صلاح التوم كسلا
في اللقاء الذي جمع الرئيس السوداني المشير عمر البشير والرئيس المصري السيسي الخميس 25 اكتوبر 2018م تم الاتفاق ، على تعزيز فرص التكامل والوحدة، وتسهيل حركة المواطنين والسلع بين البلدين
كما تم التوقيع علي اثنتي عشرة مذكرة تفاهم وبرنامجا تنفيذيا لتعزيز التعاون المشترك بين القطرين في عديد من المجالات.
وقال الرئيس البشير، في مؤتمر صحفي، مشترك مع الرئيس السيسي إن “العلاقة بين السودان ومصر ليست خياراً، وإنما فرض عين، نتيجة لتطورات العالم من حولنا”. موضحاً أن “التقارب والتعاون أمر حتمي بيننا، وتعبير حقيقي عن رغبة شعوبنا في هذا التواصل، وسنتابع كرؤساء تنفيذ الاتفاقيات للوصول بالعلاقات إلى المستوى الذي يرضي طموحات شعبي وادي النيل”.
لا شك أن ما تم بين الجانبين يعد خطوات تفتح آفاقا أرحب أمام تطور العلاقات الثنائية بين البلدين وأن توقيت اللقاء يأتي في وقت بالغ الأهمية لما تشهده المنطقة من توترات …
ولكن رغم ذلك تبقي عدة أسئلة واردة كما تابعنا عبر منصات التواصل الاجتماعي وبعض الصحف ومن تلك الأسئلة :
إلغاء حظر المنتجات الزراعية المصرية التي تم حظرها في مارس من العام الجاري نتيجة للتأكد من تلوثها ! !
في هذا الجانب وحسب متابعتنا أن الاتفاق الذي تم برفع حظر المنتجات المصرية هو جزئي بمعني ان هناك بعض السلع لا يزال الحظر يشملها ثم شمل الاتفاق فحص شامل من قبل الجهات السودانية المختصة لكل السلع التي تم رفع الحظر عن دخولها سابقا للتأكد من سلامتها وبالتالي يكون هذا الأمر تحت سيطرة الرقابة السودانية ..
أما أكثر الأسئلة حيرة والذي تردد كثيرا مسألة استعمار حلايب وشلاتين وابو رماد من قبل الجانب المصري وأن اللقاء الحالي لم يتعرض لهذه المعضلة التي تعتبر اكبر انتهاك لسيادة الوطن واكبر هاجس يؤرق الشعب السوداني والتي ينظر اليها أنها أولي الأوليات من تلك الاتفاقيات والمذكرات التي وقعت بين البلدين. !
فالرئيس عمر البشير قال بنفسه في سبتمبر من هذا العام إن قضية حلايب ستظل حاضرة في كافة لقاءاته مع القيادة المصرية، وأكد أن بلاده لديها وثائق تثبت أن المنطقة سودانية …ولكن للأسف بدأ الرئيس يتجاهل هذا الأمر الحيوي بالرغم من أنه شدد سابقا أثناء لقائه وفدا من قبائل البشاريين التي تقطن منطقة حلايب الحدودية على أن بلاده هي صاحبة الحق في السيادة على المنطقة التي تتنازعها مصر والسودان . وأضاف أنه مطمئن لكافة مواقف بلاده في هذه القضية”. ولكن بكل المقاييس الواقع لا يؤكد ذلك أبدا ….ففي اللقاء
لم يشر أي من الرئيسين للخلاف بشأن مثلث حلايب وشلاتين وابو رماد الحدودي ، وكأننا أصبحنا نحن في السودان ، نتحدث بخجل عن سودانية مثلث حلايب حتي وصلنا مرحلة نكاد لا نسمع فيها صوت كثير من قطاعات الدولة والشعب !!
وكان البشير قد استقبل السيسي في الخرطوم في يوليو الماضي واتفقا على ضرورة التشاور والتنسيق المستمر بين الجانبين.
لا يعقل في ظل حكومة حكمت السودان ثلاثة عقود أن تتخلي عن أرض بمساحة (20.580) كم مربع وتمثل ثلاث مناطق رئيسة وهي (ابو رماد وحلايب وشلاتين) وكلها مناطق سودانية سياسياً وادارياً بحكم الامر الواقع , وبحكم الوثائق . ولا يكون بالمنطق أن نري تمصير المنطقة بأم أعيننا ولا نحرك ساكنا …
فبحسب ما أفيد من تقارير فانه تم تغيير اسم مدرسة حلايب الثانوية باسم مدرسة جمال عبدالناصر الثانوية , بهذا وبعد أعوام سوف يندثر كل ما يشير الى الثقافة السودانية !!
ان المخطط المصري لتمصير حلايب بدأْ باحتلالها في صمت تلاه بعد ذلك اقامة سور حاجز بين حلايب وبقية مدن السودان وتم تحويلها الى ثكنة عسكرية يتولى امرها عسكري مصري, في الوقت الذي قامت فيه القوات المصرية باستغلال سكان حلايب بالرشاوي او القمع ومنعوا من التواصل مع ذويهم في السودان ، وفي سبتمبر من العام قبل الماضي وصلت القافلة التي أرسلها الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم إلى مدينتي حلايب وشلاتين، وبدأت فعليا في تنفيذ مهمتها الخاصة بدعم طلاب وأهالي حلايب وشلاتين على أكمل وجه، وقامت القافلة بتقديم هدايا تشمل بطاطين وملابس رياضية للطلاب وأهاليهم، وقامت بتوفير بعض الاحتياجات الأخرى التي تبين أنها تنقصهم .
كل ذلك تم وحكومة السودان في كل لقاء في صمت مطبق, أو تجاوز الأمر وكأنه لا يعنيها. !!
– – – – – – – – – – – – – – – – –
تم إضافة المرفق التالي :
172.jpg