القذافي يتجه في الطريق الى نيويورك.. غموض وتكهنات وانتظار مفاجآت
طرابلس ـ اسطنبول ـ د ب أ: بالأمس القريب تقدم الزعيم الليبي معمر القذافي بطلب للأمم المتحدة يدعو فيه إلى تفكيك سويسرا وتوزيع أراضيها على دول الجوار بسبب اقدام السلطات السويسرية على اعتقال نجله الأصغر هنيبعل بشكل مؤقت للاشتباه في تعديه بالضرب على خادمة في جنيف، وبعده يتوجه زعيم الثورة الليبية إلى نيويورك لأول مرة منذ توليه الحكم في بلاده قبل 40 عاما.
تأتي هذه الزيارة لتعمق جراح أقارب ضحايا طائرة ‘بانام’ التي سقطت فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988، خاصة بعد أن أفرجت السلطات الاسكتلندية مؤخرا عن المتهم الليبي عبد الباسط المقرحي لأسباب انسانية وصحية لمرضه بالسرطان، وزاد من هموم أقارب الضحايا الاستقبال العارم للمقرحي في طرابلس.
ولم تتوقف المعاناة عند أقارب ضحايا لوكربي ولكنها شملت أيضا سويسرا التي تعاني من احتجاز السلطات الليبية لاثنين من رجال الأعمال السويسريين منذ أكثر من عام ردا على احتجاز هانيبال القذافي.
وسيتوجه القذافي الذي يصف الدبلوماسيون الغربيون سياسته بأنها ‘غريبة ومتقلبة الأحوال’ إلى نيويورك وليس إلى واشنطن، حيث تتولى ليبيا منذ أمس الثلاثاء رسميا ولمدة عام رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبعد ثمانية أيام سيتحدث القذافي المعروف بخطبه النارية أمام قادة دول وحكومات العالم، وسيدلي بكلمة مدتها خمس دقائق فقط في أعقاب كلمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ولن تسنح الفرصة لـ’الضوء السياسي الشارد’ القادم من طرابلس للظهور بسبب قصر مدة الخطاب.
ويحيط الغموض بزيارة القذافي إلى نيويورك، سواء بموعد الوصول او ارتدائه لجلبابه التقليدي الملون أو مكان اقامته بعد رفض إقامة خيمته الشهيرة أو على الأخص بمدى التزامه بالمدة المحددة لكلمته في الأمم المتحدة.
وحول هذا التخبط تردد الأوساط الليبية أن القذافي ليس رئيسا عاديا ليضع جدولا زمنيا مسبقاً لزيارته.
ولكن العادي في رأي وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن تصف القذافي بالأخ قائد الثورة ورئيس الاتحاد الإفريقي وملك ملوك إفريقيا وممثل قادة وزعماء إفريقيا في الأمم المتحدة.
ومن جانبه أعلن القذافي عزمه على المطالبة بمقعد دائم لإفريقيا في مجلس الأمن الدولي والمطالبة أيضا بتعويضات عن فترة الاستعمار والعبودية في القارة الإفريقية، وترك في الوقت نفسه الباب مفتوحا أمام مفاجأة من المفاجآت التي اعتاد عليها في خطبه المتكررة.
وسيجد القذافي ردا على كل سؤال، فهو لديه تصوره الخاص مثل أن إسرائيل هي سبب الشر في إفريقيا وفي موقعه على شبكة الانترنت يؤكد القذافي ان حلف شمال الأطلسي (الناتو) يتبع استراتيجية نابليون وهتلر للوصول إلى روسيا.
أما بين الساسة العرب، فيرى الكثيرون أن القذافي زعيم يتصف بالجنون، ولكن بعض المثقفين يقدرون أسلوبه غير التقليدي وسخريته من الجامعة العربية. ولعل كلمته في قمة عربية سابقة أكبر دليل على انتقاداته الصارخة لزملائه حيث استنكر اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين وسأل الزعماء العرب كيف تقبلون ان تقوم قوى غربية بإسقاط زعيم عربي وأنتم تتفرجون؟ وأضاف ‘سيأتي عليكم الدور جميعا’.
المصدر: القدس العربي