المنسيين علي الارض

حسن اسحق
 كثيرون هم  بنات وابناء السودان خارج الاحداث والتفاعلات الثقافية والسياسية والاجتماعية الاقتصادية،لايرون جدوي القاء البال عليها ولو من باب التطفل وإقحام النفس من باب المعرفة.
المتضررون الوحيدون هم،حتي لو ادعوا الانصرافية.يشكون من السوق ومابه من وحوش الاسعار الزائدة،وشبح  الاسوأ القادم .خائفون من الجهر،متسمرون من صور الموتي،يتهجسون من الكلام عن حقوقهم،تصلبوا رعبا من مشاهد نشرت علي الفضاء الالكتروني،طلقات اخترقت الصدر وهشهمت القلب في ثواني قليلة،وبعد دقائق فارق او فارقت الحياة علي طريق اسفلتي،انتهت صلاحية السير عليه منذ اشهر اوسنة.العربات لاتحمل لوحات،عليها سلاح دوشكا،تمر بسرعة عالية،تصدم طفلا وطفلة ،امراة ثم رجل،تدهسه باطاراتها ،بها بواقي دماء سابقة،احتمال انه متظاهر خرج الي الشارع،لم يطلب منه احد الخروج او قرأ منشور يدعو لاسقاط،ففكرة خروجه نبعت من بيئته المنزلية ومكان عمله.
بعد ان اخذ مرتب الشهر،ذهب الي السوق،فضاعت النقود امام الخضار والجزارة والمخبز،وفي باله رسوم الدراسة لاطفاله،وايجار البيت،والزوج مريضة في المستشفي،رفضت ادارتها  خروجها،الا في حالة إيفاء دين المرقد او جثة.فبكي امام الباب،جاءته الطفلة،بخطاب استدعاء من المحكمة،صاحب البقالة رفع شكوي ضده،شهرين لم يفي بوعده المالي،وصاحب المنزل المح اليه ان للصبر حدود.فسمع قائد المسجد الذي يفصل بينهما مجري مائي صغير،تتعلق به اكياس البلاستيك واوراق محروقة،وصحيفة تعشق السلطة،علي منشيتها،ان المرتب في السودان،يكفي  العامل والموظف لشهرين ويزيد بعد ان قرأ التفاصيل علي الصفحة السنة،انتابته هواجس(بشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون)،يتمني في لحظة السماع والقرأة،ان يعود مرتبته وزوجته الي حضن الاطفال.
شباب علي مبني حديث الانشاء،حيث سقط قتلي الرصاص الحارق،يدخنون المخدرات نهارا،الشمس تتسرب عبر فتحات المبني،في بالهم (راكوبة) راكوبة عائشة بائعة الشاي وزينب صاحبة (الزلابية)،متي تغيب الشمس،ويأتي الليل بظلامه،انها احلي اللحظات،فعائشة فتاة في بداية الثلاثين،مات والداها في البرام بجبال النوبة،اما زينب والدها جند ضمن المليشيات في الجنينة،لم تسمع عنه اخبار،فقررت والدتها الذهاب الي المركز،انها مصابة بالقلب والسكري،ذهبت الي المستشفي،ارجعوها،انها مشفي تجاري،رغم الكتابة عليه انه تعليمي.فادم وكوكو،يقتاتان فضلات المطاعم وبعدها يدخنان الحشيش للنسيان …..
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *