الفظائع في دار فور فزجى به في السجن، ولم يتحمل نقد الاستاذ ابراهيم الشيخ، ولم يتحمل الصحف ولا الصحفيين الذين يتحدثون عن فساد اكابر قادته، كيف يتحمل حركة العدل والمساواة؟ وكيف نضمنه وعشرات الاسرى مازالوا يقبعون في زنازينه؟ وطلابنا في الجامعات والمعاهد العليا مطاردين من مكان لاخر غير مسموح لهم بالنشاط السياسي؟ وكيف نحاوره ونضمنه ومازالت مليشاته ترتكب الموبقات في دارفور وكردفان والنيل الازرق والته العسكرية تضرب وتحرق وتشرد في جماهير شعبنا بفرية دك الحصون التي لم يصلوا اليها بعد؟
* كثرت الانشقاقات فى صفوف حركتكم وهى بالطبع ستضعف من مقدرتكم فى التفاوض او القتال ما تعليقك؟؟
= كانت ستضعف الحركة لو ان هذه الانشقاقات تصب في ماعون الثورة، ولكن طالما انها لا تتعدى كونها تنتهي بصاحبها عضو غير فاعل في حكومة المؤتمر الوطني فلا ضير ابدا، ولن نستطيع ان نمنع من اراد ان يصطف مع نظام الابادة الجماعية، ولن توهننا او تسكننا هذه الانشقاقات، وكل من عجز عن الدفاع عن الاهداف والقيم التي قامت من اجلها الحركة فالنظام اولى به.
* فررتم من دار فور الي جبال النوبة واحتميتم بالحركة الشعبية قطاع الجبال هل من قواسم مشتركة تجمع بينكم والحركة الشعبية في جنوب كردفان.
= ليست حركة العدل والمساواة من تفر من مليشيات النظام وما هروب مجموعة حميدتي من جنوب كردفان إلا برهان على ما تجرعوه من هزيمة قاسية جدا، فالحركة موجودة سياسيا وعسكريا في دارفور وكردفان وموجوده بتمثيلها السياسي في كل ولايات السودان وبثقلها الجماهيري، اما الحركة الشعبية فيربطنا معها المصير المشترك والجبهة الثورية والقيم والاهداف التي تعاهدنا حولها وسننتصر لها او نموت.
* من وجهة نظركم إذا تطاولت الازمة في دار فور اكثر من الان يمكن ان تطالبوا بحق تقرير المصير للاقليم المتأزم.
= لا طبعاً حركة العدل والمساواة بنيت على اساس وحدة السودان ولا نقبل غير ذلك، ولكن الخوف من الاصوات الخافتة في الوقت الحالي قد يكون لها صدى في مقبل الايام إذا تطاولت الازمة اما نحن فنبحث دوماً الحل الشامل للمشكل السوداني ولسنا منكبين علي دار فور فقط.
* كيف تنظرون للدعوات التي تنادي باجراء الحوار الدارفوري الدارفوري.
الدعوة للحوار الدارفوري الدارفوري في الوقت الحالي محاولة لإستعجال النهايات دون تحقيق اي انجاز ,وهي في الاساس كلمة حق في زمن الضلال والباطل، إذ لا يمكن ان يتم الحوار واكثر من مليونين ونصف المليون في معسكرات النازحين؟ واكثر من مليون منهم في معسكرات اللجو؟ وكيف يتحاور اهل دارفور ومازالت الحرب القبلية مدعومة من الدولة؟ إذا ما يجري في هذا الخصوص عبارة عن مسرحية معدة ومحبوكة التوصات في المركز وما على المتحاورون إلا البصم عليها دون إبداء اي ملاحظة.
* لماذا تهاجمون المركز وكثير من هذه الافكار هي إجتهادات نفر كريم من ابناء دار فور حرصاً منهم علي التسوية السياسية للاقليم المتأزم .
المركز هو المعد والمنفذ دوماً لهذه السيناريوهات الباهتة بينما يقوم بإخراجها ضعفا النفوس والذين يرتمون في احضان نظام الخرطوم الذي يصادر إرادة الاخرين ويتخذهم دروع يحتمي بهم من اجل تحقيق مصالحه الشخصية .
من وجهة نظركم كيف تنظرون الي إتفاق الدوحة. *
= هو نموذج للإتفاقات الفاشلة بشهادة موقعيه والاطراف الدولية والافريقية، وستنتهي صلاحيته قريباً دون ان يحققوا اي انجاز, فقط تمكنوا في خلال ثلاثة سنوات ان يستوظف عدد قليل ممن وقع على الاتفاق وغنم القليل منهم بمن جاد لهم به النظام وبهذا تكون غاية من وقع على هذا الاتفاق المنفعة الشخصية وقد حصلوا على بعض منها، اما جماهير شعبنا في دارفور فلا يعنيهم هذا الاتفاق لان الاوضاع الامنية والسياسية والاقتصادية اليوم اكثر سوءً مما كانت عليه.
* يرجح مراقبون ان واحدة من اسباب طول ازمة دارفور ان الحركات لا تملك رؤية سياسية شاملة للحل.
= المؤتمر الوطني يدعي انه لديه رؤية سياسية فكيف بحركة ثورية قدمت اغلى ما عندها في سبيل ما تؤمن به ان لا يكن لها مشروع متكامل للحل ؟ الصحيح انه كلما طلبت منا رؤية في منبر تفاوضي كنا نرد على الوساطة قبل النظام برؤى مكتوبة ومترجمة حتى لا تحور، ومازالت مواقفنا واضحة وموثقة ولكن الازمة الفعلية في طول الازمة السودانية في دارفور وفي السودان بصورة عامة هي عدم وجود شريك راغب في التسوية السياسية الشاملة.
* ما تقييمكم لاداء بعثة حفظ السلام الدولية ( يوناميد ) في حماية المدنيين.
= لدينا مثل بقول “الما كسى امو ما بكسي خالتو” بعثة اليوناميد فشلت في توفير الحماية لافرادها رغم العدد والعدة والعتاد الذي تملكه كيف يمكنها ان توفر الحماية للمدنيين وفيها عتاة الفساد؟ وكيف لها ان تفعل وقد كبلت نفسها باتفاق للعمل المشترك مع النظام بعدما كانت تعمل بموجب تفويض واسع ممنوح لها من مجلس الامن الدولي، وبالتالي اصبحت البعثة لا تستطيع ان تتحرك الى اي موقع من مواقع الاحداث إلا بموجب إذن من النظام، ولا يأذن لها النظام إلابعدما يخفي آثار الجريمة، بل احيانا يستخدم النظام الياتهم في مأموريات استخبارية في مناطق سيطرتنا، وبالتالي يكون وجود بعثة اليوناميد في دارفور لازم فايدة.

* الخرطوم تتهم حركات دار فور بان لها توجهات عنصرية تريد تأصيل الافرقانية في السودان ما تعليقكم .؟ وكيف تنظرون من جانبكم للصراعات القبلية في دار فور والتي غلباً ما تاخذ الطابع الاثني.
= اولا نحن لسنا بحركة دارفورية وإن كنا نتشرف بذلك، ثانيا العنصرية سلاح استخدمه النظام ضدنا ولا مكان له بيننا ولانقبل به لغيرنا، اما الافريقانية فهي ليست إثنية بقدرما هي إنتماء جغرافي، فهناك الاف الافارقة البريطانيين والاف البيض الافارقة، وهناك عدد من الدول العربية في افريقيا، وما موقع السودان من هذا التوصيف ببعيد فالسودان دولة افريقية بل هو قلب افريقيا النابض. اما الصراعات القبلية فهي من صنع المركز، وقتما رفع النظام يده عن تجييش وتسليح القبائل تقف الحرب.
* اين الجبهة الثورية في ظل الخلافات التي ضربت مكوناتها وإتهام بعض قادتها بالفساد وهل تتهمون جهه ما بتشتيت جهودكم في توحيد خطابكم السياسي وعملكم العسكري الميداني.
= الجبهة الثورية حاضرة بقوة في الساحة السياسية السودانية والعسكرية، وهي مازالت ممسكة بمقاليد المبادئ التي اتفقنا حولها اما ان يستجيب النظام للتسوية السياسية الشاملة او ان نعمل لإسقاطه، وما يشاع عن خلافات بين مكوناتها محاولة يائسة من النظام للنيل منا ولا يستطيع ان يفعل.
* ما هى اهدافكم التى من اجلها قاتلتم مع رياك مشار في ولاية الوحدة ضد الرئيس المنتخب في دولة جنوب السودان سلفاكير؟ وكيف تقودون حرب دولية بالوكالة ضد دولة ذات سيادة وانتم حركة متمردة في دولة اخري.؟؟
= بعضهم يتهمنا بالقتال مع رياك ضد حكومة الجنوب والبعض يتهمنا بالقتال مع حكومة الجنوب ضد رياك ولكن تبقى الحقيقة اننا لم نقاتل ولن نقاتل بجانب اي طرف ضد الاخر بل دعونا اطراف الصراع في بداية الازمة بضرور تحكيم صوت العقل وتفضيل الحلول السياسية ما امكن ذلك .
* الا تعتقد ان تواجدكم في دولة الجنوب هو انصراف عن قضيتكم في دارفور وفشلكم في تحقيق الاهداف التي خرجتم من اجلها؟
= وجودنا شمال الحد الفاصل لعام 1956 لا يعني وجودنا في دولة الجنوب فقواتنا موجودة في مواقع سيطرت عليها وهي معلومة وتستطيع ان تتحرك وقتما رأت ذلك والحكومة اكثر من تعرف اننا لسنا في الجنوب وتحسب لتحركاتنا الف حساب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *