(د ب ا)- دعت المعارضة السودانية الى مواصلة المظاهرات في جميع انحاء البلاد لاسقاط حكومة الرئيس السوداني عمر البشير فيما قال مسؤول حكومي بارز ان الدستور والانتخابات هما اليات تداول السلطة.
وقال كمال عمر القيادي في قوى الإجماع الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي المعارض في السودان إن كل قوى المعارضة وجهت قواعدها في المدن والأرياف بالمشاركة الفاعلة في الخروج واستمرار الانتفاضة حتى إسقاط نظام المؤتمر الوطني الحاكم بقيادة الرئيس البشير.
وأضاف في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية الصادرة اليوم السبت “ما شهدته الخرطوم ومدن السودان من هدنة في مواصلة التظاهر ما هي إلا هدنة تسبق العاصفة .. قيادات المعارضة في آخر اجتماع لها الأسبوع الماضي وضعت خططها وموجهاتها وقد حسمت أمرها بأن خيار الشعب السوداني الآن هو استمرار الانتفاضة”.
وتابع عمر “أكبر خطر على الإسلام بعد تجربة طالبان في أفغانستان هو حزب المؤتمر الوطني في السودان لأنه قصف الشعوب السودانية في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور وقتل العزل في مظاهرات الخرطوم والمدن الأخرى باسم الإسلام”.
واشار إلى ان “المؤتمر الوطني يمارس الوهم السياسي، وهذا لن ينطلي على الشعب السوداني “.
و استطرد عمر قائلا ان النظام يحاول تخويف السودانيين بالجبهة الثورية، ولكنهم كانوا أكثر التصاقا بها، لأن من حملوا السلاح كانوا مرغمين بعد خيانة النظام لعهود الاتفاقيات معهم” .
و اردف “لن ندين إقدام الجبهة الثورية على حمل السلاح، لا سيما أن المؤتمر الوطني الحاكم يقتل العزل من المدنيين، سواء في مناطق الهامش أو الخرطوم، ولذا فالنظام هو من فرض على الآخرين حمل السلاح”.
من جهة أخرى، كشف رئيس الهيئة العامة لتحالف المعارضة فاروق أبو عيسى عن رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالبت فيها المعارضة بالتدخل الفوري من قبل هيئات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان لغل يد الرئيس السوداني عمر البشير وحزبه الحاكم، من استخدام وسائل القمع الفظة ضد المظاهرات السلمية.
وتضمنت الرسالة أن البشير – المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بسبب اتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة في إقليم دارفور غرب البلاد – أشعل حروبا في جنوب كردفان والنيل الأزرق، كما أنه لجأ إلى استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين في الخرطوم وعدة مدن أخرى.
من جهة اخرى ، دعا نائب الرئيس السوداني الحاج آدم يوسف أحزاب الوحدة الوطنية المشاركة في الحكومة إلى التوافق على ثوابت الشريعة الإسلامية والوصول للحكم عبر الانتخابات، وألا تكون هذه الثوابت محل مساومة ويمكن الاختلاف فيما سوى ذلك.
وقال إن الدستور وقانون الانتخابات من أهم آليات تداول السلطة، وإن الحوار مع الجميع دون إقصاء أو حجر رأي ، مضيفا أن “المؤتمر الوطني أحرص الأحزاب على الشريعة الإسلامية.. وقلناها بوضوح، وطالبنا الأحزاب بأن تحذو حذونا”.
يشار الى ان السودان شهد مؤخرا مظاهرات احتجاجا على رفع الدعم عن الوقود تخللتها اعمال عنف واضرام النار في محطات للوقود وحافلات اسفرت عن مقتل 34 شخصا واعتقال نحو 700 بحسب الحكومة السودانية.
فإن 700 شخص اعتقلوا ولقي نحو 34 حتفهم على مدى أسبوع الاحتجاجات.