المشهد السوداني

المشهد السوداني
الجديد الراهن والقديم المنصرم تمهبد لسقوط النظام
حسن اسحق
(ان ذكر الموت في الحياة اليومية،اصبح كتناول ذكر اخبار الاصدقاء والجيران والاهل فيما بينهم في السودان) مقولة انسان في معسكر النسيان. وايضا عاما مضي ،وعام جديد ،ولا شئ في المشهد سعيد.بالفعل هذه هي المشاهد بواقعيتها ،دخل موسم 2013 واذا عقدت مقارنة بين الجديد الراهن والقديم المنصرم ،لا شئ يدعو للا مل والتفاؤل . اخبار موت الطلا ب لم تنتهي اغتيال طالب ثانوي في  ولا ية وسط دارفور، والمحاكمات لم تتوقف ،الناشطة جليلة خميس كوكو قدمت للمحكمة ،ولانتائج حقيقية عن محاكمتها في اولي  الايام من يناير الحالي ،وهي معتقلة منذ اكثر من 9 اشهر،وطالبات دارفور مثلن امام احدي محاكم الخرطوم ،بسبب التظاهرات في شهر ديسمبر من العام الماضي،وخرجن احتاجا علي مقتل 4 طلاب من جامعة الجزيرة ،وكل مايتوقع وترسمه وقائع الحال يبشر بنفس السيناريوهات السابقة ،والبشري في عداد المحال.ان وثيقة الفجر الجديد الموقعة في كمبالا في هذا الشهر،مهدت للحكومة الطريق،لتعتقل كل من شارك فيها ،واعتقل البعض بعد عودتهم من كمبالا في مطار الخرطوم،وابراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني ،بعد زيارة قررها الحزب الي ولاية شمال كردفان ونقل اعضاء الحزب الي منطقة الخوي ،وهي تتبع لمدينة الا بيض عاصمة الولاية. والحكومة تهديداتها مستمرة ،وقال الرئيس السوداني ان الموقعيين علي وثيقة الفجر الجديد فرصتهم في ممارسة السياسة ستكون ضئيلة ،وصفت من قبلهم بالفجر الكاذب واستلهم اخرون بفكرة عودة بدر الكبري ،استلهاما للجهاد وتنشيط الشارع لخداع التسعينيات،واوهام معارك الميل 40 في الجنوب،مؤشرات المؤتمر الوطني هذا ،قد تقود الي منعرج خطير. واقع حقوق الا نسان لن يكون افضل من سابقه، وماذكر تتضح مؤشراته منذ اغلاق مراكز التنوير في الخرطوم ،واتهمتها الحكومة بنشر ثقافة الماسونية،لتشويه صورتها امام الرأي العام ،بعد الاتهام بتلقي الدعم الخارجي من جهات غربية استخباراتية للنيل من دولة الشريعة المزعومة .ويقول مهتمون بقضايا حقوق الانسان،ان عام 2013 سيكون اسوأ من سابقه وتنبأ البعض بايقاف كتاب وصحافيين وصحافيات وبعض من الصحف ،رغم موالتها وتصنف في خانة الصفراء،الا ان  هناك كتابا يشيرون دائما الي نقد الحكومة وتقصيرها في القيام بواجباتها وانتهاكها الدائم للدستور التي تدعو الي احترامه والانقياد له،ومسلسل الاعتقال سيزيد من سابقه،وما الاعتقالات الاخيرة بعد الفجر القادم مقدمات ستنعكس وبالا علي الشعوب السودانية من منظمات مجتمع مدني وشباب
في 28 ديسمبر الماضي ،اضربت النساء المعتقلات في سجن كادوقلي دون تقديمهن للمحاكمة بتهم متعددة،اخطرها التخابر للحركة الشعبية قطاع الشمال،وبعد اسبوع نقلن الي سجن الا بيض ،وكان الاضراب عن الطعام سبب هذا النقل،وتخوفت السلطات ان يحدث ذلك تضامنا مع بقية السجينات. وظاهرة الاختطاف مازالت تمارس في يوم 3يناير اختطف جهاز الامن رئيس رابطة طلاب دارفور بجامعة ام درمان الاهلية عبدالله بخيت ابو شنب،بعد مشاركته في مخاطبة سياسية تتعلق بالا حداث في اقليم دارفور ،وكان حديثه يدور حول تكتيك ومؤامرة نظام الخرطوم ،لادخال قبيلة الرزيقات في صراع مع دولة جنوب السودان ،وانزل ابو شنب من السيارة بعد اوقفها افراد من الامن ،وفي السابق نفذ جهاز الامن عملية اختطاف ،وكانت نتائجها موت محمد موسي بحرالدين،جامعة الخرطوم،وعبدالكريم عبدالله موسي من جامعة ام درمان الاسلامية. وفي مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور الحديثة ،يوم الاحد السادس من يناير ،اعتدي فرد من الشرطة العسكرية في سوق المدينة علي فرد ،بعد ادخاله الخيمة ،وضرب ضربا مبرحا،وسبب له جروح ولم تعرف اسباب الاعتداء عليه،ويجد المواطن في فتح بلاغ ضد القوات النظامية . وفي السياق ذاته ،الثلاثاء 8 يناير،اعتقل اثنين من قيادات قوي الاجماع الوطني في مطار الخرطوم بعد عودتهم من كمبالا،هم اعضاء في قوي الاجماع الوطني الموقع علي ميثاق الفجر الجديد،واعتقل الجهاز بروفيسور/محمد زين العابدين،ودكتور عبدالرحيم عبدالله. ومنذ ولوج السنة الجديدة المظاهرات في المدن السودانية في تزايد،خرج طلاب في مدينة زالنجي في تظاهرة في العاشر من يناير ،وسببها مقتل طالب يوم الاربعاء 9 يناير علي ايدي عناصر القوات النظامية ،ما قاد عشرات طلاب المدارس الثانوية والاساس ،احتجوا علي مصرع الطالب برصاص الشرطة وكذلك اطلقت نيران وسط المتظاهرين. ولم تسلم الطالبات من المحاكمات ايضا،وفي محكمة جنايات الخرطوم شرق الاثنين 7 يناير،قدمت السلطات ثلاثة طالبات من دارفور الي المحاكمة علي خلفية احداث جامعة الجزيرة الاخيرة في الشهر الا خير من العام الماضي ،بعد اندلاع الاحتجاجات ضد اسلوب القمع والقتل،الطالبات ،زوراء احمد يوسف ،جامعة النيلين كلية الادارة ،ورفيدة عبدالعزيز ادم عبدالله ،جامعة السودان ،ومثلتا امام القاضي برعي،واما الطالبة اخلاص حسن سليمان من جامعة السودان ،كلية تقنية المعلومات ،مثلت امام القاضي ايوب،كما جاء في بعض المواقع الالكترونية.
حسن اسحق
صحفي

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *