المقرحي يصل ليبيا وأوباما ينتقد إطلاقه
وصل عبد الباسط المقرحي -الذي أدين في تفجير لوكربي- إلى العاصمة الليبية عقب الإفراج عنه من سجن في أسكتلندا لأسباب إنسانية، برفقة سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي، حيث كان في استقباله حشد من المواطنين.
واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما قرار إطلاق سراح المقرحي خاطئا، في حين حذرت الخارجية الأميركية طرابلس من أن استقباله “استقبال الأبطال” سيؤثر على العلاقات بين البلدين.
وتجمع حشد كبير من الليبيين إضافة إلى عائلة المقرحي أمام الطائرة التي أقلته مساء الخميس، ملوحين بالأعلام الليبية لدى ظهوره إلى جانب سيف الإسلام.
وكانت اللقطات التليفزيونية أظهرت المقرحي وهو يتكئ على عصا بينما كان يسير على الممر المؤدي إلى طائرة الخطوط الأفريقية الليبية قبيل مغادرتها بريطانيا متوجهة إلى طرابلس.
وكان المقرحي -الذي يعاني من سرطان في البروستات في مراحله المتأخرة- يسير ببطء دون مساعدة، كما أخفى وجهه بياقة لباس رياضي أبيض اللون.
أسباب إنسانية
وغادر المقرحي سجنه قرب غلاسكو بعد ساعة من قرار وزير العدل الأسكتلندي كيني مكاسكيل الإفراج عنه بسبب وضعه الصحي ولأسباب وصفها بالإنسانية، وذلك بعد ثماني سنوات أمضها في السجن من حكم المؤبد الصادر بحقه قبل الإعلان أواخر العام الماضي عن إصابته بسرطان البروستات.
وقال الوزير إن “أسكتلندا لن تنسى أبدا الجريمة”، لكن قضاءها يشترط أن “تكون الرحمة متوفرة” في تطبيق الأحكام، مذّكرا بأن تقارير الأطباء تؤكد أن المقرحي لن يعيش إلا أشهرا معدودة.
ومن جانبه قال المقرحي في بيان وزعه محاموه إن “هذه المحنة لم تنته بعودتي إلى ليبيا، وربما لن تنتهي إلا عندما أموت”.
وجدد التأكيد على أنه بريء فـ”قد كان علي أن أعاني من أجل شيء لم أفعله”، واعتبر إدانته “عارا”، وخاطب أقارب الضحايا قائلا “أتعاطف معكم بصدق في مصابكم”.
موقف واشنطن
وفي ردود الفعل على إطلاق المقرحي وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما القرار بالخاطئ. وقال في حديث إذاعي إن إدارته تجري اتصالات مع الحكومة الليبية لتحثها على وضع المقرحي قيد الإقامة الجبرية بعد وصوله من بريطانيا.
وحثت الوزيرة هيلارى كلينتون ومسؤول أميركي آخر بريطانيا وأسكتلندا على عدم الإفراج عن المقرحي.
وقالت كلينتون في بيان لها “لقد تمسكنا بموقفنا أمام مسؤولي الحكومة البريطانية والسلطات الأسكتلندية بأنه يجب على المقرحي أن يقضي فترة عقوبته كاملة في أسكتلندا”، مضيفه أن واشنطن تشعر “بخيبة أمل” إزاء هذا القرار.
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية بي جيه كرولي إن واشنطن “وجهت رسالة مباشرة لليبيا” بأن استقبال المقرحي استقبال الأبطال سوف يكون غير مقبول، وسوف تكون له عواقب بالنسبة لعلاقات واشنطن مع طرابلس.
وشهدت العلاقات الأميركية الليبية تقدما بعد عقود من التباعد كللت بزيارة وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس العام الماضي إلى طرابلس. وبدأت الولايات المتحدة في استئناف العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي عام 2004 بعدما وافقت الأخيرة على تعويض أسر ضحايا حادث لوكربي والتخلي عن برنامج أسلحة الدمار الشامل.
وقد اعتبر بعض أقارب الضحايا الأميركيين الإفراج عن المقرحي غير مقبول على الإطلاق.
عميل استخبارات
وأدين المقرحي لدوره في التفجير بالسجن المؤبد في 2001، وهو حكم كان يجب أن يقضي منه 27 عاما على الأقل حسب القانون الأسكتلندي، لكن وُجِدت أرضية كافية ليستأنف حكمه عندما روجع ملفه في 2007.
وكان المقرحي يعمل في 1988 رئيسا لأمن الخطوط الجوية الليبية في مالطا عندما وقع الهجوم الذي قتل 270 شخصا كثير منهم أميركيون، لكن مخبرين أميركيين أكدوا أنه كان أيضا عميلا سريا لاستخبارات ليبيا.
وإطلاق سراح السجناء عادة متأصلة في النظام القضائي الأسكتلندي عندما يشارف المدان على الموت، وقد استجيب -حسب المسؤولين الأسكتلنديين- لـ 27 من 30 التماسا في هذا الصدد في أسكتلندا التي هي جزء من بريطانيا لكن لها نظام قضائي مستقل.
وقال المحامي سعد جبار الذي عمل على الملف إن الإفراج عن المقرحي سيحسن كثيرا العلاقات البريطانية العربية.
المصدر: الجزيرة + وكالات